جمال قرين يكتب: محمود صديق المنشاوى
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
هوثالث فرسان عائلة الشيخ صديق المنشاوى التى ضمت 18فردا حفظوا وخدموا القرٱن الكريم فى كل مكان رحلوا وأقاموا فيه، شقيق الشيخ محمد صديق المنشاوى صاحب الصوت الباكى، وأحد أبرز قراء القرٱن الكريم فى مصر والعالم العربى والإسلامى، حفظ الشيخ محمود صديق القرٱن وهو فى الثامنة من عمره كعادة ٱل المنشاوى والتى تمتد أصولهم إلى محافظة سوهاج وبالتحديد بمركز المنشاة، الذى اكتسب شهرة واسعة لوجود هذه العائلة القرٱنية هناك، حيث والده الشيخ صديق المنشاوى وشقيقه الشيخ أحمد ومحمد، وابنه الشيخ صديق، التحق الشيخ محمود بإذاعة القرٱن الكريم بعد ثمانية أشهر من رحيل شقيقه القاريء محمد ، ثم سجل بعد ذلك المصحف الشريف مرتلا ، وذاع صيته بين أهله فى صعيد مصر قبل أن يحضر للقاهرة ويدخل الإذاعة المصرية، يقول عن نفسه : نشأت فى أسرة طابعها وعيشتها الأولى القرٱن الكريم ، فهذا والدى الذى ذاع صيته دون أن يدخل الإذاعة، وذاك أخى الشيخ محمد الذى أصبح ملء السمع والبصر، إلا أن الله توفاه فى سن مبكرة فى الاربعينيات من عمره، وهأنذا أكمل طريق الدعوة إلى الله بتلاوة القرٱن ،
*ويضيف كنت ملاصقا لوالدى الشيخ صديق حينما يذهب إلى المناسبات والحفلات التى كان يحييها فى الجنوب مابين سوهاج وقنا والأقصر، وكان ذلك حرصا منى على تعلم التلاوة والترتيل والتجويد، فى عائلة وهبت نفسها للقرٱن الكريم منذ نحو 150سنة، حيث سبقنا عمى الكبير الشيخ أحمد المنشاوى بالتلاوة، بدأت أخطو خطواتى الأولى نحو تعلم القراءات وأصولها حيث نهلت علم القرٱن الكريم والقراءات على يد الشيخ عامر عثمان شيخ المقارىء المصرية والشيخ أمين إبراهيم اللذين كانا لهما الفضل الكبير فى تعليمى التجويد ، و فى هذا التوقيت ظهرت أصوات كثيرة تجيد ترتيل القرٱن الكريم وتجويده، وذلك بسبب انتشار الكتاتيب وحب المسلمين للاستماع لتلاوة القرٱن من المقرئين المشهورين ، لذلك ظهرت سمة التنافس بين الشيوخ فى حفظ القرٱن وتجويده من شيوخ عظام خصصوا منازلهم لتعليم قراءة القرٱن، وكان على رأسهم الشيخ إبراهيم شحاتة عالم القراءات البارز فى ذلك الوقت ، انتقلنا للقاهرة أنا وشقيقى محمد والذى تم قبوله بالإذاعة دون أن يتقدم بطلب لها بعكس ماحدث مع شيوخ ٱخرين ، فقد انتقلت الإذاعة المصرية إلى الصعيد لتسجل مع شقيقى بعكس ماهو معروف ومألوف ، انتقلنا للقاهرة أنا وشقيقى محمد، وكان عمرى وقتها 17سنة،وتقدمت للإذاعة وقبل التقديم مباشرة كان يوافق هذا ليلة الإسراء والمعراج، ففوجئت بمكالمة من رئيس الإذاعة محمد حماد فى ذلك الوقت، واتصل بى أيضا الأستاذ أحمد فراج وطلبوا منى إحياء ليلة الإسراء والمعراج فى السيدة زينب، وكان وقتها غالبية الوزراء موجودين لحضور الحفل، الذى افتتحه الشيخ مصطفى إسماعيل وقمت أنا بختمه، وقرأت لمدة 7دقائق فقط ، لكن عرفتنى معظم الجمهورية من خلال هذه الليلة، ومنذ ذلك الحين بدأت شهرتى وتقدمت للإذاعة وتم وضعى فى البرنامج وقبولى بعد الاختبار من أول مرة، واستقررت منذ السبعينات بالقاهرة، ففيها الشهرة والوصول إليها سهل ، ويقول: بعد أن نجحت فى دخول الإذاعة كمقريء لكتاب الله، تقرر أن أقوم بقراءة السورة فى مسجد الإمام الشافعى بحى مصر القديمة، ولقد هالنى الاختيار وتهيبت الفقيه فى مرقده كما كان يتهيبه العلماء والأمراء فى حياته، وبعد أن علمت أن الذى كان يقرأ السورة فى الإمام الشافعى قبلى كان الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله أحسست بخوف شديد، وهذا الإحساس أعطانى عزة بالنفس فتوكلت على الله واستخرته، فقمت بالقراءة لأول مرة فى مسجد الإمام الشافعى، ويومها وفقنى الله أيما توفيق ، ثم قرأت أول تلاوة فى المسجد الحسينى فى صلاة الفجر بعد اعتمادى فى الإذاعة فبراير 1970
زار الشيخ المنشاوى السعودية واليمن والإمارات والسودان كسفير للقرٱن وأوفدته وزارة الأوقاف إلى لندن وكان معه الشيخ حجاج السويسى لإحياء شهر رمضان لدى الجالية الإسلامية والمركز الإسلامى، ومن أجمل المواقف حينما زار الشيخ ماليزيا وجد فى مطار كوالالمبور ٱلاف الماليزيين فى استقباله ابتهاجا وحفاوة به وهم يحملون الورد فى أيديهم ، والإذاعة الماليزية قطعت إرسالها فجأة لتخبر الشعب الماليزى عن خبر وصولى, وإذا بالمذيع يطالب جموع المسلمين بالتوجه إلى المسجد الكبير بعد الإفطار للاستماع إلى تلاوة القرٱن الكريم بصوت الشيخ المنشاوى وتوجيه الاستفسارات الدينية، وعند ذلك اعترانى خوف من الأسئلة لأنها تحتاج إلى عالم وفقيه، وليس قارىء للقرٱن والحمد لله كانت معظم الأسئلة تدور حول عدد الركعات فى الصلاة وكيفية الوضوء ، ويكمل الشيخ محمود حديثه الشيق عن القرٱن الكريم وحكاياته مع المستمعين خاصة فى الجنوب .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القرٱن الکریم صدیق المنشاوى الشیخ محمود الشیخ صدیق الشیخ محمد
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيله.. أول من حمل لقب الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت
تحل في الثالث عشر من ديسمبر ذكرى وفاة أحد أعلام الفكر الإسلامي والتجديد الديني في العصر الحديث، الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الشريف الأسبق، وأول من حمل لقب الإمام الأكبر، والذي ترك بصمة فكرية عميقة في مسيرة الأزهر، وأسهم إسهامات غير مسبوقة في تطوير الخطاب الديني، وترسيخ منهج الوسطية، والتقريب بين المذاهب الإسلامية.
وُلد الشيخ محمود شلتوت بمحافظة البحيرة عام 1893م، في زمن شهد ميلاد عدد كبير من رواد الإصلاح الديني والفكري، ونشأ في بيئة علمية جعلته يتجه مبكرًا إلى طلب العلم الشرعي، حتى أصبح أحد أبرز علماء الأزهر الشريف في القرن العشرين.
رحل الشيخ شلتوت عن عالمنا عام 1963م عن عمر ناهز السبعين عامًا، بعد رحلة علمية وفكرية حافلة بالعطاء، شغل خلالها مناصب علمية رفيعة، أبرزها مشيخة الأزهر الشريف، وكان نموذجًا للعالم المجدد الذي جمع بين أصالة التراث ووعي العصر.
لم يقتصر دور الشيخ محمود شلتوت على الساحة المحلية، بل امتد إلى المحافل العلمية الدولية، حيث اختير عضوًا في الوفد الذي شارك في مؤتمر “لاهاي” للقانون الدولي المقارن عام 1937م، وقدم خلاله بحثًا علميًا مهمًا بعنوان: «المسؤولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية».
نال البحث استحسان المشاركين في المؤتمر، وأكدوا من خلاله صلاحية الشريعة الإسلامية للتطور ومواكبة العصر، واعتبارها مصدرًا أصيلًا من مصادر التشريع الحديث، لا تابعًا ولا مقتبسًا من القوانين الوضعية، وهو ما مثّل آنذاك شهادة دولية مهمة في زمن كانت تعاني فيه الأمة الإسلامية من الاستعمار والتشكيك في تراثها التشريعي.
يُنسب إلى الشيخ محمود شلتوت عدد من الأفكار التنويرية الجريئة، حيث كان من أوائل من نادوا بضرورة إنشاء مكتب علمي متخصص للرد على الشبهات المثارة حول الإسلام، وتنقية كتب التراث من البدع والخلط، وهي الدعوة التي مهدت لاحقًا لإنشاء مجمع البحوث الإسلامية.
كما دعا إلى تجديد الفقه الإسلامي من داخل أصوله، دون قطيعة مع التراث، مؤكدًا أن التجديد لا يعني الهدم، وإنما الفهم العميق للنصوص في ضوء مقاصد الشريعة ومتغيرات الواقع.
في عام 1958م، صدر قرار تعيين الشيخ محمود شلتوت شيخًا للأزهر الشريف، ليصبح أول من حمل رسميًا لقب الإمام الأكبر. وخلال فترة توليه المشيخة، بذل جهودًا كبيرة للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وكان مؤمنًا بأن الخلاف المذهبي لا ينبغي أن يكون سببًا للفرقة أو الصراع.
كما أدخل لأول مرة دراسة المذاهب الإسلامية المختلفة في مناهج الأزهر، سعيًا لترسيخ ثقافة التعدد وقبول الآخر، والعمل على وحدة الصف الإسلامي.
شهد عهد الشيخ شلتوت صدور قانون إصلاح الأزهر الشريف عام 1961م، وهو من أهم القوانين المنظمة للأزهر في العصر الحديث، حيث توسعت الدراسة الأزهرية لتشمل العلوم الحديثة إلى جانب العلوم الشرعية، ولم تعد مقتصرة على التعليم الديني فقط.
كما أُنشئت في عهده كليات جديدة، وارتفعت مكانة الأزهر العلمية عالميًا، وتعزز دور شيخ الأزهر كرمز ديني وفكري له ثقله في العالم الإسلامي.
خلّف الإمام الأكبر محمود شلتوت تراثًا علميًا غنيًا، من أبرز مؤلفاته:
فقه القرآن والسنة
مقارنة المذاهب
القرآن والقتال
يسألونك (مجموعة فتاوى)
منهج القرآن في بناء المجتمع
القرآن والمرأة
تنظيم العلاقات الدولية في الإسلام
وقد تُرجمت العديد من مؤلفاته إلى لغات مختلفة، ما أسهم في نقل صورة الإسلام المعتدل إلى العالم.