الاحتلال يواصل حصار الشفاء ويؤكد استمرار عملياته وسط نداءات استغاثة العالقين فيه
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
قالت قوات الاحتلال الإسرائيلي إنها لن تنهي عمليتها في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة قبل اعتقال آخر المسلحين حيا أو ميتا، وذلك بالتزامن مع نسف مربعات سكنية في محيط الشفاء ووسط نداءات استغاثة من عائلات عالقة تحت القصف، وتعرض مئات النازحين والطواقم الطبية لاعتداءات داخل المبنى.
فقد أكد قائد القيادة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي، يارون فينكلمان، أن العملية العسكرية في مجمع الشفاء ستستمر حتى إلقاء القبض على من وصفه بآخر المخربين سواء كان حيا أو ميتا، مشددا بأن العملية حققت إنجازات كبيرة على مستوى عسكري واستخباراتي، على حد زعمه.
ومع استمرار حصار قوات الاحتلال لمجمع الشفاء لليوم السابع على التوالي، حصلت الجزيرة على صور خاصة تظهر احتراق شقق سكنية في محيط المجمع الطبي غربي غزة بعد أن استهدفها جيش الاحتلال الإسرائيلي بقنابل حارقة، فجر السبت.
كما حصلت الجزيرة على مشاهد توثق لحظة قصف قوات الاحتلال مستشفى الحلو الذي يبعد عشرات الأمتار عن مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة. وتظهر المشاهد حالة المستشفى بعد القصف وصور بعض المصابين الذين نجوا من القصف.
وأفاد مراسل الجزيرة كذلك بأن غارة إسرائيلية استهدفت عمارة سكنية غرب مجمع الشفاء الطبي، وأظهرت صور حصلت عليها الجزيرة تصاعد أعمدة الغبار في اللحظات الأولى للغارة الإسرائيلية.
وحصلت الجزيرة على مشاهد تعكس الدمار في محيط مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، وتظهر المشاهد إحراق قوات الاحتلال أجزاء من مبنى الجراحة التخصصي بعد الاقتحام المستمر للمجمع منذ 6 أيام، إلى جانب تدمير عدة مبان في محيط المجمع.
واستشهد 5 من الجرحى المحاصرين في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في المدينة.
كما قالت الوزارة إن الجرحى محاصرون منذ 6 أيام على التوالي دون مياه أو طعام أو خدمات صحية، وأضافت أن الطواقم الطبية والمرضى المحاصرين يناشدون كافة المؤسسات الأممية والمجتمع الدولي التدخل العاجل لإنقاذ أرواحهم.
من جانبه، قال سلامة معروف رئيس مكتب الإعلام الحكومي بغزة، في مقابلة مع الجزيرة، إن مئات من المحتجزين داخل مجمع الشفاء يتعرضون للتنكيل والمهانة من قبل قوات الاحتلال.
وأضاف أن الاحتلال يرتكب مجزرة بمجمع الشفاء الطبي منذ 5 أيام، وإن عدوانه يشمل كامل المنطقة المحيطة بمجمع الشفاء الطبي.
شهادات مروعةوقال أحد الناجين من عمليات الإعدام التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد إخلاء سبيلهم من مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، إن جميع من كانوا معه قتلوا بقناصة الاحتلال رغم إبلاغهم أنهم في أمان، بعد اعتقال قوات الاحتلال لهم لعدة ساعات.
وقالت الفلسطينية جميلة الهسي المحاصرة بمحيط مجمع الشفاء للجزيرة إن قوات الاحتلال أجبرت 65 عائلة على مغادرة محيط المجمع، بعد أن أحرقت المبنى الذي كانوا يتحصنون بداخله، وأضافت الهسي أن المحاصرين يناشدون الصليب الأحمر منذ 6 أيام لتوفير ماء للأطفال والمرضى، أو التدخل لإجلائهم من دون أي جدوى.
وتابعت "قامت قوات الاحتلال بقتل وإحراق عائلات بأكملها، كما اغتصبت نساء وقتلتهن".
بدوره، قال الصحفي جهاد أبو شنب في محيط مجمع الشفاء للجزيرة إن عشرات العائلات محاصرة من دون ماء أو طعام منذ 6 أيام في المنازل والأحياء القريبة من مجمع الشفاء، ويتعرضون لإطلاق نار وقصف جوي ومدفعي عنيف، ويناشدون منذ عدة أيام الصليب الأحمر والمنظمات الدولية التدخل لإنقاذهم.
المقاومة مستمرة
على الصعيد الميداني، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن مقاتليها استهدفوا في محيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة، 3 دبابات إسرائيلية وأوقعوا عددا من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح جنوب المجمع، بعد استهدافهم بقذيفة "تي بي جي" المضادة للتحصينات.
كما هاجمت كتائب القسام آلية عسكرية إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105″، وأضافت أنها استهدفت جنودا وآليات إسرائيلية متوغلة في محيط المستشفى بقذائف هاون.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات مجمع الشفاء الطبی قوات الاحتلال بمدینة غزة منذ 6 أیام فی محیط
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يضاعف عملياته العسكرية في غزة.. والوسطاء العرب يعملون على تقريب وجهات النظر لوقف إطلاق النار
◄ إسرائيل تقرر توسيع العمليات العسكرية إلى مناطق جديدة في شمال وجنوب القطاع
◄ إجبار الفلسطينيين على النزوح تحت القصف الهمجي
◄ الاحتلال يرتكب مذبحة في نقاط توزيع المساعدات في رفح
◄ تدمير الأبراج والبنايات السكنية في مدينة غزة
◄ مصر وقطر تواصلان العمل على تقريب وجهات النظر لاستئناف المفاوضات
الرؤية- غرفة الأخبار
بعدما سلمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ردها للوسطاء على مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، والذي وافقت فيه على المبادئ العامة وطلبت إجراء تعديلات على بعض البنود، اعتبرت إسرائيل ذلك رفضا من فصائل المقاومة، لتزيد من وتيرة العمليات العسكرية ضد الأبرياء في قطاع غزة.
وبالأمس كان التصعيد الإسرائيلي عنيفا، إذ ضاعف عمليات القصف الجوي والمدفعي وإجبار السكان على النزوح من الشمال إلى الجنوب، ومن الجنوب إلى الوسط، في حملة أدت إلى استشهاد العشرات.
جيش الاحتلال يقرر توسيع عملياته العسكرية بجنوب وشمال غزة
وأعلن جيش الاحتلال أن رئيس الأركان أصدر تعليماته بتوسيع العمليات العسكرية إلى مناطق أخرى جنوب وشمال قطاع غزة.
ومع تدفق الآلاف من أهل القطاع إلى نقاط توزيع المساعدات الأميركية في رفح بجنوب قطاع غزة، انطلقت الأعيرة النارية من طائرات مسيرة إسرائيلية، وألقيت قنابل متفجرة، وأخرى دخانية لتفريق الجياع.
وكانت أعداد غفيرة من الفلسطينيين قد توافدت صوب نقطتي توزيع، إحداهما في محور موراج، والأخرى بمنطقة تل السلطان، وعند تجمع المواطنين بالقرب من دوار العلم غرب رفح، باغتتهم طائرات مسيرة وأطلقت النيران باتجاههم، قبل أن تُلقي القنابل.
ولم يجد السكان وسائل لنقل الشهداء والمصابين سوى العربات التي تجرّها الدوابّ أو عربات "التوكتوك"، حيث نقلوهم لأقرب تمركز إسعافات مسموح به، في مجمع ناصر الطبي ومستشفيات ميدانية.
وتُرك كثير من المصابين ينزفون لوقت طويل حتى تمكن البعض من نقلهم إلى المستشفيات الميدانية، خاصةً مستشفى الصليب الأحمر الميداني القريب من المكان.
تزامن ذلك مع إطلاق نار مماثل تجاه آلاف الغزيين ممن تدفقوا إلى نقطة توزيع قرب محور نتساريم، وسط قطاع غزة، ما تسبب باستشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين.
ووقعت حوادث مماثلة أيضاً، وإن كانت أقل حدة، يومي الجمعة والسبت، اللذين أغلقت فيهما مراكز التوزيع أبوابها. ونقلت طائرات إسرائيلية مُسيَّرة تسجيلاً صوتياً لأحد ضباط الجيش الإسرائيلي، يأمر باللغة العربية الأهالي بالعودة وعدم التوجه للمراكز، والقدوم صباح الأحد.
وسقط من بين الضحايا أطفال ونساء، كانوا يطمحون بالحصول على أي مواد غذائية تنهي معاناتهم مع الجوع، في ظل مجاعة حقيقية يفاقمها الحصار الإسرائيلي من جانب، وآلية التوزيع غير العادلة والتي رفضتها المنظمات الدولية من جانب آخر.
وذكرت مصادر ميدانية أن إجمالي عدد القتلى الذين استشهدوا في القصف عند مراكز التوزيع غرب رفح، ونُقلوا للمستشفيات، يوم الأحد، لا يقل عن 35 شهيدا.
وتزامن هذا التصعيد في جنوب قطاع غزة مع تكثيف الغارات الجوية في مدينة غزة وشمالها، مستهدفةً أبراجاً وبنايات سكنية من عدة طوابق، بعدما أصدرت أوامر إخلاء لسكانها.
وتركزت الغارات على البنايات والأبراج الواقعة في أماكن تطلّ على مناطق تنتشر بها قوات برية إسرائيلية، أو على بُعد بضعة كيلومترات منها، ما يشير إلى أن العملية تهدف، في جانب منها، إلى تأمين وجود القوات البرية دون رصد تحركاتها، في حال واصلت التقدم بعمق في مدينة غزة وشمال القطاع.
وتضم تلك الأبراج والبنايات السكنية، وبعضها بالأساس متضرر جزئياً، عشرات العوائل من سكانها والنازحين إليها، ما زاد على العناء عناء، في ظروف هي الأقسى منذ بدء الحرب.
وفي سياق آخر، قالت مصر وقطر في بيان مشترك، اليوم الأحد، إنهما تواصلان "جهودهما المكثفة لتقريب وجهات النظر والعمل على تذليل النقاط الخلافية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة ارتكازاً على مقترح المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، وبما يتيح استئناف المفاوضات غير المباشرة على أساس هذا المقترح".
ووفقاً لـ"رويترز"، دعت الدولتان في البيان إلى "ضرورة تحلي كل الأطراف بالمسؤولية ودعم جهود الوسطاء لإنهاء الأزمة بقطاع غزة وبما يعيد الاستقرار والهدوء للمنطقة".
وقال البيان: "تتطلع الدولتان لسرعة التوصل إلى هدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً تؤدي إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار بقطاع غزة، وبما يسمح بإنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة بالقطاع والسماح بفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بما يضمن التخفيف من المعاناة التي يواجهها الشعب الفلسطيني بغزة، وصولاً إلى إنهاء الحرب بشكل كامل والبدء في إعادة إعمار القطاع وفقاً للخطة التي اعتمدتها القمة العربية الطارئة بالقاهرة في الرابع من مارس 2025".