سرايا - ضجت مواقع التواصل الاجتماعي مساء أمس الأحد بمقطع فيديو تم نشره من قبل قوات الاحتلال الصهيوني أظهروا من خلاله عملية اشتباك مسلح بين وحدة صهيونية كاملة مكونة من 15 جندي وبين مقاوم فلسطيني واحد فقط من مقاومي القسام ، حيث أظهر المقطع بسالة غير عادية وشجاعة منقطعة النظير من قبل المقاوم الذي وقف وحيداً أمام هذه الوحدة التي أطلقت مئات الرصاصات عليه قبل أن تتمكن من تحييده باستخدام قنبلة وعشرات الرصاصات .



وبعد أن تم نشر الفيديو تعرف المواطنون في قطاع غزة على المقاوم ، حيث اكتشف الناس أن هذا البطل المغوار هو عمر الدحدوح شقيق مصور قناة الجزيرة حمدان الدحدوح ، الذي نعاه قبل أيام على أن أخاه استشهد جراء قصف صهيوني ، لكنه لم يكن يعلم بأن شقيقه قد خاض إحدى الملاحم البطولية في معركة طوفان الأقصى قبل أن يسلم روحه مقبل غير مدبر أمام وحدة صهيونية كاملة لم تتمكن من مواجهته في منزل محاصر .

ويظهر الفيديو أن القوة لم تتمكن من تحييده داخل المنزل رغم حصاره من قبل أكثر من 15 جندي مسلح بكافة أنواع الأسلحة الحديثة ، لتنسحب القوة مسرعة بغرض توجيه الطائرات لقصف المنزل والقضاء على المقاوم الوحيد، لكن الشهيد الدحدوح فهم الخطة وعلم أنه ملاقٍ ربه بعد قليل بقصف الطائرات ، ليقوم رحمه الله باللحاق بالجنود الهاربين وإطلاق النار عليهم ، حتى تمكنوا أخيراً من قتله بعد مواجهة استمرت لأكثر من نصف ساعة ، كذب من خلالها الدحدوح الرواية الصهيونية التي تزعم منذ بداية الحرب بأن المقاومين التابعين لكتائب المقاومة الإسلامية في غزة سلموا أنفسهم ورموا سلاحهم أمام آلة الحرب الصهيونية ، لكنهم في الواقع يثخنون في أعداء الأمة حتى يلاقوا الله مقبلين غير مدبرين ورؤوسهم مرفوعة .
 
إقرأ أيضاً : سفينة محملة بـ 240 طن مواد غذائية جاهزة للإبحار من قبرص إلى غزةإقرأ أيضاً : "جماعات الهيكل" تحشد لاقتحام "الأقصى" اليومإقرأ أيضاً : غوتيريش يصوم تضامنا مع المسلمين بغزة


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي.. للعقل وللدَّجل أيضاً

ليس هناك مجالٌ لا يتنازع داخله الضّدان، ومثلما الأذكياء في الخير والأمانة والتَّقدم، يقابلهم أذكياء في الدَّجل والكذب والتَّأخر، وهنا أقصد المجال الفكريّ، ففي لحظة يُقدم «الاصطناعيّ» بحثاً، في أيّ مجال ترغبُ، إن أردت الفيزياء فعنده ما ليس عند إسحاق نيوتن (ت 1727)، وإنْ طلبت البيان فعنده ما ليس لدى الجاحظ (ت 255 هج)، وإن طلبت علوم الرّجال والسِّير، فيُقدم لك ما تجهد به لأيام وشهور بثوانٍ. لهذا نجد التّثاقف يتزايد، فالكلّ يتحدث، فإن سُئلت، كطبيب أو مؤرخ، عن دواء أو واقعة، تجد الذي سألك يوزع عيناه بينك وبين آيفونه، وما يقرأه فيه هو المصدقُ، مع أنه جمعه مِن علوم النّاس، لكنَّ هيبة الجهاز، وعجائبيته الباهرة، تغري بالتّصديق، وكأن العلم الذي فيه ليس بشريّاً.

نادراً ما يوجد باحث، أو كاتب اليوم، لم يستفد مِن محركات البحث، بصورة أو أخرى، فبواسطتها تؤخذ المعلومة مِن أمهات العلوم كافة بلمح بصر، أو لمح برق، إنَّها سرعة الضّوء، وما عليك إلا تحديد المعلومة، ثم تدقيق النتيجة بطريقتك، وهذا يحتاج إلى عِلمٍ وتخصص وثقافة، وإلا المحرك لا يهديك إلى شيء موثوق. كانت سرعة لمح البصر، أو لمع البرق، مِن أحلام الأولين، تأتي قصص عديدة فيها وصل فلان بلمح بصر، تشبيهات لواقع متخيل سيأتي وقد أتى، نعيشه الآن، كالشَّعاع الذي تخيله المتكلمون، وهو اليوم يماثل الأشعة فوق البنفسجية.

غير أنَّ هذا التَّقدم الفائق، يُستخدم في الدَّجل أيضاً، أشخاص يدعون البحث، ومترجمون يدعون الترجمة، يستخدمون «الذَّكاء الاصطناعي» في تأليف الكتب وترجمتها، ويبدون متخصصين، لكنهم أتقنوا إدارة أدوات «الذَّكاء الاصطناعي»، فألفوا الكتب العِظام، وللأسف معارض الكتب ملأى بمؤلفاتهم، وهي ليست لهم، ولا للذكاء الاصطناعي، فالأخير يقوم بمهمة الإدارة والتنسيق، لِما رمي في أجواف أجهزته. إنّ الدَّجل في الكتابة ظاهرة قديمة، لكنها تعاظمت، مع ظهور «غوغل»، وبقية محركات البحث، بما يمكن تسميته بـ «نسخ ولصق»، ولأنَّ الدَّجالين احترفوا لصوصية الحروف، فهم يقومون بإعادة صياغة النُّصوص، كي لا تبدو مِن جهود غيرهم، مع التَّلاعب بالمصادر والحواشي، إذا اقتضى الأمر. هذا هو الدَّجل، الذي يمنحه الذَّكاء الاصطناعي، وليس لدي ما أستطيع التعبير به، عن الوقاية مِنه.

سيكون أمام المؤسسات الأكاديميَّة، ومراكز البحوث، مهمة صعبة، في التَّمييز بين ما ينتجه العقل، وما يستولي عليه الدَّجل، وإلا لا قيمة تبقى لهذه المراكز، ولم تبق حاجة لأهل الاختصاص، والخطورة الأكثر تكون في العلوم الإنسانية والآداب، فمجال اللصوصيّة فيها مفتوح، منذ القدم، ولكنه توسع، وسيتوسع، مع الذَّكاء الاصطناعي.لا أتردد في المشابهة بين العقل والدَّجل، مع الذكاء الاصطناعي، باكتشاف نوبل للديناميت، أفاد البشرية بأعز فائدة، لكنه صار أداة قتل رهيبة، فمنه تصنع المتفجرات القالعة للصخور، والمبيدة للحياة، في الوقت نفسه. إذا فتح مجال الذّكاء الاصطناعي، دون ضوابط صارمة، وأحسبها في مجال التأليف والكتابة، صعبة المنال، ستتحول الثّقافة إلى مستنقع مِن الدَّجل، فما وصله ول ديورانت (ت 1981)، في «قصة الحضارة» سيظهر مؤلفات لدجال، وأسفار غيره أيضاً، لأن الذَّكاء الاصطناعي يُقدمها له، فيطبخها مِن جديد. قد يلغي الذكاء الاصطناعي الاختصاص، فيظهر أصحاب السَّبع صنائع. يقول أبو عُبيْد القاسم بن سلام (ت 224 هج)، صاحب «الأموال»: «ما ناظرني رجلٌ قطٌ، وكان مُفَنِّناً في العلوم إلا غلبته، ولا ناظرني رجلٌ ذو فنٍّ واحد إلا غلبني في عِلمه ذلك» (ابن عبد البرِّ، بيان العلم وفضله).

قدمت منصات الذَّكاء الاصطناعي باحثين مزيفين، وخبراء دجالين في كلّ علم ينطون، يزايدون على ابن سلام في شرح كتابه «الأموال»، وبحضوره! قد يفيد ما قاله المفسر فخر الدِّين الرَّازي (ت 606 هج) شاهداً: «نهاية إقدام العقول عِقالُ/ وأقصى مدى العالمين ضلال» (ابن خِلِّكان، وفيات الأعيان).

(الاتحاد الإماراتية)

مقالات مشابهة

  • بالفيديو: مجزرة جديدة - أكثر من 100 شهيد في غارات إسرائيلية على شمال قطاع غزة
  • أتلانتك: الشرع يواجه معضلات لتوحيد البلاد وفرض سيطرة كاملة
  • فرنسا: الحل السياسي الشامل وحده الكفيل بإنهاء الصراع في اليمن
  • إعادة تشغيل منزل محور وكوبرى خزان أسوان البديل أمام الحركة المرورية
  • بالفيديو.. كلمة السيد أسعد بن طارق أمام القمة الخليجية الأمريكية بالرياض
  • الذكاء الاصطناعي.. للعقل وللدَّجل أيضاً
  • “التمييز” تؤيد حكما بالإعدام شنقا بحق فتاة قتلت والدها
  • أيمن الرمادي: غير راضٍ عن الأداء أمام بيراميدز وأتحمل المسؤولية كاملة
  • إحالة أوراق المتهمة بقتل طفلة لسرقة قرطها الذهبي بالفيوم للمفتي
  • إحالة أوراق المتهمة بقتل طفلة لسرقة قرطها الذهبى بالفيوم