حالة غريبة.. ولاية أميركية ليست مشمولة بمعاهدة حلف الناتو
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
رغم أن الولايات المتحدة، المكونة من 50 ولاية، أحد الأعضاء المؤسسين لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلا أن هناك شيئا يجهله كثيرون مفاده أن واحدة من تلك الولايات الـ50 ليست مشمولة بالحلف، من الناحية الفنية.
ووفقا لشبكة "سي إن إن" فإن هذه الولاية هي هاواي، الجزيرة الواقعة في المحيط الهادئ، التي تضم قاعدة للبحرية الأميركية في بيرل هاربور ومقر قيادة منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
في حال هاجمت قوة أجنبية هاواي فإن أعضاء منظمة حلف شمال الأطلسي لن يكونوا ملزمين بالدفاع عن الولاية، وهو أمر يصفه رئيس مركز أبحاث منتدى المحيط الهادئ ديفيد سانتورو بأنه "أغرب شيء".
وأضاف أنه حتى معظم سكان هاواي ليس لديهم أي فكرة أن ولايتهم تبتعد من الناحية الفنية عن حلف الناتو.
ويميل الناس إلى افتراض أن هاواي جزء من الولايات المتحدة، وبالتالي فهي مشمولة بحلف شمال الأطلسي، لكن سانتورو يقول إن هذا غير صحيح.
تقع هاواي في المحيط الهادئ، وعلى عكس ولايات كاليفورنيا أو كولورادو أو ألاسكا، فإن هاواي ليست جزءًا من أراضي الولايات المتحدة القارية التي تصل إلى شمال المحيط الأطلسي على شواطئها الشرقية.
يقول سانتورو إن "الحجة المتعلقة بعدم تضمين هاواي لأنها ببساطة ليست جزءا من قارة أميركا الشمالية".
والاستثناء منصوص عليه في معاهدة واشنطن، الوثيقة التي أنشأت منظمة حلف شمال الأطلسي في عام 1949، وجرى توقيعها قبل عقد من تحول هاواي إلى ولاية أميركية.
وبينما تنص المادة 5 من المعاهدة على ضرورة الدفاع الجماعي عن النفس في حالة وقوع هجوم عسكري على أي دولة عضو، فإن المادة 6 تحد من النطاق الجغرافي لذلك.
تنص المادة 6 على أن "الهجوم المسلح على واحد أو أكثر من الأطراف يعتبر بمثابة هجوم مسلح على أراضي أي من الأطراف في أوروبا أو أميركا الشمالية".
وتنص أيضا على أن أي جزيرة يجب أن تكون في شمال المحيط الأطلسي، شمال مدار السرطان.
وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية للشبكة أن هاواي غير مشمولة بالمادة 5، لكنه قال إن المادة 4، التي تنص على أن الأعضاء سيتشاورون عندما تتعرض "سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي أو الأمن" لأي عضو للتهديد، يجب أن تشمل أي موقف يمكن أن يؤثر على هاواي.
وقال المتحدث أيضا إن أي تعديل للمعاهدة ليشمل هاواي من غير المرجح أن يحصل على إجماع لأن الأعضاء الآخرين لديهم مناطق خارج الحدود المنصوص عليها في المادة 5.
على سبيل المثال، لم ينضم حلف شمال الأطلسي إلى حرب المملكة المتحدة مع الأرجنتين عام 1982 بعد غزو القوات الأرجنتينية لجزر فوكلاند، وهي منطقة بريطانية متنازع عليها في جنوب المحيط الأطلسي.
ومع ذلك يقول بعض الخبراء إن الزمن تغير خلال العقود التي تلت توقيع معاهدة واشنطن، ويرون أن الوضع السياسي اليوم في منطقة المحيطين الهندي والهادئ قد يتطلب إعادة النظر في بعض البنود.
ويؤكد هؤلاء أن السبب في ذلك يعود إلى أن القواعد العسكرية الأميركية في هاواي يمكن أن تلعب دورا حيويا في مواجهة أي اعتداء تشنه كوريا الشمالية وكذلك دعم الجهود المستقبلية للدفاع عن تايوان في حال تعرضها لهجوم من قبل الصين.
يقول الباحث في منتدى المحيط الهادئ جون همينغز إن استبعاد هاواي من الناتو يزيل "عنصر الردع" عندما يتعلق الأمر بإمكانية توجيه الصين ضربة للجزيرة في حال اندلع نزاع بشأن تايوان.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: حلف شمال الأطلسی المحیط الهادئ
إقرأ أيضاً:
رئيس الناتو يحذر الحلفاء من خطر روسيا خلال 5 سنوات.. ماذا قال؟
(CNN)-- وجه الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، الخميس، تحذيرا من أن أعضاء الحلف قد يكونون "الهدف التالي لروسيا"، داعياً إلى زيادة سريعة في الإنفاق الدفاعي لمنع حرب مماثلة لتلك التي شهدتها الأجيال السابقة.
وجاءت تصريحات روته، في كلمة ألقاها في مؤتمر ميونيخ للأمن في برلين، في وقت ناقش فيه القادة الأوروبيون مقترح سلام يهدف إلى إنهاء الحرب الروسية المستمرة منذ سنوات في أوكرانيا، في ظل ضغوط أمريكية متزايدة.
وقال: "علينا أن نكون مستعدين لأن الصراعات... لم تعد تُخاض من بعيد.. الصراع بات على أبوابنا"، مضيفا: "لقد أعادت روسيا الحرب إلى أوروبا، وعلينا أن نكون مستعدين لحجم الحرب التي عانى منها أجدادنا وأجداد أجدادنا"، لافتا إلى أنه مع ذلك، أنه إذا أوفت الناتو بالتزاماتها، فهذه مأساة يمكننا منعها.
وحذر روتّه من أن "روسيا قد تكون مستعدة لاستخدام القوة العسكرية ضد الناتو في غضون خمس سنوات"، وأن "كثيرون يتهاونون في صمت... كثيرون يعتقدون أن الوقت في صالحنا. لكنه ليس كذلك. لقد حان وقت العمل. يجب أن يرتفع الإنفاق والإنتاج الدفاعي للحلفاء بسرعة".
وفي يونيو/حزيران، اتفق أعضاء الناتو على رفع أهداف إنفاقهم الدفاعي إلى 5% من ناتجهم المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، أي أكثر من ضعف الهدف الحالي البالغ 2%، وهو ما يتماشى مع نوع الزيادة التي طالب بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسنوات.
وبينما أقرّ روتّه بأنه "إلى حدٍّ ما، سيتعين علينا في أوروبا إيلاء المزيد من الاهتمام لدفاعنا"، سعى أيضًا إلى تسليط الضوء على التزام الولايات المتحدة تجاه حلف الناتو، وجاءت تصريحاته هذه عقب إصدار إدارة ترامب، الجمعة، استراتيجيتها للأمن القومي، والتي تبنّت موقفًا تصادميًا غير مسبوق تجاه أوروبا.
ومضى روته بالقول: "من الأهمية بمكان الحفاظ على الرابطة عبر الأطلسي كما هي اليوم"، مشيرًا إلى أنه "لا يمكن الدفاع عن الولايات المتحدة دون أطلس آمن، ونحن بحاجة إلى حلف الناتو للحفاظ على أمن الأطلسي".
وأشاد روتّه بترامب لإطلاقه محادثات بشأن روسيا وأوكرانيا، مصرحًا لفريد بليتجن من شبكة CNN بأن الرئيس الأمريكي "هو الوحيد القادر على كسر الجمود مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".
وأبدى ترامب في الأسابيع الأخيرة نفاد صبره للتوصل إلى اتفاق، بينما بدا الأوروبيون أكثر حذرًا، ساعين إلى ضمانات أمنية ومواصلة النقاش حول أي تنازلات إقليمية.
وأكد روتّه: "لا بد من وجود ضمانات أمنية (لأوكرانيا) على نحوٍ يضمن لبوتين أن أي محاولة أخرى ستكون ردة فعل مدمرة.. نعلم جميعًا أن النقاش حول الأراضي سيكون حساسًا وشاقًا، وهو أمر لا يملك القرار النهائي بشأنه إلا الأوكرانيون".
وفي غضون ذلك، دعت روسيا المملكة المتحدة إلى "الاعتراف" بمهمة الجندي البريطاني الذي قُتل في أوكرانيا، مُلمّحةً دون دليل إلى أن القوات البريطانية كانت تقوم بمهام تتجاوز ما أُعلن عنها رسميًا في البلاد.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية، الأربعاء، أن الجندي توفي "في حادث مأساوي أثناء مراقبته للقوات الأوكرانية وهي تختبر قدرة دفاعية جديدة، بعيداً عن خطوط المواجهة".