شمال سوريا- مع اقتراب أذان المغرب في مخيم "أهل التح" للنازحين السوريين بريف إدلب شمال غربي سوريا يصل النازح الخمسيني يوسف الجدوع إلى خيمته حاملا القليل من الخضار التي اشتراها من السوق القريب من المخيم من أجل أن تحضّر زوجته أم محمد إفطار رمضان.

وعلى عجل، تقطع أم محمد حبات الخضار لطهي الطعام على موقد بدائي كون الأسرة تفتقر -كما جميع النازحين في المخيم- إلى مواقد الغاز الحديثة وتجهيزات الطبخ ومعداته.

في الأثناء، يروي الجدوع للجزيرة نت -التي تحل ضيفا على أسرته- كيف نزح من بلدته قبل 5 سنوات على وقع المعارك وانتهى به المطاف في خيمة وسط العراء.

يوسف الجدوع نزح وأسرته قبل 5 سنوات من بلدته إلى شمال سوريا بسبب الحرب (الجزيرة) ذكريات رمضان

ويقول يوسف إن أيام رمضان تمر صعبة عليه وعلى أسرته، بسبب تغير الوضع المعيشي من الوفرة والخيرات إلى الفقر وسوء الحال، مستذكرا كيف كانت لديه أملاك وأراض زراعية في البلدة كانت تدر عليه المال والمحاصيل.

ويؤكد أنهم لم يتذوقوا طعم اللحم منذ عامين بسبب غلاء الأسعار الفاحش، وبات تأمين القليل من وجبات الطعام لإفطار رمضان مكلفا للغاية نتيجة انعدام مصدر دخل مالي ثابت واعتماد الأسرة على معونات المحسنين.

مغالبا البكاء، يشير النازح السوري إلى أن مشاعر السعادة كانت تنتابه خلال أيام رمضان السابقة عند إقامة الولائم واجتماع الأهل والأقارب لديه على سفرة الإفطار، قبل أن تتفرق الأسر جراء الحرب ويصبح اللقاء صعب المنال.

ويتحرج الجدوع في طلب مشاركته إفطار رمضان بسبب عدم قدرته على تحمل مصاريف وتكاليف تحضير الطعام لعدد من الأشخاص، لافتا إلى أن حالته هي الوضع العام السائد لدى معظم النازحين في شمال غربي سوريا.

أم محمد تقول إن أشهر رمضان السابقة كانت تتميز بالولائم واجتماع الأهالي (الجزيرة) حلم العودة

وأقصى ما يتمناه يوسف هو العودة إلى الديار واجتماع الأهل مجددا على مائدة إفطار رمضان بعد أن تضع الحرب أوزارها ويعود جميع النازحين إلى مدنهم وبلداتهم بعد طي صفحة الماضي إلى الأبد.

بدورها، تعود زوجته أم محمد إلى ذكريات الأيام الماضية في أشهر رمضان ما قبل الحرب، وكيف كانت تزين المائدة بأصناف الطعام المتنوعة، فيما يقتصر الطعام -اليوم- على القليل من الخضار.

وتتحدث أم محمد عن الفرق الكبير بين أيام رمضان داخل خيمة لا تقي من برد الشتاء ولا حر الصيف وبين تلك التي قضتها في منزلها تحت سقف يحميها ومطبخ مستقل، فيما تكون الخيمة بمثابة غرفة جلوس ونوم ومطبخ وحمام.

وتضيف أن أشهر رمضان السابقة كانت تتميز بإقامة الولائم واجتماع الأهالي -على كثرة عددهم- حول مائدة واحدة، في حين تفطر اليوم كل أسرة داخل خيمتها بشكل منعزل، ولا أحد يشارك الآخر إفطاره بسبب غلاء المعيشة والفقر.

النازح السوري يوسف الجدوع يحلم بالعودة إلى دياره وقضاء رمضان في المنزل (الجزيرة) قصص نزوح

وقبل دقائق من حلول أذان المغرب طلبنا من أسرة الجدوع عدم الانشغال بوجودنا، واستكمال تحضيرات الطعام، لكنها أصرت على مشاركتنا إياها مائدتها المتواضعة، ورفضت رحيلنا من المخيم دون تناول طعام الإفطار.

ومع أذان المغرب سادت حالة من السكينة والصمت داخل المخيم الذي يغط في العتمة نتيجة انعدام الكهرباء، في حين ينعم الصائمون بالراحة بعد يوم صيام صعب.

وقريبا من خيمة الجدوع هناك العشرات من الأسر التي تختلف قصص نزوحها خلال الحرب السورية، لكن ما يوحدها اليوم هو أمل العودة إلى الديار وقضاء رمضان بين الأهل والأحبة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات إفطار رمضان أم محمد

إقرأ أيضاً:

محمد يوسف: لقب الدوري جاء بعد جهد كبير ويمنحنا دفعة قوية قبل المونديال

عبر محمد يوسف، المدير الرياضي للنادي الأهلي، عن سعادته البالغة بعد التتويج رسميًّا بلقب الدوري الممتاز للمرة 45 في تاريخ النادي، مهنئًا الجماهير ومجلس الإدارة برئاسة الكابتن محمود الخطيب على هذا التتويج الغالي.

خالد الغندور: عماد النحاس يقترب من الرحيل عن الأهلي بعد التتويج بالدوري بصمة ياسر إبراهيم.. كيف قاد الأهلي للتتويج بلقب الدوري 45؟

وقال يوسف إن الجهاز الفني الجديد منذ توليه المهمة لم يكن أمامه سوى هدف واحد وهو التتويج بلقب الدوري، وبالفعل تحقق ما سعى له الجميع، حيث تمكن الفريق من تحقيق الفوز في 6 مباريات وحصد 18 نقطة، ليحصد لقب البطولة بعد جهد كبير.

وأكد يوسف أن بطولة الدوري هذا الموسم تحديدًا كانت صعبة للغاية، نظرًا لأن المنافسة كانت قوية جدًّا، إلا أن خبرات لاعبي الأهلي كانت عاملًا مهمًّا ونجح الفريق في العودة من بعيد بعدما كان متأخرًا في فارق النقاط وبعيدًا عن الصدارة.

اختتم يوسف حديثه مشيرًا إلى أن بطولة الدوري تأتي في توقيت هام للغاية، وتمنح اللاعبين دفعة معنوية كبيرة قبل المشاركة في كأس العالم للأندية، موجهًا تهنئته مرة أخرى لجماهير الأهلي، وأكد أنها العامل الرئيسي في كل البطولات التي يحققها الأهلي.

مقالات مشابهة

  • أسرة الغدير تزف محمد
  • محمد يوسف: لقب الدوري جاء بعد جهد كبير ويمنحنا دفعة قوية قبل المونديال
  • لقمة تحت النار.. كيف تتعمد إسرائيل استهداف تكايا الطعام في غزة؟
  • حكومة الجزيرة تمنع حرمان الطلاب من الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية بسبب الرسوم
  • 57 ألف أسرة نازحة تعود إلى منازلها في محافظة حماة خلال شهرين
  • أخبار الفن.. براءة محمد سامي.. صدمة إليسا.. مقارنة ريا أبي راشد بـ رانيا يوسف
  • بسبب فستان البطانة.. رد قوى من ريا أبي راشد على مقارنتها بـ رانيا يوسف
  • سوريا.. رئيس منظمة الإنقاذ يكشف لـCNN كيف تختلف المناطق التي كانت تحت سيطرة الأسد عن مناطق المعارضة وكيف ستزدهر البلاد؟
  • الحرب تعيد الخربة إلى أصلها: هل كانت مزرعة عدس؟
  • بسبب القصف التركي.. حريق في مزارع وغابات شمال دهوك