رداً على الأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة، غيرت إسرائيل استراتيجيتها، واعترفت بالحاجة الملحة للمساعدات على الرغم من التردد الأولي، كما أبرز ذلك تحليل نشر في صحيفة التايمز.

يسلط التحليل الضوء على تحول إسرائيل من التفكير في عزل غزة إلى النية الآن "إغراق" المنطقة بالمساعدات. ويعكس هذا التحول في النهج اعتراف القيادة الإسرائيلية بأن المجاعة الشاملة في غزة لن تؤدي إلى تفاقم معاناة المدنيين فحسب، بل ستؤدي أيضاً إلى إعاقة الصراع المستمر مع حماس.

في البداية، اعتقدت السلطات الإسرائيلية أن لدى غزة مخزونات غذائية تكفي لعدة أشهر، ما أدى إلى التقليل من أهمية الوضع المزري على الأرض. وقد ساهمت سيطرة حماس على هذه الإمدادات، إلى جانب التحديات اللوجستية والاضطرابات في طرق الإمداد المصرية، في سوء التقدير.

علاوة على ذلك، فإن القيود التي فرضتها إسرائيل على الإمدادات كانت تهدف إلى الضغط على حماس لحملها على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تم احتجازهم أثناء الصراع. ومع ذلك، فإن تصور أن إسرائيل كانت مسؤولة عن الأزمة الإنسانية أدى إلى تحويل الضغط الدولي على إسرائيل، ما أدى إلى إعادة تقييم استراتيجيتها.

وتم إطلاع كبار المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك بيني جانتس، على ضرورة السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة للحفاظ على الشرعية الدولية لتصرفات إسرائيل ضد حماس. يسلط التحليل الضوء على التوازن الدقيق بين الاستفادة من المساعدات كأداة استراتيجية وتخفيف ردود الفعل الدولية العنيفة على الإهمال الإنساني.

وفي نهاية المطاف، فإن النهج المتطور الذي تتبعه إسرائيل يسلط الضوء على الديناميكيات المعقدة للصراع، حيث تتقاطع الاهتمامات الإنسانية مع الأهداف الاستراتيجية. إن الاعتراف بالحاجة إلى المساعدات يعكس استجابة عملية للحقائق المتطورة على الأرض والديناميكيات المتغيرة للرأي الدولي فيما يتعلق بالصراع في غزة.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

واشنطن تعلن عن مساعدات إضافية للفلسطينيين بملايين الدولارات

أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، عن تقديم مساعدات إنسانية إضافية للمدنيين الفلسطينيين في غزة  بواقع 404 ملايين دولار، ليصل إجمالي ما قدمته واشنطن لهم أكثر من 674 مليون دولار خلال 8 أشهر من الحرب الطاحنة، وذلك سط انتقادات لحركة حماس بشأن إبرام اتفاق وقف إطلاق النار.

وبصفتها أكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، تدرك الولايات المتحدة "الحاجة الملحة لوصول المزيد من المساعدات إلى المدنيين نظرا للظروف الإنسانية القاسية، وتدعو جميع المانحين إلى دعم العمليات المنقذة لحياة الفلسطينيين في غزة والمنطقة"، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان.

وأوضح البيان أن "هذا التمويل الجديد سيقدم الدعم الأساسي للفلسطينيين الضعفاء في غزة والضفة الغربية والمنطقة، بما في ذلك الغذاء ومياه الشرب الآمنة والرعاية الصحية والحماية والتعليم والمأوى والدعم النفسي والاجتماعي".

وأضافت الخارجية أن واشنطن "ستظل ملتزمة بتلبية الاحتياجات الإنسانية للمتضررين من الأزمة ... نحن نحث المانحين الآخرين على المساهمة في عمليات الاستجابة الإنسانية في غزة والمنطقة، وزيادة الدعم للمتضررين من النزاع، والعمل معا لإيجاد حلول دائمة للأزمة".

وجاء ذلك بالتزامن مع زيارة يقوم بها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، للمنطقة، وهي الرحلة الثامنة له منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.

وقال بلينكن إن المدنيين الفلسطينيين "ليسوا أرقاما وعلينا أن نوفر لهم ما يحتاجون إليه وتحقيق السلام"، داعيا إسرائيل إلى "اتخاذ مزيد من الإجراءات لخفض عدد القتلى المدنيين وحماية المنشآت المدنية".

وأضاف بلينكن متحدثا في المؤتمر المنعقد بالأردن للاستجابة الإنسانية في غزة إن إسرائيل اتخذت بعض الخطوات المهمة لفتح معابر أكثر للتغلب على العقبات التي تحول دون توصيل المساعدات إلى القطاع، لكن بوسعها بذل جهود أكبر ويتعين عليها ذلك.

ومع ذلك، قال بلينكن إن "حماس  الطرف الوحيد الذي يقف في طريق التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار"، مردفا أن "جميع دول العالم أيدت مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة ونحن بانتظار رد حماس".

واجتمع بلينكن مع مسؤولين إسرائيليين، الثلاثاء، في إطار مسعى منسق لإنهاء الحرب المستمرة منذ 8 أشهر غداة موافقة مجلس الأمن الدولي على اقتراح طرحه الرئيس الأميركي، جو بايدن، لوقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • "غزة على خط الحياة" يسلط الضوء على جهود مساعدة سكان القطاع
  • واشنطن تعلن عن مساعدات إضافية للفلسطينيين بملايين الدولارات
  • مؤتمر الأردن يطالب بإدخال المساعدات لغزة وحرمان إسرائيل من سلاح التجويع
  • الرئيس الفلسطيني: يجب الضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات ووقف إطلاق النار بغزة
  • حماس ترحب بقرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار في غزة: نرفض أي تغيير ديمغرافي
  • تعرف على أبرز ردود الفعل على تبني مجلس الأمن مشروع قرار أمريكي بشأن وقف إطلاق النار بغزة
  • إسرائيل ترد على تبني مجلس الأمن مشروع قرار بشأن وقف إطلاق النار بغزة
  • أول رد إسرائيلي على تبني مجلس الأمن مشروع قرار أمريكي بشأن وقف إطلاق النار بغزة
  • "الهواية الأخيرة".. مشروع طلاب إعلام الأزهر يسلط الضوء على مخاطر إدمان الألعاب الإلكترونية
  • يمنى الشبلي: فيلم "حنين الماضي" يسلط الضوء على الانتماء للوطن