على نهج إسرائيل في غزة.. مجزرة حوثية مروعة في رداع بالبيضاء
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
تستمر إسرائيل في ارتكاب المجازر بشكل يومي في قطاع غزة، ورفح، والضفة الغربية، وغيرها من المناطق، ويسقط خلالها العشرات من الشهداء والجرحى، وفي اليمن ارتكبت إسرائيل بنسختها المسماة بالحوثيين، جريمة مشابهة في البشاعة والإجرام، وراح ضحيتها 20 مواطناً بين شهيد وجريح.
لم تختلف جماعة الحوثي الإرهابية بأساليبها ونهجها عن تنظيمي القاعدة وداعش، ولم تختلف عن إسرائيل، ولا عن أي تنظيم أو كيان إرهابي، فالجرائم هي نفسها، والضحايا دائماً يكونون ممن لا ذنب لهم، وهذه تؤكد أن الإرهاب واحد، وإن اختلفت المسميات وتنوعت الأفكار.
في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، ارتكبت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً، جريمة بشعة يندى لها الجبين، جريمة إرهابية بكل المقاييس، بتفجير منزلين لأسرتين بمن فيهما، ومنازل أخرى تهدمت على رؤوس ساكنيها لشدة التفجير ولشدة المواد المستخدمة فيه، وسقط خلال تلك الجريمة 20 شخصاً بين شهيد وجريح، في حصيلة غير نهائية.
عدد من الأسر ما تزال تحت الأنقاض، نتيجة تهدم عشرات المنازل الشعبية، إثر التفجير الشديد الذي حدث في حارة "الحفرة" بمدينة رداع، فجر اليوم الثلاثاء 19 مارس/آذار 2024م، بعد أن استقدمت المليشيات عشرات العربات والمسلحين إلى الحي، ثم قامت بتفخيخ المنزلين وفجرتهما وتأثرت منازل أخرى نتيجة التفجير.
سقوط 20 شهيداً ومصاباً من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال ليس حادثاً بسيطاً، بل جريمة مروعة بكل المقاييس، تستدعي الهبّة الشعبية واجتثاث مليشيا الحوثي الإرهابية بالكامل، وتستوجب على كافة مشايخ ووجهاء مناطق رداع بشكل خاص، والبيضاء بشكل عام، أن لا يتركوا هذه الجريمة تمر بدون حساب أو عقاب، وأن يكون لهم موقف مشرف في مناطقهم، من أجل نصرة المظلومين وأن لا تتلطخ أياديهم بدماء الأبرياء.
الانتقام من شخص لا يعني أنك تفجر ممتلكاته، دون مراعاة للأطفال والنساء، لا يعني ذلك أن تفجر منزل شخص أخذ بثأر أخيه ممن قتلوه، وإذا كنتم حقاً تريدون القبول بكم فعليكم بالقضاء وأن لا تسخروا القضاء لصالحكم.
ما حدث في رداع، الثلاثاء، سبب حالة غضب شعبي واسع في البيضاء وجميع محافظات اليمن.. أن تقوم المليشيات الحوثية باستدعاء قوات خاصة من صنعاء ومحاصرة منازل الموطنين من آل "ناقوس" و"الزيلعي" في حارة "الحفرة" وسط مدينة رداع، وتفخيخ منزل آل "ناقوس" وغرفة أخرى مجاورة يتخذونها للمقيل بالمتفجرات، وما بجوارها من منازل شعبية متلاصقة ثم نسفها، وما أسفر عن ذلك من تهدم عدد من المنازل في الحي على رؤوس ساكنيها، وسقوط أكثر من 20 شخصاً من النساء والأطفال والرجال بين شهيد وجريح، وما تزال هناك أسر تحت الأنقاض، جريمة وجب محاسبة مرتكبيها.
المطلوب بعد تلك الجريمة، توحيد الصف القبلي وإطلاق هبة شعبية وانتفاضة عارمة تجتث المليشيات الحوثية بالكامل، وأن يكون هناك إسناد حكومي من جهة محافظة مأرب، ودحر عصابة الحوثي الإرهابية، واستعادة العدالة والدولة، بدلاً من بقائها بأيدي عصابة إجرامية تمارس أبشع صنوف الإرهاب.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الحوثی الإرهابیة
إقرأ أيضاً:
الطعام فخ للقتل.. شهادات مروعة عن مجازر إسرائيل بغزة / فيديوهات
#سواليف
لم يكن نزهة أو خيارا توجّه #فلسطينيين إلى #مراكز_المساعدات المشبوهة التي أقامتها #إسرائيل وسط قطاع #غزة وجنوبه، بل كان مدفوعا بالجوع القاتل وانعدام أي مصدر آخر لسد الرمق.
رجال ونساء وأطفال خرجوا من خيامهم وسط الحطام، بحثًا عن #كيس_دقيق أو علبة غذاء تبقيهم على قيد الحياة، استجابة لإعلان عن توزيع #مساعدات في مناطق قيل إنها آمنة تحت إشراف #جيش_الاحتلال الإسرائيلي.
لكن سرعان ما شوهد عشرات منهم يركضون مذعورين، وسقط منهم قتلى وجرحى، نقلوا بعربات بدائية تجرها حيوانات بسبب عدم تمكن سيارات الإسعاف من الوصول إلى المكان.
مقالات ذات صلة ضابط إسرائيلي: 10 آلاف جندي قتلوا أو أصيبوا خلال حرب غزة 2025/06/03في شهادات مؤلمة جمعتها وكالة الأناضول من مصابين وذويهم، تتجلى #مأساة_الفلسطينيين المُجوّعين الذين وجدوا أنفسهم بين فكّي الجوع والنار.
لاحقتهم قذائف الطائرات والدبابات حتى في المناطق التي خصصت لهم كمنافذ للمساعدات، لتخلف وراءها أجسادا ممزقة وذكريات دامغة محفورة بالدموع والخوف.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت إسرائيل في 27 مايو/أيار الماضي تنفيذ مخطط مشبوه لتوزيع مساعدات إنسانية، عبر ما تُسمى مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة إسرائيليا وأميركيا والمرفوضة من قبل الأمم المتحدة.
وحدد جيش الاحتلال الإسرائيلي 4 نقاط لتوزيع المساعدات عبر هذه المؤسسة، منها 3 جنوب القطاع وواحدة في محور نتساريم الذي يفصل بين جنوب القطاع وشماله.
وتسمح إسرائيل فقط لهذه المؤسسة المتواطئة معها بتوزيع مساعدات شحيحة في مناطق عازلة جنوب القطاع، بهدف تفريغ الشمال من الفلسطينيين، بينما يباشر الجيش بإطلاق النار على حشود الجائعين، مخلفا قتلى وجرحى.
ومنذ انطلاق العمل بهذه الآلية، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجازر دامية قرب نقاط توزيع المساعدات، خصوصا في مدينة رفح جنوب القطاع.
ومنذ 27 مايو/أيار المنصرم حتى صباح الثلاثاء، ارتفع عدد ضحايا المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي قرب مراكز التوزيع إلى 99 قتيلًا ومئات الجرحى، بحسب متابعة الأناضول لبيانات مصادر فلسطينية.
ويقول فلسطينيون توجهوا إلى تلك النقاط إن الجيش الإسرائيلي يطلق الرصاص صوبهم عشوائيا أثناء انتظارهم الحصول على طرود غذائية.
“ذهبنا للحصول على الطعام فأصيب أخي”
يزن مصلح، شقيق طفل جريح يدعى يزيد (13 عامًا)، قال “كنا جالسين في خيمتنا، وحين سمعنا بوصول المساعدات ركضنا نحو مركز التوزيع، وأبي أجلسنا في منطقة بعيدة قليلًا قالوا إنها آمنة، لكنها لم تكن كذلك”.
وأضاف “بدأ إطلاق النار عشوائيا، وأخي لوح بيديه للطائرة كي لا تطلق عليه النار، لكن الرصاصة اخترقت بطنه فخرجت أحشاؤه”.
وتابع “صرخت طالبا المساعدة، وتمكنا من إسعافه بعربة يجرها حيوان. لم نعد بشيء سوى إصابته. كنا نبحث عن شيء يسد جوعنا فقط”.
ومنذ 2 مارس/آذار من العام الجاري، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر أمام المساعدات المتكدسة على الحدود، الأمر الذي أدخل القطاع في مجاعة وأدى إلى استشهاد كثيرين.
“رصاص من كل الاتجاهات”
والد الطفل الجريح، إيهاب مصلح، روى تفاصيل ما يعانيه وأسرته من جوع وخوف وقال “من شدة الجوع، ذهبت إلى منطقة التوزيع في خان يونس، أجلست أولادي في مكان اعتقدت أنه آمن، ودخلت لأتسلّم الطعام. لكن الرصاص كان ينهال علينا من كل الاتجاهات”.
وأكمل الوالد “لم نأخذ شيئًا، فقط عدنا بإصابة خطرة لابني، نحن لا نريد شيئًا سوى وقف هذه الحرب الظالمة”.
وأمس الاثنين، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى محاسبة الجناة المسؤولين عن قتل وإصابة فلسطينيين أثناء سعيهم للحصول على مساعدات إغاثية في قطاع غزة.
تعليمات زائفة
بدوره، قال خالد اللحام، أحد المصابين، إنه أصيب بينما كان يتوجه لتسلّم المساعدات من منطقة صنفها الجيش الإسرائيلي أنها إنسانية.
وأضاف “ذهبنا بناء على تعليمات الجيش الإسرائيلي، قالوا إنها منطقة آمنة لكننا فوجئنا بوابل من الرصاص، أصبت أنا والعشرات، وسقط عدد من الشهداء. كنا نبحث عن الطعام فقط، لا نملك شيئًا، ولم نأكل منذ أسبوع”.
وتابع “حين وصلنا، أطبق علينا من كل الجهات، إطلاق النار كان من الدبابات والمسيّرات والمروحيات. ذهبت لإحضار الطعام لأولادي فعدت برصاصة في ظهري”.
وتوزع المساعدات في ما تُسميه إسرائيل مناطق عازلة في جنوب قطاع غزة، وسط مؤشرات على فشل المخطط، إذ توقف التوزيع مرارًا بسبب تدفق أعداد كبيرة من الجائعين، وإطلاق القوات الإسرائيلية النار على الحشود، مما خلف قتلى وجرحى.
خيارات معدومة
ضحية آخر، هو الشاب الجريح محمد البسيوني، قال إنه استيقظ منذ الفجر وخرج بين أنقاض الحي الواقع بين رفح وخان يونس، لهدف واحد هو إحضار الطعام لوالده المريض.
قال البسيوني “أمي رفضت أن أذهب لكني أصررت، كنا بحاجة للطعام (لأن) والدي مريض. خرجت عند الساعة السادسة صباحًا، وعندما وصلت بدأ إطلاق النار”.
وأضاف “أصبت في ظهري، ونقلوني بواسطة توكتوك (عربة بعجلات)، وخضعت لعملية جراحية، الآن أنا بخير، لكن غيري عاد جثة”.
وختم بتنهيدة ثقيلة “كنا نعلم أننا قد نقتل لكن لا خيار آخر، الجوع قاتل. نريد أن تنتهي الحرب والحصار.. أن تنتهي هذه الغمة”.
ومرارا، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن الآلية الراهنة لتوزيع ما تسمى مساعدات هي أداة من أدوات الإبادة الجماعية، وتستهدف تهجير الفلسطينيين قسرا من شمال قطاع غزة إلى جنوبه.
استنكار دولي
وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أكدت الاثنين أن آلية توزيع المساعدات الأميركية المدعومة من إسرائيل لا تلبي الاحتياجات الإنسانية العاجلة، ودعت إلى تمكينها من إيصال المساعدات بأمان.
كذلك نددت منسقة شؤون الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود كلير مانيرا بقتل عشرات الفلسطينيين أثناء انتظارهم للمساعدات، مؤكدة أن النظام الجديد لتوزيع المساعدات يفتقر إلى الإنسانية والفاعلية.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الجيش الإسرائيلي يرتكب جريمة مزدوجة تجسّد استخدام المعونة سلاحا للإذلال والإخضاع والتدمير والقتل.
وأكد المرصد أن الجيش الإسرائيلي حوّل نقاط توزيع المساعدات إلى ساحة جديدة لقتل المدنيين المُجوَّعين وسحقهم.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بغزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا للمباني وتهجيرا للسكان، متجاهلة نداءات دولية وأوامر أصدرتها محكمة العدل الدولية بوقف الحرب.
ويقدر عدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء حرب الإبادة الإسرائيلية بأكثر من 178 ألفا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات الآلاف من النازحين.