عقوبات اقتصادية وتدخل عسكري.. هل يمكن تطبيق الفصل السابع لوقف حرب غزة؟
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
بعد صدور قرار "غير ملزم" من مجلس الأمن، الاثنين، بوقف إطلاق النار في غزة، تطرح تساؤلات بشأن إمكانية تطبيق "الفصل السابع" من ميثاق الأمم المتحدة، لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر.
وتستمر المعارك في غزة بين إسرائيل وحركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، غداة صدور أول قرار من مجلس الأمن يفيد بوقف إطلاق النار بالقطاع.
ويقول المختص بالقانون الجنائي الدولي، المعتصم الكيلاني، أن القرار "ملزم أخلاقيا" على كافة الدول الأعضاء بالجمعية العمومية للأمم المتحدة.
لكن القرار فعليا "غير ملزم"، فلا توجد آليات لتنفيذه وتطبيقه على "أرض الواقع"، وفق حديثه لموقع "الحرة".
والاثنين، قال مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن قرار مجلس الأمن ليس "ملزما"، مؤكدا أن "ليس له أي تأثير على إسرائيل وقدرتها على قتال حماس".
وأكدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، أن الولايات المتحدة تؤيد تماما "بعض الأهداف الحيوية في هذا القرار غير الملزم".
ويشير الكيلاني إلى أن "الحرب في غزة لم تتوقف"، ولا يوجد احترام للقرار، وبالتالي يمكن أن يعاد التصويت عليه من جديد تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة حتى يكون "ملزما".
أما خبير العلاقات الدولية، حامد فارس، فيؤكد أن المعارك والاشتباكات في قطاع غزة مازالت مستمرة منذ صدور القرار الذي يشكل نوعا من "الضغط المعنوي" على إسرائيل دون وجود آلية واضحة لتنفيذه.
ولن يؤدي القرار لوقف الحرب بشكل "دائم وشامل"، ولن يمثل "طوق النجاة" بالنسبة للسكان في قطاع غزة، وفق حديثه لموقع "الحرة".
ويشير خبير العلاقات الدولية إلى القرارين 1720 و1723 الصادرين عن مجلس الأمن، والمتعلقين بإنفاذ المساعدات الإغاثية والإنسانية لداخل القطاع، لكن "لم يتم تنفيذهما".
هل يمكن تطبيق "الفصل السابع"؟ينص "الفصل السابع" من ميثاق الأمم المتحدة على إمكانية أن يتخذ المجتمع الدولي خطوات عسكرية ضد الدولة التي تهدد الأمن والسلم العالميين.
ويؤكد الكيلاني أن الفصل السابع هو الوحيد "الملزم على أرض الواقع"، ولذلك فمن الإمكان الاتجاه نحو تطبيقه واستخدام "القوة العسكرية" لتنفيذ القرار.
ومن الممكن أن يتم إعادة التصويت على القرار من جديد تحت نطاق الفصل السابع، واستخدام القوة لوقف "إطلاق النار" في قطاع غزة، وفق المختص بالقانون الجنائي الدولي.
ومن جانبه، يشير فارس إلى أن القرار "مؤقت وليس شاملا أو مطلقا"، ولذلك فبمجرد انتهاء شهر رمضان سيكون وقف إطلاق النار "كأنه لم يكن".
ويطالب القرار الذي تمّ تبنّيه بغالبية 14 صوتا مؤيّدا وامتناع عضو واحد (الولايات المتحدة) عن التصويت، بـ"وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان" الذي بدأ قبل أسبوعين، على أنّ "يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم". ويدعو أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن".
وحظي القرار الذي تقدم به أعضاء المجلس العشرة المنتخبون، بدعم روسيا والصين والمجموعة العربية التي تضم 22 دولة في الأمم المتحدة.
ولا يمكن استخدام الفصل السابع لتنفيذ القرار لأنه سوف "ينتفي وينتهي خلال أسبوعين فقط"، ولن يكون هناك مساحة كافية من الوقت لتنفيذه، وفق فارس.
أما المحامية دانا حمدان، فتقول لموقع "الحرة" إن "وقف إطلاق النار وربطه بفترة زمنية معينة لا ينزع قانون صفة القرار، الذي تطبق عليه بنود ميثاق الأمم المتحدة والفصل السابع"، مستدركة بالقول: "هناك أسباب سياسية قد تمنع من اللجوء إلى القوة العسكرية لتنفيذ القرار".
وتوضح حمدان أن "القرار يتناول الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس في القطاع، وهي حركة وليست دولة عضو، وبالتالي وفي حال عدم القدرة على إلزامها بتنفيذ وقف إطلاق النار، فيمكن إلزام الحكومات الداعمة لها بالضغط عليها، وذلك بصراحة المادة 41 من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة".
وتنص المادة 41 على أنه يمكن لمجلس الأمن "أن يطلب إلى أعضاء الأمم المتحدة تطبيق هذه التدابير، ويجوز أن يكون من بينها وقف الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية وغيرها من وسائل المواصلات وقفا جزئياً أو كليا وقطع العلاقات الدبلوماسية".
وتشير حمدان إلى أن "صعوبة اللجوء إلى الفصل السابع تبرز في تحميل كل من الجهتين مسؤولية القتال، وهو الأمر الذي قد يلقى جدلا سياسيا يفضي إلى استخدام أحد الدول حق الفيتو".
وتضيف: "صدور قرار وقف إطلاق النار لا يوجب على مجلس الأمن المساس بحقوق المتنازعين والبت في مطالبهم ومراكزهم، على عكس اللجوء إلى الفصل السابع الذي يستلزم البت بأصل الحق أو النزاع".
في المقابل، تشدد المحامية السابقة في المحكمة الجنائية الدولية، ديالا شحادة، في حديث لموقع "الحرة"، على أن "صلاحيات مجلس الأمن في اتخاذ الأعمال في حالات تهديد السلم والإخلال به ووقوع العدوان واسعة جدا ولا يمكن حصرها بين الدول"، مؤكدة على إمكانية "اللجوء إلى "الفصل السابع بأي قرار يصدر عن المجلس الدولي".
وتوضح شحادة أن "لمجلس الأمن أن يفرض عقوبات اقتصادية ومالية وليس فقط فرض القوة لتنفيذ وقف إطلاق النار"، مشيرة إلى أنه "يمكن لأي دولة أن تتقدم بطلب إصدار قرارا آخر يدعو للجوء إلى الفصل السابع".
وتشدد على أنه "في حالات نادرة جدا قام مجلس الأمن باستخدامه صلاحياته تحت الفصل السابع، ولذلك يتهم دائما بالفشل الدولي في إحلال الأمن والسلم".
ولجهة عدم إمكانية إلزام حماس بقرارات مجلس الأمن، تقول شحادة: "صلاحية مجلس الأمن لا يمكن حصرها بالدول فقط، لأنه لم يرد نص بذلك".
وحسب المادة 39 من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة فإن مجلس الأمن يقرر ما إذا كان قد وقع تهديد للسلم أو إخلال به أو كان ما وقع عمل من أعمال العدوان، ويقدم في ذلك توصياته أو يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير طبقاً لأحكام المادتين 41 و42 لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه.
ولمجلس الأمن أن يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير التي لا تتطلب استخدام القوات المسلحة لتنفيذ قراراته، وله أن يطلب إلى أعضاء "الأمم المتحدة" تطبيق هذه التدابير، ويجوز أن يكون من بينها وقف الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية وغيرها من وسائل المواصلات وقفا جزئياً أو كليا وقطع العلاقات الدبلوماسية، وفق المادة ٤١.
وإذا رأى مجلس الأمن أن التدابير المنصوص عليها في المادة 41 لا تفي بالغرض أو ثبت أنها لم تف به، جاز له أن يتخذ بطريق "القوات الجوية والبحرية والبرية من الأعمال ما يلزم لحفظ السلم والأمن الدولي أو لإعادته إلى نصابه"، وفق المادة ٤٢.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما تسبب بمقتل 32414 فلسطينيا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 74787، وفق ما أعلنته وزارة الصحة التابعة لحماس، الثلاثاء.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: من میثاق الأمم المتحدة وقف إطلاق النار الفصل السابع فی قطاع غزة مجلس الأمن اللجوء إلى السابع من على أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
واشنطن تشن حرباً اقتصادية جديدة.. طهران ترد بحزم وتدين العقوبات
أدانت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الخميس، فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة تستهدف أفراداً وشركات وسفنًا مرتبطة بقطاعي الطاقة والنفط الإيراني.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن هذه العقوبات تمثل “عداءً متواصلاً من واشنطن ضد الشعب الإيراني”، وتهدف إلى “إضعاف البلاد وحرمان المواطنين من حقوقهم الأساسية”.
وأضاف أن هذه الإجراءات تمثل “خرقاً للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان”، واصفاً العقوبات الجديدة بأنها “خطوة خبيثة تمثل جريمة ضد الإنسانية”.
وأشار بقائي إلى أن الشعب الإيراني يقف بقوة في مواجهة هذه العقوبات لحماية كرامته ومصالحه.
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يؤكد على ضرورة تعويضات أمريكية قبل استئناف المفاوضات النووية
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في تصريحات لصحيفة “فايننشال تايمز”، على أن الولايات المتحدة يجب أن تقدم تعويضات لإيران عن الأضرار التي لحقتها قبل استئناف أي مفاوضات نووية.
وأوضح عراقجي أن طهران تبادلت رسائل مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف خلال الحرب وبعد انتهائها، مشدداً على أن بلاده لن تقبل بالعودة إلى الوضع السابق كما كان قبل القتال الذي دام 12 يوماً مع إسرائيل.
وأضاف: “يجب على الولايات المتحدة أن تشرح سبب هجومها في منتصف المفاوضات وأن تضمن عدم تكرار مثل هذه الأعمال أثناء المفاوضات المقبلة”.
وشدد الوزير على أن إيران لا تزال تمتلك القدرة على تخصيب اليورانيوم، وأن أي اتفاق مشروط بوقف التخصيب غير مقبول، خاصة في ظل موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كما أشار إلى أن الحرب الأخيرة زادت من المعارضة الداخلية للمفاوضات داخل دوائر الحكم في إيران.