فرص المسارات الجديدة فى خطط مصر الاقتصادية
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
فى إطار المخططات الاقتصادية الطموحة التى تعتزم مصر تنفيذها فى الأعوام القادمة، تلوح فى الأفق رؤية استراتيجية لإحداث تغييرات وتحولات جذرية وواسعة تتخطى مجرد الطموح نحو تحقيق النمو الاقتصادى لتشمل بناء أسس الاستدامة والمعرفة والشمول. تتبلور هذه الرؤية الاستراتيجية من خلال مجموعة من الجهود والمبادرات المتداخلة لتحقيق الأهداف بكفاءة وفعالية، والتكيف والاستجابة مع التغيرات والتحديات بمرونة.
من الضرورى أن تركز هذه الرؤية على دعم أركان الاستقرار الاقتصادى كأساس لأى نمو مستقبلى. ويشمل ذلك الحفاظ على استقرار الأسعار، والحفاظ على الانضباط المالى، ومعالجة الدين العام بروح المسئولية نحو الاستدامة. فالهدف هنا ليس فقط تحقيق استقرار مؤقت بل بناء اقتصاد قائم على المعرفة يتوافق مع اتجاهات التنمية المستدامة العالمية.
كما أن المخططات الاقتصادية يجب ألا تغفل عن طموح إحداث نقلة نوعية فى مستويات الحياة فى المجتمع المصرى. المطلوب هو النظر إلى قطاعات التعليم والصحة ليس كمجرد مجالات للتطوير، بل كمحاور أساسية لتحقيق تقدم شامل لتحسين جودة الخدمات المقدمة، ورفع المستوى المعيشى للمواطنين وخلق فرص عمل جديدة. ومن الضرورى ألا تعتمد نماذج التنمية الاقتصادية على الأرقام والإحصائيات فقط، بل أيضاً بحجم التأثير المباشر على تحسين نوعية وجودة الحياة لكافة طبقات المجتمع.
ولا بد أن تعترف الخطط الاقتصادية بالدور المحورى الذى يمكن أن تلعبه مصر على الساحة العالمية، خاصة من خلال الاستخدام الاستراتيجى لقناة السويس، ليس فقط كقناة للتجارة ولكن كأداة للدبلوماسية الاقتصادية وتعزيز مكانة مصر كمركز تجارى ولوجستى رئيسى فى العالم وكرمز لتطلعات مصر الأوسع للتعاون الدولى والشراكات الاستراتيجية.
كما أنه من الضرورى أن تحرص الخطط الاقتصادية على دمج وتفعيل دور الشباب المصرى فى قيادة عجلة الابتكار والتطوير والتى تعد خطوة أساسية نحو تحقيق تقدم حقيقى. وذلك يدعو إلى الاستثمار فى توفير برامج تعليمية وتدريبية متخصصة تلبى احتياجات المجتمع، وتشجيع البحث العلمى والمبادرات الريادية بين الشباب، وكذلك خلق منصات تفاعلية تمكنهم من المشاركة الفعالة فى صنع القرارات الاقتصادية والتنموية.
تقف مصر على أعتاب مرحلة جديدة مليئة بالطموح والأمل والتحدى، ولكنها تملك من المقومات الكفيلة بتدعيم قدراتها لتجاوز التحديات التى يطرحها العصر الحديث. وفى خضم الخطط الاقتصادية الطموحة والجريئة، فإن السرد الأساسى يبقى ويتلخص فى التحول فى السياسات الاقتصادية والتحول الصناعى والمنظومة الإنتاجية، والذى يجب أن يشمل أيضاً تغييراً فى العقليات والممارسات.
يدعو هذا صناع السياسات والمستثمرين لإعادة النظر بعمق فى مفاهيم النمو والاستدامة والتقدم الذى يلبى الاحتياجات الوطنية فى عالم متسم بالترابط والعولمة المتزايدة. بالطبع الرحلة المقبلة محفوفة بالتحديات، ولكنها تحمل فى طياتها فرصة لتموضع مصر فى النظام الاقتصادى العالمى كقوة اقتصادية وسياسية مؤثرة. كما يحث ذلك أيضاً على ضرورة التفكير والتخطيط الاستباقى لمستقبل معتمد على نموذج تنموى مستدام ومُنصف، يراعى تحقيق التوازن بين الأهداف الاقتصادية، والبيئية، والاجتماعية لضمان بناء مجتمع قوى ومتماسك قادر على الصمود فى وجه التحديات المستقبلية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المخططات الاقتصادية النمو الاقتصادي
إقرأ أيضاً:
الشرطة: الخطط الأمنية الإحترازية التي أسفرت عن ضبط أكثر من نصف طن من الذهب خلال النصف الأول من العام الجاري
أكد الفريق اول شرطة حقوقي /خالد حسان محي الدين مدير عام قوات الشرطة علي ضرورة إعداد خطط أمنية محكمة تتضمن سيناريوهات متكاملة لمواجهة التحديات الأمنية بمشاركة جميع وحدات الشرطة ومكونات وزارة الداخليةجاء ذلك خلال مخاطبته بدار ضباط الشرطة بعطبرة إجتماع هيئة قيادة شرطة ولاية نهر النيل بحضور اللواء شرطة حقوقي د/ سراج الدين منصور خالد، مدير الإدارة العامة للمرور، واللواء شرطة حقوقي/ سلمان محمد الطيب، مدير شرطة الولايةوثمّن الفريق أول / حسان الجهود المتواصلة التي تبذلها شرطة ولاية نهر النيل في التعامل مع ملف الوافدين من الولايات المتأثرة بالحرب، واصفًا عملها بالمهني والإحترافي، معلنًا دعمه لها بتوفير المركبات ومعينات العمل في القريب.من جانبه، أشار اللواء د. سراج الدين إلى أن ولاية نهر النيل تمتاز بإنسانها المتميز في مختلف المجالات، ما يمنح العمل الشرطي فيها بُعدًا إجتماعيا ً وإنسانيًا فريدًا.وفي سياق متصل، كشف اللواء / سلمان خلال أستعراض مفردات التقرير الجنائي والامني عن نجاح خططهم الأمنية الإحترازية التي أسفرت عن ضبط أكثر من نصف طن من الذهب خلال النصف الأول من العام الجاري، فضلًا عن إستعادة كميات ضخمة من البضائع والمنهوبات.كما كشف عن تفكيك شبكات إجرامية متورطة في تهريب الآثار والأسلحة وتزييف العملة، ضُبط بينها أجانب يعملون تحت غطاء ورعاية المليشيا الإرهابية، إضافة إلى ضبط اعداد مقدرة من الخلايا النائمة والمتعاونين مع المليشيا الإرهابيةوأكد مدير شرطة ولاية نهر النيل أن الحملات الاستباقية المكثفة وإنتشار والدوريات المتواصل كان له بالغ الأثر في تحقيق هذه الإنجازاتوتفيد متابعات المكتب الصحفي للشرطة ان مدير عام قوات الشرطة من خلال زيارته لولاية نهر النيل إفتتح مجمع اللواء شرطة حقوقي/ سلمان محمد الطيب للطوارئ والإصابات بمستشفى الشرطة عطبرة ووضع حجر الأساس لمركز الفريق اول شرطة حقوقي /خالد حسان للأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي في إطار الجهود المتعاظمة التي تبذلها قيادة قوات الشرطة لتوطين العلاج بالداخل.المكتب الصحفي للشرطة إنضم لقناة النيلين على واتساب