تخيّل أنك فلسطينيّ بلا إسرائيل
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
أثير – مكتب أثير في دمشق
تخيّل أنك فلسطينيّ بلا إسرائيل
أيها الفلسطينيّ.. أغمض عينيك لبضع ثوان وحاول أن تديرَ ظهرك قليلاً لليقظة وتسهو دون
أن تباغتك حمم الغدر والموت الصهيونية.
أغمض عينيك ولتحلم أنك تنتمي لوطنٍ جميلٍ غنيّ بما أنعم الله عليه من ثروات..
تخيّل أنك تنتمي لوطن فيه الكثير من العيش الرّغيد.
زبدة الموضوع.. تخيّل أنك فلسطينيّ بلا إسرائيل.
أين كانت وعلى أيّ شعب ستشنّ إسرائيل وجيشها الذي يدّعون أنه “الأكثر أخلاقيّة” حرب
الإبادة؟
على أيّ أرض وتحت أيّ سماء سيكون القصف والقتل والحصار؟
على أيّ بلد سيمارس الفصل العنصريّ والظلم والتّجويع حتى الموت؟
ما كانت يا ترى جنسية السّيدة صاحبة البيت والأرض، التي عاث الإسرائيليون في بيتها
فساداً، وارتدوا ملابسها في صورة سلفي، وهم يتضاحكون على أ نّهم وصلوا إلى أخصّ
خصوصيات مواطني هذا البلد ودنسوها كما يفعلون الآن في غزة.
ولكن انتظروا مازال للقصة بقية…
فعندما عادوا في اليوم التالي ليواصلوا تدنيس المنزل والعبث بمحتوياته، مقاتل فلسطيني كان
لهم بالمرصاد، وعاجلهم بقنبلة قضت عليهم على الفور.
ما الذي تفعله إسرائيل وجيشها “الأكثر أخلاقية” في غزّة؟
دعونا نخبركم ببعض ما يظهر على الإعلام، وما خفي كان ليس أعظم “بل أقذر”
نشر الإعلاميّ الإسرائيليّ المتطرف ينون ماغال مقاطع مصورة تظهر عدد اً من الجنود وهم
يرقصون ويحملون أسلحتهم ويغنّون: (غزّة جئنا لننتصر نحن نعرف شعا رنا.. الكلّ مذنبون)
بالنسبة لإسرائيل جزاء المذنب ” كما تراه” هو الموت، ففي عرفها كلّ فلسطينيّ لا زال حيّاً هو
مذنب، أليس هم أصحاب مقولة الفلسطينيّ الجيّد هو فقط الفلسطينيّ الميّت.
عبارات بسيطة عرضها الإعلام تُعنّونُ ما يختمر في ذهن الجنديّ الإسرائيليّ، وهو ما كتبه
أحدهم على جدار في غزّة (دعونا نمحو غزّة بدلاً من محو الكتابات على الجدران)
ويكتمل جزء من الصورة عندما نرى الجنديّ الإسرائيليّ يُجهز على الجرحى داخل المشفى
في جنين.
بينما نشاهد أطفالا رضّع تركوا بمفردهم على أسرّة المشفى في غزّة، دون السّماح بإنقاذهم،
لتَخرج للعالم فيما بعد صور تقشعرّ لها الأبدان للأطفال المتحلّلين على الأسرّة في المشفى.
ويستمر مسلسل الجيش “الأكثر قذارة” بالخروج إلى العلن، من خلال مقاطع صوروها
بأنفسهم.
عنوان آخر..
جنديّ إسرائيليّ يحرق مساعدات في غزّة” وانتهى الخبر..”
وماذا يعني ذلك.. قد تكون هذه المساعدات طعام أو أغطية وأدوية..
نعم صحيح انتهى الخبر، ولمّا تنتهي المأساة، فبحرق المساعدات على بساطتها يكون قد قُتل
العشرات جوعاً وعطشاً.
وليس لأن الدمى تشعر وتتألم، ولكن ربما لأنه يتمثّلها لأطفال فلسطينيين.. يدخل الجندي
الإسرائيلي إلى متجر فلسطيني لألعاب الأطفال ويقتل الألعاب!!! نعم يقتلها
أليست رمزيّة يجب أن تقضّ مضجع منسّقي حقوق الإنسان وواعدي الأمم بتطّبيقها!!!
هل تسريب بعض الفيديوهات والصور لمعتقلين في غزّة، جرّدهم الاحتلال من ملابسهم
وقادهم معصوبيّ الأعين مقيّدي الأيدي يعني الكثير لمن يتنطّح بأخلاقيّة هذا الجيش؟
في حين أن العديد من الحالات التي تنتمي للتحرّش والقتل بدم بارد لم توثّق، ولكن هذا لا يعني
أنّها غير موجودة
نعلم علم اليقين أن الحروب لا تحوي في بعض مفرداتها على التراشق بالورود،
لكن حتّى الحروب ينظّمها القانون الدولي الذي يحمي المدنيّين والمشافي والمسعفين
والصّحفيين وأسرى الحروب، وحالات كثيرة ويَحولُ دونَ أن يكونوا وقوداً لحرب
تنتهي بقتل القيم والتجريد من الإنسانيّة والسّير نحو العدم، فلا الحروب وجيوشها أخلاقيّة، ولا
الأحلام تحمي وتحرّر البلدان والشعوب..
إذاً أيّها الفلسطينيّ.. لا تستسلم للنوم أو لأحلام اليقظة بل أبقِ عينيك مفتوحتين، ورأسك مرفوع،
ويدك على الزّناد كما أنت الآن، وعندها سيتحقق الحلم، وتعود فلسطين كما كانت فلسطينيّة.
بالكامل بلا إسرائيل
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: بلا إسرائیل فی غز ة
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء الفلسطيني يصف الأوضاع بـ”الجريمة الإنسانية”.. إسرائيل تلوح بضم مستوطنات جديدة
البلاد – عواصم
بينما تستعد عدة دول أوروبية، على رأسها فرنسا وبلجيكا، للاعتراف بالدولة الفلسطينية، لوحت إسرائيل بضم المزيد من المستوطنات، وقت قال ظمسؤول فلسطيني إن الموعد المحتمل لهذا الاعتراف هو مؤتمر دولي لحل الدولتين سيعقد في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية في الفترة ما بين 17 و20 يونيو المقبل برئاسة فرنسا والسعودية.
ونددت ست دول أوروبية، هي إسبانيا وأيرلندا والنرويج ولوكسمبورغ وآيسلندا وسلوفينيا، بخطة إسرائيل الجديدة لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية في قطاع غزة، وأعربت عن معارضتها الشديدة لأي تغيير سكاني أو جغرافي في القطاع، معتبرة ذلك انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
وفي بيان مشترك صدر عن وزارات خارجية هذه الدول، جاء أن “أي تصعيد عسكري جديد في غزة لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع الكارثي الذي يعيشه المدنيون الفلسطينيون، وسيعرض حياة الرهائن المحتجزين لمزيد من الخطر”. وأكد البيان أن قطاع غزة “يشكّل جزءاً لا يتجزأ من دولة فلسطين، التي تنتمي للشعب الفلسطيني”، داعيًا إسرائيل إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين فوراً ومن دون عوائق.
وشدد وزراء خارجية الدول الست على ضرورة “تحلي السلطات الإسرائيلية بالاعتدال”، وجدّدوا دعمهم الثابت لحل الدولتين، بحيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب في سلام وأمن.
في السياق ذاته، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف ما وصفها بـ”الجريمة الإنسانية المتعمدة” في قطاع غزة، مشيراً إلى أن المجاعة في القطاع لم تعد مجرد خطر بل أصبحت واقعًا مأساويًا.
وفي مؤتمر صحفي عقده بمكتبه في مدينة رام الله، قال مصطفى إن غزة باتت “منطقة مجاعة”، مناشدًا ضمير الإنسانية: “لا تسمحوا أن يموت أطفال غزة جوعاً، لا تسمحوا باستخدام الغذاء والماء كأسلحة حربٍ وسيطرة”. واعتبر أن المجاعة الحاصلة ليست نتيجة كارثة طبيعية، بل “جريمة إنسانية متعمدة، والصمت تواطؤ”.
وأكد رئيس الوزراء أن إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، تتحمل المسؤولية الكاملة عن الوضع الإنساني المتدهور، مشيرًا إلى مشاهد يومية “لأجساد الأطفال النحيلة وصرخات الألم من بين الخيام والركام”، والتي تعكس واقعاً قاسياً لا يمكن تجاهله.
وطالب مصطفى المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لتطبيق قرارات الأمم المتحدة التي تمنع استخدام الجوع كسلاح ضد المدنيين، مشيراً إلى أن لجنة وزارية فلسطينية تعمل منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023 على رصد تداعياتها الكارثية.
وأوضح أن “100 % من سكان قطاع غزة يعانون من انعدام حاد للأمن الغذائي”، لافتاً إلى أن استمرار إسرائيل في فرض الحصار وتشديده، وتعمدها إعاقة دخول المساعدات، يزيد من خطورة الوضع.
من جانبها، كانت الأمم المتحدة وعدة منظمات إنسانية قد حذّرت مراراً من كارثة إنسانية في غزة، إذ اتهم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إسرائيل، بمحاولة استخدام تدفق المساعدات كـ”أداة حرب”، حيث قال الناطق باسم المكتب، ينس لايركه: “لم يعد هناك مساعدات لتوزيعها لأن عمليات الإغاثة شُلت بالكامل”.
وفي اتصال هاتفي، عبّرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، لوزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، عن قلقها الشديد من الوضع الإنساني المتدهور في غزة، وقالت إن “الوضع لا يمكن أن يستمر”، داعية إلى السماح الفوري بدخول المساعدات.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد أعلن في أواخر أبريل عن نفاد مخزوناته الغذائية في غزة، مما زاد من حدة الأزمة.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل استأنفت عملياتها العسكرية في غزة في 18 مارس، فيما وافق مجلسها الأمني، الأحد الماضي، على خطة للسيطرة الكاملة على القطاع، وسط تقارير عن نية لتهجير سكانه.
وقد صرّح مسؤول إسرائيلي أن الخطة تتضمن توزيع المساعدات إذا لزم الأمر، بهدف منع حركة حماس من الاستفادة منها وتدمير قدراتها. غير أن مجموعة من وكالات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية عاملة في الأراضي الفلسطينية انتقدت بشدة الخطة، متهمة إسرائيل بمحاولة “تقويض نظام توزيع المساعدات”، وفرض شروط عسكرية على تسليمها.
واعتبر فريق العمل الإنساني في الأراضي الفلسطينية أن الخطة “تنتهك المبادئ الإنسانية الأساسية، وتبدو وكأنها مصممة لتعزيز السيطرة على عناصر الحياة الأساسية كوسيلة ضغط ضمن استراتيجية عسكرية”.