الإبـادة بين الرّصـاص والتّـجـويع
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
خطر الاجتياح البريّ لرفح، في جنوب قطاع غـزّة، لا يزال حتّى إشعارٍ آخر -خطرًا في دائرة الاحتمال وليس أمرًا واقـعًا بعد. التّهـويلُ منه والتّهـديدُ به، من قبل جيش الاحتلال وقيادته، والحديثُ الأمريكيّ المتواتر عنه- ولو من باب التّحذير من مغـبّـته على المدنيّـين النّـازحين -قد لا يكون، في حساب السّياسة والحرب، أكـثر من محاولة للضّغـط النّـفسيّ على «حماس» في مفاوضات التّـبادل قصْـد حمْـلها على التّـنازل عن مطالبها.
أوّلها اجتماعُ المصادر الاستخباريّة والعسكريّـة الأمريكـيّة والأوروبـيّة على القـول إنّـه ما من مـؤشّـراتٍ على استعـدادات عسكريّـة، من جهة جيش الاحتلال، لإطلاق الهجوم البريّ من جهة رفـح. تـتطابق هـذه الإفـادة الغربيّـة مع معـلومات عسكريّـة، أفصح عنها ضـبّاط من جيش الاحتلال والمخابرات والشّابـاك لصحـفٍ عبـريّـة عـدّة، تؤكّـد عـدم وجود خطّـة عسكريّـة متوافَـق عليها، حتّى الآن، لاجتياح رفح وعدم جاهـزيّـة الجيش لخوضها كما أفادت صحيفة هارتس (عدد 15 مارس). ويضاف إلى ذلك دعوة بايـدن حكومة الاحتلال إلى إرسال فريق إلى واشنطن لبحث الموضوع.
وثانيها أنّ فتح جبهة رابعة للحرب، بعد جبهة الشّـمال والوسـط وخـان يونس، لا يستقيم إلّا متى كان جـيش الاحتلال قد انـتهى، فعـلًا، من عـمليّـاته في الجبهات الثّـلاث السّابقة، وتأكّـد من أنّـه بسط عليها السّيطـرة فعلًا. والحـال إنّ شيئًا من ذلك «النّـجاح» لم يحـدث؛ إذْ ما بَـرِح جنـودُ الاحتلال وضـبّـاطُـه يسقـطون في مناطـق دخلها جيـشُـه منذ أكـتـوبر، مثـل بيت حانون وبيت لاهيا وأحياء مديـنة غـزّة ومخـيّـماتها في الشّـمال، ومثـل دير البلح في الوسـط وخـان يونس في الجنوب، وما زالت آلياتُـه تـتـعرّض للتّـدمير وتُسْـتَـدْرَج ومَـن فيها إلى الأفخـاخ؛ كما في مـديـنة غـزّة ومُـجَـمّـع الشّـفاء. وما مـن شـكّ في أنّ استمرار استـنـزاف قـواه البشريّة والآليّة في الجبهات الثّلاث تلك إذْ يـدفعـه إلى سحب الكـثيـر من ألويـتـه منها، سيدفعـه -لا محالـة- إلى ضرب الأخماس في الأسداس قبل أن يتّـخـذ قـرارًا حاسمًا بفـتح جبهة رفـح.
أمّـا ثالث الأسبـاب فيكـمن في مـا تـلْـقـاه «عملـيّـة رفـح» من اعتـراضٍ دولـيٍّ أو من مخافـةٍ من المغبّـة. صحيح أنّ الإدارة الأمريكيّـة لم تـعلن، بـتـاتًـا، اعتـراضها على العملـيّـة بل هي وافـقـت عليها، من حيث المـبـدأ، شريطـة أن تـقـترن بخطّـة لإجـلاء المليون وأربـعمائـة ألف مـدنيّ مـن مناطـق القـتال إلى «أماكـن آمنة»، غير أنّ مساحة الاعـتراض عليها شمِـلت العالم كـلَّـه، بما فيه بلـدان الغـرب الأخرى، خاصّـةً بالنّـظر إلى أنّ ضـحايـا هـذه الإبادة الجماعيّـة بلغ، حتّـى الآن، ما يزيد عن المائـة وعشرين ألف شهيـدٍ وجريح ومفـقود، ناهيك بنـزوح ثلاثة أرباع السّـكان من مناطقـهم التي دُمِّـرت تـدميرًا كـليًّا.
قـطعًا هو ليس خطـرًا افـتـراضيًّا أو مستـبـعَـدًا، تـمامًـا، لكـنّـه ليس قـائـمًا الآن وقـد يكـون مـؤجّـلًا إلى حيـن. الخطـر الحـقـيقيّ الواقـع، اليـوم، هـو الذي يتـجـسّـد في سياسة التّـجويـع التي تـنـهـجُـها دولـةُ الاحتلال على أوسـع نطـاقٍ في غـزّة وفي شمالها على نحـوٍ خاصّ. تـستـكمل بهـذه السّياسـة ما بـدأتـه من قـتْـلٍ جمـاعيّ للمـدنـيّـين، ومـن تـدمـيرٍ شامـلٍ لبنى الحياة التّحـتـيّـة، والهـدف واحـد: جـعْـل الحياة إمـكانًا مستـحيـلًا في قـطاع غـزّة، وبالتّـالي، دفْـع أهالـي القطـاع، بـقـوّة القـتل والإبادة الجماعيّـة، إلى الهجـرة القسريّـة منه! تـفعـل ذلك مستـفيـدةً من دعـمٍ عسـكريّ ومـاديّ وسياسـيّ أمريكـيّ يـوميّ، ومن ضـوءٍ أخضر دولـيّ -غـربيّ خاصّـة- بالكاد بـدأ يَـكـتـشِـف الآن، مـتأخّـرًا، أن لا حـدود لشهـوة القـتـل والإفـناء الجماعيّـيـن عند دولـة الاحتلال، وأنّـه يـدفع ثـمن إجازتـه عـدوانَـها انـتـفاضةً عارمـةً في شارعـه، واحتـمالًا متـزايـدًا لانـقـلاب توازنـات قـواهُ التّـمثيـليّـة والانـتـخابيّـة.
تـشـدِّد دولـةُ الاحتـلال إجراءات التّـجويع والحصار في شمال القطـاع خاصّـةً معاقَـبَـةً منها لأهـل غـزّة في الشّـمال الذين بقي أزيـدُ من نصـفهـم، في محافـظة غـزّة، رافضيـن النّـزوح إلى ديـر البلح في الوسـط أو إلى خان يونس في الجنوب. لقد أفسد عليها ذلك التّـمسُّـكُ الـفلسطيـنيّ بالبـقاء في شمـال القـطاع مخـطَّـطَها لتهـجيـر الشّـعب جـنوبًا، ليس مـن أجـل التّـفـرُّغ لإنـهاء مهـمّـتها بالقضـاء على البنـيـة العسكـريّـة الفـلسطينيّـة هناك -مثـلما ادّعـت- بل من أجـل إفـراغ مـدن الشّـمال وبـلداته ومخيّـماتـه من أهـلها، وإعادة إحياء مشاريـع الاستيـطان التي تَـرَك نـتانياهـو كـلاًّ من بـن غْـفـير وسموتـريتـش يُـفـصحـان عن فـكـرتها جهْـرًا؛ فضـلًا عن قـضْـم مزيـد من الأراضي شرق القطاع وشمـالَ شمالِـه من أجـل إنـتـاج حـزامٍ أمـنيّ لحمايـة مستعـمرات غـلاف غـزّة.
كان مـتـوقَّـعًا، تـمـامًا، أن تـلـجأ دولـة الاحتـلال إلى عـزل شمـال القـطاع عن الوسـط والجنـوب وتـجويـعِـه، خاصّـة بعد أن تَـكَـشَّـف لها أمْـران اثـنـان: تـمسُّـك النّـاس بالبـقـاء وعـودة المواجـهات القـتـاليّـة إلى مـدن الشّـمال ومخـيّـماتها. تـوسّـلـتْ سـلاح الجـوع والتّـجـويع لأنّـه كـلُّ ما تـبقّـى لها من أدواتٍ في سياسة الإخـضـاع بعد فـشـل وسائلها الأخرى. وفي السّـياق هـذا أتـت حربُـها السّياسيّـة والإعـلاميّـة على الأونـروا؛ إذْ هي تَـغَـيّـتْ من ذلك قـطْـع آخـر شـريان يـمـدّ أهل القطـاع بالحياة للوصول بالـفلسطيـنيّـين إلى أحـدِ المصيريْـن الأَسـوديْـن: المـوت أو المزيـد من النّـزوح الذي ينـتهي إلى لجـوءٍ خارج القطاع. وحين كُسِـرَ بـعـض قـليل من حصارها الغـذائـيّ الخانـق عن شمـال القطـاع، من طريق إلقـاء المساعـدات من الجـوّ، لم تـتـحرّج في أن تـتـرصّـد جحافل المـدنيّـيـن المنـتظرين في «دوار الكويت» في غـزّة، فـتُـجهـز بالرّصاص على المئـات منهم من دون أن يـرفّ لها جـفْـن!
كيف تستطيع دولـةُ الاحتلال أن تُـقْـنع جمهـورَهـا بأنّ «إنجـازاتـها العسكـريّـة» في الحـرب تصل إلى حـدّ قـتْـل ما يـزيـد عن اثـنيـن وثـلاثيـن ألـفًا وإصابـة ما يزيـد على خمسـةٍ وسبعيـن ألـفًا من المـدنيّـيـن؛ وتـدميـر كامـل القطاع: مساكـنَ ومستـشـفيـاتٍ ومدارسَ ومطـاحنَ وبـنًـى تـحـتـيّـة؛ وحَـمْـلِ ثـلاثة أربـاع السّـكان على النّـزوح خارج ديارهم والعيش في العـراء؛ وإنـتاج أضخـم مجاعـةٍ جماعيّـة في العصـر الحديث؟ وكيـف لهـذا الجمهـور أن يقـتـنـع بأنّ دولتـه تـنـتصـر بهـذا الذي تفـعلـه؟
نعم، إنّ التّـجويع سـلاح الضّـعـفـاء: يلجـؤون إليه حين يعجـزون عن الانـتصار عسكـريًّا. مع ذلك، علينا أن نعـترف -ونحن نجيب مَـن يتساءلـون عمّـا إذا كانت دولة الاحتلال قـد ارتكبـت حـقًّا إبادة جماعيّـة- بأنّ التّـجويع الشّـامـل هـو الدّرجة العليا في مـمارسة الإبادة الجماعيّة.
عبدالإله بلقزيز أستاذ الفلسفة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وحاصل على جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يتعمد استهداف خيام النازحين والمستشفيات وإبادة عائلات بأكملها
حماس: المجاعة تهدد حياة أكثر من 2.25 مليون فلسطيني نصفهم من الأطفال
الثورة / متابعات
قتل جيش العدو الإسرائيلي، أمس، عشرات الفلسطينيين وأصاب عددا آخر، في سلسلة هجمات أوقعت إحداها مجزرة بحق عائلة كاملة، ضمن الإبادة المستمرة منذ 20 شهرا.
وارتفعت حصيلة جريمة الإبادة الجماعية والعدوان، الذي تشنه قوات العدو الصهيوني على قطاع غزة إلى 54,321 شهيدا، و123,770 مصابا، منذ السابع من أكتوبر 2023م.
وأفادت مصادر طبية، بأن من بين الحصيلة 4,058 شهيدا، و11,729 إصابة، منذ 18 مارس الماضي، أي منذ استئناف العدو الإسرائيلي عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، 72 شهيدا، و278 إصابة، نتيجة المجازر والاستهدافات الصهيونية المتواصلة، وهذه الإحصائية لا تشمل شمال القطاع لصعوبة إلى الضحايا حيث ما زال عدد كبير منهم تحت الأنقاض والركام، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وقالت مصادر طبية، إن القصف استهدف منزل ومركبة وخيام نازحين، فضلاً عن تجمعات مدنيين توجهوا لاستلام مساعدات إنسانية، في مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وذكرت المصادر الطبية أن 7 فلسطينيين من عائلة استشهدوا في قصف استهدف منزلًا مأهولًا يعود لعائلة “نصر” في بلدة جباليا شمال غزة.
كما استشهد فلسطينيان وأصيب عدد آخر جراء قصف مركبة في بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، حسب مصادر طبية.
وفي خان يونس أيضاً، استشهد 3 فلسطينيين جراء غارتين جويتين استهدفتا خيام نازحين بمنطقة المواصي غرب المدينة، وفق المصادر نفسها.
من جهة أخرى، أفادت مصادر طبية باستشهاد فلسطيني وإصابة عدد آخر جراء استهداف جيش الاحتلال مدنيين أثناء توجههم لاستلام مساعدات غذائية من نقطة أقامها الجيش الاحتلال في منطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح جنوب القطاع.
كما أصيب عدد من الفلسطينيين برصاص جيش الكيان أثناء توجههم إلى مركز توزيع مساعدات آخر في منطقة “نتساريم” وسط غزة، وفق مصادر طبية فلسطينية.
كما استشهدت، عصر امس، سيدة فلسطينية حامل وجنينها وزوجها، بعد قصف صهيوني استهدفهم في دير البلح وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية في تصريحات صحفية باستشهاد المواطن خليل عبدالناصر الخطيب وزوجته الدكتورة آية مدحت المدهون وهي حامل بالشهر التاسع، في قصف استهدفهم قرب دوار الأقصى بدير البلح.
وأشارت المصادر إلى أن محاولات الأطباء في مستشفى شهداء الأقصى لم تنجح في إنقاذ الجنين ليعلن لاحقاً عن استشهاده مع والدته ووالده.
كما أصيب عدد آخر من المواطنين جراء القصف الصهيوني الذي استهدف مجموعة مواطنين قرب دوار الأقصى بدير البلح.
إلى ذلك قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن الوضع الصحي والإنساني في القطاع بلغ مرحلة الانهيار الشامل، بفعل سياسات الإبادة الجماعية التي يواصلها العدو الإسرائيلي.
وأوضح مدير عام المكتب إسماعيل الثوابتة في حديث صحفي أمس أن أزمة غذاء كارثية ومجاعة تواجه قطاع غزة، بسبب منع العدو إدخال الغذاء بشكل ممنهج، ما أدى إلى مجاعات فعلية.
وأشار إلى أن غياب النظافة وتسرب مياه الصرف الصحي أدى إلى تفشي الأوبئة والأمراض الجلدية والهضمية في مراكز الإيواء المكتظة.
وبين أن تدمير مصادر المياه والكهرباء بشكل شبه كامل، جعل الخدمات الأساسية غير متوفرة لغالبية السكان.
واعتبر أن هذا الوضع لا يمثل فقط كارثة إنسانية، بل هو جريمة مستمرة ضد الإنسانية ترتقي إلى الإبادة الجماعية وفقًا لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948م.
وأضاف أن العدو الإسرائيلي تعمّد منذ بدء جريمة الإبادة على القطاع ارتكاب المجازر بحق المواطنين والعائلات الفلسطينية في القطاع، وارتكب 15 ألف مجزرة بغزة منذ بدء الإبادة.
وذكر أن من بين هذه المجازر 14 ألف عائلة تعرضت للمجازر، و2,483 عائلة أُبيدت ومُسحت من السجل المدني بعدد 7,120 شهيدًا، و5,620 عائلة أُبيدت ومُتبقي منها ناجي وحيد بعدد 10,151 شهيدًا.
وتابع “هذا النمط من الاستهداف يعكس نية واضحة للإبادة الجماعية، ويتناقض تمامًا مع قواعد القانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقيات جنيف الأربع، التي تحظر الهجمات ضد المدنيين والعائلات المحمية”.
وحول استهداف المستشفيات، أكد الثوابتة أن الاستهداف المنهجي للمستشفيات ومراكز الإيواء وقتل الأطفال ليس عشوائيًا، بل هو جزء من استراتيجية ممنهجة لفرض أقصى درجات الألم والدمار، لأهداف مركبة.
وشدد على أن ما يجري في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل هو جريمة إبادة جماعية موصوفة وممنهجة، ترتكبها سلطات الاحتلال، في ظل صمت دولي مخزٍ، وغياب للمساءلة الدولية.
وطالب الثوابتة الجهات الدولية المختصة، وعلى رأسها المحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة، بالتحرك فورًا لوضع حد لهذه الإبادة ومحاسبة مرتكبيها.
من جانبها حذّرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أمس، من تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، في ظل التوسع المتواصل لحالة المجاعة التي تهدد حياة أكثر من 2.25 مليون مواطن، يشكّل الأطفال نصفهم، وسط استمرار المجازر الإسرائيلية.
وشددت الحركة في بيان إلى أن آليات إدخال المساعدات الحالية تمثل “تلاعبًا إجراميًا” بالاحتياجات الإنسانية، وتُدار ضمن سياسة ممنهجة لاستخدام التجويع كسلاح لإخضاع الفلسطينيين وفرض وقائع ميدانية تخدم الاحتلال.
ودعت “حماس” مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية بفرض وقف فوري للعدوان، وكسر الحصار، وضمان دخول المساعدات عبر الآليات الأممية المعتمدة.
وطالبت الدول العربية والإسلامية بالتحرك الفوري لوقف ما وصفته بالإبادة، وتسيير قوافل الإغاثة دعماً لصمود الشعب الفلسطيني، ورفض محاولات التهجير وتصفية القضية.
كما ناشدت “حماس” الفعاليات الشعبية وأحرار العالم، بتصعيد التضامن مع غزة، وتكثيف الضغط الدولي بكافة الوسائل حتى إنهاء العدوان ورفع الحصار ووقف سياسة التجويع.
ومنذ أكتوبر 2023م ترتكب كيان الاحتلال الصهيوني بدعم أمريكي مطلق جريمة إبادة جماعية بقطاع غزة خلّفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.