قال الدكتور شوقي علَّام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن معركة بدر الكبرى تعد معلمًا عريقًا ودستورًا مستقيمًا بين معارك المسلمين التي انبثقت عنها تعاليم نبيلة تثبت أن تشريعات الإسلام وأحكامه ومقاصده في السلم والحرب هي أرقى دائمًا مما وصلت إليه النظم الإنسانية في معالجة قضايا العلاقات الدولية، فضلًا عما تجسده هذه الواقعة من شهادة خالدة بالثناء الجميل على من شهدها من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.

التخطيط المدروس في معركة بدر يعطي دروسًا مجيدة

جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "اسأل المفتي" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، مضيفًا فضيلته أن المسلم إذا أحسن الظن بالله، وبذل الجهد في تحصيل الأسباب، وأتْبع ذلك بحسن التوكل على الله والاستعانة به مع الصبر على البلاء؛ هيأ الله عز وجل له من الأسباب التي لا تخطر له على بال ما يكون معينًا له على تحقيق النصر والفوز، على الرغم من ضعفه وقلة مؤنه في الحياة.

ذكرى غزوة بدر الكبرى.. علي جمعة يكشف كيف ننصر الله؟

وأكَّد فضيلة مفتي الجمهورية أهمية المعالم البارزة التي تميَّزت بها معركة بدر الكبرى؛ من إيثار السلم واستنفاد الخيارات المتاحة للحرب، والشورى بين القائد وجنوده. كما كان حوار سيدنا الرسول الكريم والصحابي الجليل الحباب بن المنذر في النقاش المتحضر عن أسباب الحرب ودوافعها، وكذلك التخطيط المدروس، وأعمال الرصد والاستطلاع لخطط وخطوط العدو، كل ذلك يعطي دروسًا مجيدة، وهي بمجموعها كفيلة لتكون في حاضرنا نقطة انطلاق في مسيرة هذه الأمة نحو الاستقرار والتقدم، وتحقيق التكامل بينها وبين العالم والإنسانية.

وحول الابتلاء الذي يصيب الإنسان أكَّد مفتي الجمهورية أنَّ النَّص الشرعي يبيِّن أن المسلم بين دائرتين؛ دائرة الشكر ودائرة الصبر؛ لذا فالإنسان مبتلًى في الكون.

وفي ردِّه على أسئلة المشاهدين أجاب فضيلة المفتي عن سؤال يستفسر عن حكم من نذر أن يصلي 20 ركعة إذا رجعت زوجته إلى بيتها، قائلًا: "إن الأصل في الإلزام أن يكون من الشرع؛ فمَن نذر شيئًا وعلَّقه على شرط أصبح إلزامًا عليه، ومن ألزم نفسه بشيء أصبح واجبًا، والأفضل أن يقوم المسلم بأداء الطاعات والأعمال الصالحة دون تعليقها على شرط.

وشدَّد فضيلته على ضرورة رجوع المتصدر للفتوى إلى قول الأطباء وخاصة قبل حسم حكم المسائل الطبية المتعلقة بالعبادات مثل بخاخة الربو للصائم والحقنة الشرجية ونقاط الأذن حيث إن هذه الأمور لا يمكن تصورها فقهيًّا بالشكل الصحيح دون الرجوع لأهل الطب.

واختتم فضيلته حواره بالرد على حكم مَن ادَّعي جواز التدخين في نهار رمضان قائلًا: إن الأصل في الأشياء الإباحة، ويحرم ما كان فيه ضرر، والتدخين لكونه عادةً سيئةً يجب الامتناع عنها فورًا لضررها على صحة الإنسان وعلى صحة الآخرين، وكذلك فالتدخين مُفْسِدٌ للصوم، موجِبٌ للقضاء؛ لأن الدخان الناتج عن حرق التبغ يتكاثف داخل الأنف وينزل إلى الصدر، فيكون جِرْمًا دخل جوفًا، فيحصل به الفطر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مفتى الجمهورية معركة بدر الكبرى الإفتاء غزوة بدر مفتی الجمهوریة معرکة بدر

إقرأ أيضاً:

مفتي الهند: الاعتراف بفلسطين دولةً مستقلة ذات سيادة كاملة خطوة مباركة في طريق العدالة

رحب الشيخ أبو بكر أحمد مفتي الهند بقرار عدة دول  كبرى بالاتجاه نحو الاعتراف الرسمي لدولة فلسطين.

جاء ذلك في رسالة له حملت عنوان:" رسالة ترحيب وثناء" علق فيها  على قرار فرنسا وكندا وبريطانيا نحو دولة فلسطينية.

قال مفتي الهند:"
فإنه لمن دواعي السرور وعظيم البهجة أن نستقبل هذا القرار النبيل الذي أعلنته حكومة المملكة المتحدة، ومعها الجمهورية الفرنسية، بالاتجاه نحو الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وما يحمله من بُشرى خير لشعبٍ نُكِّل به طويلًا وظُلم كثيرًا، وعانى الويلات في سبيل نيل حريته وكرامته".
وأضاف أن هذا القرار، في هذا التوقيت الحرج، يعكس يقظة الضمير الإنساني، وانتصارًا للمبادئ العادلة، وتقديرًا لمعاناة شعبٍ يتوق إلى الحياة الآمنة والكرامة المستحقة تحت سماء دولته المستقلة.
وإننا من أرض الهند، ومن رحاب دار الإفتاء، نرحّب ترحيبًا حارًا بهذا الموقف الشريف، ونشيد بكل من وقف إلى جانب الحق الفلسطيني، مؤكدين أن الاعتراف بفلسطين دولةً مستقلة ذات سيادة كاملة هو خطوة مباركة في طريق العدالة، وبداية لمسار السلام الحقيقي الذي ينشده كل الأحرار.
كما ندعو سائر دول العالم الإسلامي والإنساني إلى أن تحذو هذا الحذو، وتضع حدًّا لمآسي هذا الشعب المكافح، وتعمل جادةً لإيقاف آلة الظلم والعدوان التي ما فتئت تفتك بالأبرياء في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية.
نسأل الله أن يتمّ لهذا القرار تمامه، وأن يكتب لشعب فلسطين فرجه ونصره، وللعالم أمنه وسلامه، والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
 

طباعة شارك الشيخ أبو بكر أحمد مفتي الهند المملكة المتحدة الاعتراف بفلسطين غزة

مقالات مشابهة

  • مفتي عُمان يدعو لحماية المساعدات في غزة وقطع أيدي القراصنة
  • مارون الحلو: دورنا دعم رئيس الجمهورية وسيد بكركي
  • المسيرات من أجل فلسطين.. معركة الوعي في وجه التخذيل وقمع الضمير الجمعي
  • هل من صحوة؟.. مفتي سلطنة عُمان يهاجم سعي بعض العرب للتطبيع مع إسرائيل
  • كيف تحرك أشباه البشر الأوائل بين الأشجار؟.. دروس من شمبانزي تنزانيا
  • جدى توفى يوم نتيجتي وكان نفسه أكون دكتور.. محمد أيمن السابع على الجمهورية في الثانوية الأزهرية بالشرقية يروى سر تفوقه
  • بين خطاب رئيس الجمهورية وتمسّك حزب الله بالسلاح.. هل دخل لبنان مسار المواجهة الداخلية؟
  • «أسطورة الماء».. حسين المسلم يتوَّج بمكانة العظماء والمشاهير دوليًا بعد مسيرة حافلة في السباحة
  • مفتي الهند: الاعتراف بفلسطين دولةً مستقلة ذات سيادة كاملة خطوة مباركة في طريق العدالة
  • الخثلان : لا حرج في استقدام خادمة غير مسلمة .. فيديو