بعد الألغام.. الجيش الأوكراني يشتكي من "مصدر رعب حقيقي"
تاريخ النشر: 25th, July 2023 GMT
قبعت العاصمة الأوكرانية كييف خلال الساعات الماضية، على وقع هجوم جوّي أطلقه الجيش الروسي، بينما عملت أنظمة الدفاع الجوي على صده.
ولعل هذه الهجمات تعرقل تقدّم القوات الأوكرانية في "هجومها المضاد" الذي أطلق قبل أشهر.
مادة اعلانيةأمام هذه التطورات، كشف الجيش الأوكراني عن عقبات تقف بوجه تقدّم قواته.
فبد الألغام، اشتكى الجنود الأوكران من تحول طائرات "لانسيت" الروسية الانتحارية المسيرة إلى مصدر رعب حقيقي لهم، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز".
وأوضح جندي أوكراني أن هذه الطائرات باتت "مشكلة كبيرة جدا"، بحسب تعبيره.
مواصفات قتالية جبارة للمروحية الروسية التمساح والمسيّرة "زالا لانسيت"كما أضاف أنه من الصعب إسقاط هذه الطائرات المسيرة لأنها تبدو مثل القنابل الموجهة أكثر من كونها طائرات مسيرة، مشيرا إلى أنه يمكن اكتشاف اقتراب هذه الطائرات المسيرة فقط قبل فترة قصيرة من الوقت، "عادة 15 ثانية".
وتابع التقرير أن القوات الروسية تتفوق بمستويات كبيرة على القوات الأوكرانية من حيث المعدات ذات الإلكترونيات اللاسلكية الحديثة، خصوصا قدرتها على التقاط إشارات الهاتف المحمول وتشويش GPS وترددات الراديو.
أتت هذه الشكوى الأوكرانية بعد أيام من صدور تقرير أميركي تحدّث عن أن الألغام الأرضية التي زرعتها موسكو، والتي جعلت القوات الأوكرانية تتحرك سيرا على الأقدام بدلاً من التوغل باستخدام الدبابات والمدرعات، وهو ما أعاق تقدّمها وأبطأه، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست.
وأكد التقرير نقلاً عن جنود أوكرانيين، أن الوقت الطويل للتجهيز للعملية العسكرية جنوب وشرق البلاد، منح القوات الروسية المدة الكافية للاستعداد، حيث زرعت الألغام المضادة للدبابات والأفراد بكثافة على مسافة تتراوح بين 3 و10 أميال من خطوطها الأمامية.
ولفت مسؤول في الجيش الأوكراني أن هذه التطورات أجبرت كييف على تغيير استراتيجيتها من الاقتحام السريع بالمدرعات والدبابات إلى تحرك بطيء للوحدات سيرًا على الأقدام، مشددا على أن أ الألغام باتت تمثل مشكلة كبيرة في المعارك خصوصا في باخموت.
مشكلة خطيرة للغايةيشار إلى أن طائرات "لانسيت" الروسية المسيرة تمثل مشكلة خطيرة للغاية بالنسبة للقوات الأوكرانية، حيث دمرت مؤخرا مدفعا فرنسيا ذاتي الحركة من طراز CAESAR، تم تسليمه إلى أوكرانيا، كما تعرض مدفع "هاوتزر" العملاق لضربة مباشرة من مسيرة.
وأشار خبراء لصخيفة "تيلغراف" بقدرات المسيرات الروسية، مؤكدين أن استخدامها الواسع سيعرض القوات الأوكرانية لمزيد من الصعوبات.
واعتبرت الصحيفة أن الرؤوس الحربية للطائرات الانتحارية، كما يطلق عليها، تنفجر عند الاصطدام فضلا عن أنها أقل تكلفة بكثير من الصواريخ المجنحة أو الباليستية.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News الجيش_الأوكرانيالمصدر: العربية
كلمات دلالية: الجيش الأوكراني القوات الأوکرانیة الجیش الأوکرانی
إقرأ أيضاً:
القذائف غير المنفجرة.. أفخاخ الموت في الخرطوم
الخرطوم"رويترز": خرج عبد العزيز علي بنظارته ولحيته الرمادية من مدرسة ابتدائية في حي العمارات في العاصمة السودانية الخرطوم وهو يرتجف من الصدمة.وعاد الرجل، مثل آلاف آخرين، لتفقد المباني التي استعاد الجيش السيطرة عليها بعد عامين من الحرب الأهلية، ليجد تهديدا جديدا كامنا بين أنقاض المدينة. وفي حالته كان التهديد قذيفة غير منفجرة تحت كومة من القماش القديم.وكان علي (62 عاما) يعمل إداريا في المدرسة قبل اندلاع الحرب في أبريل 2023 واجتياح قوات الدعم السريع شبه العسكرية للمدينة.
وقال وهو يقف خارج المدرسة "كيف ما بخاف؟!"، مشيرا إلى أن القذيفة طولها حوالي 40 سنتيمترا وتبدو مثل القذائف المضادة للدروع.وأضاف "دي مدرسة بتاعة أطفال يعني لازم كل الحاجات دي تتشال.. ما نقدر نشيل أي حاجة حتى ييجوا ويشيلوا الحاجات دي كلها".
وتنتشر الذخائر والصواريخ في الشوارع والمنازل والمدارس والمتاجر في جميع أنحاء المدينة حيث بدأت العائلات بالعودة إلى المباني التي كانت قوات الدعم السريع تسيطر عليها.
وتتفقد فرق تطهير سودانية وأخرى تابعة للأمم المتحدة الوضع، وتسعى إلى تأمين الأماكن. لكنهم يقولون إنهم بحاجة إلى مزيد من الموظفين والتمويل، لا سيما بعد خفض المساعدات الأمريكية.وفي حي العمارات بالخرطوم، أشار علي إلى قذائف أخرى على الطريق الترابي بين المدرسة وروضة أطفال. وشوهدت عدة صواريخ في مركبات محطمة.
وقال حارس مبنى آخر إن السلطات عثرت على ذخائر وطائرات مسيرة في القبو وأزالتها. لكن الصواريخ المضادة للدبابات لا تزال موجودة.وأضاف "نخشى أن يؤدي انفجار واحد إلى تدمير المكان بأكمله".
وعاد أكثر من 100 ألف شخص منذ استعادة الجيش السيطرة على الخرطوم ومعظم مناطق وسط السودان في خضم الصراع الذي بدأ بسبب خطط لدمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة.
ولا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على مساحات شاسعة بغرب السودان، وغيرت أساليبها القتالية من التوغلات البرية إلى الهجمات بطائرات مسيرة على البنية التحتية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش.
* انفجرت "بدون مقدمات"
أعلن المركز القومي لمكافحة الألغام في السودان تدمير أكثر من 12 ألف جسم متفجر منذ بدء الحرب. وقال مدير المركز اللواء الركن خالد حمدان إنه جرى اكتشاف خمسة آلاف جسم آخر منذ توسيع نطاق العمليات لتشمل الأراضي التي استعيدت في الآونة الأخيرة.
وذكرت تقارير أن 16 مدنيا على الأقل قُتلوا وأُصيب العشرات جراء انفجارات لذخائر خلال الأسابيع القليلة الماضية. وهناك مخاوف من أن يكون العدد الحقيقي للقتلى أعلى من ذلك.
وقال مدير مكتب المركز القومي لمكافحة الألغام في الخرطوم جمال البشرى "لدينا خمس فرق عمل فقط في الخرطوم حاليا". وتركز الجهود في العاصمة على الطرق الرئيسية والمباني الحكومية والمراكز الطبية في وسط الخرطوم، وهي المنطقة التي شهدت أعنف المعارك.
وقال حمدان إن بدء عمليات إزالة الألغام والمسح على النحو الأمثل يحتاج إلى 90 مليون دولار.
وتلتقط فرق العمل القذائف يدويا وتضعها بعناية في حقائب وصناديق قديمة أو جنبا إلى جنب فوق طبقة عازلة من التراب على ظهر شاحنة صغيرة ذات جوانب معدنية لحمايتها.
وتولت مجموعات تطوعية بعضا من هذه الجهود.
وقال حلو عبد الله الذي يرأس أحد الفرق العاملة في حي أمبدة بمدينة أم درمان المجاورة للخرطوم "في اليوم بيكون عندنا حكاية (حوالي) عشرة بلاغات إلى 15 بلاغا، وبنحاول نزيل العدد اللي نستطيع إزالته في اليوم".
وكان برنامج الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام أغلق أبوابه تقريبا في مارس آذار بعد خفض التمويل الأمريكي، إلى أن تدخلت كندا لدعمه.
وقال صديق راشد رئيس البرنامج في السودان "نحتاج إلى مئات الفرق. ليس لدينا سوى عدد قليل منها". وأضاف أن مشاكل في الحصول على تصاريح السفر تعرقل العمل أيضا.
وأضاف "الأمر مقلق للغاية لأن هذه المناطق تحتاج إلى فحص من فريق متخصص" قبل أن يعود الناس.
وقال رشيد إن فرق إزالة الألغام لم تقم بعمليات مسح إلا على السطح، لاسيما في المناطق الواقعة خارج الخرطوم التي تضررت بشدة أيضا.
وإذا لم تكن هناك عمليات مسح مناسبة، سيكون السكان متروكين لحماية أنفسهم بأنفسهم.
وفقد فتى يبلغ من العمر ستة عشر عاما ذراعه اليسرى وأصيب بجروح بالغة عندما انفجرت قذيفة بينما كانت أسرته تزيل الأنقاض في منزلها بجزيرة توتي، حيث يلتقي النيلان الأزرق والأبيض في الخرطوم.
وقال عمه وهو يقف بجانب سرير الصبي في المستشفى بأم درمان "خلال النضافة العادية في البيت يوم السبت حوالي الساعة 11 ونص 12 واحنا قاعدين فجأة سمعنا صوت انفجار لكن أنا شايف انه كان في طلقة بتاعة مضاد 23... كان في الكرسي، بدون مقدمات بدون أي حاجة قامت الطلقة".