يمن مونتيور/ قسم الأخبار

تطرقت دراسة تحليلية، أعدها مركز المخا للدراسات الاستراتيجية (مؤسسة بحثية يمنية)، حول توظفت إيران للحوثيين في اشتباك الحرب اللا متماثلة مع أطراف دولية وإقليمية، لتحقيق أهداف متعدَّدة تخدم استراتيجيتها في الهيمنة على المنطقة.

وقالت الدراسة، إن إيران دعمت سيطرة مليشيَّات وجماعات مسلَّحة تابعة لها في عدد مِن الدول (لبنان، العراق، سوريا، اليمن)، ووظَّفتها في حروب لا متماثلة مع أطراف دولية وإقليمية، لتحقيق أهداف متعدَّدة تخدم إستراتيجيَّتها في الهيمنة على المنطقة؛ ومِن ذلك الضغط لإخراج القوَّات الأمريكية والبريطانية والتركية مِن المنطقة، وخلق فراغ تملؤه إيران.

كما وظَّفتها كذلك للاعتداء على دول المنطقة، ومحاولة الضغط عليها، كما حدث في حالات متكرِّرة مع السعودية والإمارات، وبدرجة أقل مع الأردن. ومؤخَّرًا تزجُّ إيران بهذه الجماعات والكيانات المسلَّحة في الاشتباك الإقليمي

و”بحسب منظَّمة الأمم المتحدة فإنَّ معظم النزاعات اليوم تنشب بين فاعلين مِن غير الدول، مِن قبيل الميليشيَّات السياسية والجماعات الإجرامية والجماعات الإرهابية الدولية، وأصبح مِن عوامل النزاع السائدة التوتُّرات الإقليمية التي لم تحل، وانهيار سيادة القانون، وغياب مؤسَّسات الدولة أو اختطافها..” .

وأشارت الدراسة، إلى أن تكنولوجيا الأسلحة العسكرية شهدت الكثير مِن التطوُّرات، خاصَّة بعد ظهور الطائرات المسيَّرة (غير المأهولة)، كما أنَّ “تكنولوجيا الطائرات المسيَّرة التجارية متوفِّرة على نطاق واسع، ويمكن لأيِّ شخص تصنيع طائرة مسيَّرة هجومية بكلفة لا تتجاوز بضع مئات مِن الدولارات. وبعض الجماعات الإرهابية لديها هذه القدرات” .

وحدث نفس التطوُّر في السفن والغوَّاصات المسيَّرة (غير المأهولة)، وفي الصواريخ الذكيَّة والموجَّهة، خاصَّة صواريخ “كروز”؛ وفي الربط والتكامل في كثير مِن المهام بين كلٍّ مِن الطائرات والسفن والغواصَّات المسيَّرة (غير المأهولة).

وبالمجمل تقول الدراسة، إن سهولة حصول المليشيَّات والجماعات المسلَّحة على الأنواع المتطوِّرة والذكيَّة مِن الأسلحة العسكرية عزَّز ووسَّع إلى حدٍّ كبير مِن دورها في الحروب اللَّا متماثلة، وجعل هذا النوع مِن الحروب هي الحروب المنتشرة في العالم.

وحول كيف وظَّفت إيران المليشيَّات المسلَّحة ومن بينها “الحوثيين” لخوض حرب لا متماثلة نيابة عنها، أوضحت الدراسة، أن السياسية الإيرانية تقدِّم نموذجًا واضحًا لكيفية توظيف دولة ما لجماعات مسلَّحة تابعة لها في دول أخرى، لشنِّ مزيج مِن “الحرب بالوكالة” والـ”حرب اللَّا متماثلة” نيابة عنها، وبما يحقِّق أهدافها، ويُعزِّز مِن هيمنتها الإقليمية سياسيًّا وعسكريًّا.

وأشارت إلى أن إيران وفرت دعما عسكريا وسياسيا وإعلاميا وماليا للحوثيين مكنهم من شن حروب لا متماثلة مع الدولة (2004 وحتى 2010)، وتاليا الاستيلاء على السلطة (2014)، والانخراط في حرب استنزاف مع منافسيها الإقليميين (السعودية والامارات) ومؤخرا شن هجمات على الملاحة الدولية والقطع الحربية الامريكية.

ووظَّفت إيران المليشيَّات المسلَّحة التابعة لها لمهاجمة القواعد العسكرية الأمريكية في كلٍّ مِن العراق وسوريا ولبنان، سعيًا مِنها لإخراجها مِن الدولتين، لإفساح المجال لتمدُّد النفوذ الإيراني؛ لأنَّ طهران تعتبر الوجود العسكري الأمريكي عائقًا أمام هيمنتها الكاملة على الدولتين في إطار صراع النفوذ بينها وبين الولايات المتَّحدة.

وحول الانخراط في الاشتباك نتيجة الحرب على غزَّة، بينت الدراسة، أنه بمجرد بدء العدوان العسكري الإسرائيلي على غزَّة توفَّر للجماعات المسلَّحة التابعة لإيران في المنطقة مبرر سياسيٌّ لشنِّ هجماتها ضدَّ إسرائيل أو الوجود العسكري الأمريكي بالمنطقة، كما هو حاصل مع جماعة الحوثي في اليمن.

ولتعزيز قدرة جماعة الحوثي في اليمن على التأثير عملت إيران على تزويدها بغوَّاصات مسيَّرة -بحسب ما أشارت له بعض التقارير. ف

قد “كشفت منصَّة تابعة لمعهد البحرية الأمريكية عن إرسال إيران غوَّاصات مسيَّرة للحوثيين في اليمن، وأنَّها تستخدمها لمهاجمة السفن في البحر الأحمر. وحسب مقال نشره موقع “يو. إس. نيفي نيوز”، التابع للبحرية الأمريكية، فإنَّ إعلان القيادة المركزية الأمريكية تدمير قوَّاتها البحرية مركبة مسيَّرة تحت الماء، في المياه التي يسيطر عليها الحوثيُّون حول اليمن، يُعتبر تهديدًا جديدًا يدخل على خطِّ الصراع” .

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: إيران الحوثيون اليمن دراسة

إقرأ أيضاً:

إيران ترد بحزم.. تهديد مدمر من الحرس الثوري إلى إسرائيل بعد العقوبات الأمريكية

تستضيف إيطاليا اليوم الجمعة الجولة الخامسة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، بوساطة عُمانية، وسط تصلّب متزايد في المواقف بشأن تخصيب اليورانيوم. ففي حين تصر واشنطن على وقف أي قدرة إيرانية في هذا المجال، تؤكد طهران أنها ماضية في التخصيب “مع أو بدون اتفاق”، معتبرة أن العقوبات ضدها غير قانونية وعدائية.

وعلّقت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الجمعة، على العقوبات الأميركية التي فرضتها واشنطن على قطاع البناء والتشييد في إيران وعشرة مواد صناعية ذات استخدامات عسكرية، ووصفتها بأنها “غير قانونية وعدائية ضد الشعب الإيراني”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن هذه العقوبات تزيد من الشكوك حول استعداد الولايات المتحدة الحقيقي للانخراط في الدبلوماسية، مضيفًا أن الإجراءات الأميركية متعددة الطبقات صُممت لحرمان المواطنين الإيرانيين من حقوقهم الإنسانية الأساسية، ووصف هذه الخطوة بأنها “مستفزة وغير إنسانية”.

بدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أكد أن بلاده لن توافق على أي اتفاق نووي جديد إذا كان الهدف الأميركي من المفاوضات هو وقف تخصيب اليورانيوم داخل إيران، مشدداً على أن البرنامج النووي الإيراني سلمي ولا يتضمن نية لامتلاك سلاح نووي.

وفي تصريحات نقلتها وكالة “مهر”، قال عراقجي: “إذا كان هدف الولايات المتحدة من التفاوض هو وقف التخصيب في إيران، فلن يكون هناك اتفاق”، مضيفاً أن بلاده لا تسعى إلى امتلاك قنبلة نووية، وأن “السلاح النووي لا مكان له في العقيدة الدفاعية للجمهورية الإسلامية”.

وأشار الوزير الإيراني إلى استمرار الخلافات الجوهرية مع الجانب الأميركي، مؤكداً أن طهران لن تقبل بأي اتفاق لا يتضمن ضمانات واضحة، كما شدد على أن إيران “لن تتخلى عن حقوقها المشروعة في تخصيب اليورانيوم”، مضيفاً: “نرفض حتى تخصيباً رمزياً بنسب منخفضة، لأننا نريد التخصيب لتوسيع الصناعة النووية، وقد أعددنا البنى التحتية لذلك”.

يأتي ذلك عشية الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن الملف النووي، والتي من المقرر أن تبدأ في روما بمشاركة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف ووفد إيراني.

وفي سياق متصل، أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة المفاوضات مع إيران، حيث أعرب ترامب عن تفاؤله بأن المحادثات “تسير في الاتجاه الصحيح”.

الحرس الثوري يهدد إسرائيل برد حاسم على أي هجوم ضد إيران

هدد الحرس الثوري الإيراني، اليوم الجمعة، برد “مدمر وحاسم” في حال أقدمت إسرائيل على شن أي هجوم ضد إيران، مؤكداً أن أي “حماقة” من جانب تل أبيب ستُقابل برد قاسٍ داخل الأراضي الإسرائيلية.

وقال المتحدث باسم الحرس الثوري، العميد علي محمد نائيني، خلال مؤتمر “مدارس الأمل” الذي عقد في قاعة السيدة الزهراء بمحافظة قزوين: “إذا تجرأ النظام الصهيوني الواهم وارتكب حماقة واعتداء، فسيتلقى بالتأكيد رداً مدمراً وحاسماً في جغرافيته الضعيفة والصغيرة”.

وأضاف نائيني أن التهديدات الإسرائيلية ناتجة عن “تقديرات خاطئة” تجاه قوة النظام الإيراني، قائلاً: “اتهام نظام يحظى بدعم شعبي وعسكري قوي بالخوف من الحرب يعكس جهلاً بقدرات الجمهورية الإسلامية، كما أن العدو ينسى أن القوة الشعبية ستدخل الساحة عند الضرورة، كما حدث إبان الدفاع المقدس”.

وتابع: “رسالة 46 عاماً من النضال، وثماني سنوات من الحرب، وأحداث الشغب الأخيرة، جميعها تؤكد استحالة إسقاط الجمهورية الإسلامية”، مشدداً على أن “الكيان الصهيوني بأكمله بات اليوم تحت أنظار مجاهدي إيران”.

وأشار إلى أن “من يدعم الكيان الإسرائيلي الغاصب هو الولايات المتحدة وحكومات غربية آخذة في الضعف”، مضيفاً أن “الاستقرار لن يعود إلى العالم والمنطقة إلا بزوال إسرائيل”.

يأتي هذا التصعيد بالتزامن مع تقرير لموقع “أكسيوس” الأميركي يفيد بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية إذا فشلت مفاوضات طهران مع واشنطن.

مقالات مشابهة

  • في ختام زيارته للرياض.. المبعوث الأممي يرى فرصة واقعية لتحقيق سلام شامل في اليمن
  • أمين عام "حزب الله": ننصح ترامب أنه أمام فرصة التحرر من إسرائيل والدفع بالاستثمار الأمريكي بالمنطقة
  • سفراء دول صديقة وشقيقة: الأردن مرتكزا للاستقرار بالمنطقة وواحة للسلام
  • أمير المنطقة الشرقية يرأس غدًا الاجتماع الثاني لمجلس إدارة جمعية البر لعام 2025م
  • الجولان في قبضة الاحتلال.. مشروع استيطاني أم فشل استعماري؟ كتاب يجيب
  • تصاعد انتهاكات الحوثيين ضد الصحفيين والناشطين في اليمن
  • صحيفة روسية: الحرب الأمريكية على “الحوثيين” انتهت بانكسار إمبراطوريتها
  • إيران ترد بحزم.. تهديد مدمر من الحرس الثوري إلى إسرائيل بعد العقوبات الأمريكية
  • قتلى وجرحى وخسائر كبيرة في انفجار مخزن للذخيرة بصنعاء وسط تكتم الحوثيين
  • إيران تهدد ترامب: أية مغامرة أمريكية بالمنطقة ستؤول لمصير مشابه لأفغانستان وفيتنام