زمن الأسئلة المضروبة والاجابات الإنتحارية
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
عادة ما يكون طرح السؤال الصحيح أكثر أهمية من الإجابات. وأحيانا يكون طرح السؤال الخطأ أسوأ من تبني إجابة خاطئة.
وسؤال ما إذا كان الجيش وطنيا أو مجموعة من الملائكة هو سؤال خاطئ مهما كانت مقبولية الإجابة . الجيش معيوب كل مؤسسات الدولة السودانية وككل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى ومخيالات المثقفين العقيمة.
مجموعة الأسئلة الصحيحة تبدأ بهل نحتاج إلى جيش؟
إذا كان الجواب لا، فعلى القائلين به أن يخبرونا عن خططهم البديلة لحماية الحدود والنظام الداخلي من العصابات والميليشيات لتي ستتناسل حتي في عصر ما بعد الجنجويد. نحن بحاجة إلى خطة للوقت الحاضر، وليس إلى إجابة نظرية حالمة حول مستقبل أناركي مثالي لا يمكن تحقيقه في الوقت الحاضر ولا في في النرويج.
إذا كان الجواب بنعم، نحن بحاجة إلى جيش، فهذا يستلزم سؤالاً ثانياً: هل نحرق جيش الدولة الحالي ونبدأ في بناء مؤسسة عسكرية جديدة من الصفر أم أن الخيار الأكثر واقعية هو مواصلة النضال من أجل إصلاح ودقرطة وتحسين المؤسسة الحالية اهتداء بشعار الثورة “العسكر للثكنات والجنجويد ينحل”.
لم تساوي شعارات الثورة بين الجيش والجنجويد لانها لم تقل “الجيش يتفكك ويندحر والجنجويد ينحل” ولم تقل الجنجويد للثكنات ولكن رات جماعات من المثقفين ألا فرق بين الجيش والجنجا وهكذا فارقوا شعارات الثورة وأنتجوا شعارات جديدة.
ضع في اعتبارك أن بناء مؤسسة معقدة مثل الجيش أمر صعب في أفضل الظروف، ويستغرق عشرات السنين وفي ظل الوضع البائس الذي يعيشه السودان، قد يكون من المستحيل إعادة بنائه. وان حرق مؤسسة الجيش حاليا يخلق فراغا ستملأه البعاعيت قبل أن تبني جيشك الجديد من الصفر وان هذه البعاعيت سوف تجهد جيشك الجديد قبل ميلاده.
مرة أخري السؤال الصحيح لا يتعلق بمثالية الجيش الحالي من عدمها – وهو أبعد ما يكون عنها. السؤال هو بعد دحر هذا الجيش وحرقه علي يد الجنجويد ومن تحالف معهم هل ستكون الأوضاع السياسية والأمنية أسوأ أم أفضل تحت إمرة الجنجا الممول من الخارج وجماعته أو تحت أي عصابات تخلفهم؟
معتصم اقرع
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
محللون: احتلال غزة لن يكون سهلا وواشنطن محبطة وتريد وقف الحرب
فشلت إسرائيل في اعتقال أحد قادة المقاومة الفلسطينية عبر عملية خاصة نفذتها في جنوب غزة، وهو ما اعتبره خبراء دليلا على العقبات التي ستواجهها إذا حاولت استعادة الأسرى أو احتلال القطاع بشكل دائم.
وحاولت قوة إسرائيلية خاصة اعتقال أحمد سرحان، وهو قيادي في ألوية صلاح الدين -الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية- والذي استشهد خلال اشتباكات مع هذه القوة وسط مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
في الوقت نفسه، بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو مساء الاثنين مشاورات أمنية بالتزامن مع بدء المرحلة الثالثة من عملية "عربات غدعون"، وتوسيع العملية البرية.
وقبل الاجتماع، قال نتنياهو إن إسرائيل ستسيطر على قطاع غزة كله، في إطار سعيها للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في حين قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، إن الجيش بدأ يدمر ما تبقى من القطاع.
ووصف سموتريتش ما يجري حاليا بـ"تغيير مسار التاريخ"، مشيرا إلى أن الجيش "لن يبقي حجرا على حجر في غزة، وسيدفع السكان إلى جنوب القطاع، ثم إلى دول ثالثة، وهذا هو هدفنا".
واقع ميداني صعب
لكن هذه الأهداف الإسرائيلية المعلنة في احتلال القطاع وتهجير سكانه تصطدم بواقع ميداني قد لا يساعدها على تغيير مسار التاريخ بالطريقة التي تريد، لأن الأمر لن يخلو من ثمن، كما يقول محللون.
إعلانوقد انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، هذه الخطوة بقوله إن دفع الجيش للغوص في وحل غزة لـ15 عاما قادمة يعتبر "خطأ إستراتيجيا وكارثة اقتصادية وسياسية".
وتمثل محاولة اعتقال سرحان جزءا من عملية "عربات غدعون"، برأي الخبير العسكري العميد إلياس حنا، لأنه كان سيمثل كنزا معلوماتيا في حال تم القبض عليه حيا.
وخلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"، قال حنا إن إسرائيل ربما حاولت من خلال اعتقال هذا الرجل الحصول على معلومات عن أماكن الأسرى أو الأنفاق أو قادة المقاومة، مشيرا إلى أنها "كانت تعيش عمى استخباريا في غزة قبل الحرب بسبب السيطرة الأمنية لحماس".
ويعتقد الخبير العسكري أن فشل الجيش في اعتقال سرحان يعكس احتمالية فشله في استعادة الأسرى، وهو ما حدث في عمليات سابقة عندما قُتل أسرى في الشجاعية شمالا وخان يونس جنوبا.
كما أن أسر أو مقتل جندي إسرائيلي واحد خلال أي محاولة لاستعادة أسرى بالقوة يعني فشل العملية كلها، فضلا عن احتمالية مقتل الأسرى أنفسهم خلال محاولات تخليصهم، مما يعني أن الثمن قد يكون باهظا جدا، برأي حنا.
وحتى خطة نتنياهو التي تستهدف احتلال القطاع وتهجير سكانه وليس استعادة الأسرى، لن يسهل تنفيذها لأنها تتطلب وقتا، وستواجه واقعا ميدانيا صعبا، كما يقول الخبير العسكري.
واتفق الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى مع حديث حنا، بقوله إن أي محاولة إسرائيلية لاستعادة الأسرى بالقوة ستنتهي بنفس النتيجة لأن المقاومة ستقاتل حتى آخر نفس لمنع إسرائيل من تحقيق هدا الهدف.
ووفقا لمصطفى، فقد حذر عسكريون سابقون كبار في إسرائيل من مغبة المضي قدما في هذه الطريق التي فشلت في الكثير من المرات خلال الحرب ولم يتم الإعلان عنها.
إعلانأما قرار السيطرة على غزة، فقد أصبح قرارا حكوميا رسميا بعد موافقة المجلس الأمني المصغر (الكابينت) عليه، وحديث نتنياهو وسموتريتش علنا عنه، كما يقول مصطفى، مشيرا إلى أن هذه التصريحات "يمكن اعتبارها دليلا أمام المحاكم الدولية على وجود نية لتطهير غزة عرقيا".
وفي حين يرفض اليمين الإسرائيلي إيقاف خطة احتلال القطاع وتفريغه من سكانه لأي سبب، فإن عسكريين وسياسيين يرفضون هذه الخطة لدرجة أن بعضهم تحدث عن أنها توريط لإسرائيل في ارتكاب جرائم حرب لا يمكن إنكارها.
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي إن هذه العملية تفتقر للشرعية بشكل لم يحدث مع أي عملية أخرى في تاريخ إسرائيل، مضيفا أن ذوي الأسرى يعتبرونها إنهاء لملف استعادة أبنائهم من القطاع.
واشنطن محبطةوحتى الولايات المتحدة التي لا تريد فرض حل بعينه رغم ما تملكه من نفوذ، تبدي رفضا لتوسيع الحرب في غزة وتدفع باتجاه التهدئة ووقف الحرب، كما يقول كبير الباحثين في المجلس الأميركي للسياسة الخارجية جيمس روبنز.
ويرى روبنز أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل لن تصل إلى الفراق الإستراتيجي، لكنه قال إن على إسرائيل فهم ما تريده واشنطن في الوقت الراهن، وهو عدم توسيع العمليات والتوصل لهدنة.
واعتبر المتحدث أن حديث ويتكوف عن إطلاق سراح نصف الأسرى مقابل هدنة شهرين مثل ضغطا على إسرائيل وحماس، وقال إن الولايات المتحدة "تحاول وقف الحرب على ما يبدو، وتدين نوعا ما توسيع العملية".
ومع ذلك، يعتقد روبنز أن ما ستفعله واشنطن لمنع توسيع العملية ليس معروفا حتى الآن، لكنه يعتقد أن إدارة ترامب محبطة من سلوك إسرائيل، خصوصا مع وجود حديث عن وقف الدعم العسكري، فضلا عن تهديدات من بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ خطوات ضد إسرائيل.
وقال المتحدث إن الخلاف الرئيسي حاليا هو نفسه الذي أدى لانهيار المفاوضات نهاية العام الماضي، حيث تتمسك إسرائيل بنزع سلاح حماس وتتمسك الأخيرة بإنهاء الحرب.
إعلانوخلص إلى أن مقترح ويتكوف الحالي الذي ينص على استعادة نصف الأسرى مقابل هدنة مدتها شهرين، هو أفضل ما يمكن الوصول إليه لأن الحصول على ضمانات طويلة الأمد يتطلب وقتا أطول من أجل التوصل لاتفاق.