في ظل الحرب الدائرة في قطاع غزة، نددت منظمات غير حكومية إسرائيلية بوجود عدد قياسي من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية حيث يواجهون "انتهاكات نُظمية" والتعذيب أحيانا، داعية الأسرة الدولية إلى التحرك.

وتوجه أعضاء في هذه المنظمات إلى جنيف خلال الأسبوع الحالي لإبداء قلقهم أمام الأمم المتحدة من "أزمة" كبيرة في السجون الإسرائيلية حيث قضى تسعة أشخاص منذ السابع من أكتوبر، على ما أفادوا.

وقالت تال شتاينر من اللجنة العامة لمكافحة التعذيب في إسرائيل في مقابلة مع وكالة فرانس برس "نحن قلقون للغاية. نحن أمام أزمة"، مشددة على وجود "نحو عشرة آلاف فلسطيني معتقلين من جانب إسرائيل (..) في زيادة نسبتها 200 %" مقارنة بالسنوات العادية.

ولطالما أعربت الأمم المتحدة وأطراف أخرى عن قلقها من ظروف اعتقال الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، إلا أن شتاينر أكدت أن الوضع تدهور كثيرا منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس بعد هجوم الأخيرة غير المسبوق داخل الدولة العبرية في السابع من أكتوبر.

وخلال الهجوم قتل ما لا يقلّ عن 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية. واحتجز كذلك 250 شخصا رهينة واقتيدوا إلى قطاع غزة. وتؤكد إسرائيل أنّه ما زال في غزة 130 رهينة، يعتقد أنّ 32 منهم لقوا مصرعهم.

ردا على هجوم حماس، توعدت إسرائيل بالقضاء على الحركة، وأطلقت حملة عسكرية خلفت دمارا هائلا و31553 قتيلا على الأقل معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة للحركة في غزة السبت.

"متفشٍ ونُظمي"

وقالت مريم عازم من "عدالة- المركز القانوني لحماية حقوق الأقلية العربية في إسرائيل"، إنه "خلال الهجوم العسكري في غزة حصلت أزمة داخل منشآت الاعتقال والسجون الإسرائيلية تم تجاهلها".

وتمكن هذا المركز من توثيق "19 حالة واضحة" من التعذيب داخل نظام السجون الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر بينها عنف جنسي، على ما أكدت لفرانس برس.

وأضافت "نرى استخداما نُظميا ومتفشيا للكثير من الأدوات من أجل ارتكاب عمليات تعذيب وإساءة معاملة للفلسطينيين".

ورأت أن هذه الأزمة "تتطلب تدخلا فوريا من الأسرة الدولية".

ذهبت شتاينر في الاتجاه نفسه محذرة من أن "الأزمة مستمرة"، مشددة على أن "ثمة أشخاصا يعانون الآن في الاعتقال وثمة حاجة كبيرة لتدخل عاجل".

وقالت هيئة إدارة السجون الإسرائيلية لوكالة فرانس برس "كل السجناء يعاملون وفقا للقانون".

وأشار ناطق باسمها إلى أنها "ليست على علم بوجود ادعاءات" تفيد عكس ذلك،  لكنه شدد على أن أي شكوى يتقدم بهما سجناء "ستدرس بالكامل من جانب السلطات الرسمية".

وأعربت المنظمات غير الحكومية هذه عن قلقها من الظروف داخل معتقلات عسكرية أوقف فيها أشخاص من قطاع غزة.

وأفادت تقارير بمقتل ما لا يقل عن 27 فلسطينيا في مراكز كهذه منذ أكتوبر، على ما قالت شتاينر مضيفة "هذا غير مسبوق وحاد للغاية".

وقالت إنه يتعذر الوصول إلى هذه المعتقلات ولم يسمح لمنظمتها أو لأي صحافي أجنبي بدخول غزة لمقابلة المفرج عنهم.

إلا أن تقارير تستند إلى شهادات موقوفين سابقين في هذه المعتقلات تشير إلى أنها غالبا ما تكون عبارة عن "أقفاص في الهواء الطلق" يكون فيها المعتقلون "موثوقي اليدين ومعصوبي العينين على مدار الساعة".

وقال معتقلون سابقون إنهم اضطروا إلى النوم على الأرض في المعتقلات في البرد الشديد وتعرضوا للضرب وحرموا من الرعاية الصحية على ما أفادت شتاينر.

مقاتلون غير نظاميين

وقال الجيش الإسرائيلي إن الموقوفين يتم استجوابهم في المنشآت منذ السابع من أكتوبر "ومن يتبيّن عدم علاقتهم بالنشاط الإرهابي يتمّ الإفراج عنهم إلى قطاع غزة".

وأشار إلى أن بعض الموقوفين الذين توفوا كانوا يعانون من إصابات أو حالات طبية، مؤكدا أن كل وفاة يحقق فيها المحامي العسكري العام. وأضاف "في ختام التحقيقات، يتم رفع ما توصلت إليه لمكتب الادعاء العسكري".

في غياب الأرقام الرسمية، تقدر المنظمات غير الحكومية أن ثمة نحو ألف شخص في هذه المعتقلات.

ويعتقل 600 شخص آخر من غزة أوقفوا داخل الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر في مؤسسات تابعة لهيئة السجون الإسرائيلية.

وأشارت شتاينر إلى أن كل الموقوفين في غزة وبينهم أطفال وحتى امرأة في الثانية والثمانين على ما يبدو، معتقلون بموجب القانون الإسرائيلي المتعلق بالمقاتلين غير النظاميين. ويحرم هذا القانون المعتقلين وأسرى الحرب من الحماية.

وأكدت أن "القانون بشكله الحالي غير دستوري".

وقالت شتاينر وعازم وكلاهما يحمل الجنسية الإسرائيلية، إن الدفاع عن حقوق الفلسطينيين في إسرائيل يزداد صعوبة منذ السابع من أكتوبر وإنهما تعرضتا لتهديدات وللشتم.

وأكدت شتاينر "التواجد في هذا المكان (إسرائيل) ليس بالسهل".

ولفتت إلى أن الصدمة التي خلّفها هجوم حماس والقلق الكبير على مصير الرهائن مفهوم "لكن هذا الأمر لا يبرر اللجوء إلى التعذيب".

ومضت تقول "إذا أثبت إسرائيل أنها تعتقل ألدّ اعدائها في ظروف إنسانية سيشكل ذلك انتصارا".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: منذ السابع من أکتوبر السجون الإسرائیلیة قطاع غزة فی غزة على ما إلى أن

إقرأ أيضاً:

استشهاد 7 فلسطينيين إثر قصف إسرائيلي متوصل على جنوب غزة.. و103 شهداء منذ الفجر

استُشهد 7 فلسطينيين، بينهم أطفال، إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، على خان يونس جنوب قطاع غزة، ما يرفع عدد الشهداء منذ فجر اليوم، الجمعة، إلى 103.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن طائرات الاحتلال قصفت منزلاً، ومركبة مدنية، بين بلدتَي بني سهيلا والفخاري شرق خان يونس، ما أسفر عن استشهاد 7 فلسطينيين، بينهم 4 أطفال.

وأفادتِ الطواقم الطبية المختصة، بأنها تمكنت من انتشال شهيدين، أحدهما من محيط مفترق أبو هولي جنوب دير البلح، وتم نقله إلى مستشفى شهداء الأقصى، والآخر وهو الشهيد محمود بشير أبو أمونة من منزل عائلته المستهدف سابقًا شرق المستشفى الأوروبي شرق خان يونس.

وفي السياق، أطلقت طائرة إسرائيلية مسيَّرة الرصاص صوب الصحفيين في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة.

وقصفت مدفعية الاحتلال، وأطلقتِ الآليات العسكرية الإسرائيلية النار بكثافة شمال بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، كما استهدفت شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

كما أحرقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي المسيَّرة، خيامًا لنازحين في منطقة السكة بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.

وأفادت (وفا) نقلاً عن مصادر طبية، بأن مستشفيات قطاع غزة تعاني نقصًا حادًّا في كميات الدم، نتيجة عدم توفرها.. لافتًا إلى أن المواطنين لا يستطيعون التبرع بسبب فقر الدم الناجم عن سوء التغذية.

وأضافتِ المصادر أن سوء التغذية في قطاع غزة وصل مرحلته الخامسة، وهي أخطر المراحل، تبعًا لتصنيف منظمة الصحة العالمية، وأن آثار المجاعة أصبحت واضحة على أجساد المواطنين، وتؤثر على وظائفهم الحيوية.. مؤكدًا أن أعداد الإصابات والشهداء في مستشفيات القطاع زادت بنسبة كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية، نظرًا لحجم الجرائم والمستهدفات الإسرائيلية المتزايدة.

ولفتت إلى أن الاحتلال دمر 85% من مرافق الخدمة الصحية في قطاع غزة، ما تسبب في فقدان السيطرة على القطاع الطبي، حيث أصبح التعامل مع المصابين محدودًا، وأن ما يحدث يفوق وصفه بالإبادة الجماعية، وهناك ملاحظات لأعداد خطيرة من الإصابات، وزيادة في أعداد الحرجة منها التي تصل المستشفيات.

وأوضحتِ المصادر الطبية أن الوضع في شمال القطاع صعب جدًّا، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي العنيف، ووجود عشرات الشهداء تحت الأنقاض وفي الطرقات، في حين يستهدف الاحتلال كلَّ مَن يتحرك في تلك المناطق، وتجد الطواقم المختصة صعوبةً في الوصول لإنقاذ المواطنين، بفعل تواصل القصف الإسرائيلي.

كما استهدف الاحتلال الطريق الرئيس في منطقة السلاطين غرب بيت لاهيا، لحظة دخول الطواقم لإنقاذ المواطنين، ما اضطرها بصعوبة شديدة للعودة من شوارع فرعية.

وباغت الاحتلال المواطنين الفلسطينيين - بشكل مباشر - في المناطق الشمالية من قطاع غزة، وتحديدًا في المناطق الشرقية والغربية، كما استهدف أكثر من 10 منازل مأهولة بالسكان بشكل مباشر في بيت لاهيا وجباليا، ما أدى لاستشهاد العشرات، وفقدان آخرين.

وارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 53.119 شهيدًا، و120.214 مصابًا، منذ 7 أكتوبر 2023.

مقالات مشابهة

  • وقفات نسائية بالحديدة تندد بمجزرة تنومة وجرائم العدو الصهيوني في غزة
  • العدو الصهيوني يفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من أبناء قطاع غزة
  • بينهم مبتور القدم .. الإفراج عن 10 أسرى فلسطينيين من سجون العدو
  • استشهاد 7 فلسطينيين إثر قصف إسرائيلي متوصل على جنوب غزة.. و103 شهداء منذ الفجر
  • اليونيفيل تندد باعتراض إحدى دورياتها من قبل أفراد في جنوب لبنان
  • استشهاد 6 فلسطينيين في قصف إسرائيلي شمالي قطاع غزة
  • شاهد / فرحة اطفال فلسطينيين لدى وصول الصاروخ اليمني
  • مقتل 5 فلسطينيين في عملية عسكرية إسرائيلية في منطقة طمون شمالي الضفة الغربية
  • درع 48.. خطة إسرائيل لتحصين بلدات غلاف غزة ومنع تكرار سيناريو 7 أكتوبر
  • إسرائيل.. خسائر قطاع السياحة تجاوزت 3.4 مليارات دولار منذ 7 أكتوبر