هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون تطلق محطتها الأرضية للبث الفضائي
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
الشارقة - الخليج
بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومتابعة من سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام، أنجزت هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون مشروعاً استراتيجياً متمثلاً في المحطة الأرضية للبث الفضائي التي تسمح لها ببث قنواتها التلفزيونية والإذاعية على الحيز الترددي الخاص بالهيئة على القمر الصناعي نايل سات.
وتتكون شبكة البث الفضائي الجديدة من محطة بث رئيسية في مقر الهيئة بحلوان ومحطة بث احتياطية قي مبنى قناة الوسطى في الذيد، وذلك لضمان وصول إشارة البث دون انقطاع وفي مختلف الظروف، وتم تجهيزها بأحدث التكنولوجيا المستعملة في هذا المجال من أجهزة وهوائيات فضائية على يد المهندسين والفنيين من كوادر الهيئة الذين نجحوا منذ مطلع العام الجاري، في عملية التشغيل التجريبي الذي يتواصل إلى غاية شهر أبريل القادم موعد التشغيل الرسمي للمحطة.
وبذلك تصبح هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون أول جهة إعلامية في الدولة، تمتلك محطة خاصة بها للبث الفضائي، دون الحاجة لإيصال بث قنواتها المختلفة للأقمار الاصطناعية بالتعاون مع شركات القطاع الخاص.
ويبلغ الحيز الترددي للبث 36 ميغاهرتز وهي تبث 42 ميغا بيت على نظام DVBS1 مع إمكانية التحول إلى 54 ميغا بيت على نظام الترميز DVBS2، وبالتالي إمكانية زيادة عدد القنوات وهذا بدوره يعد كافيا لإيصال كافة قنوات الهيئة إلى كل الدول العربية من المحيط إلى الخليج والشرق الأوسط.
وبهذه المناسبة أكد محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، أن إنشاء محطة أرضية للبث الفضائي يندرج ضمن الرؤية الرشيدة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة القائمة على تطوير البنية التحتية الإعلامية للإمارة، وفق أعلى المواصفات كما أنه يشكل خطوة مهمة من شأنها تعزيز مكانة الشارقة كمركز إعلامي رائد في المنطقة.
وأضاف، «أن هذه المحطة الفضائية لهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون تتيح بث قنواتها التلفزيونية والإذاعية بجودة عالية وبموثوقية في العملية الهندسية وبالتالي الإنتاجية للهيئة ونحن فخورون بأن نكون أول من يمتلك محطة خاصة بالبث الفضائي على مستوى القنوات الإعلامية بالدولة».
وأوضح خلف، أن هذا المشروع الاستراتيجي الذي تحقق على يد العاملين في الهيئة، سيوفر الكثير من التكاليف التشغيلية التي ترهق ميزانية أي محطة تلفزيونية في العالم إضافة للموثوقية الأكبر في عملية البث، وزيادة الخبرات الهندسية والفنية في كوادرها الإعلامية، خاصة من أبناء الدولة من العاملين في القطاع الهندسي، لافتاً إلى أن الهيئة لا تألو جهداً في تطوير البنية الفنية والهندسية وجلب آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجالات البث والاستقبال والنقل الخارجي والإنتاج التلفزيوني والإذاعي، كما أن الكفاءة العالية لمهندسينا تسمح لنا بإحداث هذه التغييرات التي أضحت ضرورية في مجال يشهد منافسة قوية محلياً وإقليماً وعالمياً.
وتضم هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون تحت جناحها 5 محطات تلفزيونية هي تلفزيون الشارقة، قناة الشارقة الرياضية، قناة الشرقية من كلباء، قناة الوسطى من الذيد وقناة الشارقة الثانية و 4 محطات إذاعية هي إذاعة الشارقة، إذاعة القرآن الكريم، إذاعة بلس 95 وإذاعة وتر، بالإضافة إلى تطبيق مرايا الإلكتروني.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون هیئة الشارقة للإذاعة والتلفزیون للبث الفضائی
إقرأ أيضاً:
ماركسي أميركي من تركيا.. كيف جذب المؤثر حسن بايكر ملايين المتابعين؟
رغم أن الفضاء الرقمي في أميركا يعج بملايين صناع المحتوى من جميع التوجهات والخلفيات وعلى مختلف المنصات، فإن المؤثر ذا الأصول التركية حسن بايكر استطاع في مدة قصيرة أن يصبح نجما يُنظر إليه على أنه يمثل صوت اليسار الأميركي.
يقضي حسن بايكر (34 عاما) ساعات طويلة على الهواء مباشرة عبر منصتي تويتش ويوتيوب، ويتفاعل مع الملايين من متابعيه حول قضايا شتى تبدأ من الألعاب الإلكترونية والرياضة إلى قضايا سياسية شائكة مثل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والسياسة الخارجية الأميركية.
من أستوديو في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا غربي الولايات المتحدة، يطل بايكر على المشاهدين بكل عفوية وبمظهر خال من أي تكلف، ويبدأ فترة بث تمتد سبع ساعات يوميا تتخللها فترات استراحة قصيرة جدا دون أن ينقطع البث.
أمام جمهور من جيل الشباب، لا يخفى بايكر، بروح دعابة عالية، حبه للأسلحة والتمارين الرياضية، وأثناء البث يتناول المكملات الغذائية وينتقل بسلاسة من التعليق على وقائع الحياة اليومية العادية إلى تحليل الأحداث السياسية الساخنة.
وفي بثّه المباشر، غالبا ما ينتقل من الحديث عن المواعدة أو الألعاب الإلكترونية أو التمارين الرياضية إلى التعبير عن دعمه للطبقة العاملة وحق المواطنين في الرعاية الصحية الشاملة.
ورغم أنه محسوب على اليسار، فإن الحزب الديمقراطي لا يسلم أحيانا من انتقاداته التي تطال كل ما هو محسوب على اليمين وخاصة وجوهه البارزة من كوميديين ومؤثرين وساسة.
صوت اليساروبسبب تلك الجماهيرية الواسعة أصبح بايكر يوصف بأنه جو روغان اليساري، في إشارة إلى مُقدم البودكاست والكوميدي الأميركي الشهير الذي يقدم برنامج "تجربة جو روغان"، وهو من أشهر برامج البودكاست في العالم، وأكثرها متابعة على منصة سبوتيفاي منذ عام 2020.
وخلافا لبودكاست جو روغان الذي يتضمن عادة مقابلات مع ضيوف يناقشون قضايا سياسية، فإن بايكر غالبا ما يكون على الهواء منفردا، رغم أنه استضاف في إحدى الحصص السيناتور اليساري بيرني ساندرز والنائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز من نيويورك.
إعلانولا يتفق بايكر مع مقارنته بجو روغان، ويقول إن ما يفعله مختلف تماما عن نظيره المحسوب على التيار اليميني، ويؤكد أن شخصيته مبنية على اهتمامات حقيقية باللياقة البدنية وألعاب الفيديو والثقافة والأناقة والسياسة منذ أن كان طالبا في جامعة روتجرز بولاية نيوجيرسي، التي رأي فيها النور عام 1991 لوالدين من تركيا وهما أستاذان جامعيان.
وترعرع بايكر في تركيا لكنه عاد إلى الولايات المتحدة لاستكمال دراساته، وتخرج عام 2013 بشهادة مزدوجة في التواصل والعلوم السياسية، وانتقل في العام نفسه من شرق البلاد إلى غربها واستقر في لوس أنجلوس.
وحصل بايكر هناك على وظيفة في قسم مبيعات الإعلانات في "ذا يونغ توركس" (الأتراك الشباب)، وهي شبكة إخبارية إلكترونية تقدمية أسسها عمه الخبير الإعلامي سينك أويغور.
وبعد سنوات قليلة أراد بايكر أن يؤسس مشروعا خاصا به، وفي عام 2016 أطلق سلسلة فيديوهات على فيسبوك، تقدم تحليلات سياسية مستهدفا الجمهور ذي الميول اليسارية.
وقد لاقت انتقاداته اللاذعة لقرارات الرئيس دونالد ترامب بشأن الهجرة في ولايته الأولى (2017-2021) نجاحا كبيرا، وأنشأ لاحقا قناة على منصة تويتش، وبدأ البث المباشر بشكل متقطع.
في البداية كانت وتيرة بثه بطيئة ولم يتجاوز عدد مشاهدي البث الأول 35 مشاهدا، ولكن مع مرور الوقت بدأ يظهر في برامج بث مباشر أخرى ويتعاون مع زملائه من منشئي المحتوى، مما ساعده على توسيع قاعدة جمهوره. وبحلول عام 2019، كان يبث لساعات متواصلة بشكل يومي كانت تصل أحيانا إلى 10 ساعات.
وحقق بايكر رقما قياسيا في ساعات البث خلال متابعته الانتخابات الرئاسية عام 2020 حيث لم يتوقف البث يوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني طيلة 16 ساعة وحصد في ليلة الانتخابات أكثر من 4.5 ملايين مشاهدة.
ولا تخفي إدارة منصة تويتش إعجابها بالمحتوى الذي يقدمه بايكر، وتقول سارة كليمنس الرئيسة التنفيذية للعمليات في تويتش إن بث بايكر كان مثالاً على كيفية تنويع محتواها ليتجاوز ألعاب الفيديو ويصل إلى جمهور تويتش "الأساسي": جيل الألفية وجيل زد.
ويفوق عدد متابعي بايكر حاليا 6 ملايين، موزعين على الشكل التالي: 3 ملايين متابع على تويتش، و1.7 مليون على يوتيوب، و1.6 مليون على إنستغرام.
وعن سر جماهيريته الكاسحة، يقول المعلق السياسي التقدمي إن الناس يقبلون على برنامجه "لأنهم يريدون سماع وجهة نظر صادقة" حول كل المواضيع.
ولا يخفي بايكر أن من بين أهدافه من البث على تويتش هو ترميم صورة اليسار كما هي رائجة في الأخبار، وذلك انطلقا من اعتقاد أن التقدميين في الولايات المتحدة يعانون من مشكلة الصورة النمطية بسبب معالجة المؤسسات الإخبارية لشؤون اليسار.
الفكرة والأسلوبوفي حديث مع نيويورك تايمز، يوضح بايكر فكرة وأسلوب برنامجه بالقول إنه متميز من بين مذيعي المحتوى على تويتش، لأنه لا يكتفي بألعاب الفيديو، بل يغطي الشؤون السياسية ويقدم بعض المواد الإخبارية من مصادر متنوعة وأحيانا غير مألوفة.
إعلانويضيف أن أسلوبه مبني على الحضور الدائم على الشاشة وعلى التعليق المباشر على المواضيع أو قراءة مقال والتعليق عليه، أو تحليل محتوى قنوات تلفزيونية، وكل ذلك مع الحرص على مصداقية المعلومات التي يقدمها.
وفي هذا الصدد، يقول "جزء كبير من عملي، وخاصةً في عصر الإنترنت، هو غربلة المعلومات المضللة. لذا، أراجع كل شيء فورا وأحاول غرس ثقافة إعلامية لدى الجمهور، وأشرح ذلك وأنا أُرافقه في رحلة قراءة الأخبار".
توجهات سياسيةوعن توجهاته السياسية، يقول بايكر إنه يدافع عن نظام مبني على العدالة الاجتماعية والديمقراطية بما يضمن استقلالية المواطن العادي ويمنحه المزيد القوة والسلطة في مكان عمله وفي العملية السياسية.
وعلى الصعيد العالمي، يدعو بايكر إلى تقليص الإمبريالية وخفض الحروب التي تخوضها أميركا، والعمل بدل ذلك على مساعدة الناس في البلدان الأخرى ولكن بطريقة ذات معنى، دون التدخل بالقوة لتغيير أنظمتها السياسية الحاكمة.
ولا يحصر بايكر حديثه على الولايات المتحدة، بل يؤكد أن التحول يجب أن يشمل السياسة العالمية برمتها لأن الوقت في نظره قد حان لظهور بديل للرأسمالية التي استنفدت وظيفتها بعد أن قضت على الأنظمة الإقطاعية والملكية.
ولا يخفي بايكر اعتقاده بأن التحرك في اتجاه الاشتراكية سيكون بداية رائعة في ذلك الاتجاه في أفق التخلص من نظام لا يستفيد منه حاليًا سوى عدد قليل جدًا من الناس، وإحلال نظام يستفيد منه أكبر عدد ممكن من الناس.
وتصنف نيويورك تايمز بايكر بأنه ماركسي ومعاد للإمبرالية، ويؤمن بأن تغيير نظام ما يستغرق وقتا طويلا، ويدعو بالتالي للحفاظ على ما سماه التفاؤل الثوري وعدم الاستسلام للعدمية.
أميركا وإسرائيللا يفوت بايكر أي فرصة لانتقاد السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، ويوُصف أحيانا بمعاداة أميركا خاصة بعد أن قال إن البلاد "تستحق" هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وبسبب تصريحات كثيرة قال فيها إن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" في قطاع غزة، وهجومه اللاذع على الحركة الصهيونية، يصفه العديد من مؤيدي إسرائيل بأنه معاد للسامية، وهو ما ينفيه طبعا.
وفي هذا الشأن يقول "أنا معاد للصهيونية صراحة. لقد قضيتُ مسيرتي المهنية بأكملها في مكافحة معاداة السامية التي تفاقمت في هذا البلد أيضا. ومع ذلك، أعتقد أن العديد من هذه المنظمات، وكثيرين من الناس، شوّهوا سمعتي زورًا واتهموني بمعاداة السامية، رغم مناصرتي لمناهضة معاداة السامية".
بايكر وكيركوعلى خلفية أحدث التطورات السياسية في البلاد أبدى بايكر مخاوفه من أن تتأثر أوضاع حرية التعبير والصحافة من تداعيات اغتيال تشارلي كيرك، المؤثر اليميني المقرب من الرئيس دونالد ترامب، في إطلاق نار في العاشر من سبتمبر/أيلول الماضي.
وحسب نيويورك تايمز، فإن هناك أنباء عن ملاحقة المؤسسات والمنظمات التي يشتبه في دعمها للتطرف السياسي أو التحريض على العنف، ولا يستبعد أن يستدعي الكونغرس الرؤساء التنفيذيين لتويتش وديسكورد وريديت للإدلاء بشهاداتهم في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ويقول بايكر إنه لا يريد أن يرى الولايات المتحدة تسجن المعارضين السياسيين والصحفيين، وعزا مقتل كيرك إلى تفشي ثقافة العنف في الولايات المتحدة إلى درجة أنه أصبح أمرا طبيعيا بفعل تدخل الكثير من ذوي المصالح وخاصة مصنّعي الأسلحة.
وكان متوقعا أن يخوض حسن بايكر وتشارلي كيرك مناظرة مفتوحة في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، لكن اغتيال الأخير أدخل البلاد في أجواء من الشكوك والخوف بشأن مآل حرية التعبير والصحافة.