الجزيرة:
2025-05-25@08:05:53 GMT

حنين إلى دفء الماضي.. كويتيون يبحثون عن رمضان أول

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

حنين إلى دفء الماضي.. كويتيون يبحثون عن رمضان أول

الكويت- بحماس شديد تنقل أبو محمد رفقة ابنيه بين محال سوق المباركية الشهير في العاصمة الكويت بحثا عن أنواع الحلويات لشرائها احتفالاً بـ"القرقيعان"، وهو تقليد رمضاني متوارث عبر الأجيال.

يقول أبو محمد للجزيرة نت، إن تلك المناسبة التي تبدأ مع قرب انتصاف شهر رمضان المبارك تحمل كثيرا من الذكريات الجميلة، وإنه يحاول من خلال الاحتفال بها مع أطفاله أن يشبع بعضا من الحنين لرمضان الكويت قديما أو "رمضان أول"، كما يطلق عليه في الخليج كونها من الاحتفالات التراثية التي لا تزال مستمرة حتى اليوم.

وتعكس الكلمات حالة عامة من الحنين لـ"رمضان أول" مصحوبة بعملية دائمة من البحث عن الأجواء التي ميزته وهو شعور تكشف عنه كلمات تتردد دائما على ألسنة الكثيرين مع قدوم رمضان وخلال أيام الشهر الفضيل.

أبو محمد يبحث عن حنينه لأجواء رمضان قديما في سوق المباركية بالعاصمة الكويتية (الجزيرة) افتقاد الطقوس

وعادة ما يشعر المسلمون في مختلف البلدان العربية بحالة من الحنين مرجعها افتقاد الكثير من الطقوس والأجواء الرمضانية التي اعتادوا عليها قديما، والتي غابت في الوقت الحالي لأسباب عدة في مقدمتها تأثير التقدم التكنولوجي والضغوط الحياتية المختلفة.

ويصف المؤرخ باسم اللوغاني ذلك الشعور بأنه بحث دائم عن حالة الدفء الاجتماعي التي كانت تغلف رمضان قديما، بدءا من طريقة التزاور واصطحاب الأب لأبنائه سيرا على الأقدام لزيارة الأقارب والعائلة في البيوت والديوانيات المجاورة خلال أيام الشهر الفضيل وذلك قبل انتشار استخدام السيارات.

يقول اللوغاني للجزيرة نت إن الحنين دورة عمرية ملازمة للجميع في مراحل الحياة المختلفة، وهو في رمضان يشمل أمورا كثيرة منها أسلوب العبادات نفسه إذ كانت مساجد الكويت قبل اكتشاف النفط تتميز بصغر مساحتها والبناء البسيط من الطوب اللبن، وكانت أصوات الذكر والتسبيح تصدح فيها بشكل جماعي بعد كل فرض فيما يشبه حلقات الذكر والتي يتشارك فيها جميع الحضور وهو تقليد ديني اندثر في الوقت الحالي.

وبحسب المؤرخ الكويتي، فإن الفوارق تشمل حتى طريقة الجلوس حول مائدة الطعام والتي كان يتحلق حولها كل أفراد العائلة من الذكور، وبالقرب منهم تجمع مائدة أخرى كل أفراد العائلة من النساء، إذ كان إجمالي الحضور في البيت الواحد يصل إلى 20 فردا، وهو أمر لم يعد موجودا في ظل ضغوط الحياة الحالية وما تشهده من تطور أثّر بدوره على العادات الاجتماعية.

توفير كافة مستلزمات رمضان كانت تتم قديما قبل قدوم الشهر بوقت كبير (الجزيرة) الاستعداد لرمضان

ويرصد رئيس مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني خالد الشطي في كتابه "الأعمال الخيرية الكويتية قديما" الكثير من مظاهر الاحتفال برمضان قديما، فيذكر أن أهل الكويت كانوا يستعدون لقدومه مع بداية شهر شعبان عبر تجهيز المؤن الغذائية التي تكفي الشهر بالكامل، وأبرزها التمور التي كانت تجلب من البصرة والأرز وكان يجلب من الهند.

ويشير الشطي إلى أنه بحلول 15 شعبان كان أهل الكويت يبدؤون في دق الهريس والجريش في احتفالية تشارك فيها نساء العائلة وأطفالها أيضا ابتهاجا بقرب حلول شهر رمضان.

واشتهر رمضان قديما بما يعرف بـ "النقصة" وهي هدية يخصصها أهل البيت للجيران والأصدقاء والأقارب ابتهاجا بالشهر الكريم وتكون من الطعام أو البخور والعطور أو الملابس، وهي عادة تحرص عليها الأسر حتى اليوم كمظهر من مظاهر التراحم والتواد فيما بينها.

سوق المباركية نافذة من الماضي لأجواء رمضان قديما (الجزيرة) سوق المباركية

وبحسب الباحث في التراث الكويتي محمد كمال، يمثل سوق المباركية اليوم بما يضمه من معالم تاريخية وأسواق تراثية فرصة لاستعادة بعض من التاريخ القديم لا سيما خلال شهر رمضان.

ويضيف كمال للجزيرة نت، إن كثيرا من الكويتيين يحاولون استعادة ذكريات الطفولة من خلال التجول في المكان وشراء بعض مستلزمات رمضان لأطفالهم من محاله ومنها الحلويات والرهش وكذلك مستلزمات القرقيعان من حلوى الملبِّس وغيرها من الأصناف التي تخلط سويا وتعبأ في أكياس صغيرة للأطفال الذين يترددون على المنازل خلال أيام الاحتفال بتلك المناسبة وهو يرددون الأهازيج ليقوم أرباب البيوت بتوزيع الحلوى عليهم.

وشهدت شوارع الكويت خلال الليالي الماضية ابتكار أساليب جديدة للاحتفال بالقريقعان؛ منها وضع حلوى القرقيعان أعلى بعض السيارات المكشوفة والتي كانت تجوب شوارع الضواحي للاحتفال بهذه المناسبة مع أطفال الأحياء عبر توزيع الحلوى عليهم.

ويذكر كمال أن الاحتفال بعيد الفطر كان يبدأ عقب انتصاف الشهر مباشرة من خلال التوجه للأسواق لشراء قماش ثوب العيد والمسبحة والخاتم، ثم الانتظار عدة أيام لحين الانتهاء من حياكة الثوب وهي أجواء لم تعد هناك فرصة حاليا لمعايشتها بنفس الطريقة القديمة بفعل الحداثة التي أتاحت شراء كثير من الأشياء الجاهزة خلال وقت قصير ودون عناء وربما دون مغادرة المنزل.

وبحسب من تحدثت معهم الجزيرة نت، تفتقد احتفالات اليوم والتي ترتبط بالشهر الفضيل إلى البساطة التي كانت من أهم سمات الاحتفالات قديما، بينما تمثل احتفالات اليوم ومن أشهرها "حفل القرقيعان "عبئا إضافيا على الأسرة التي تجد نفسها مطالبة بشراء كميات كبيرة من الحلوى مع ضرورة وجود بعض المظاهر المصاحبة للحفل والتي تزيد من التكاليف المادية على عكس ما كان موجودا في السابق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات سوق المبارکیة رمضان قدیما التی کانت

إقرأ أيضاً:

محمد موسى: الدولة كانت شريكًا في صناعة دراما هادفة.. واليوم تعود للمشهد

 أكد الإعلامي محمد موسى، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سبق وأن تحدث بوضوح عن الأزمة التي يمر بها المشهد الدرامي المصري في الوقت الراهن. 
وأوضح محمد موسى خلال تقديم برنامج "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم،  أن الرئيس شدّد خلال حديثه على أهمية الفن والإعلام في تشكيل وجدان المجتمع المصري وذوقه العام، مشيرًا إلى أن الدولة كانت في السابق شريكًا رئيسيًا في صناعة الدراما من خلال الإنتاج التليفزيوني الرسمي، وأن هذا الدور كان يتم تحت إشراف متخصصين من أساتذة الجامعات في مجالات الإعلام وعلم النفس والاجتماع، الذين يدركون جيدًا كيفية صياغة المجتمع والتأثير فيه.
وتابع محمد موسى أن الرئيس السيسي أشار أيضًا إلى التغيرات الجذرية التي طرأت خلال العقود الأربعة الماضية، والتي أثقلت كاهل تليفزيون الدولة، مما جعله غير قادر على الاستمرار في أداء هذا الدور الحيوي.
وأضاف محمد موسى أن حديث الرئيس كان بمثابة جرس إنذار حرّك المياه الراكدة، حيث بدأت مؤسسات الدولة المعنية في التحرك الجاد، فعُقدت جلسات استماع ومناقشات متعددة سواء بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أو الهيئة الوطنية للإعلام، أو حتى من خلال مؤسسات وزارة الثقافة.
وأشار إلى أن ورش العمل المستمرة التي تُعقد من حين لآخر تؤكد جدية الدولة في العمل على إصلاح وتطوير صناعة الدراما بما يتناسب مع هوية المجتمع المصري وقيمه.
 

مقالات مشابهة

  • الاتهام الأمريكي يُمثّل امتدادًا لإرث مولي فيي، والتي اتسم سجلها بانحياز سافر ومُشكِل ضد السودان
  • «وزير الصحة»: 150 سيارة إسعاف كانت تنقل الجرحى من معبر رفح إلى المستشفيات
  • تسجيل أعلى درجات حرارة منذ 16 عاماً
  • مبيعات الحديد والصلب للمناجم تقترب من 140 مليونا خلال أبريل الماضي
  • الاحتلال يقتل يقين.. الطفلة التي كانت تصوّر وجع غزة
  • محمد موسى: الدولة كانت شريكًا في صناعة دراما هادفة.. واليوم تعود للمشهد
  • فينيسيوس يودع لوكا مودريتش: كانت كرة القدم التي تقدمها فنا
  • الأمم المتحدة: تهجير 160 ألف شخص مرة أخرى في غزة خلال الأسبوع الماضي
  • الهنيدي: التشريعات المقارنة قديماً وحديثاً اعتنت بوضع معايير دقيقة لتقسيم الدوائر
  • حنين الشاطر تحيي ليلة الموسيقار محمد الموجي بالإسكندرية.. الليلة