هجوم موسكو.. توقعات بتغييرات جذرية في أجهزة الأمن الروسية.. ومخاوف من توابع خطيرة على أوكرانيا
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
أثار هجوم موسكو الإرهابي، الذي وقع في 22 مارس 2024، العديد من الدلالات المهمة، إذ اعتبرته روسيا مدعومًا من قبل أوكرانيا، واتهمت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"التواطؤ مع الإرهابيين"، وهو الأمر الذي نفته أوكرانيا واصفة التصريحات الروسية بالمزاعم الكاذبة.
كما يثير هذا الهجوم تساؤلات حول فعالية الاستخبارات الروسية، خاصةً مع وقوعه في قلب العاصمة موسكو، إذ اتهم البعض السلطات الروسية بالتراخي في تأمين المواقع الحيوية، مما سهل تنفيذ الهجوم، ولا سيما أنه يأتي بعد أيام قليلة من إعلان فوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بفترة رئاسية جديدة، لذا قد يؤدي الهجوم إلى مراجعة شاملة لإجراءات الأمن والاستخبارات في روسيا.
ومن المتوقع أن يؤدي هجوم موسكو الإرهابي إلى العديد من التداعيات يأتي على رأسها تنظيم الأجهزة الأمنية والمخابرات الروسية؛ إذ إن أسبقية الجانب الأمريكي في الوصول إلى معلومات تفيد بإمكانية وقوع هجمات، تكشف عن تقدم أمني مخابراتي أمريكي وغربي في مواجهة روسيا، لذا من المؤكد أن يبدأ بوتين ولايته الرئاسية الخامسة بتغييرات جذرية على مستوى القيادات الأمنية الاستخباراتية، وكذلك على مستوى النهج الأمني، الذي استحوذت الحرب الأوكرانية على جزء واسع من عمله.
وبحسب الخبراء من المرجح أن تكون تداعيات هذا الهجوم الإرهابي أشد خطورةً على أوكرانيا في حالة استقرت القيادة الروسية على اتهام واضح للجانب الأوكراني في دعم الهجوم أو التخطيط له، وضمن هذا السيناريو، من الممكن أن يكون الرد الروسي في شكل هجوم عسكري قوي، أو هجمات متلاحقة، تعيد الاعتبار للأجهزة الروسية وترمم صورة بوتين، التي ربما خدشها الهجوم.
ومن المتوقع أن يعيد بوتين نشر قوات خاصة في القوقاز وعلى الحدود مع دول وسط آسيا، وربما تنفذ السلطات عمليات أمنية خاصة خارج حدود البلاد؛ إذ توجد معاقل تنظيم "داعش – خراسان"، في وسط وجنوب آسيا، ولاسيما في أفغانستان وباكستان. وهذا التوجه يمكن أن يقوي التحالف الروسي الإيراني في مجال مكافحة التنظيم؛ إذ تعاني إيران من تهديدات دائمة له. فقبل أشهر، وتحديداً في 3 يناير 2024، فجر انتحاريان ينتميان للتنظيم نفسيهما على الطريق التذكاري لاغتيال الجنرال، قاسم سليماني في مدينة كرمان، مما أسفر عن مقتل 84 شخصاً وإصابة 284 آخرين، في هجوم هو الأكثر دموية في البلاد منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
كما أن هجوم موسكو له العديد من الدلالات إذ يأتي هجوم موسكو في وقت تخوض فيه روسيا حرباً في أوكرانيا منذ أكثر من عامين؛ إذ تمت تعبئة كل مقدرات الدولة الأمنية والعسكرية والمعلوماتية للصراع في أوكرانيا. وعلى الرغم من أن البلاد في حالة طوارئ منذ بدء الحرب، فإن المهاجمين تمكنوا من اختراق جميع الحواجز الأمنية ووصلوا إلى العاصمة موسكو ونفذوا هجوماً إرهابياً هو الأكبر، والأكثر دمويةً منذ عام 2002.
كما جرى هجوم موسكو بعد أيام قليلة من إعادة انتخاب الرئيس، فلاديمير بوتين، لولاية رئاسية جديدة. فالرئيس بوتين قد أسس شعبيته على فكرة "الرجل القوي"، بوصفه ينحدر من جهاز المخابرات السوفيتي، وما يمثله من خيال شعبي يتصل بالقوة والسيطرة والتحصين الأمني، لذلك فإن هذا الهجوم قد يخدش هذه الصورة؛ إذ نجح المهاجمون في الوصول إلى قلب البلاد وأوقعوا هذا العدد الكبير من الضحايا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: هجوم موسكو موسكو الارهاب هجوم موسکو
إقرأ أيضاً:
احتراق جماعي للقاذفات.. أوكرانيا تنفذ هجومًا واسع النطاق يستهدف 4 قواعد جوية روسية
(CNN)-- أعلن مصدر في جهاز الأمن الأوكراني، الأحد، أن أوكرانيا نفذت ضربات جوية واسعة النطاق بطائرات بدون طيار ضد 4 قواعد جوية في عمق روسيا، مما أدى إلى تدمير العديد من الطائرات المقاتلة.
وإذا تأكدت هذه الأنباء، فستكون هذه الهجمات المتزامنة هي الأكثر طموحًا التي تنفذها أوكرانيا على القواعد الجوية الروسية منذ بدء الحرب.
وأوضح المصدر بجهاز الأمن الأوكراني أن القاذفات الروسية كانت "تحترق بشكل جماعي" في 4 قواعد جوية تبعد مئات الأميال عن بعضها البعض، وأضاف أن الطائرات بدون طيار تم إطلاقها من شاحنات داخل روسيا.
وبحسب المصدر، من المعروف أن أكثر من 40 طائرة قد أُصيبت، بما في ذلك قاذفات استراتيجية من طراز TU-95 وTu-22M3 وواحدة من طائرات الاستطلاع الروسية القليلة المتبقية من طراز A-50.
وشملت المطارات المستهدفة، مطار بيلايا في إيركوتسك، على بُعد حوالي 4500 كيلومتر (2800 ميل) من الحدود بين أوكرانيا روسيا، وقاعدة دياغيليفو في ريازان غرب روسيا، التي تقع على بُعد حوالي 520 كيلومترًا (320 ميلا) من أوكرانيا، وهي مركز تدريب لقوة القاذفات الاستراتيجية الروسية.
وذكر المصدر أنه تم استهداف قاعدة أولينيا قرب مورمانسك في الدائرة القطبية الشمالية، التي تبعد أكثر من 2000 كيلومتر (1200 ميل) عن أوكرانيا، بالإضافة إلى قاعدة إيفانوفو الجوية، التي تبعد أكثر من 800 كيلومتر (500 ميل) من أوكرانيا. وإيفانوفو هي قاعدة لطائرات النقل العسكرية الروسية.
وقال إيغور كوبزييف، حاكم منطقة إيركوتسك، إنه تم إطلاق الطائرات بدون طيار من شاحنة بالقرب من قاعدة بيلايا.
وقال كوبزييف على تيلغرام إنه لم يتم تحديد العدد الدقيق للطائرات بدون طيار التي تم إطلاقها. وأضاف أن قوات أجهزة الطوارئ والأمن كانت في الموقع.
وقال المصدر في جهاز الأمن الأوكراني إن طائرات بدون طيار تابعة لجهاز الأمن الأوكراني استهدفت طائرات تقصف المدن الأوكرانية كل ليلة، مقدرًا الأضرار التي لحقت بالجانب الروسي بأكثر من ملياري دولار.
ويُظهر مقطع فيديو، عرضه المصدر الأوكراني، مطار بيلايا وهو يحترق، وصوت رئيس جهاز الأمن الأوكراني، الفريق فاسيل ماليوك، يعلق قائلا: "كم يبدو مطار بيلايا جميلا الآن! طائرات العدو الاستراتيجية".
ولم يتسن لشبكة CNN التحقق بشكل مستقل من صحة مقاطع الفيديو التي قدّمها المصدر بجهاز الأمن الأوكراني.
وقال المصدر في جهاز الأمن الأوكراني إن العملية كانت "معقدة للغاية من الناحية اللوجستية"، حيث تم نقل الطائرات بدون طيار داخل منازل خشبية متنقلة تم نقلها إلى روسيا على متن شاحنات.
وأضاف:"كانت الطائرات بدون طيار مخبأة تحت أسطح المنازل، وكانت موضوعة بالفعل على شاحنات. وفي اللحظة المناسبة، فُتحت الأسقف عن بُعد، وحلّقت الطائرات بدون طيار لضرب القاذفات الروسية".
ويُظهر مقطع فيديو يُزعم أنه لهجوم طائرات بدون طيار تنطلق من شاحنة، بينما تمر المركبات على طريق سريع قريب. وتُظهر صورة أخرى سقف الشاحنة على الأرض. وأضاف المصدر أن الأشخاص المشاركين في العملية عادوا بالفعل إلى أوكرانيا.