ساعة الأرض.. كيف تؤثر على استهلاك الكهرباء حول العالم؟
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
من سيدني وحتى نيويورك، تشارك المدن حول العالم في حدث يسمى بـ"ساعة الأرض"، في خطوة تسعى للتذكير بالتغير المناخي وأثره على الكوكب الذي نعيش فيه.
وتقضي هذه التعبئة في جميع أنحاء العالم ضد ارتفاع حرارة الأرض، بإطفاء أنوار المدن والمواقع المهمة في العالم أجمع لمدة ساعة عند الساعة الثامنة والنصف بالتوقيت المحلي.
وكانت مبادرة "ساعة الأرض" انطلقت في سيدني، عام 2007، قبل أن تتطور لتصبح حدثا عالميا ضخما.
وبدأت العملية في سيدني التي أطفأت الأنوار في إطار هذه المبادرة في 2007 بهدف تسليط الضوء على الاحترار المناخي الذي ما زالت مكافحته تتطلب بذل الكثير من الجهود. لتطفأ حينها دار الأوبرا الشهيرة في سيدني وكذلك الجسر الذي يعلو مرفأ المدينة.
ويشهد العالم تسارعا كبيرا في وتيرة الاحترار العالمي تحت تأثير الغازات المسببة لمفعول الدفيئة والناجمة بدرجة كبيرة عن احتراق مصادر الطاقة الأحفورية: الغاز والفحم والنفط.
ما هي كمية الطاقة التي توفرها ساعة الأرض؟وخلال ساعة الأرض يخيم الظلام على ملايين المنازل وآلاف المباني التاريخية والمعالم الأثرية.
وبين هذه المواقع مبنى "إمباير ستيت" ومقر الأمم المتحدة في نيويورك، وبرج إيفل في فرنسا وساعة بيغ بن في لندن والأهرامات في مصر والكرملين في موسكو والجامع الأزرق في إسطنبول وكنيسة القديس بطرس في روما وقصر الحمراء.
أثناء ساعة الأرض في 2007 في سيدني ظلت الأنوار الضرورية مضاءة لأغراض السلامة بما فيها أضواء الشوارع، وقالت شركات تزويد الطاقة في أستراليا إن هذه الساعة خفضت استهلاك الكهرباء بنحو 10.2 في المئة، بحسب تقرير سابق لوكالة رويترز.
وفحصت دراسة بيانات استهلاك الكهرباء في عشر دول تشارك في مبادرة "ساعة الأرض" على مدى ست سنوات، ليتبين أن إيقاف تشغيل الكهرباء لمدة ساعة واحدة خفض استهلاك الكهرباء بمتوسط 4 في المئة.
وأشارت إلى أنه قد لا تكون المبادرة هدفها تحقيق توفير ملحوظ في الكهرباء، إنما تبين كيف أن إجراءات "السلوك الهادف" يمكن أن تؤثر في الطلب العالمي عليها، وهي استراتيجية قد تكون مفيدة للتحكم وقت الأزمات.
وأطلقت مبادرة ساعة الأرض قبل الصندوق العالمي للحياة البرية وشركائه في سيدني، وتصف هذه الساعة بأنها "أكبر حركة شعبية عالمية من أجل البيئة".
وتقول إن الهدف من ساعة الأرض هو زيادة الوعي حول حماية الطبيعة، ومعالجة أزمة المناخ.
ويشجع الصندوق العالمي للحياة البرية المشاركين في المبادرة على استخدام ساعة إطفاء الأضواء "للقيام بشيء إيجابي لكوكبنا" مثل قراءة مقال أو الاستماع إلى بودكاست حول التنوع البيولوجي أو تغير المناخ، أو قضاء الوقت في الهواء الطلق لإعادة الاتصال بالطبيعة، أو مشاركة المعلومات حول تغير المناخ مع الأصدقاء أو العائلة أو السياسيين المحليين.
وحذرت الأمم المتحدة، الثلاثاء، من أن العقد المنصرم كان الأكثر حرا على الإطلاق، ما تسبب في ذوبان الأنهر الجليدية بشكل غير مسبوق في عام 2023.
حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، من أن مؤشرات تغير المناخ بلغت مستويات غير مسبوقة في عام 2023، مما يدفع الأرض إلى "حافة الهاوية"، معتبرا أنه لا يزال هناك متسع من الوقت "لإنقاذها".
ويشير أحدث تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية "حول حال المناخ العالمي إلى أن العالم على حافة الهاوية" حيث "يسبب التلوث بالوقود الأحفوري فوضى مناخية غير مسبوقة".
وأكد التقرير أن عام 2023 كان العام الأكثر حرا على الإطلاق مع بلوغ متوسط درجة حرارة سطح الكوكب 1.45 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل الثورة الصناعية.
وقال غوتيريش إن "كل جزء من الدرجة من احترار المناخ لديه تأثير على مستقبل الحياة على الأرض".
من جانبها قالت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سيليستي ساولو: "إن تغير المناخ لا يقتصر على درجات الحرارة. ما شهدناه عام 2023، خصوصا من حيث ارتفاع درجات حرارة المحيطات بشكل غير مسبوق وذوبان الأنهر الجليدية وفقدان الطوف الجليدي في القارة القطبية الجنوبية، يثير القلق الأكبر".
وبينما لعبت ظاهرة إل نينيو وعوامل أخرى دورا في الحرارة غير المسبوقة، شدد العلماء على أن انبعاثات غازات الدفيئة التي يواصل البشر ضخها في الجو، هي المسبب الرئيسي لارتفاع معدلات الحرارة، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
وقد حذرت لجنة المناخ التابعة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة من أن العالم قد يتجاوز ارتفاعا لدرجة الحرارة بمعدل 1.5 درجة مئوية في أوائل ثلاثينيات القرن الحالي.
وتستمر الانبعاثات المسببة لتسخين الكوكب، والناجمة بشكل رئيسي عن حرق الوقود الأحفوري، في الارتفاع في وقت يقول العلماء إنها يتعين أن تنخفض بمقدار النصف تقريبا خلال هذا العقد.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: استهلاک الکهرباء تغیر المناخ ساعة الأرض فی سیدنی عام 2023
إقرأ أيضاً:
صحيفة روسية: طموحات تركيا الصاروخية تؤثر على مصالح موسكو
نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية تقريرا سلطت فيه الضوء على بروز تركيا كفاعل عسكري صاعد، يحقق تقدما لافتا في مجال الصناعات الصاروخية، بما في ذلك الأنظمة الباليستية والصواريخ الجوالة وأسلحة الجو جو بعيدة المدى.
وبحسب التقرير، فإن تركيا قد تكون دخلت فعليا مجال الأسلحة الفرط صوتية، وذلك عقب عرض نموذج جديد من صواريخها في إسطنبول. ورغم أن الصاروخ الجديد، المعروف باسم "تايفون"، لا يندرج تقنيا تحت فئة الأسلحة الفرط صوتية، إلا أنه يتمتع بخصائص إستراتيجية تجعله عاملا لا يمكن تجاهله من قبل أي طرف يُصنَّف كخصم محتمل، بما في ذلك روسيا.
وقد شهد معرض الصناعات الدفاعية الدولي 2025 في إسطنبول عرضا من شركة "روكتسان" التركية، تمثل في الكشف عن النسخة الرابعة من الصاروخ الباليستي قصير المدى "تايفون"، ما أثار اهتماما واسعا في الأوساط العسكرية والإعلامية.
وتفاوتت المعلومات حول خصائص الصاروخ، إذ أشارت تقارير إلى أن وزنه يتراوح بين 6.5 و7 أطنان، ويبلغ طوله نحو 10 أمتار وقطره 938 ملم. وقد دفعت هذه المؤشرات وسائل إعلام إلى اعتبار أن تركيا دخلت بالفعل عصر الأسلحة الفرط صوتية.
وفيما يخص هذا الجدل، تشير الصحيفة إلى أن أي صاروخ باليستي يحقق في مرحلته النهائية سرعات تقترب من الفئة الفرط صوتية بحكم القوانين الفيزيائية. وقد يكون الأتراك زودوا الصاروخ بقدرة محدودة على المناورة في المرحلة الأخيرة من الطيران، لكن هذه الميزة لا تُعد حاسمة.
ويبلغ مدى صاروخ "تايفون" نحو 800 كيلومتر، ما يتيح له، في حال إطلاقه من السواحل التركية على البحر الأسود، استهداف مناطق مثل دونيتسك وجنوب فولغوغراد وكالميكيا، وصولا إلى مناطق قريبة من بحر قزوين.
وكان أول اختبار للصاروخ قد أُجري في أيار 2023، وتم تسليمه إلى القوات المسلحة التركية بمدى معلن بلغ 561 كيلومترا. وأكد الرئيس رجب طيب أردوغان آنذاك أن هذا المدى غير كاف، متعهدا برفعه إلى 1000 كيلومتر. وقد تم رفع المدى إلى 800 كيلومتر بعد عامين، في خطوة تشير إلى التقدم، لكنها قد لا تمثل الحد النهائي للتطوير.
وبفضل وصول تركيا إلى التكنولوجيا الإلكترونية الغربية، يُتوقع أن تكون دقة صاروخ "تايفون" عالية.
تركيا تُعد من الدول الرائدة في تصنيع الصواريخ. ففي 1997 اعتمدت القوات التركية منظومة "كاسيرغا تي 300" بمدى 120 كيلومترا، وفي العام التالي تسلمت أول صاروخ باليستي "يلديريم"، بوزن نحو 2100 كيلوغرام ومدى 150 كيلومترا ورأس حربي يبلغ 480 كيلوغراما. وقد تم تطوير هذه الأنظمة بالتعاون مع الصين، على أساس نماذج صينية معدلة.
فيما بعد، ظهرت منظومة "بورا" الباليستية بمدى يصل إلى 280 كيلومترا ودقة محسّنة. أما اليوم، فقد كشفت تركيا عن "تايفون"، في تأكيد على سعيها نحو امتلاك قدرات صاروخية أطول مدى وأكثر تطورا.
وترى الصحيفة أن عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي تجعل من غير المرجح أن تسقط البحرية الأمريكية هذه الصواريخ، في حين لا تمتلك الدفاعات الجوية الحديثة سوى إسرائيل.
ومن المتوقع أن تكون دقة الصواريخ التركية أعلى من نظيرتها الإيرانية، وهو ما يمنح تركيا قدرة أكبر على إلحاق أضرار في نزاع محتمل، تفوق ما يمكن أن تسببه إيران لإسرائيل. إذ تقع إسرائيل كلها ضمن نطاق الصواريخ التركية، ما يفتح بابا لاحتمالات المواجهة المباشرة، خصوصا في ظل التوتر المستمر في الأراضي السورية.
كما عرضت تركيا صاروخ "غوكبورا" من فئة "جو جو"، الذي يجسد مستوى التقدم التقني، ويُتوقع أن يكون السلاح الرئيسي في مقاتلتها من الجيل الخامس. وكان هذا الصاروخ قد تفوق على سابقه "غوخان" من حيث الدقة، كما أنه مخصص للحمل الداخلي بعكس "غوخان".
وتشير الصحيفة إلى أن روسيا لا تملك حاليا سوى وسيلتين للتعامل مع هذه الصواريخ، وهما مقاتلات "ميغ 31" و"سو 35"، وكلتاهما مزودة بصواريخ "آر 37".
وتبرز تركيا أيضا عبر صاروخ "إر 300"، وهو نموذج جديد من الصواريخ الهوائية الباليستية، يُطلق من الطائرات، وتتشابه خصائصه مع الصاروخ الروسي "كينجال"، ما يعكس مستوى التقدم التركي.
وإضافة إلى ما سبق، تمتلك تركيا صواريخ "أتماجا" المضادة للسفن، والتي تضاهي نظيرتها الأمريكية "بوينغ هاربون" من حيث المدى والدقة. وتسعى أنقرة إلى التوسع نحو فئة الصواريخ متوسطة المدى، ضمن برامج بحث وتطوير شاملة.
وقد سبق أن استخدمت تركيا صواريخ "بورا" في عمليات قتالية حقيقية، وأظهرت نتائج متوافقة مع المعايير المُعلنة، مما عزز الثقة في الصناعة الصاروخية التركية.
وتتدفق هذه الأنظمة حاليا نحو أذربيجان، وتشمل راجمات وصواريخ جوالة تُطلق من الطائرات. ومن الأراضي الأذربيجانية، تستطيع تركيا ضرب أهداف في العمق الروسي بسهولة أكبر مقارنة بإطلاقها من الأراضي التركية.
في المقابل، لا تملك روسيا حاليا سوى الصواريخ الجوالة بعيدة المدى لضرب العمق التركي، وهي مضطرة للتحليق فوق البحر الأسود، ما يجعل اعتراضها أسهل بواسطة الدفاعات الجوية أو المقاتلات.
وأشارت الصحيفة بأن هذه المعطيات تفرض على روسيا إعادة النظر في أولوياتها التسليحية. فإلى جانب تطوير أنظمة باهظة مثل "أوريشنيك" الفرط صوتي، تحتاج موسكو إلى تصميم صاروخ باليستي منخفض الكلفة وعالي الكفاءة، قادر على استهداف كامل الأراضي التركية، إضافة إلى ضرورة تسليح مقاتلاتها بصواريخ "جو–جو" حديثة لضمان التفوق في أي مواجهة محتملة.