تشير دراسات حديثة أنه من الممكن أن يكون اضطراب «فرط الحركة ونقص الانتباه» قد تطور في مجتمعات الصيد وجمع الثمار؛ لأنه كان مفيدًا للباحثين عن الطعام. وربما تكون السمات المرتبطة عادةً بهذه الحالة، مثل الاندفاع، قد شجعت بعض الباحثين عن الطعام على الانتقال من المناطق ذات الموارد المستنفدة في وقت أقرب من أولئك الذين لا يعانون من هذه الحالة.

يؤثر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على سلوك الأشخاص، مما قد يؤدي إلى تصرفاتهم باندفاع أو صعوبة في التركيز. السبب الدقيق للمرض غير مفهوم تمامًا، لكنه يميل إلى الانتقال وراثيًا في العائلات.

ويقول أرجون راماكريشنان من المعهد الهندي للتكنولوجيا في كانبور: إن أصل هذه الحالة لا يزال غير واضح أيضًا، ويتساءل ما إن كان البشر قد ورثوها من مجتمع الصيد والجمع.

وللبحث بشكل أعمق في هذا النوع من الاضطراب، قام راماكريشنان وديفيد باراك من جامعة بنسلفانيا وزملاؤهما بالطلب من 506 أشخاص في الولايات المتحدة للعب لعبة البحث عن الطعام عبر الإنترنت، وقام اللاعبون بجمع أكبر عدد ممكن من التوت في 8 دقائق عن طريق تحريك مؤشر الماوس فوق الشجيرات. وقد تم منحهم خيار البقاء في الأدغال أو تجربة حظهم من خلال المغادرة إلى حقل آخر قد يحتوي على عدد أكبر أو أقل من التوت. بحيث يتطلب الانتقال إلى شجيرة جديدة وقتًا قصيرًا أيضًا، لذلك كان على اللاعبين الموازنة بين فوائد الحصول على المزيد من التوت والوقت الضائع بسبب الانتقال.

وقبل ممارسة اللعبة، أجرى المشاركون استطلاعًا لتقييم ما إذا كانوا يعانون من أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مثل صعوبة التركيز والأرق

ومن خلال النتائج، أتضح أن أولئك الذين يعانون من أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أمضوا حوالي 4 ثوانٍ أقل في استكشاف الشجيرات بحثًا عن التوت مقارنة بأولئك الذين لا تظهر عليهم علامات هذا الاضطراب، مما أدى إلى قيام المجموعة الأولى بجمع ما متوسطه 602 ثمرة توت مقارنة بـ 521.

تشير النتائج إلى أن الضغوط الانتقائية التي واجهت مجتمعات الصيد وجمع الثمار المبكرة، بما في ذلك ندرة الموارد، ربما تكون هي التي دفعت تطور اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. يقول باراك إنه كانت هناك حالات بحث عن الطعام حيث كان من الأفضل البقاء بدلاً من المضي قدمًا، ولكن في بعض السيناريوهات، ربما كان الميل إلى المغادرة ميزة.

ويقول: «إن البشر والقردة هم من الباحثين عن الطعام المتطورين، ولكن مثل كل الحيوانات الأخرى تقريبًا، فإننا نميل إلى البقاء لفترة طويلة جدًا في البقعة المكانية نفسها، لذا فإن المضي قدمًا في وقت مبكر مفيد لأنه يقلل من الإفراط في الحصاد، وهنا تصبح خصائص الاندفاع في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مفيدة.»

ويضيف بارك: لم يعد الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم يبحثون عن الطعام، ولكن قد تحدث عملية صنع قرار مماثلة في مواقف أخرى، فإذا كنت تدرس لامتحان ما – على سبيل المثال - فقد تبدأ بالنظر إلى مصدر واحد، وفي حال لم يسعفك ذلك في فهم الموضوع، فيمكنك التبديل بسرعة إلى مصدر آخر، قد يكون أكثر فائدة لك.

يقول دان أيزنبرج من جامعة واشنطن: «إن التحديد الدقيق لكيفية تكيف السلوكيات المرتبطة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في الأزمنة الماضية أمر صعب، وهذه النتائج مقنعة لأنها تظهر اختلافات قابلة للقياس في استراتيجيات البحث عن الطعام التي يستخدمها الأفراد المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والذين لا يعانون منه».

لكن آني سوانبويل، من مؤسسة شمال شرق لندن التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، تقول: إن التوت في مهمة البحث عن الطعام كان وفيرًا، وبالتالي لا يعكس ندرة الموارد التي عانى منها العديد من الصيادين وجامعي الثمار الأوائل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: اضطراب فرط الحرکة ونقص الانتباه البحث عن الطعام یعانون من

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: دعم أميركي “غير عادي” ساعد إسرائيل في الوصول إلى المحتجزين

#سواليف

كشف تقرير لصحيفة #واشنطن_بوست، اليوم الجمعة، عن أنّ #الولايات_المتحدة قامت بدور استخباري حاسم في عملية #استعادة #المحتجزين الإسرائيليين الأربعة من #مخيم_النصيرات، الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أنّ العملية لا يمكن اعتبارها إنجازاً بالمفهوم العسكري.

وقالت الصحيفة إنّ وكالات الاستخبارات الأميركية قدمت “قدراً غير عادي من الدعم لنظيراتها الإسرائيلية”، وساهمت هذه المساعدة في العثور على المحتجزين بعد “عملية ضخمة لجمع المعلومات الاستخبارية”.

وأضافت أنّ قوة إسرائيلية تسللت بين السكان الجوعى والمشردين عبر شاحنة مساعدات إنسانية جنباً إلى جنب مع عملية إبادة لنطاق بشري من المدنيين الفلسطينيين، وصل إلى نحو 270 شهيداً فلسطينياً، وصولاً إلى “عملية إنقاذ تم تسويقها على أنها انتصار فريد”.
قدموا لنا قدرات لم تكن لدينا

مقالات ذات صلة حريق واسع في الجليل بسبب صواريخ لحزب الله 2024/06/14

ونقلت واشنطن بوست عن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية أنّ الولايات المتحدة كثفت منذ اندلاع الحرب جمع المعلومات الاستخبارية عن حركة حماس في غزة، وشاركت كمية كبيرة من لقطات الطائرات بدون طيار، وصور الأقمار الصناعية، واعتراضات الاتصالات، وتحليل البيانات باستخدام برامج الذكاء الاصطناعي.

وأعرب مسؤولون إسرائيليون للصحيفة عن امتنانهم للمساعدة الأميركية “التي منحت الإسرائيليين في بعض الحالات قدرات فريدة كانوا يفتقرون إليها قبل هجمات حماس المفاجئة عبر الحدود”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أنه منذ تنفيذ حماس عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، “بدأ أفراد من قيادة العمليات الخاصة المشتركة للجيش الأميركي العمل جنباً إلى جنب مع ضباط وكالة الاستخبارات المركزية في محطة الوكالة في إسرائيل”.

ونقلت الصحيفة ذاتها عن أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين قولهم إنهم “قدموا لنا بعض القدرات التي لم تكن لدينا قبل السابع من أكتوبر”، فيما أشار مسؤول إسرائيلي كبير آخر إلى أن الولايات المتحدة قدمت صوراً فضائية مفصّلة للغاية تفتقر إليها إسرائيل.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ عملية استعادة المحتجزين الأربعة اعتمدت على معلومات دقيقة حول موقع الأسرى، مضيفة أنّ إسرائيل لم تملك هذا المستوى من المعلومات الاستخباراتية، بسبب الاعتماد المفرط على التكنولوجيا، والفشل في بناء شبكة من الجواسيس البشر على الأرض.

وزعم مسؤولون إسرائيليون للصحيفة أنّ محللي الاستخبارات الإسرائيلية عثروا على معلومات استخباراتية مفيدة بين الخوادم وأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من الوثائق التي تم العثور عليها في “مخابئ حماس أو مراكز القيادة”، وأشاروا إلى أنّ المحللين الأميركيين ساعدوا في التنقيب في تلك المصادر عن أدلة حول مكان وجود المحتجزين.
قوة أميركية كانت مستعدة للدخول

ولم يقتصر الدور الأمريكي على المعلومات الاستخباراتية، فقد كشفت الصحيفة عن أنّ قوة عمليات خاصة أميركية كانت مستعدة لدخول قطاع غزة في الأيام الأولى للحرب بهدف استعادة المحتجزين الأميركيين.

وأفادت الصحيفة بأنّ أعضاء قوة العمليات الخاصة، المتخصصة في إنقاذ الرهائن، وصلوا إلى إسرائيل في أيام الحرب الأولى، وعملوا في إسرائيل بالشراكة مع ضباط الاستخبارات الأميركية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله إنّ القوة كانت مستعدة للانتشار في غزة “لإنقاذ المواطنين الأميركيين” الذين تحتجزهم حماس، لكن لم يكن هناك سوى القليل جداً من المعلومات على وجه التحديد حول أماكن احتجازهم.
مشاركة المعلومات تثير المخاوف

ووفقاً للصحيفة، فإنّ واشنطن كانت تقيّد المعلومات الاستخباراتية التي تقدّمها لإسرائيل في جهود تحديد مكان المحتجزين وتعقب قيادة حماس فقط، بينما حظرت استخدام أي معلومات أميركية لاستهداف أعضاء حماس النظاميين في أي عمليات عسكرية، بما في ذلك الغارات الجوية.

ويفسر هذا التقييد بوجود انتقادات داخل الولايات المتحدة للسلوك الإسرائيلي، ومطالبات بمنع إسرائيل من استخدام معلومات أميركية تورّط واشنطن في أعمال قصف وقتل للمدنيين، بحسب ما ورد في تقرير الصحيفة.

مقالات مشابهة

  • صور تتحسّر على مجدها السياحي.. شبح الصواريخ الإسرائيلية سرق عزّها
  • اكتشف سر البشرة النضرة مع هذه الأطعمة السحرية
  • دراسة تكشف عن مصدر بيولوجي فعال في مواجهة آثار الاحتباس الحراري
  • “اشتباك مزيف من أجل الدعاية ولفت الانتباه”.. شجار وإصابات بين مطرب ومؤدي مهرجانات في مصر
  • 5 علامات تدل على فساد اللحوم المجمدة.. تأكد من الرائحة
  • منظمة إسرائيلية: آلاف جنود الاحتياط يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة
  • واشنطن بوست: دعم أميركي “غير عادي” ساعد إسرائيل في الوصول إلى المحتجزين
  • بعد أزمات الحوادث ونقص العجلات.. ايران تبحث إدخال حافلاتها الى العراق في الاربعينية
  • الطريقة الصحيحة لغسل التوت .. حافظي على صحة أسرتك
  • أبرزها التوت.. منتجات تحمي من قصور الغدة الدرقية