قال رئيس قسم الأعصاب بمستشفى غزة الأوروبي محمد الهوبي إن الزميل المصور بقناة الجزيرة أحمد مطر يحتاج للسفر إلى الخارج لإجراء عملية جراحية واستكمال العلاج، وذلك بعد إصابته بطائرة إسرائيلية مسيّرة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وأوضح الهوبي أن الزميل مطر يحتاج لعملية جراحية عاجلة لإرجاع عظمة الجمجمة ولعلاج طبيعي مكثف، وذلك بعد تخطيه الغيبوبة.

وكانت قوات الاحتلال استهدفت مطر والزميل المراسل إسماعيل أبو عمر خلال تغطيتهما حركة النازحين بين رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة في 13 فبراير/شباط الماضي، وهو ما أدى أيضا إلى إصابة أبو عمر بجروح خطيرة.

وكانت طائرة مسيّرة إسرائيلية أطلقت صاروخا واحدا على الأقل باتجاه الزميلين في استهداف مباشر، وهو ما أدى بشكل فوري إلى بتر ساق الزميل إسماعيل أبو عمر اليمنى وإصابة اليسرى إصابة بالغة، كما أصيب مطر في إحدى يديه إصابة بالغة، فضلا عن جروح في باقي أنحاء جسده.

وأمس الاثنين، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة استشهاد صحفيتين فلسطينيتين جراء قصف إسرائيلي على مدينة رفح وبلدة جباليا جنوب وشمال القطاع، وهو ما رفع حصيلة الصحفيين الشهداء إلى 126 منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ونددت هيئات صحفية وحقوقية بالانتهاكات المتواصلة بحق الصحفيين في قطاع غزة.

وتشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول خلّفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا في البنى التحتية والممتلكات، وهو الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".​​​​

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الطفلان شام وعمرو.. نماذج مؤلمة لحرب التجويع الإسرائيلية بغزة

في صمت الخيام وبين أسرّة مستشفيات جنوب قطاع غزة، تتردد أصوات بكاء خافتة لأطفال يصارعون عدوًّا لا يرى بالعين المجردة، ينهش أجسادهم الصغيرة ببطء وقسوة، ويحولهم إلى أشباح هزيلة تتأرجح بين الحياة والموت.

ولا تفتك الغارات الإسرائيلية وحدها بأطفال غزة، فثمة سبب آخر يتسلل إليهم اسمه الجوع ونقص الغذاء، فبينما يحكم الحصار الإسرائيلي قبضته، ويغلق أبواب الحياة بابا تلو الآخر، يبرز استخدام الجوع كسلاح حرب، في انتهاك صارخ لكافة القوانين الدولية والإنسانية.

وفي تقرير مؤثر، رصد المراسل هاني الشاعر واقع الأطفال المأساوي داخل خيام النزوح ومستشفيات جنوبي القطاع، حيث تشتد معاناة الأطفال بسبب سوء التغذية الحاد نتيجة استمرار الحرب ومنع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الطعام والدواء، بينما تشير إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى استشهاد أكثر من 20 ألف طفل، منهم 66 بسبب سوء التغذية.

وفي خيمة مهترئة، حيث لا يوجد دواء ولا طعام، ترقد شام قديح، الطفلة التي لم تتجاوز أعوامها الأولى، وجسدها الهزيل يكاد يتلاشى من شدة الإنهاك، تصارع عدوًّا من نوع آخر، هو سوء التغذية الحاد، ببكاء صامت وعينين غارقتين في الألم، تنطقان بما يعجز عنه اللسان: لقمة غذاء، وجرعة علاج.

تحكي أم شام بصوت مختنق بالألم "شام عمرها الآن سنة و10 شهور، تعاني من سوء تغذية حاد وتضخم على الكبد.. تقريبا الآن وزنها حوالي 4 كيلوغرامات ونصف، يعني المفروض وزنها الطبيعي يكون 8 أو 9 كيلوغرامات".

تضيف الأم بصوت باك "أنا كتير خايفة على بنتي، خايفة إني، لا سمح الله، أفقدها، لأنه فيش ولا إشي متوفر من المتطلبات اللي بدها إياها".

الطفل عمرو.. مأساة مضاعفة

وعلى بعد أمتار قليلة في مجمع ناصر الطبي، يرقد الطفل عمرو الهمص، الناجي الوحيد من مجزرة فتكت بعائلته بالكامل، ولم يكن القصف نهاية مأساته، بل بدايتها فقط. فمع إصابته البليغة، يصارع الطفل أيضا آثار سوء التغذية، فجسده المنهك لا يقوى على التعافي، ووحدته بعد فقدان الأم والأشقاء، تلتهم ما تبقى من روحه المعذبة.

إعلان

تروي عمة عمرو بصوت مكسور: "عمرو تصاوب، استشهدت أمه وهي حامل واستشهدت أخواته. ولقوا في رأس عمرو شظايا أثرت على دماغه"، وهو ما يظهر مأساة مضاعفة يعيشها الطفل عمرو.

وتحكي الأرقام قصة أخرى مؤلمة إذ تضيف عمة الطفل "عمرو كان وزنه 24 كغ، والآن نزل إلى 10 كغ، بس مكمل غذائي بياكل، بسبب إنه فيش أكل. حليبه مش موجود".

وحيال هذا الواقع الأليم، تؤكد وزارة الصحة في غزة أن سوء التغذية أضحى سلاحا صامتا يحصد أرواح الأطفال ببطء في جريمة مستمرة تهدد جيلا كاملا بالموت أو الإعاقة في ظل حرمان شامل من الدواء والغذاء والعلاج.

تفاقم الأوضاع مستمر

ويحذر الطبيب أحمد الفرا من تفاقم الوضع، مشيرا إلى أن "التقارير والإحصائيات تظهر زيادة بنسبة 150% لمن يعانون سوء التغذية عن الشهر السابق، والتوقع بأن الشهر القادم سيشهد أيضا زيادة 150% عن الشهر الذي سبق".

ويضيف الطبيب "الأمور غاية في الصعوبة، هناك شح في المصادر الغذائية بشكل كبير، وهذا أثّر على الواقع الصحي داخل المستشفيات. من تلك الآثار معاناة أغلب الأطفال من سوء تغذية، الآن بتنا نشاهد نقصا في جهاز المناعة لدى هؤلاء الأطفال".

وتكشف الإحصائيات عن حجم المأساة الحقيقية، فهناك "13 ألف حالة قيد التحويل للعلاج خارج قطاع غزة. وهم يعانون من مماطلة شديدة جدا من قبل الاحتلال، وبسبب تلك المماطلة توفيت 600 حالة منهم" كما يؤكد الطبيب الفرا.

قصتا شام وعمرو ليستا سوى نموذجين من آلاف القصص المؤلمة التي تتكرر يوميا في قطاع غزة، حيث يواجه الأطفال حرب تجويع حقيقية تستهدف إنسانيتهم وحقهم في الحياة، في مشهد يستدعي تحركا عاجلا من المجتمع الدولي لوقف هذه المأساة المستمرة بحق الطفولة الفلسطينية، حسب مراقبين.

مقالات مشابهة

  • عاجل.. صافرات الإنذار تدوي في مستوطنة "كيسوفيم" بغلاف غزة
  • الطفلان شام وعمرو.. نماذج مؤلمة لحرب التجويع الإسرائيلية بغزة
  • أكثر من 70 شهيدا في غزة بينهم عدد كبير من منتظري المساعدات
  • مقتل 3 جنود إسرائيليين في يوم صعب و5 فرق عسكرية تواصل عملياتها بغزة
  • إصابة 3 أشخاص في حادث تصادم على محور ميدان لبنان
  • جيش الاحتلال: فصلنا حماس عن مناطق كثيرة في غزة ونمنعها من استعادة قوتها
  • ألبانيزي للجزيرة: الحصار على غزة يجب أن يكسر من الخارج
  • الدفاع المدني بغزة: عشرات العالقين تحت الأنقاض بعد القصف الصهيوني
  • منظمات: آلية المساعدات بغزة جزء من حملة الإبادة الإسرائيلية
  • إصابة 9 أشخاص فى تصادم بين سيارة ملاكى وتروسيكل بالمنيا