في يوم وليلة انتشر مقطع فيديو غريب بكلمات غير مفهومة تسمى«الترويدة الفلسطينية» بلغة «المولا لا»، ويبدأ الفيديو كليب بأم تحمل رضيعها على حطام المدينة التي أخفى ملامحها الدمار؛ وهذا الفيديو هو نفسه تتر مسلسل مليحة الذي تم إنتاجه من قبل الشركة المتحدة دعمًا للقضية الفلسطينية.

كواليس ومفاجآت فيديو كليب أصالة الجديد

يبدأ الفيديو بالترويدة الفلسطينية ومن بعيد يأتي صوت أصالة مصاحبًا لـ ظهور 6 ملثمين بالملابس الزرقاء ينشرون الفساد في أرض الزيتون وتقول: «ريت المركب الي أخذه وما رده يبلاه بكسره و بنار عقده» وهي كلمات مستوحاة من الفلكلور الفلسطيني، في محاولة لإحياء أغنية «ريت المركب»، التي تندرج ضمن فن الترويدة.

 

هذا العمل الذي للتو ظهر على شاشة التفلزيون كـ تتر لمسلسل مليحة على على قناة CBC وON E، يروي كريم البنا أحد المشاركين في تصوير فيديو «أصحاب الأرض»، واصفًا كواليس العمل: «لقيت المخرج بيكلمني بيقولي إن هو بيصور فيديو كليب زي قصه فيلم قصير لدعم غزة وإن مصر كمان بتساند القضية، خدنا مشاهد في الفيوم، وادي الحيتان، ووادي الريان، ومشاهد في مغارة أبو رواش للطفل حنظله»، أما لوكيشن التصوير في غزة فقد بُني بمواصفات خاصة واستغرق التصوير يومين منفصلين أكثر من 50 ساعة.

ويصف«البنا» مدى دقة تصميم مواقع التصوير إنها استغرقت أكثر من أسبوعين في البناء، وأكثر مكان استغرق وقتًا في التصوير هو موقع غزة الذي ظهر فيه مجموعة من النساء والرجال يشاهدون البحر الذي قدم منه 6 رجال ملثمين، ثم يبدأ صوت أصالة وهي تقول «ريت المركب الي أخذه وما رده يبلاه بكسره وبنار عقده».

أما دور مصر فيأتي في الملكة المصرية التي تخرج من المعبد الجنائزي، ومعها يخرج إله الحرب الذي بمجرد تدميره العجل السامري، ينتهي مصير الرجال الملثمين باللون الأزرق الذين يمثلون اليهود في لقطة الدعم المصري للقضية الفلسطينية.

كلمات أغنية أصالة في تتر مسلسل مليحة

وكلمات تتر مسلسل مليحة كالتالي:

شمالي لالي يا هوالي لديرة شمالي لالي يا وريللووو

ع لالي للبواب هولولم تفتح شمالي لالي يا رويللوووو

انا ليليلبعث معليلريح الشمالي لالي يا رويللووو

ياصليلار ويدورليللي على لحبيليلابا يا رويللووو 

ريت المركب الي أخذه و ما ردهيبلاه بكسره و بنار عقده  

وانا ليليلبعث معليلريح الشمالي لالي يا رويللووو

ياصليلار ويدورليللي على لحبيليلابا يا رويللووو 

ريت المصاري تقلب حديدةتسفر شبابنا لبلاد بعيدة  

شمالي لالي يا هوالي لديرة شمالي لالي يا وريللووو

ع لالي للبواب هولولم تفتح شمالي لالي يا رويللوووو

انا ليليلبعث معليلريح الشمالي لالي يا رويللووو

ياصليلار ويدورليللي على لحبيليلابا يا رويللووو 

شمالي لالي يا هوالي لديرة شمالي لالي يا وريللووو

ع لالي للبواب هولولم تفتح شمالي لالي يا رويللوووو

انا ليليلبعث معليلريح الشمالي لالي يا رويللووو

ياصليلار ويدورليللي على لحبيليلابا يا رويللووو  

ثبت جذورك في التراب فأنت باقٍ هاهنا

الأرض أرضك يا فتى هذه البلاد بلادنا 

هم جهلة لا يعلمون بأن وطنك خالدٌ

فاصمد ورابط واحتسب إنا ورائك كلنا  

كم من شهيد قدموا أرواحهم من أجل تحقيق اليقين

يا صاحب الأرض اعتصم فالأرض عرض المتقين 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دراما المتحدة مسلسلات رمضان رمضان 2024 دراما رمضان

إقرأ أيضاً:

عبدالنبي .. الذي ليس عُمانيًّا

مدة طويلة قضاها عبدالنبي في عُمان، لا أذكر عدد السنين بالضبط، ولكن يكفي أن أقول إنه في ذاكرتي مذ كنتُ ألعب الكرة صبيًّا في مزرعتنا بالردة، وكانت الكرة تدخل أحيانا بالخطأ المزرعةَ المجاورة التي كان يعمل فيها، فيعيدها عبدالنبي بركلة قوية بعد أن يتراجع خطوات إلى الوراء ثم يَكُرُّ على الكرة راكضًا على طريقة البرازيلي روبرتو كارلوس. لعلها 30 سنة أو أكثر تَنقّلَ فيها عبدالنبي بين أكثر من كفيل، لكنه ظلّ مقيمًا وعائلته في الردة إلى اليوم. خفيف الظل كان، ولا يزال. يتميز بذلك النوع من الظُرف الذي يأتي عفويًّا غير متكلف. ويمتاز عن أنور صميم، البنجالي الآخر المقيم في الردة منذ سنين طويلة، بالذكاء الاجتماعي، وسرعة التعلم، وإجادة اللغة العربية باللهجة العُمانية، ولذا فهو كثير الكلام، على عكس أنور الذي يظنه المرء من فرط صمته أخرس.

كل من نسِيَ عبدالنبي في الردة بسبب تراكم السنين، وكل من لم يعرفه سابقًا في عُمان، عرفه خلال الأيام الماضية، بعد أن انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي كالنار في البترول، فيديو مدته دقيقة ونصف يظهر فيه عبدالنبي بالصورة وهو يدافع عن انتمائه إلى عُمان، بعد أن قرر ــ دون انتظار وثائق رسمية أو قرارات سيادية ــ أن يُصبح عُمانيًّا، بل واختار لنفسه اللقب العائلي الذي يحبّ. طوال مدة الفيديو يوبخه صوتان عُمانيان لا يظهران في الصورة، وبطريقة تقترب من التنمّر، على هذا الخيار. يخبره الأول أن أفراد القبيلة التي اختار أن يتسمّى بها غاضبون منه لأنه لا ينتمي إليها، وليس عُمانيًّا أصلًا، أما الآخر فيطلب منه بطاقته الشخصيّة ليتأكد من اسمه فيها، مضيفًا: «أنتم البنجاليين لستم عربا». هنا يردّ عبدالنبي: «لا حول ولا قوة إلا بالله. كيف ما عرب؟ قول لي». يرد عليه الصوت: «لأنك بنجالي»، فيتساءل عبدالنبي باستنكار: «أنت حالك رب موجود وأنا ما حالي رب؟!!».

تُحيلني هذه المناظرة على أسئلة الهُويّة الشائكة: ما الذي يحدد بشكل قاطع جازم انتماءنا إلى هذا الوطن أو ذاك، إلى هذه الأرض أو تلك، إلى أولئك القوم أو غيرهم؟ هل يكفي أن نولد في أرضٍ ما لنحمل اسمها؟ وهل تكفي ولادتنا بين جماعة من الناس كي نصير محسوبين عليهم؟ هل العربي فقط هو الذي يولد في بلد عربي؟ فماذا عن سيبويه الفارسي مثلًا، الذي نتعلم اللغة العربية من «كتابه»، أو البخاري (الخراساني) الذي حفظ لنا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم؟

يخبرنا سارتر في فلسفته الوجودية أن الإنسان محكوم بالحرية، وأنه ليس ثمة جوهر معين يحدد هويته، بل إن الإنسان هو من يحدد هويته من خلال اختياراته وأفعاله. وهذا ما فعله عبدالنبي بالضبط. لقد اختار. هذا كل ما في الأمر. إذ وجد أن البلد الذي آواه نصف عمره تقريبا، ووفر له الرزق والحماية، يستحق أن يعتبره وطنًا، دون أن يعني هذا تنكُّره لوطنه الأصلي الذي وُلِد وترعرع فيه.

يمكنني تشبيه عبدالنبي هنا - مع الفارق - بأمين معلوف؛ الأديب اللبناني الأصل، الذي هو اليوم واحد من أهم الشخصيات الثقافية الفرنسية. ينتمي معلوف؛ كما يخبرنا في كتابه «الهويات القاتلة» إلى أسرة تنحدر من جنوب الجزيرة العربية، استقرت في جبل لبنان منذ قرون، وانتشرت لاحقًا عبر الهجرات المتعاقبة في مختلف بقاع الأرض؛ من مصر إلى البرازيل، ومن كوبا إلى أستراليا. يبلغ الآن من العمر 75 عامًا، قضى 48 منها في فرنسا منذ وصوله إليها عام 1976م فارًّا من الحرب الأهلية في لبنان. آوته فرنسا واحتضنته، ووفرت له أسباب العيش الكريم، ومنحته جنسيتها، كما أنها كرمته بأهم جوائزها الأدبية: «غونكور»، ومنحته مقعدًا في الأكاديمية الفرنسية كان يشغله قبله كلود ليفي ستروس، وغيرها من التكريمات. من هنا أفهم رد إحدى شخصيات روايته «التائهون» على مقولة الرئيس الأمريكي جون كينيدي: «لا تسأل ماذا يمكن لوطنك أن يفعل لك، بل اسأل نفسك ماذا يمكن أن تفعله لوطنك» بجواب مؤثر سبق أن استشهدتُ به في مقال سابق: «من السهل قول ذلك حين يكون المرء مليارديرًا، وقد انتُخِب للتو، في الثالثة والأربعين من العمر، رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية! أما حين لا تستطيع في بلدك إيجاد وظيفة، ولا تلقّي الرعاية الصحية، ولا إيجاد المسكن، ولا الاستفادة من التعليم، ولا الانتخاب بحرية، ولا التعبير عن الرأي، بل ولا حتى السير في الشوارع على هواك، فما قيمة قول جون كينيدي؟ لا شيء يُذكر!».

وإذن، فإن الوطن لدى معلوف وعبدالنبي هو الذي ترفع رأسك فيه (بالعيش الكريم)، أكثر منه الذي يسقط رأسك فيه (بالولادة). الفرق أن الأول ذهب إلى فرنسا صحفيًّا، في حين جاء عبدالنبي إلى عُمان فلّاحًا في مزرعة العمّ سيف بن محمد. وحين أجدبت الأرض ولم يعد بالإمكان فلاحتها، بدّل مهنته والكفيل لكنه لم يترك المكان، بل إنه أحضر عائلته لتكون بجواره (أحد ابنيه يعمل في محل تجاري كبير بالردة، والآخر ما زال يبحث عن عمل). إن لسان حال معلوف وعبدالنبي هذان البيتان البليغان للشاعر علي بن الحسن البغدادي الشهير بــ«صَرَّ دُرّ»:

هذه الأرضُ أمُّنا وأبونا / حملتْنا بالكره ظَهرًا وبطنا..

إنما المرء فوقها فهو لفظٌ / فإذا صار تحتها فهو معنى.

وإذا كان أمين معلوف يرى في «الهويات القاتلة» أن «نظرتنا هي التي غالبًا ما تسجن الآخرين داخل انتماءاتهم الضيقة، ونظرتنا كذلك هي التي تحررهم» فإنني أزعم أن ما قدمه

عبدالنبي لعُمان خلال سنين مكثه فيها يفوق بأضعاف ما قدمه بعض العُمانيين الذين يتحدثون بحب الوطن في كل مناسبة، بينما هم لم يقدموا شيئا ، ولو كان الأمر بيدي لمنحته الجنسية دون تردد.

سليمان المعمري كاتب وروائي عماني

مقالات مشابهة

  • شيرى عادل تنشر فيديو من كواليس " الوصفة السحرية"
  • أسامة القوصي يروي تجربته مع الجماعات الإرهابية: كنت متطرفا (فيديو)
  • قوات الاحتلال تدمر مقر أونروا في جباليا شمالي قطاع غزة
  • عبدالنبي .. الذي ليس عُمانيًّا
  • أرجنتيني يروي قصة عشقه لـ جزيرة تاروت في القطيف.. فيديو
  • مشهد جريء.. خالد يوسف يكشف كواليس خلافه مع هند صبري (فيديو)
  • سقوط مسيرة مجهولة المصدر شمالي دهوك (فيديو)
  • أمير عيد: أعيش حياتي بـ«بركة» دعوات أمي ولا أجيد التخطيط للمستقبل (فيديو)
  • فاز بجائزة بوليتزر.. مأساة فلسطين من خلال كتاب عن وفاة طفل
  • طائرات تركية تستهدف كهوفاً يتحصن بها عمّاليون شمالي دهوك (فيديو)