درعا-سانا

أصبحت المعلمة والأم نيرفت المقداد قدوة لأبنائها وطلابها في التحلي بالصبر وقوة الإرادة لمواجهة الصعاب، بعد أن نجت من مرض السرطان، وكانت مستمرة خلال رحلة العلاج في أداء واجبها كأم لثلاثة أبناء ومديرة ثانوية الشهيد منصور الخليل في مدينة بصرى الشام بريف درعا.

المعلمة نيرفت ذات الـ 55 عاماً خاضت معركة طويلة في مواجهة مرض السرطان لكنها لم تستلم له، ومنحتها أمومتها القوة لتتابع رحلة العلاج، كما أضفت إليها مهنة التدريس واجباً أخلاقياً واجتماعياً تجاه المدرسة والطلاب وهو ما حفزها للاستمرار بمهنتها رغم مراحل العلاج الطويلة، وجعل المستحيل واقعاً على حد تعبيرها، فكانت الأم المعطاءة والناجية من المرض والمديرة المحبوبة من طلابها وزملائها والمتفانية بعملها.

وفي حديث لمراسل سانا أوضحت المعلمة نيرفت أنها تعرضت لصدمة كبيرة عندما علمت بإصابتها بالمرض، لكن الإرادة القوية والإصرار على الشفاء حولا الإصابة إلى امتحان يجب أن تجتازه مهما كانت الصعوبات، ورفضت أخذ إجازة طويلة بل استمرت في العمل التربوي، ولم تأخذ إجازة إلا خلال الجرعات الكيماوية والجراحة.

وأشارت إلى أنها تعمل في مهنة التدريس منذ ثلاثين عاماً وتتعامل مع طلابها كأبنائها تماماً مؤكدة أن رسالة المعلم تربية وتعليم لا يمكن فصلهما، وأن تكليفها بإدارة الثانوية زاد من مسؤوليتها تجاه أعداد أكبر من الطلاب.

وترى كل من ساجدة وسامراء أن والدتهما مثال للصبر في مقاومتها للمرض وشفائها منه، ومنها تعلمتا معنى الإخلاص في العمل، تقول ساجدة: “خلال فترة مرضها كانت تواسينا وكنا نشعر أنها أقوى منا جميعاً، لقد صبرت وعانت لكنها استطاعت أن تصل بنا إلى بر الأمان، وتنجح كأم ومعلمة ورغم الصعاب”.

رضوان الراضي

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

 علاقات التأثير المتبادل بين الذكاء الاصطناعي وطرق التدريس الحديثة 1/3

عبيدلي العبيدلي

خبير إعلامي

 

يرسم تقاطع الذكاء الاصطناعي وطرق التدريس الحديثة حدودًا ديناميكية في التطور التعليمي. فبعيدًا عن نموذج استبدال الأدوات البسيط، تتميز هذه العلاقة بتأثير متبادل عميق. توفر طرق التدريس الحديثة الإطار الفلسفي والمنهجي الذي يوجه التطبيق الأخلاقي والفعال لنظام الذكاء الاصطناعي. وعلى نحو موازٍ، يوفر الذكاء الاصطناعي، من جانبه، قدرات غير مسبوقة في وسعها تمكين المبادئ الأساسية للتعليم الحديث، وتعزيزها وحتى تحديها.

تستكشف هذه المقالة العلاقة المعقدة ثنائية الاتجاه، وتدرس كيف يشكل الذكاء الاصطناعي ممارسات التدريس الحديثة وكيف تقوم الفلسفات التربوية الحديثة، بدورها، في تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي التعليمي.

هنا نحن نقوم بتحليل مجالات التأثير الرئيسية، بما في ذلك التخصيص، وتطوير المعلم، وتحويل التقييم، وإمكانية الوصول، والاعتبارات الأخلاقية. إن أهم التطورات التعليمية تكمن في التكامل المدروس لنظام الذكاء الاصطناعي داخل الأطر الحديثة، مسترشدة بالقيم التي تركز على الإنسان.

 

الثورات المتقاربة

تعطي طرق التدريس الحديثة بما فيها تلك التي تقوم على مفاهيم المدرسة البنائية، والتعلم القائم على المشاريع (PBL)، والتعلم القائم على الاستفسار، والتعليم المتمايز، والتعلم الاجتماعي العاطفي (SEL)، والأساليب التي تركز على الطالب، وتوليه الأولوية لبناء المعرفة النشط، والتفكير النقدي، والتعاون، والتحفيز الجوهري وتطوير الطلاب الشامل على نقل المعرفة السلبية.

وبالقدر ذاته، ينضج الذكاء الاصطناعي، وخاصة التعلم الآلي (ML) ومعالجة اللغة الطبيعية (NLP) وتحليلات البيانات، بسرعة، مما يوفر إمكانات للتعرف على الأنماط، والتنبؤ، والأتمتة، والتفاعل التكيفي.

 

لقد أضحى التقارب بين التأثير المتبادل، وطرق التدريس الحديثة أمرًا لا مفر منه. ومع ذلك، فإن العلاقة ليست مجرد الحتمية التكنولوجية (الذكاء الاصطناعي يملي علم أصول التربية)، ولا المثالية التربوية البحتة (علم أصول التدريس الذي يملي تصميم التكنولوجيا بغض النظر عن الجدوى). إنه عملية جدلية معقدة تجسد بعمق التأثير هذا التأثير المتبادل الذي نتناوله. إذ تتطلب طرق التدريس الحديثة وظائف معينة من الذكاء الاصطناعي، بينما تعيد قدرات وقيود الذكاء الاصطناعي تشكيل التنفيذ العملي والنطاق المحتمل لهذه الأصول.

 

تأثير طرق التدريس الحديثة على تطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقه

التعليم الحديث ليس مجرد مستخدم لجهاز الذكاء الاصطناعي. إنه بمثابة بوصلة تصميم حاسمة وقيد أخلاقي، قادران على توليد التأثير الجدلية التي نتحدث عنها في هذا المجال، من خلال:

 

الطلب على الشخصنة والتمايز: تؤكد المبادئ الحديثة الأساسية على تلبية احتياجات الطلاب الفردية وأساليب التعلم والخطوات. هذا يدفع بشكل مباشر البحث والتطوير في الذكاء الاصطناعي نحو أنظمة التعلم التكيفية المتطورة، القادرة على بناء معادلة مثل هذه العلاقة التبادلية المعقدة.

تتجاوز هذه الأنظمة التفرع البسيط، على سبيل المثال، "إذا كان التطبيق خطأ، فبادر بالانتقال إلى الدرس العلاجي". أو إلى النماذج المعقدة التي تتنبأ بمسارات التعلم المثالي، وتوصيات الموارد، ومستويات التحدي "في الوقت الفعلي"، بناء على التحليل المستمر لتفاعلات الطلاب والأداء البيداغوجي. تجسد منصات مثل ** Century Tech ** أو "Learning DreamBox” ذلك. حيث تجسد المثل الأعلى الحديث المتمثل في تكييف التعليم مع الفرد.

التركيز على المهارات العليا: تعطي الأساليب الحديثة الأولوية للتفكير النقدي والإبداع والتعاون وحل المشكلات على الحفظ عن ظهر قلب. هذا يتطلب الأمر اللجوء المستمر إلى أدوات الذكاء الاصطناعي التي تتجاوز التدريبات والممارسة الأساسية، من خلال الاستعانة بأنظمة ومنصات الذكاء الاصطناعي التي تدعم: إدارة المشاريع المعقدة: هنا يستدعي الأمر اللجوء إلى خبراء الذكاء الاصطناعي، ومن هم على شاكلتهم، كي يساعدوا الطلاب على تنظيم المهام والجداول الزمنية والموارد داخل بيانات (PBL)  Project Based Learning. أنظمة التدريس الذكية (ITS) للتفكير: أنظمة التدريس الذكية التي توجه الطلاب خلال عمليات حل المشكلات المعقدة باستخدام الاستجواب السقراطي، بدلا من مجرد تقديم إجابات تجريدية (على سبيل المثال، أنظمة الرياضيات أو الاستفسار العلمي). تسهيل التعاون: يحلل الذكاء الاصطناعي ديناميكيات المجموعة في مساحات العمل الرقمية، ويقترح الاستعانة بالربط المنطقي المتبادل، أو يحدد مكامن عطل الاتصال، أو يوصي بالموارد القادرة على تحاوز حظر التقدم التعاوني. التركيز على التقييم التكويني والتغذية الراجعة: يتطلب الأمر هنا اللجوء إلى التعليم التدريجي، القائم على التقييم التشخيصي المستمر للتعلم على الاختبار التلخيصي عالي المخاطر. هنا يتفوق الذكاء الاصطناعي في تقديم إرشادات واضحة وفورية ودقيقة وقابلة للتنفيذ على نطاق واسع. ويمكن للبرمجة اللغوية العصبية تحليل كتابات الطلاب من حيث الهيكل والجدل والقواعد. كما يمكن لرؤية الحاسوب تقييم المخططات المعقدة أو المهارات البدنية (على سبيل المثال، في المختبرات أو الفنون). يتيح ذلك المثل الأعلى التدريجي للتغذية الراجعة كأداة للنمو، وليس فقط للحكم فقط. وكالة الطلاب وما وراء المعرفة (PNL): تهدف الأساليب الحديثة إلى تطوير المتعلمين الموجه للنمو، وليس أن يدعم الذكاء الاصطناعي. ويتم ذلك من خلال: لوحات معلومات تحليلات التعلم: تزويد الطلاب بتصورات يمكن الوصول إليها لتقدمهم ونقاط قوتهم وضعفهم وأنماط التعلم، وتعزيز الوعي ما وراء المعرفي.  تحديد الأهداف والتخطيط المدعوم بالذكاء الاصطناعي: أدوات تساعد الطلاب على تحديد أهداف تعليمية واقعية وتخطيط مسارات لتحقيقها، بناء على بياناتهم ومتطلبات المناهج الدراسية. محركات التوصية للاستكشاف: اقتراح الموارد أو المشاريع أو الموضوعات بناء على الاهتمامات الفردية والمشاركة السابقة، وتشجيع الفضول والملكية. الضرورات الأخلاقية (التحيز والإنصاف والشفافية): التزام التعليم الحديث الأساسي بالإنصاف والعدالة الاجتماعية يتحدى المطورين بشكل مباشر الذكاء الاصطناعي، على النحو الذي تتطلبه أصول التربية: التخفيف من التحيز: التدقيق الدقيق لبيانات التدريب والخوارزميات لمنع إدامة التحيزات المجتمعية (الجنسانية والعرقية والاجتماعية والاقتصادية) التي يمكن أن تضر بالمتعلمين. الإنصاف في الوصول: ضمان أن تكون أدوات الذكاء الاصطناعي ميسورة التكلفة، ويمكن استخدامها عبر أجهزة ومستويات اتصال متنوعة، ومصممة للشمولية (على سبيل المثال، دعم لغات متعددة، ومعالجة الإعاقات).  قابلية التفسير (XAI): يحتاج المعلمون الحديثون إلى فهم *لماذا* يقدم الذكاء الاصطناعي توصية أو تقييما للوثوق به وتوجيه الطلاب. نماذج "الصندوق الأسود" هي إشكالية تربوية وأخلاقية. الرقابة والرقابة البشرية: إن تعزيز الذكاء الاصطناعي هو أداة لزيادة توثيق العلاقة بين المعلم والطالب والحكم المهني وليس استبدالها. رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • وفاة جوليان مكمان بعد جهد شجاع في التغلب على السرطان
  • جامعة اللوتس بالمنيا تُعلن عن وظائف شاغرة لأعضاء هيئة التدريس
  •  علاقات التأثير المتبادل بين الذكاء الاصطناعي وطرق التدريس الحديثة 1/3
  • المقداد: البعض في لبنان شغله الشاغل سلاح المقاومة ويتغاضى عن انتهاكات العدو
  • مرضى السرطان بالسودان بين نيران الحرب ومرارة العلاج
  • محمد بن راشد: نحمد الله على نعمة العطاء
  • قطر: التزام ثابت تجاه الشعب الأفغاني
  • لافروف: نعمل لإلغاء التأشيرات على المواطنين السعوديين
  • غرست ورودًا تحمل اسمها.. الأميرة كيت تتحدث عن تجربتها الصعبة للغاية في التعافي من السرطان
  • حركة المجاهدين الفلسطينية تدين استمرار الصمت الدولي على جرائم الابادة