مسقط- الرؤية

نظّم مركز التأهيل المهني بالسيب التابع لوزارة التنمية الاجتماعية حلقة توعوية بعنوان "اجعله مضيئًا"، وذلك ضمن سلسلة حلقات التوعية بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة خلال شهر رمضان، بحضور أولياء أمور الأشخاص ذوي الإعاقة، والعاملين في قطاع الإعاقة.

وتهدف هذه الحلقات إلى زيادة ورفع الوعي لأسر الأشخاص ذوي الإعاقة في مجالي التوعية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وكيفية التعامل معهم، والتوعية والتحفيز الإيجابي لأبنائهم من ذوي الإعاقة.

قدمت الحلقة ريم بنت حمد الرواحية أخصائية في الإرشاد النفسي، وتضمنت تسليط الضوء على محوري أهمية أن يكون الجانب النفسي مضيئًا، والطريق التي يمر بها الجانب النفسي ليكون مضيئًا.

وفي المحور الأول، تم التأكيد على أهمية أن يكون الجانب النفسي مضيئًا، والذي يسهم في فهم الذات وتقديرها والقدرة على التواصل مع الآخرين والنجاح والراحة من خلال جودة النوم والنمو والتوازن، وكذلك القدرة على الإنتاج والنشاط والإبداع، كما تطرقت مقدمة الحلقة إلى نتائج انطفاء الجانب النفسي، والذي ينعكس سلبًا على حياة الشخص كالأرق والمشاعر المُرهقة والاكتئاب النفسي والاضطرابات النفسية، والعُزلة والاضطرابات في النوم، والعلاقات المضطربة والهلع والأفكار المزعجة، وضعف الأداء وغيرها من النتائج السلبية.

أما في المحور الثاني، فقد استعرضت الرواحية الطريق التي يمر بها الجانب النفسي ليكون مضيئًا كالمعرفة والوعي بالنفس والذات من خلال جوانب الذات المتمثلة في المنطقة المفتوحة التي يعرفها الشخص والآخرون، والمنطقة الخفية والتي يعرفها الشخص ولا يعرفها الآخرون، والمنطقة العمياء والتي لا يعرفها الشخص ويعرفها الآخرون، إلى جانب المنطقة المجهولة التي لا يعرفها الشخص ولا يعرفها الآخرون، إلى جانب واستكشاف الذات وفهم واستبصار الذات من خلال أخذ المسؤولية من الملفات السابقة وارتباطها بالموقف، والتواصل الداخلي مع العائلة بالرحمة والحكمة، وتهذيب وتربية النفس.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

التجاهل الواعي والبلوك العقلي.. أدوات نفسية لحماية الذات

تدرك في لحظة ما أن الاستمرار في كل شيء لم يعد خياراً صحياً، وأن الإنهاك العاطفي ليس بطولة في عالم يعج بالضوضاء، والعلاقات المتقلبة، والمواقف المستنزفة، يصبح من الضروري أن نمتلك أدوات نفسية تحمينا دون أن تفقدنا اتزاننا الداخلي. التجاهل الواعي والبلوك العقلي لا يعدان انسحاباً من الحياة أو من الأشخاص، بل هما آليتان ناضجتان يعيد بهما الإنسان ترتيب أولوياته، ويمنح نفسه المساحة التي يستحقها بعيداً عن الفوضى، إنهما ببساطة: قرار نضج لا قسوة.

التجاهل الواعي ليس لا مبالاة، بل مهارة، أن تتجاهل ما يربكك، ما يستفزك، ما لا يضيف إلى سلامك شيئاً… هو شكل متقدم من الذكاء العاطفي. هو قرار واعٍ بأنك لن تستهلك طاقتك في معارك جانبية لا تستحق. توقفك عن التفاعل مع ما يؤذيك، ليس ضعفاً، بل نضج في التقدير.

حين تبتعد عن الحوارات التي لا تنتهي، عن الأشخاص الذين يعيدونك في كل مرة الى نقطة الصفر، عن الأشياء التي ترهقك عقلياً، فأنت بهدوء تمنح نفسك فرصة للتنفس.

في علم النفس، يعتبر هذا النوع من التجاهل أحد أساليب الضبط الانفعالي، أي القدرة على ملاحظة مشاعرك، إدارة انفعالاتك، والتصرف بوعي دون الانزلاق إلى ردود فعل مؤذية لك أو للآخرين. أن تغضب دون أن تنفجر، أن تتألم دون أن تضعف، أن تختار الصمت حين يصبح الرد عبئاً لا قيمة له.

أما البلوك العقلي، فهو أكثر من مجرد حذف أو حظر شخص بعينه. لا يقتصر على كبسة زر في الهاتف.. .بل هو آلية داخلية تنبع من الوعي الذاتي، تُفعل حين تشعر أن وجودك في علاقة أو موقف معين يكلفك أكثر مما يمنحك. هو حالة ذهنية متقدمة، يمارسها الإنسان تجاه الأشخاص السامين، الذكريات المرهقة، والأفكار التي تعطل نموه. ليس عداءً ولا هروباً، بل هو أنقى صور حب الذات واحترامها.

أن تضع حداً لا يعني أنك قاس، بل يعني أنك لم تعد قادراً على تحمل ما لا يُحتمل. أن تنسحب دون شرح، لا يعني أنك لا تملك رداً، بل يعني أنك اخترت ألا تضيع وقتك فيما لن يفهم.

كثيرون يجدون أنفسهم عالقين في علاقات سامة غير متكافئة، مطالبين دائماً بالتفهم، بالصبر، وبالاستيعاب، دون أن يسأل أحد عنهم: من يستوعب هذا الشخص؟ من يصغي له حين يتعب؟ هنا تبدأ الأزمة النفسية. وهنا تماماً تصبح أدوات مثل التجاهل الواعي والبلوك العقلي ضرورة، لا ترفاً. فنحن لسنا مطالبين بأن نكون علاجاً لكل من حولنا. أو أن نفني أرواحنا في محاولات عقيمة لإرضاء الجميع.

فالحياة قصيرة، ومليئة بما يستحق أن نعيشه حقاً: ضحكة صافية، لحظة سكون، كتاب يشبهنا، صوت نحبه، جلسة مع من ينصت لنا من القلب.

أما ما يُشعرك بأنك مطالب دوماً بشرح نفسك، وإثبات وجودك، وإرضاء الجميع.. .فاتركه.

فأنت لست محطة وقود للآخرين، ولا زر طوارئ لمن يتذكرك فقط في أزماته.

أنت إنسان.. .

تحتاج إلى التوازن، إلى الهدوء، إلى ترتيب الداخل، وإلى حدود واضحة بينك وبين كل ما ينهكك دون سبب. أن تختار النور، مهما كلفك البعد عن أماكن مظلمة اعتدت عليها.

امنح نفسك عطلة ذهنية من كل ما لا يشبهك، واختر من يشبه قلبك، لا من يثقلك.

وتذكر دائماً: صحتك النفسية ليست قابلة للتفاوض، ومن يهدد سلامك الداخلي… لا يستحق مكاناً في محيطك، مهما كان القرب.

فالأذكياء لا يبددون طاقاتهم في معارك لا تُجدي، ولا يعلقون أرواحهم بمواقف موجعة تتكرر دون نهاية. بل يختارون أن يصنعوا داخلهم مساحة هادئة، يملؤونها بما يُغذيهم فكرياً، ويبهجهم إنسانياً، ويدفعهم بثقة نحو ما يستحق الحياة. إنهم لا يهربون من العالم، بل يقررون كيف يواجهونه، ومتى، وبأي طاقة، لأنهم ببساطة.. .عرفوا أنفسهم جيداً، فحموها كما يجب.

مقالات مشابهة

  • التجاهل الواعي والبلوك العقلي.. أدوات نفسية لحماية الذات
  • الهلال الأحمر المصري يقدم خدمات الدعم النفسي والمساعدات العاجلة لضحايا حادث الإقليمي وأسرهم
  • "مودة" يُطلق معسكرًا لتأهيل مدربين لرائدات اجتماعية لرفع وعي 1000 رائدة بقضايا الصحة الإنجابية
  • ماذا حدث يوم عاشوراء؟.. 5 مشاهد عجيبة لا يعرفها كثيرون
  • النقل تحذر من رشق القطارات بالحجارة وتدعو المواطنين للتوعية «فيديو»
  • ما سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسم؟.. معلومة لا يعرفها كثيرون
  • النصيحة ومحاسبة الذات في الشعر النبطي
  • حملة طرق الأبواب للتوعية ضد مخاطر الإدمان بمدينة أرمنت في الأقصر
  • تقنية مسندم تنظم حلقة حول اختبار الآيتلس
  • تقنية مسندم تنظم حلقة حول حول اختبار الآيتلس