يحتضن العراق مئات الجوامع والمساجد التاريخية، التي ما زالت شامخة رغم مرور الزمن، وتقف شاهدا على تاريخ الحضارة الإسلامية في بلاد الرافدين، وإرثها الذي لا يندثر.

وبدأ الفتح الإسلامي للعراق في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، في حين كانت البصرة أول مدينة أقامها المسلمون في العراق في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد اختطها عتبة بن غزوان عام 14 أو 15 للهجرة، ثم تلتها الكوفة، التي اختطها سعد بن أبي وقاص سنة 17 هـ، ويعد مسجد البصرة ومسجد الكوفة أقدم مساجد العراق.

ويقول الباحث والمؤرخ العراقي علي النشمي إن بناء المساجد في العراق شهد اهتماما كبيرا خلال حكم الدولتين الأموية والعباسية، وإن المسجد أصبح في ذلك الوقت مركزا من مراكز الحياة العامة، يجتمع فيه الناس لسماع قرارات الدولة وتحفظ فيه أموال المسلمين.

ويفسر النشمي "لذا كان له دور كبير في حياة المجتمع الإسلامي ونهضته دينيا وفكريا وسياسيا، كما أن معظم المساجد كانت مراكز إشعاع حضاري، وجامعات علمية مكتملة التخصصات، يتلقى فيها الطلبة مختلف العلوم على أيدي علماء متمكنين من تخصصاتهم".

#قنا_انفوجرافيك |
جوامع #العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضاري#قنا https://t.co/uG6c6aUyix pic.twitter.com/34MVNpckNw

— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) March 17, 2024

وأشار إلى أن بغداد والكوفة والبصرة والموصل ساهمت بشكل فعّال في بناء اللغة، ومنها انشقت المدارس اللغوية الأخرى، وكانت أولى المدن الإسلامية التي تدرس في مساجدها العلوم الصرفة مثل الفلك والكيمياء.

بغداد

وتابع قائلا "تحتوي العاصمة بغداد على عدد كبير من الجوامع والمساجد، منها 912 جامعا تقام فيها صلاة الجمعة، و149 مسجدا صغيرا تقام فيها الصلوات الخمس فقط"، مبينا أن جامع الخلفاء في بغداد إلى جانب جامعي المنصور والرصافة من أكبر جوامع المدينة التاريخية، التي كانت تقام فيها صلاة الجمعة خلال القرون الأربعة الأخيرة من الخلافة العباسية".

ويسرد المؤرخ العراقي جانبا من تاريخ بناء جامع الخلفاء، بالقول: "إن الجامع بني في القرن الثالث الهجري في زمن الخليفة المكتفي بالله، أي أن منارته صامدة منذ أكثر من 1200 سنة، ما يجعلها من أقدم المنارات في العالم، كما يضم الجامع قاعة مصلى ثُمانية الشكل، تعلوها قبة عليها زخرفة بالخط الكوفي، يبلغ ارتفاعها نحو 7 أمتار، بالإضافة إلى الارتفاع الأساسي للبناء الذي يبلغ نحو 14 مترا، كما توجد هناك 3 أروقة تؤدي إلى المصلى".

وأضاف النشمي أن البغداديين يطلقون على منارة جامع الخلفاء "منارة سوق الغزل" نسبة إلى السوق الشعبي المعروف، وقد أُعيد ترميم الجامع في ستينيات القرن الماضي دون المساس بالمنارة، من باب الحفاظ على قيمتها الأثرية.

وبُني جامع الخلفاء بين عامي (289-295هـ/902-908م)، وقد ذكره الرحالة ابن بطوطة عند زيارته لبغداد عام 727هـ/1327م.

وكانت منارة الجامع أعلى منارة يمكن رؤية بغداد من على مئذنتها، وكان ارتفاعها 35 مترا، وسقطت المنارة وهُدم الجامع عام 670هـ/1271م، وأعيد بناؤهما عام 678هـ/1279م.

سامراء

ومن أشهر الجوامع في العراق كذلك جامع سامراء، الذي اشتهر بمئذنته الفريدة من نوعها، وقد بني في عهد الخليفة المتوكل على الله بين عامي 234 و237 هـ.

وكان الجامع في وقته الأكبر في العالم الإسلامي، وهو من أروع المنشآت ذات الأثر في تلك الحقبة من تاريخ الأمة الإسلامية، وما زالت آثاره تُشاهد حتى الآن مع مئذنته الملوية شمال غرب مدينة سامراء الحالية، وتعد أضخم وأبرز الآثار الباقية من مباني المدينة القديمة.

وتعد سامراء من أمهات المدن العراقية القديمة، وما زالت تزخر بالآثار الإسلامية، وتقع المدينة على الضفة الشرقية لنهر دجلة، وتبعد نحو 118 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة بغداد، وقد بناها الخليفة العباسي المعتصم بالله سنة (221هـ/835م) فكانت عاصمة الخلافة العباسية.

كما أن جامع النوري في مدينة الموصل، الذي يُعرف بـ(الجامع الكبير) لسعته وعظمة بنيانه، من مساجد العراق التاريخية، ويقع في الساحل الأيمن (الغربي) للموصل، وتسمى المنطقة المحيطة بالجامع محلة الجامع الكبير.

وبُني الجامع في عهد السلطان نور الدين محمود زنكي في القرن السادس الهجري، ويعد ثاني جامع يُبنى في الموصل بعد الجامع الأموي، وقد أُعيد إعماره عدة مرات، كان آخرها عام 1363هـ/1944م. ويشتهر الجامع بمنارته المحدبة نحو الشرق، وهي الجزء الوحيد المتبقي في مكانه من البناء الأصلي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يؤكد اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية مع السنغال

التقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة مع السيدة ياسين فال وزيرة التكامل الأفريقي والشؤون الخارجية السنغالية خلال زيارته إلى داكار.

وأشار عبد العاطي إلى أن مصر تنظر إلى السنغال كشريك استراتيجي في منطقة غرب أفريقيا، مؤكدا اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع البلدين، وما تشهده من تطور مستمر وتوافق في الرؤى على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وشهد اللقاء مناقشة حول سُبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، والتطلع لعقد الدورة المقبلة للجنة المشتركة بين البلدين في داكار، والخروج بنتائج ملموسة تعزز من التعاون الثنائي في كافة المجالات.

وأشار وزير الخارجية إلى اصطحابه وفدًا كبيرًا من رجال الأعمال المصريين وممثلي الشركات المصرية العامة والخاصة خلال الزيارة، مؤكدًا أن الوفد يضم شركات تعمل في مجالات الزراعة، والصناعة، والأسمدة، والمنتجات الغذائية، والمقاولات، والبنية التحتية، والدواء، والطاقة، وتكنولوجيا المعلومات.

كما أكد استعداد مصر الكامل لدعم رؤية السنغال 2050، من خلال نقل الخبرات، وبناء القدرات، وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري، مشددًا على أهمية العمل على زيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين.

وأشاد وزير الخارجية بالتوجه الذي تتبناه السنغال نحو تعظيم الاستفادة من مواردها الذاتية وتشجيع التصنيع المحلي، معربًا عن استعداد شركات القطاعين العام والخاص المصريين لتقديم الدعم الفني ونقل الخبرات اللازمة في هذا المجال.

كما ناقش الوزيران تطورات الأوضاع في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، حيث أكد الوزير عبد العاطي أهمية مواصلة التنسيق والتعاون لمواجهة التهديدات المتصاعدة التي تفرضها الجماعات الإرهابية في المنطقة، والعمل على منع تمددها، لما يمثله ذلك من تهديد مباشر لاستقرار دول المنطقة.

في هذا السياق، أكد وزير الخارجية التزام مصر بحفظ الأمن والسلم في القارة الأفريقية، مشيرًا إلى انخراطها النشط في غالبية بعثات حفظ السلام الأممية في القارة، والاستعداد لتعزيز التعاون مع السنغال في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل، من خلال تطوير مقاربة شاملة تشمل الأبعاد العسكرية والأمنية والأيديولوجية، بالتوازي مع دعم جهود التنمية.

اقرأ أيضاًبورصة الدواجن.. أسعار الفراخ وكرتونة البيض اليوم الجمعة 25 يوليو 2025

البلطي بكام؟.. أسعار السمك والجمبري اليوم الجمعة 25 يوليو 2025

مكيف وروسي.. مواعيد القطارات اليوم الجمعة 25 يوليو 2025

مقالات مشابهة

  • العراق.. اعتقال 14 مسلحًا اقتحموا دائرة حكومية في العاصمة بغداد
  • صفقات نجوم أفارقة مع الأندية العراقية
  • وزارة الداخلية تطلق أول مركز موحد لخدمات الطوارئ في بغداد
  • مستشار حكومي:سنصنع الذهب ونصدره للخارج
  • ماذا سيبحث وزيرا خارجية سوريا وتركيا في العراق؟
  • إيران توجه أبنها البار (محمد السوداني) بإخراج القوات الأمريكية من العراق
  • الحرائق تكشف عورة البنية التحتية وتُوقد غضب الشارع
  • وزير الخارجية يؤكد اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية مع السنغال
  • الذكاء الاصطناعي يقلل إشعاع التصوير الطبي بنسبة 99%
  • الشراكة الوطنية في ظل المسيرة القرآنية المباركة .. مشروع جامع في وجه التعنت الخارجي