سبقوه لقرصنة صدقات رمضان.. الحوثي يحذّر مشرفيه من إغواء الشيطان
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
يُحذّر عبدالملك الحوثي، مشرفيه ومعاونيه من إغواء الشيطان لهم وصرفهم عن ما يسميها مسألة الالتزام الإيماني والديني كلياً، وإبعادهم عن الخير وتحولهم إلى مصدر إغواء وإفساد للآخرين، وعلى أرض الواقع يتفوقون على ممارسات الشيطان، بقرصنتهم ومنعهم للصدقات الرمضانية التي يقدمها رجال أعمال وميسورون للمحتاجين في رمضان.
في محاضرته الرمضانية العاشرة الجمعة 22 مارس 2024، ينتقد عبدالملك الحوثي، صفة الكِبر ويتحدث عن "المخلوق الذي يتكبر" ويرفض قبول الحق، معتبراً "الكبر ذنبا عظيما وحالة خطيرة جدا"، فيما لا تزال جماعته تتعامل مع ناصحيها بخيلاء وتعالٍ وتكبّر، وترفض الإفراج عن الناشطين الحقوقيين القاضي عبدالوهاب قطران، وأبو زيد الكميم، المعتقلين على خلفية مطالب حقوقية مشروعة.
ويرى الباحث الاجتماعي والناشط في مجال العمل الخيري بصنعاء، سعد الصبري، وجود حالة انفصام تام بين مضامين خطابات زعيم مليشيا الحوثي -المصنفة أمريكيا منظمة إرهابية- وبين ممارسات الجماعة وقياداتها ومشرفيها على الواقع العملي.
ويروي الصبري أنه اعتاد خلال شهر رمضان الحصول على مساعدات غذائية من تجار وميسورين لتوزيعها على المحتاجين في محيطه السكني، غير أنه تفاجأ رمضان هذا العام 2024 باعتذار التجار عن تقديم أي مساعدات بما في ذلك السلل الغذائية المحدودة، وذلك إثر تلقيهم تحذيرات وتهديدات حوثية من توزيع أي صدقات رمضانية دون الرجوع إليهم.
مشيراً إلى أن هذه الممارسات تنسف كل خطابات زعيم الجماعة ومحاضراته الرمضانية جملة وتفصيلاً، وتضع الجماعة عملياً في خانة من وصفهم بـ"المفسدين في الأرض.."، والمنافقين، مستشهدا في ذلك بالآية القرآنية «يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون».
ويعتقد الصبري أن محاضرات الحوثي الرمضانية هي فقط للاستهلاك الإعلامي، وإزعاج سكان صنعاء، وأن ممارسات جماعته على أرض الواقع على النقيض التام من مخرجات المحاضرات ودروس الحوثي، منوها إلى ممارسات ابتزاز التجار في رمضان وغير رمضان وفرض إتاوات مالية على الباعة المتجولين.
وتنهب مليشيا الحوثي مليارات الريالات اليمنية مقطوعة من غذاء السكان تحت عناوين جمارك غير قانونية وضرائب إضافية ورسوم تحسين ورسوم إشراف ورسوم حماية ورسوم خدمات منعدمة ورسوم مسميات ما أنزل الله بها من سلطان، فتزيد بذلك الأعباء على كاهل المواطنين أضعافا مضاعفة في زيادة أسعار السلع الغذائية وأجور النقل وفواتير الكهرباء والمياه وكافة مناحي الحياة.
ومن رمضان لآخر تتزايد أعداد المتسولين في شوارع وأسواق وأحياء مدينة صنعاء رجالا ونساء وأطفالا، كنتيجة حتمية طبيعية لاستمرار مليشيا الحوثي في ممارسات إفقار المواطنين في صنعاء والمحافظات المجاورة لها، وفق خطط منهجية شاملة، تبدأ بنهب مرتبات موظفي الدولة، مروراً بفرض الإتاوات والجبايات، وفرض الجرع السعرية القاتلة، وليس انتهاءً بقرصنة الصدقات الرمضانية.
ومنذ انقلابها على السلطة في سبتمبر 2014 استولت مليشيا الحوثي على مخصصات الضمان الاجتماعي، وهي مرتبات شهرية كانت تصرفها الدولة إعانات للفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة بما يحفظ كرامتهم، وحولت إيرادات الزكاة إلى مشروع استثماري عائلي يخدم أجندة وتوجهات الجماعة الحوثية وينفخ كروش قياداتها.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی
إقرأ أيضاً:
يمن الإيمان يسقط الشيطان الأكبر
مما لا ريب فيه أن الحق أقوى ظهير، وأن الباطل أضعف نصير، وأن من توكل على الله كفاه، ومن وثق به أغناه، ومن استعان به أعانه ونصره على أعدائه.
فانتصار اليمن على قوى البغي والفساد هو خيرٌ للمجتمع الإنساني، وفخرٌ للمجتمع الإسلامي كله وصدق الله العظيم حيث يقول: (ولَنَبْلُوَنَّكُمْ بشيء مِنَ الْخَوْفِ والْجُوعِ ونَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ والْأَنْفُسِ والثَّمَراتِ وبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (الَّذِينَ آمَنُوا وكانُوا يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّـهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
فقد جاءت أمريكا إلى البحار الإسلامية تُناصر الصهيونية اليهودية، وتعتدي على يمن الإيمان والحكمة الذين سارعوا إلى نُصرة إخوانهم في فلسطين، والدفاع عن مقدسات المسلمين؛ كون اليهود مستمرين في همجيتهم يتفاخرون بإراقة الدماء وإفناء الأطفال والنساء في فلسطين، وأمريكا تُؤيدهم بإغارات ساحقة وحروب ماحقة. فكان لابد لأنصار الله وحزبه من أن يقفوا بوجه الشيطان الأكبر، ويردوا على الباغي عدوانه، فكان جهادهم فَرضَ عينٍ،؛ لأنه كان ردّاً لعدوان المعتدين بقوةٍ وعزيمةٍ لا تلين، آخذين بمنهاج القرآن العظيم الذي أمر بإعداد القوة لِمَن يسعى لحرب المسلمين، فقال سبحانه: (وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ).
لقد أطلق الله القوة ولم يُحدِّدها بنوع لتكون من نوعٍ، لتكون مما اشتهر في كل زمانٍ من طائرات مُسَيَّرة، وصواريخ فرط صوتية، ومدافع وزوارق بحرية. كل ذلك أنتجَهُ أنصارُ الله في يمن الإيمان تحت قيادة قائد المسيرة القرآنية، ودكُّوا به بوارج وحاملات الطائرات الأمريكية التي أصابتها قوةُ اليمن (التي هي من قوة الله)، فأصيبت القوة الأمريكية بالشلل، وانحسرت تَجرُّ أذيال الهزيمة. فتجنح للسلم عن طريق وساطة عُمانية تحلَّت بالعزيمة الإيمانية، فنجحت في دورها لتكون بمثابة مَن يحمل مشعل النصر ليمن الإيمان والحكمة، الذي هو نصرٌ لكل المسلمين، (ومَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
إنه لعزٍّ وفخرٍ لِأحرارِ العالم انكسارُ شوكة المفسدين الضالين، وركوعُهم أمام قوة اليمنيين الذين يدافعون عن الحق والمُحِقِّين.
فهاهي أمريكا تركع أمام قوة أهل الإيمان في يمن الإيمان والحكمة، الذين استجابوا للتوقف عن ضرب بوارج العدو وسُفُنه، بعدما أعلن توقُّفه عن مهاجمة اليمن، وتراجُعه لما كان أعلنته من الهجوم على اليمن بغية فك الحصار البحري عن إسرائيل. ليبقى ذلك الحصار شاهدا على انتصار اليمن والأمة الإسلامية، (وقُلْ جاءَ الْحَقُّ وزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) وهذا مما يزيد من مخاوف اليهود المعتدين على فلسطين، ويُبَشِّرُ بانهزامهم؛ فما كان مناصرة أمريكا لهم إلا غرورا لا بنفعهم ولا يُنقذهم، وسيواجهون قدرَهم المحتوم. فأمريكا (شيطان الأنس الأكبر) تتركهم، كما ترك شيطان الجن أسلافَهم من أهل الكفر، وكان قد وعدهم بالنصر، فلما اشتدَّ وطيس الحرب نكص على عقبه بعد أن زَيَّنَ لهم سوء أعمالهم، كما أخبر الله بذلك في القرآن : (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَ قالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَ إِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَ قالَ إِنِّي بريء مِنْكُمْ إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ وَ اللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ)، فكان نهايتُهم الخذلان، والانتصار عليهم من قِبَل قوى الإيمان، وكأن التاريخ يعيد نفسه.
وها هي أمريكا تقف مَدهوشةً وتجنح للسلم، والجنوح إلى السلم نصرٌ لأنصار الله وأبناء يمن الإيمان، وللأمة الإسلامية كلها
كيف لا يكون ذلك والقرآن قد أرشد إليه (وإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
فالإسلام إنما شرع القتال لصَدِّ العدوان، ورفع الظلم عن بني الإنسان: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (وقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ).
فعلى الصهيونية اليهودية أن تُوقِفَ الحربَ والاعتداء على فلسطين، وتكفَّ عن سفك دماء أهل غزة قبل فوات الأوان؛ فإن جيوش الإسلام وأنصار الله في يمن الإيمان هم أُولُو البأس الشديد قادمون، لنصرة إخوانهم في فلسطين وتحرير مقدسات المسلمين
فمحاربة الأمنين، وتخريب دورهم، وتَرويع الأطفال والنساء والأبرياء، لن يدوم طويلاً أبداً؛ فالله سبحانه وتعالى قد وعد بالنصر على هذه الصهيونية اليهودية المتوحشة، فقال سبحانه (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ ولِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ ولِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً). والله لا يُخلف الميعاد، فنصرُه قادم، ووعدُه صادق.
ومبروك ليمن الإيمان والحكمة النصرُ على الأمريكان الذين أوقفوا عدوانهم على اليمن وركعوا، وستركع إسرائيل عما قريب بعدها، (ولَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).