وزير الأوقاف: دعاء الوالدين كنز ثمين
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن القرآن الكريم تحدث عن الوالدين حديثًا خاصًا ، يقول سبحانه : “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”.
وقال وزير الأوقاف، خلال برنامج : في رحاب القرآن الكريم، بعنوان : ” حديث القرآن الكريم عن الوالدين” اليوم الاثنين، والذي يذاع على قناة النيل الثقافية، أن الآية الكريمة جعلت الإحسان إلى الوالدين تاليًا للأمر بعبادته سبحانه ، وليس هذا قاصرًا على هذه الآية فحسب ، أو في الإسلام وحسب ، بل فيما سبق من الأديان ورسالات الرسل ( عليهم السلام)، يقول سبحانه: “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ” ، ويقول جل وعلا : “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ” ، ويقول تعالى : “قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ”.
وتابع الوزير: كل هذا تأكيد على حق الوالدين ومكانتهما وفضلهما ، كما حذر سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من عقوق الوالدين حيث يقول ( صلى الله عليه وسلم ) : ” أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبائِرِ؟ ثَلاثًا “، قَالُوا : بَلى يا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ( صلى الله عليه وسلم) : ” الإِشْراكُ بِاللهِ ، وَعُقوقُ الْوالِدَيْنِ” ، وَكانَ مُتَّكِئًا فجلس ، وقالَ( صلى الله عليه وسلم) : ” أَلا وَقَوْلُ الزّورِ ” , فَما زَالَ يُكَرِّرُها حَتّى قُلْنا لَيْتَهُ سَكَتَ ” ، فعقوق الوالدين من أكبر الكبائر بعد الإشراك بالله تعالى.
وأوضح وزير الأوقاف، أن الآية الكريمة في سورة الإسراء تناولت مرحلة خاصة يكون الوالدان في أشد الحاجة إلى العناية والرعاية فيها وهي مرحلة تقدم السن ، قال سبحانه :” إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا ” ، سواء الأب أم الأم أم كلاهما ، “فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُف” ، فلا تؤذ مشاعر أي منهما ولو بكلمة “أف” التي يفهم منها التضجر ، ولا تتجاوز أكثر من ذلك ، “وَلَا تَنْهَرْهُمَا” وإنما تأدب بآداب الإسلام وأخلاق القرآن الكريم ، ” وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”.
وذكر أنه إذا كان الإسلام والقرآن الكريم يأمران بالقول الحسن للناس جميعاً ” وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ” ، فما بالنا بالوالدين أصحاب الفضل ( الأم التي حملت وأرضعت وربت وسهرت وعلمت ، والأب الذي كافح وتعب وناضل وربى وأدب وعلم ) ، “وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ” رد للجميل ، ولما سأل رجل سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال(صلى الله عليه وسلم ) : “أمك” ، قال : ثم من؟ قال(صلى الله عليه وسلم ): ” أمك” ، قال: ثم من؟ قال(صلى الله عليه وسلم ) : “أمك “، قال: ثم من؟ قال(صلى الله عليه وسلم ) :” أبوك” ، وجَاءَ رجل إلى النَّبيَّ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) فقال : “ يا رسولَ اللهِ أردتُ الغزوَ وجِئتُك أستشيرُك فقيل : هل لك من أمٍّ ؟ قال : نعم , قال : الزَمْها فإنَّ الجنَّةَ عند رِجلَيْهاَ “، وعندما جاء آخر وقال : يا رسول الله لقد أصبت ذنبًا عظيمًا، فَهَلْ لِي تَوْبَةٌ؟ قَالَ(صلى الله عليه وسلم ) : ” هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟ ” قَالَ : لَا ، قال (صلى الله عليه وسلم ) : ” هَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ؟ ” قَالَ : نَعَمْ ، قال (صلى الله عليه وسلم) : “فَبِرَّهَا”.
كما بين وزير الأوقاف، أن الإسلام أمر بصلة الرحم بصفة عامة ، ونهى عن قطيعة الرحم ، يقول تعالى :” فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ، أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا” ، وفي الحديث القدسي يقول سبحانه :” أنا الرَّحمنُ خلَقْتُ الرَّحِمَ وشقَقْتُ لها اسمًا مِن اسمي فمَن وصَلها وصَلْتُه ومَن قطَعها قطعته ” ، فإذا كان هذا في عموم الرحم فما بالنا بقطيعة الوالدين ثم ما بالنا بالإساءة لهما ، فمن لا خير فيه لوالديه فلا خير فيه لنفسه ، بل لا خير فيه أصلاً ، يقول (صلى الله عليه وسلم) :” لا يدخل الجنة عاق ” ، والوالدان يستحقان الشكر.
ودعاء الأم ودعاء الأب كنز في الحياة وبعد الممات.
كما أبرز أن الله تعالى قرن شكر الوالدين بشكره ، قال تعالى : “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ” ، حتى لو كان الوالدان كافرين ، بل حتى لو حملاك على الكفر فلا تطعهما في ذلك ، ولكن صاحبهما معروفا ، وعاملهما معاملة حسنة ، فعن ابن عُمَرَ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا) أنه رَأَى رَجُلًا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ حَامِلًا أُمَّهُ، وَهُوَ يَقُولُ: أَتَرَيْنِي جَزَيْتُكِ يَا أُمَّهْ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا) : ” ولا طلقة وَاحِدَةً من طلقات الولادة” ، مبينا معاليه أن بر الوالدين ممتد لما بعد وفاتهما ، وذلك من خلال إكرام صديقهما ، والوفاء بعهدهما.
واستشهد بما روي عن ابن عُمَر (رضي الله عنهما ) : أَنَّهُ كَانَ إِذا خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ كَانَ لَهُ حِمارٌ يَتَروَّحُ عَليْهِ إِذَا مَلَّ رُكُوبَ الرَّاحِلَةِ ، وعِمَامةٌ يشُدُّ بِها رأْسَهُ ، فَبَيْنَا هُو يوْمًا عَلَى ذلِكَ الحِمَارِ إذْ مَرَّ بِهِ أَعْرَابيٌّ، فَقَالَ: أَلَسْتَ ابنَ فُلان بْن فُلانٍ؟ قَالَ: بلَى ، فَأَعْطَاهُ الحِمَارَ، فَقَالَ: ارْكَبْ هَذَا، وأَعْطاهُ العِمامةَ وَقالَ: اشْدُدْ بِهَا رأْسَكَ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحابِهِ: غَفَر اللَّه لَكَ! أَعْطَيْتَ هذَا الأَعْرابيَّ حِمارًا كنْتَ تَرَوَّحُ عليْهِ، وعِمامَةً كُنْتَ تشُدُّ بِهَا رأْسَكَ! فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللَّه (صلى الله عليه وسلم ) يقولُ:” إِنَّ مِنْ أَبَرِّ البِرِّ أَنْ يَصِلَ الرَّجُلُ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ ، وإن أَبَاهُ كَانَ صَدِيقًا لِعُمر.” ، هكذا تعلم الصحابة الكرام (رضي الله عنهم) آداب القرآن الكريم .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزير الاوقاف القرآن الوالدين رحاب القرآن الكريم قال صلى الله علیه وسلم ال صلى الله علیه وسلم ب ال و ال د ی ن القرآن الکریم وزیر الأوقاف إ ح س ان ا
إقرأ أيضاً:
مصر تتصدر نتائج المسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها الـ32
حصدت مصر المراكز الأولى في المسابقة العالمية للقرآن الكريم، التي تنظمها وزارة الأوقاف في دورتها الثانية والثلاثين، حيث أعلنت الوزارة منح الفائز بالمركز الأول جائزة قدرها مليون ومئة وخمسون ألف جنيه، ضمن قيمة الجوائز الإجمالية التي رصدتها والبالغة 13 مليون جنيه، وهو أكبر دعم تقدمه في تاريخ المسابقة.
ومن المقرر أن يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتكريم الفائزين، وتسليمهم الجوائز المالية وشهادات التقدير، خلال احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر في شهر رمضان الكريم.
وأعلن د. أسامة رسلان المتحدث الرسمي لوزارة الأوقاف أسماء الفائزين خلال الحفل الختامي للمسابقة والمقام حاليا بمسجد مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة .
أسماء الفائزين حسب الفروع
الفرع الأول
رقية رفعت عبد الباري – مصر
محمود سمير فهيم عبد الغني – مصر
براء خالد – لبنان
الفرع الثاني
أنس بن عتيق – بنجلاديش
أحمد كريم – تركستان
عثمان عثمان أيندي – نيجيريا
محمد بدماسي – الكاميرون
أحمد باء – غينيا كوناكري
الفرع الثالث
طارق شعبان أحمد عبده – مصر
أحمد سلامة عبد الرازق النجار – مصر
الفرع الرابع
محمود محمد عبد الشافي – مصر
مودة السباعي محمود السباعي – مصر
محمد محمود رفعت محمد حسن – مصر
جنا حمادة محمد البسيوني – مصر
هبة عبد الجليل الجيوشي – مصر
الفرع الخامس
مصطفى جمال محسب علي – مصر
محمود طلعت عبد الغني – مصر
الفرع السادس “ذوي الهمم”
عبد الرحمن مهدي أحمد خليل – مصر
حسين رمضان عبد الحميد الدهشان – مصر
فاطمة السيد عيسى عبد الجواد – مصر
مريم زين العابدين – مصر
مي محمد محمد سيد – مصر
الفرع السابع “الأسرة القرآنية”
محمود سعد إبراهيم عبد الكريم
آية
عبد الله
الفريق الثاني
محمد صلاح عبد القادر تاج الدين
أسماء
عبد الله
الفرع الثامن
عبد الحميد أبو زهرة – مصر
عبد الحميد عمر القريو – ليبيا