مؤامرة عربية صهيو أمريكية لدعم كيان الاحتلال.. وصنعاء تقض مضاجع المتصهينين العرب
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
يمانيون – متابعات
مازال بعض العربان على عهدهم مع كيان الإحتلال، هم أبغض من هذا الكيان، لا بل ويمارسون عهرا سياسيا تشعر معه بالتقزز والقرف، عربان يمعنون في إشاعة أجواء القهر التي تأبى أن تغادرنا بسبب تصرفات هؤلاء، ودعمهم الذي لا يتوقف للصهاينة.
ثلاث دول عربية تستمر في تزويد الإحتلال بكل ما يحتاجه من النفط ومشتقاته (مصر، الإمارات، السعودية)، حتى تتمكن آلة الحرب الصهيونية من قتل المزيد من أطفال غزة ونسائها، وتدمير مالم يتمكن العدوّ من تدميره، يالهذا التواطؤ والتخاذل والغوص في مستنقع الإذلال والمهانة.
لم يشبع بعض العربان حتى اللحظة من رؤية الآلاف من الشهداء والجرحى الفلسطينيين، ماذا يريد هؤلاء منّا أكثر مما جرى في غزة؟ ماذا يريد هؤلاء من الشعب الفلسطيني الذي يسطّر كل لحظة ملاحم بطولية ضد عدوّ يحظى بكل وسائل الدعم والمساندة عربيا وأمريكيا وأوروبيا؟
في المقابل؛ أنصار الله في اليمن هم الأنصار حقّا، هم نبع البطولة والفداء، هم الذين وضعوا نصب أعينهم مناصرة غزة بالفعل لا بالقول، يالهم من رجال صناديد يذيقون الأمريكان والبريطانيين كأس المرّ والعلقم، وهاهم يستعدّون للتصعيد وربما مفاجآت قادمة ستقضّ مضاجع كل من اختار طريق التصهين والتطبيع والتطويع.
نحن بانتظار أنصار الله والمهمّات القادمة، من منع السفن والبواخر من الإبحار من المحيط الهندي باتجاه رأس الرجاء الصالح، وباستخدام قريب للصاروخ فرط الصوتي الذي تبلغ سرعته عشرة آلاف كيلومتر في الساعة، هؤلاء هم أنصار الله وأنصار غزة، في وقت عزّ فيه رجال العرب، الذين حلّ عليهم الإنقراض.
ما بين عربان تل أبيب وواشنطن و”أنصار الله” بون شاسع، فلغزّة رب يحميها ومقاومة باسلة، ورجال ينصرونها من اليمن، هي فقط اليمن أيها السادة التي تنصرنا اليوم، في حين يمارس الآخرون الكذب والتدليس والبيانات التي لا تصلح إلّا لبائع الفول والترمس !
إلى عربان هذا الزمان ؛ تحالفكم مع الصهاينة والأمريكان لن يدوم طويلا، وأهل غزّة يرقبون مؤامراتكم وانبطاحكم، والوقت يمضي، والمقاومة ثابتة وراسخة على أرض غزّة، وهذا بالطبع يثير فيكم الحنق والغضب، خشية على مواقعكم وكراسيكم التي تهتزّ من تحتكم، وتذكّروا بأن واشنطن تخلّت عن أشدّ حلفائها ؛ من شاه إيران وصولا لأنور السادات ورئيس أفغانستان الهارب أشرف غني، وقبل ذلك زين العابدين بن علي وغيرهم، وقريبا سيكون مصيركم كمصير هؤلاء .
إلى عبد الملك الحوثي زعيم أنصار الله ؛ أنت رجل في وقت عزّ فيه الرجال، عرفنا فيكم الشهامة والنخوة والبطولة والرجولة، منكم نستمد العزم والعزيمة، سنكون بعون الله شركاء في النصر الذي بات قريبا، وغزّة ستكون حتما مقبرة ؛ ليس فقط للغزاة، بل لكل الخونة والعملاء من أبناء جلدتنا الذين باعوا كل ضمير وشرف إرضاء لأسيادهم في تل أبيب والبيت الأسود في واشنطن .
– كاتب فلسطيني
– المصدر: صحيفة الرأي- د. محمد أبو بكر
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: أنصار الله
إقرأ أيضاً:
غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
بقلم : سمير السعد ..
في عالمٍ تُثقله الحروب وتغرقه الفواجع، تبرز قصيدة “تهويدة لا تُنيم” للشاعر العراقي غسان حسن محمد كصرخة شعرية تحمل وجع الوطن، وتجسِّد الإنسان العراقي في زمنٍ لم يعد فيه للتهويدات مكان، ولا للطفولة حضنٌ آمن. غسان، ابن العمارة ودجلة والقصب، هو شاعر يكتب بقلبه قبل قلمه، ويغزل قصائده من نسيج الوجع العراقي بأدقّ خيوط الإحساس وأصفى نبرة صدق.
يفتتح الشاعر قصيدته بمشهد يختزل حجم الانهيار الداخلي في صورة جسدية/معمارية رمزية:
“من ربّت على ظهرِ الجسر..،
حتى انفصمت عُراه.”
ليتحوّل الجسر، رمز العبور والحياة، إلى معبر نحو الفقد والانفصال، ولتمتدّ صورة اليُتم على النهر كلحن لا يُفضي إلى الوصول:
“ليمتدَّ اليتمُ على كامل النهرِ،
يعزفُ لحنَ اللاوصول؟!”
هنا لا يتحدث الشاعر عن اليتيم بمعناه الفردي، بل يُحوّله إلى حالة جماعية تسري في جسد المكان، حالة بلد بأكمله يُرَبّى على غياب الآباء، وانقطاع الحكايات.
تدخل الحرب بوصفها شخصية غاشمة، لا تنتظر حتى تهدأ التهويدة، بل تُباغت الزمن وتفتك بالطمأنينة:
“الحرب..،
الحرب..،
(لعلعةٌ..):
كانت أسرعَ من تهويدة الأمِّ لوليدها”
هكذا يضع الشاعر التهويدة، رمز الحنان والرعاية، في مواجهة مباشرة مع صوت الحرب، لنعرف أن النتيجة ستكون فاجعةً لا محالة. ولا عجب حين نسمع عن الوليد الذي لم تمنحه الحياة حتى فرصة البكاء:
“الوليدُ الذي لم يفتر ثغرهُ
عن ابتسام..”
فهو لم يعرف الفجيعة بعد، ولم يلعب، ولم يسمع من أبيه سوى حكاية ناقصة، تُكملها المأساة:
“لم يَعُد أباه باللُعبِ..,
لم يُكمل حكايات وطنٍ..،
على خشبتهِ تزدهرُ المأساة لا غير.!”
في هذا البيت تحديدًا، يكشف غسان عن قدرة شعرية مدهشة على تحويل النعش إلى خشبة مسرح، حيث لا تزدهر إلا المأساة، في تورية درامية تفتك بالقلب.
ثم يأتي المشهد الفاصل، المشهد الذي يُكثّف حضور الغياب:
“عادَ الأبُّ بنعشٍ.. يكّفنهُ (زهرٌ)
لم يكُن على موعدٍ مع الفناء.!”
فالموت لم يكن مُنتظرًا، بل طارئًا، كما هي الحرب دومًا. لقد كان الأب يحلم بزقزقة العصافير، وسنابل تتراقص على وقع الحب:
“كان يمني النفسَ
بأفقٕ من زقزقات.،
وسنابلَ تتهادى على وقع
أغنية حبٍّ..
تعزفها قلوبٌ ولهى!”
بهذا المشهد، يقرّب الشاعر المأساة من القلب، يجعل القارئ يرى الأب لا كمقاتل، بل كعاشق كان يحلم بأغنية، لا بزئير دبابة. حلمُ الأب كُسر، أو بالأدق: أُجهض، على خيط لم يكن فاصلاً، ولا أبيض، بين الليل والنهار:
“حُلم أُجهض على الخيط
الذي لم يكن فاصلاً..،
ولا ابيضَ..
بين ليلٍ ونهار”
لا زمن في الحرب، لا بداية ولا نهاية، ولا فاصل بين حلمٍ وحطام. فالحرب تعيش في الفراغ، وتُشبع نهمها من أجساد الأبناء دون أن ترمش:
“ذلك أن لا مواقيت لحربٍ..
تُشبعُ نهمَ المدافع بالأبناء..”
وفي النهاية، تأتي القفلة العظيمة، القفلة التي تحوّل الحرب من آلة صمّاء إلى كائنٍ لو امتلك عيناً، لبكى، ولابتسم الطفل:
“فلو كانَ للحربِ عينٌ تدمع.،
لأبتسم الوليد!”
ما أوجع هذا البيت! إنه انقلابٌ شعريّ كامل يجعل من التهويدة التي لم تُنِم أيقونةً لفجيعة كاملة، وابتسامة الوليد غاية ما يتمنّاه الشاعر، وكأنّها وحدها قادرة على إنهاء الحرب.
غسان حسن محمد الساعدي ، المولود في بغداد عام 1974، والحاصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية، هو عضو فاعل في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق. صدرت له عدة مجموعات شعرية ونقدية منها “بصمة السماء”، و”باي صيف ستلمين المطر”، و”أسفار الوجد”، إضافة إلى كتابه النقدي “الإنصات إلى الجمال”. شاعرٌ واسع الحضور، يكتب بروح مغموسة بجماليات المكان وروح الجنوب العراقي، وينتمي بصدق إلى أرضه وناسها وتاريخها الأدبي والثقافي.
شاعر شفاف، حسن المعشر، لطيف في حضوره، عميق في إحساسه، يدخل القصيدة كمن يدخل الصلاة، ويخرج منها كما يخرج الطفل من حضن أمه، بكاءً وشوقًا وحلمًا. هو ابن العمارة، وابن دجلة، وابن النخيل والبردي، يدخل القلوب دون استئذان، ويترك فيها جُرحاً نديًّا لا يُنسى.
في “تهويدة لا تُنيم”، لا يكتب الساعدي الشعر، بل يعيش فيه. يكتب لا ليواسي، بل ليوقظ. لا ليبكي، بل ليُفكّر. قصيدته هذه، كما حياته الشعرية، تُعلن أن الشعر ما يزال قادراً على فضح الحرب، وردّ الضمير إلى مكانه، لعلّ الوليد يبتسم أخيرًا.