مختصون لـ "اليوم": التجمعات العائلية "ضرورة نفسية" وليست ترفاً اجتماعياً
تاريخ النشر: 13th, December 2025 GMT
حذر مختصون في الشأن الاجتماعي والأسري والنفسي من خطورة تراجع ظاهرة التجمعات العائلية، مؤكدين أنها لم تعد ترفاً اجتماعياً أو مجرد عادة موروثة، بل تحولت إلى ضرورة ملحة وحاجة نفسية وتربوية ”حتمية“ في ظل ضغوط الحياة المعاصرة، معتبرين إياها خط الدفاع الأول لتعزيز الاستقرار النفسي، وترميم الفجوة بين الأجيال، وصناعة ذاكرة جمعية تحمي الهوية، داعين إلى استثمار التقنية لخدمة هذا التواصل لا لقطعه.
وأجمع المختصين في حديثهم لـ "اليوم" على أن اللقاءات الأسرية تمثل ”مناعة نفسية“ للأفراد، حيث وصف المستشار الأسري عبدالله بورسيس هذه الاجتماعات بأنها ركيزة أساسية لصلة الرحم التي حث عليها الدين الإسلامي، وتتجاوز مجرد اللقاء العابر إلى كونها منصة للتعارف العميق بين الأصهار والأنساب، وتجسيد حي لقيم التكافل والتعاضد عند الأزمات والمناسبات.
أخبار متعلقة قانونيون لـ "اليوم": حقوق الإنسان في المملكة نموذج متكامل لصون الكرامة وترسيخ العدالةمختصون لـ"اليوم": الشفافية والحوكمة خط الدفاع الأول في مواجهة الفسادمختصون لـ"اليوم": تمكين ذوي الإعاقة يقفز إلى 13.4% ويعكس جودة الحياة بالمملكةإرث الخبرات
وشدد بورسيس على الدور المحوري لهذه التجمعات في نقل ”إرث الخبرات“ من الأجداد والآباء إلى الأحفاد، مما يساهم في تشكيل وعي النشء وترسيخ هويتهم، داعياً الأسر إلى ابتكار حوافز ذكية تضمن استمرارية هذه اللقاءات وجذب الأبناء إليها، مع توظيف التقنية الحديثة كأداة مساندة لربط المغتربين والبعيدين عن محيطهم العائلي، وليس بديلاً عن التواصل المباشر.عدنان الدريويش
واعتبر المستشار الأسري والتربوي عدنان الدريويش، البيت العائلي الكبير بمثابة ”مدرسة تربوية مغلقة“ تُغرس فيها القيم عبر القدوة والمشاهدة لا عبر التلقين، مؤكداً أن الأسر التي تحافظ على دورية لقاءاتها تكون أقدر على تخريج جيل متزن نفسياً، مشبعاً بقيم العطاء والانتماء، ومحصناً ضد العزلة الاجتماعية.
صلة الرحم ترتبط بسعة الرزق
ونبه الدريويش إلى أن غياب هذه اللقاءات يُحدث ”شرخاً عاطفياً“ ويوسع الفجوة بين الأجيال، مما يفتح الباب لسوء الفهم وتراجع القيم المشتركة، مستشهداً بالأثر النبوي الذي يربط صلة الرحم بسعة الرزق وطول الأثر، كدلالة على البركة المادية والمعنوية التي تخلفها هذه الاجتماعات.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } التجمعات العائلية "ضرورة نفسية" وليست ترفاً اجتماعياً - تصوير: عمر الشمري
ومن منظور طبي ونفسي، أكد طبيب الأسرة الدكتور عبدالله الحمام، أن الاجتماع العائلي يعد ”استثماراً فيد عبدالله الحمامالصحة النفسية“، مشيراً إلى أن الدراسات الحديثة أثبتت دوره الفعّال في خفض هرمونات التوتر وتعزيز الشعور بالأمان العاطفي، كون الفرد يتواجد في بيئة تتقبله بجميع حالاته، قبل نجاحاته وبعد إخفاقاته.
وأوضح الدكتور الحمام أن المواجهة المباشرة والابتسامة والأحاديث العفوية داخل المحيط العائلي كفيلة بإذابة جليد الخلافات المتراكمة وحل الإشكالات المعقدة بمرونة، واصفاً الذكريات التي تصنعها هذه اللقاءات من ضحكات ومواقف بأنها ”جذور نفسية“ تمنح الأبناء الثبات في مواجهة عواصف الحياة المستقبلية.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: محمد العويس الاحساء التجمعات العائلية ضرورة نفسية صلة الرحم
إقرأ أيضاً:
احتفالا بالسنة الثالثة.. نيفرلاند تجسد رؤية كامل أبو علي لنهضة السياحة العائلية في مصر
تشهد المقاصد السياحية في مصر تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، مع اتساع فئة السائح الباحث عن التجربة المتكاملة التي تجمع بين الترفيه والإقامة والأنشطة العائلية في وجهة واحدة. هذا التوجه الجديد أصبح أحد أهم عوامل الجذب لدى السائحين من مختلف دول العالم، وأحد أسرع المسارات نموًا داخل السوق السياحي المصري.
وفي هذا السياق، جاءت احتفالية عيد الميلاد الثالث لمدينة نيفرلاند الترفيهية بالغردقة لتؤكد مكانة مصر المتقدمة في صناعة السياحة الترفيهية على مستوى المنطقة. المدينة التي باتت من أبرز الوجهات العائلية في الشرق الأوسط، احتضنت فعاليات شارك فيها زوار من جنسيات متعددة، في مشهد يعكس تنوع جمهور السياحة الوافد إلى الغردقة.
وخلال الفعاليات، صرح محمد عيد سليمان – مدير التسويق الإقليمي لمجموعة بيك الباتروس للفنادق والمنتجعات، بأن الاحتفال هذا العام حمل رسالة واضحة مفادها أن نيفرلاند أصبحت نموذجا حيا لرؤية رجل الأعمال كامل أبو علي في تقديم تجربة سياحية عائلية متكاملة، تجمع بين الترفيه والألعاب المائية والعروض الفنية ضمن بيئة تمنح الأسرة بأكملها تجربة لا تتكرر.
وقال سليمان: مشاركة هذا العدد الكبير من جنسيات العالم في احتفالية عيد الميلاد الثالث دليل على نجاح فلسفة كامل أبو علي في صناعة منتج سياحي يناسب جميع أفراد الأسرة، ويستجيب لتوجهات السياحة الحديثة التي تعتمد على التجربة قبل الإقامة.
وأضاف أن وجود هذه العناصر مجتمعة في مكان واحد هو ما يميز نيفرلاند عن غيرها، ويضعها في مقدمة المقاصد الترفيهية في الشرق الأوسط، مؤكدا أن رؤية أبو علي ركزت منذ البداية على توفير محتوى ترفيهي عالمي يجعل المدينة جزءا من رحلة السائح وليست مجرد محطة للإقامة.
واختتم سليمان تصريحاته بأن النجاحات المتتابعة لمثل هذه المشروعات تعكس ثقة الجنسيات المختلفة في المقصد المصري، وتؤكد أن الاستثمار في التجربة الترفيهية العائلية بات عنصرًا أساسيًا في تعزيز قدرة مصر التنافسية على خريطة السياحة الدولية.