موقع النيلين:
2025-07-31@04:14:24 GMT

تقديرات البيروقراطية: الشهيد بركات (نموذجا)

تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT


اوقفت شركة بي تو اوبكو والتابعة للمؤسسة السودانية للنفط منذ نوفمبر الماضي 2023م راتب الشهيد المهندس ابراهيم بركات ، والذى استشهد فى المدرعات (سبتمبر 2023م) ، وللشهيد وإخوانه موقف اسطوري من البسالة ، والمجموعة التى أشتبكت مع العدو فى المساحة صفر ، وطلبوا من الطيران القصف دون إعتبار لهم ، وثبتوا ، وتلك حكاية سيخلدها التاريخ لقواتنا وشعبنا ووطننا ، و حين ينجلي غبار المعارك سنكتشف الكثير من الذهب والنقاء والشجاعة والحنكة.

.

أمضى الشهيد اربعة أشهر فى الحقل بهجليج ، للحفاظ على الانتاج هناك ، وبعد عودته فى اغسطس 2023م ، حمل بندقية إلى المدرعات إلى أن لقي الله شهيدا..
بعد شهر من استشهاده اوقفت الشركة راتبه.. تطبيقا للقانون.. كما برروا ..

وفى الظروف الإستثنائية فإن الأمور بقدرها ؟
– فقد اتجهت الكثير من الشركات ومؤسسات القطاع العام والخاص نحو منح رواتب كاملة أو جزئية للموظفين تقديرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد نتيجة للحرب ، والبلاد الآن تعمل بقوة عاملة لا تتجاوز 20% ، ومع ذلك فإن نسبة الرواتب منفذة بنسبة 100%..
– وقدرت ذات الشركة استمرار راتب بعض موظفيها فى بعض المناطق ممن انقطع بهم التواصل وتعذر الوصول إليهم لشهور بعض الحرب .

– اوقفت الكثير من الشركات إجراءات المعاش للذين أكملوا السن القانونية خلال فترة الحرب تقديرا للحالة الراهنة ؟..
فهل استمرار راتب الشهيد إلى حين انجلاء الحرب ارهق كاهل الشركة ؟

ومع تقديرنا أن ما تم مجرد : إجتهاد فى تطبيق القانون ، فما هي الوثائق التى تثبت الوفاة وتم بناءا عليها الاجراء ؟ هل لدى ادارة الموارد البشرية شهادة بذلك ؟ أليس ذلك مقتضيات القانون.. ونحن نعرف أن المؤسسة العسكرية لا تستخرج أى شهادة إلا بعد مرور 6 شهور على الشهادة ؟ واين المؤسسات الصحية أو المدنية لاستخراج شهادة ؟ هذا بالتأكيد قرار تقديري جانبه التوفيق..
إن هذا الأمر يقتضى اكثر من سؤال ورسالة..

* واول تلك الرسائل للسيد رئيس مجلس الوزراء والسيد وزير الدفاع ، وبما انكم دعوتم الشعب لحمل السلاح والدفاع عن الوطن ، عليكم حماية حقوق هؤلاء المستنفرين ، واستصدار قرار بعدم إيقاف مرتباتهم وحقوقهم وهم فى الإستنفار أو الذين لقوا الله إلى أن تكتمل إجراءات حقوقهم..

وثانيا: السادة شركة بي تو اوبكي ، إن الحس الإنساني مهم ، خاصة فى حالة يمكن وجود خيارات حولها ، وتعلمون أن للشهيد اسر وابناء ، فمن الاوفق معالجة الأمر بإحسان يليق بالمؤسسة وبالعاملين فيها..

ثم إن صورة المؤسسة الذهنية مهمة ، فى المجتمع ، وفى داخل المؤسسة وهى تتعامل مع قضية بالغة الحساسية دون إكتراث لتاثير ذلك على موظفيها..

وثالثا: إلى زملاء وأصدقاء الشهيد المهندس ابراهيم بركات ، أنصروا الشهيد ، من خلال إدارة حوار مع قيادة الشركة ومن خلال خلافة الشهيد فى أهله وأنتم تعرفون أثقال الحرب على الاسر..
تقبل الله الشهيد المهندس ابراهيم بركات ، وكل شهداء الوطن وشفا الله الجرحى..

د.ابراهيم الصديق على
16 مارس 2024م

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

نحن نفتقد حراس الذاكرة.. بروف فدوى عبد الرحمن طه نموذجا

نحن نفتقد حراس الذاكرة.
بروف فدوى عبد الرحمن طه نموذجا.
لكل أمة من الأمم، أو دولة بمقاييس اليوم، يكون حراس ذاكرتها هم علماء الأنثربولوجي من أبنائها ، هم من يدقون الأجراس للتنبيه بالأخطار المحدقة والمتوقعة، هم من تجدهم عند المنعطفات الكبرى يضعون الوصفات للخروج، و هم من يقدمون الترياق ليتجنب قومهم الوقوع في شراك كبوات التاريخ المكررة، عند الإحن والملمات يقدمون النصح ليخرج قومهم بأقل قدر من الخسائر، لتواصل الأمة مسيرتها في الازدهار والتنمية وتجنب إجترار أخطاء الماضي، غياب الحراس هذا، دفع بعقلية مثل د. عمرو صالح يس الى ترك مجال الطب و التخصص في العلوم الإنسانية حيث يرى ان هناك، في السنتر، لب مشكلة السودان.

أقدم نموذجين فقط لهذا الغياب للحراس:
الأول هو ما فعلته بروف فدوى عبد الرحمن علي طه ” ووالدها صاحب مسيرة باذخة في تعليم ونهضة هذه البلاد قبل عقود” ، بروف فدوى تم ترشيحها لعضوية المجلس السيادي عقب ثورة ديسمبر، فاجأت الناس وقالت سأقدم لكم مكاني من هو خير مني، بل وأصرت عليه، أكبر الناس صنيعها، أنا أحد الذين قلت لنفسي، أن إختيار أحدى حراس بلادي، مختصة بالتاريخ ودارسة لعلم النفس، إختيارها لأحدهم، قلت لابد وان يكون هذا الأحدهم، شخص متوازن نفسيا، محبا للسودان، زار الكثير من أجزائه، غير كاره لأغلب مناطقه وربوعه، كان يمكنها ان تجد من طلابها الذين من دارفور شخص بهذه المواصفات، كل هذا تبخر ووضح لنا ضعف قدراتها في تقييم الناس بالنظر لخطورة المنصب المرشح له الشخص ، فالرجل لم يكن يحمل سوى ابتسامة ذئب وظل يخفي خلف ظهره خنجرا مسموما ليطعن به أهل السودان في اول سانحة، اشتراه القوني بثمن بخس كما اشترى الكثير من مثقفي اليسار.

الحالة الثانية هي لأحد علماء الانثربولوجي بجامعة الخرطوم
” امسك عن اسمه” قبض عليه الجنجويد في الخرطوم بعد الحرب بأشهر،اعتدوا عليه ،حطموا سيارته وشجوا رأسه وسال الدم منه ونقل الى القضارف في حال يرثى لها حتى تداعي بعض أهل الخير وتم دعمه عينيا وماديا وتم إنقاذه من غيبوبة سكري عاجلته وعندما أفاق سألوه” ما الذي ابقاك بالخرطوم ولم تخرج مع الناس” أجابهم أنه ؛

” لم يتوقع من هؤلاء الجنود من حواضن الجنجويد أنهم سيفعلوا به ما فعلوه وهو المدني الأعزل!”

فقلت لا حول ولا قوة الا بالله وصفقت يدي، ليس على حاله، فهو اصبح بأحسن حال، بل على حال الموقع الذي هو يشغله، أس مشكلتنا هي غياب الحراس.

‎طارق عبد الهادي‎

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • رؤية قرآنية تصنع أمة مجاهدة لا تخاف الموت .. الشهادة والشهداء في فكر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)
  • الرئيس المشاط يعزّي في وفاة المهندس أحمد قائد بركات
  • الرئيس المشاط يعزي في وفاة المهندس أحمد قائد بركات
  • تقديرات إسرائيلية تشير إلى قرب اعتراف أوروبي واسع بالدولة الفلسطينية
  • «المالية» تنظم مجلس المتعاملين الأول ضمن برنامج «تصفير البيروقراطية»
  • توافق أردني ألماني.. الملك عبد الله يطالب برلين بوقف الحرب وإغاثة غزة
  • زراعة طرطوس.. تقديرات أولية بإنتاج أكثر من 149 ألف طن من الحمضيات
  • تعلن الشعبة الشخصية والمدنية الثانية بمحكمة استئناف م/الحديده أن على المستأنف ضده/ابراهيم الأهدل الحضور الى المحكمة
  • نحن نفتقد حراس الذاكرة.. بروف فدوى عبد الرحمن طه نموذجا
  • ابراهيم عبد الجواد: أحمد نبيل كوكا ينتقل إلى قاسم باشا التركي