صحيفة الاتحاد:
2025-05-11@09:02:58 GMT

الفخار.. «حرفة» تقاوم الزمن

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

خولة علي (دبي) 

أخبار ذات صلة «سف الخوص».. إبداعات علّمتنا الصبر «العطور والدخون».. إرثٌ للأجيال الاتحاد الرمضاني تابع التغطية كاملة

تمثل صناعة الفخار جزءاً مهماً من التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة، وتعكس نمط الحياة الاجتماعية والاقتصادية قديماً، فلم تكن المنازل تخلو من الأواني الفخارية، كجزء من متطلبات حياتهم، أما الحرفيون فكانوا يعتمدون على الموارد المحلية البسيطة لاستغلالها بشكل فعال في حياتهم اليومية، وإبداع منتجات مختلفة من الفخار، لإضافة نوع من الحيوية على البيوت.

ولا تزال صناعة الفخار مستمرة ومتوارثة من جيل إلى جيل، هذا ما أكده صانع الفخار سعيد الشحي، وهو يمارس مهنة آبائه وأجداده، ويحرص على الحفاظ عليها واستدامتها في ظل الحياة العصرية. 

مهنة متوارثة
بكل دقة وصبر، يشكل سعيد الشحي كتلة من الطين على دولاب يدوي، محولاً إياه إلى قطع من المنتجات التقليدية مسترجعاً ذكرياته مع بدايات تعلّم هذه الحرفة على يد والده من خلال مراقبته ومتابعته وتقليده، وهو يشكل أوعية من الفخار والمداخن والكثير من القطع التي كانت تلبي احتياجات البيوت. 
وانتقل من مرحلة اللهو بالطين إلى شغف ممارسة صناعة الفخار، والعمل على تطوير مهاراته، بما يتماشى مع متطلبات السوق في الوقت الحالي. 

جهد وصبر ودقة
وأشار الشحي، إلى أن صناعة الفخار من الحرف التقليدية التي تحتاج إلى جهد وصبر ودقة، من لحظة البحث عن الطين من رؤوس الجبال، مروراً بطحنه ونخله وخلطه بالماء لتحويله إلى عجينة طينية يمكن تشكيلها، ثم يتم حرق القطعة لتكتسب قوة ومتانة ولتكون صالحة للاستخدام، وقد يلجأ البعض لتزيينها بإضافة النقوش والطلاء عليها. ومن أصناف الفخار القديمة في الإمارات، «الخرس»، ويُستخدم في تخزين التمر والماء والشعير والقمح، أما «اليحلة» فكانت تُستخدم في الماضي لنقل الماء من الطوي أو الأبار، و«الحب» الخاص بشرب الماء، «والقدر» لطهي الطعام، وسواها الكثير من الأصناف الأخرى التي كانت تنتشر في البيوت البسيطة. 

استدامة
أوضح الشحي، أن قطع الفخار لا تزال تلقى رواجاً بين المستهلكين الباحثين عن القطع التراثية التقليدية المميزة والمختلفة في الشكل، والتي تعكس مرحلة مهمة من تراث وثقافة أهل المنطقة، وهذه القطع منتشرة في عدد من الأسواق الشعبية المحلية، مثل سوق الجمعة على طريق الفجيرة، كما تتواجد أيضاً في المعارض، مشيراً إلى أن هذه الحرفة تعكس تراثاً ثقافياً وفنياً يجب صونه واستدامته.

مصدر دخل
يسعى الشحي إلى تدريب النشء على صناعة الفخار من خلال مشاركاته في المهرجانات التراثية، رغبة منه في الحفاظ عليها باعتبارها إرثاً غنياً يحمل في طياته محطات مهمة من تاريخ وتراث المنطقة، موضحاً أن صناعة الفخار يمكن أن تكون مصدر دخل للعديد من الأسر في المجتمع المحلي، بعدما تطورت أشكالها وخاماتها باستخدام الطين المحلي والمستورد. ويبقى للقديم رونقه وأصالته وتميزه عن المنتجات الأخرى.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: صناعة الفخار الحرف اليدوية الحرف التقليدية الحرف التراثية الحرف الشعبية صناعة الفخار

إقرأ أيضاً:

وزير جنوب أفريقي: السرقة تبقى سرقة ويجب إعادة الآثار فورا

جددت جنوب أفريقيا دعوتها لإعادة القطع الأثرية والثقافية التي نُهبت من القارة خلال الحقبة الاستعمارية، مطالبة الدول الغربية باتخاذ خطوات عملية و"غير مشروطة" لإرجاع ما تم الاستيلاء عليه بالقوة.

وجاءت هذه الدعوة في كلمة ألقاها وزير الرياضة والفنون والثقافة الجنوب أفريقي، غايتون ماكنزي، خلال اجتماع مجموعة العمل الثقافية التابعة لمجموعة الـ20، الذي عُقد يوم الاثنين في جوهانسبرغ. وقال ماكنزي في كلمته: "إذا ثبت أن هذه القطع سُرقت، فيجب أن تُعاد فورا، من دون تفاوض. السرقة تبقى سرقة، سواء مضى عليها يومان أو 200 عام".

وأكد الوزير أن استعادة هذه القطع ليست موجهة ضد أوروبا، بل هي مطلب يستند إلى العدالة التاريخية واحترام ثقافات الشعوب الأفريقية. ولفت إلى أن القوى الاستعمارية لم تكتفِ بنهب الأعمال الفنية والتحف، بل امتد الأمر إلى الاستيلاء على رفات بشرية، بما في ذلك جماجم وأسنان لأفارقة، استُخدمت لاحقا في التجارب العلمية وعُرضت في متاحف غربية.

ورغم أن بعض الدول الأوروبية بدأت بخطوات محدودة لإعادة أجزاء من هذه الممتلكات، فإن الوتيرة لا تزال بطيئة. فقد أعادت المملكة المتحدة عددا من القطع الأثرية إلى نيجيريا وغانا وبنين، في حين سلّمت بلجيكا عام 2022 سنا تعود لباتريس لومومبا، أول رئيس وزراء منتخب في الكونغو الديمقراطية.

وتأتي هذه المطالبات في وقت تتصاعد فيه أصوات داخل القارة الأفريقية، خصوصا من جيل الشباب، تدعو إلى محاسبة القوى الاستعمارية على ماضيها، والمضي نحو تعويضات حقيقية واستعادة ما سُلب من ذاكرة الشعوب. وفي قمة الاتحاد الأفريقي التي عُقدت في فبراير/شباط الماضي، اتفق القادة الأفارقة على توحيد موقفهم تجاه المطالبة بتعويضات عن حقبة العبودية والاستعمار، بما يشمل إعادة الممتلكات الثقافية.

إعلان

وفي المقابل، تواجه متاحف غربية انتقادات متزايدة، بسبب استمرارها في "إعارة" قطع أثرية منهوبة إلى معارض دولية، في ما اعتُبر محاولة للالتفاف على المطالب المتزايدة بالإعادة الكاملة.

ويبدو أن قضية استرداد التراث الأفريقي باتت تشكل نقطة إجماع نادرة في القارة، تجمع بين السياسيين والمثقفين والمجتمع المدني، في مسعى جماعي لاستعادة جزء من الكرامة والهوية الثقافية التي حاول الاستعمار طمسها.

مقالات مشابهة

  • بعد أن تصدرت “الترند” وأنهالت عليها الإشادات.. تعرف على الأسباب التي دفعت الفنانة فهيمة عبد الله لتقديم التهنئة والمباركة لزوجها بعد خطوبته ورغبته في الزواج مرة أخرى
  • تعز.. وقفتان قبليتان بمديريتي حيفان وصبر الموادم لإعلان البراءة من العملاء والخونة
  • الادعاء الهولندي: القطع الأثرية الرومانية التي سرقت من متحف هولندا قد لا تزال سليمة
  • رويترز : طائرات اليمنية التي استهدفتها إسرائيل لم يكن مؤمناً عليها 
  • استعدادا للافتتاح.. المتحف المصري الكبير يستقبل 163 قطعة من كنوز توت عنخ آمون
  • المتحف المصري الكبير يستقبل 163 قطعة من كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون
  • خبير أمني: الشائعات أصبحت أخطر الأسلحة غير التقليدية المستخدمة في حروب الجيلين الرابع والخامس
  • وكالة.. طائرات اليمنية التي دمرتها ضربة إسرائيلية لم يكن مؤمنا عليها
  • بين حائك السجاد والتاجر.. منهج إيران والأميركيين في التفاوض
  • وزير جنوب أفريقي: السرقة تبقى سرقة ويجب إعادة الآثار فورا