هدى الطنيجي (أبوظبي)
تؤثر التقلبات المناخية على صحة الإنسان بشكل مباشر، فيتعرض لأمراض مختلفة، أبرزها: «الإنفلونزا الموسمية»، حيث تنتقل العدوى التنفسية التي تسببها الفيروسات وتنتشر بين الناس بشكل سريع، خاصة عند السعال والعطس، وبالمقابل وفرت الجهات الصحية في أبوظبي «تطعيم الإنفلونزا»، بكل المراكز لتكون الدرع الواقي لأفراد المجتمع من مختلف هذه الأمراض.


وأطلق مركز أبوظبي للصحة العامة، التابع لدائرة الصحة، حملته السنوية للتوعية بالإنفلونزا الموسمية، والتي تأتي تحت مظلة برنامج «أوقف العدوى» وتهدف إلى رفع وعي المجتمع حول مجموعة من الأمراض المعدية وطرق الوقاية منها والسيطرة عليها.

وقالت الدكتورة فريدة الحوسني، المدير التنفيذي لقطاع الأمراض المعدية في مركز أبوظبي للصحة العامة: «إن الحملة السنوية للتوعية بالإنفلونزا الموسمية تأتي تحت مظلة برنامج «أوقف العدوى» وتقدم تطعيم الإنفلونزا الموسمية حالياً في 111 منشأة ومركزاً صحياً منها 15 صيدلية موزعة في أنحاء الإمارة».
وذكرت أن التطعيم يعد أحد أكثر الطرق فاعلية للوقاية من الإنفلونزا الموسمية، ويحمي من سلالات الفيروسات الشائعة التي تسبِّب الإنفلونزا، ويُجدّد سنوياً لضمان قدرته على منح الجسم المناعة اللازمة، وتصل فاعلية التطعيم إلى ذروتها بعد أسبوعين من تلقِّيه وتعتبر اللقاحات مثل أي دواء يمكن أن يسبب أعراضاً جانبية بسيطة. 
وأضافت: أما احتمالية ظهور أعراض جانبية شديدة فهي نادرة، قد تحدث بعض الآثار الجانبية البسيطة بعد أخذ لقاح الإنفلونزا مثل ألم واحمرار في منطقة الحقن، حمى خفيفة، وآلام في الجسم وتعتبر هذه الأعراض الجانبية بسيطة وأقل حدة وسرعان ما تزول، إذا ما قورنت بأعراض الإنفلونزا الشديدة.
وأشارت إلى أنه يقوم أعضاء الشبكة العالمية لترصد الإنفلونزا التابعة لمنظمة الصحة العالمية بتحديث لقاح الإنفلونزا بانتظام للتأكيد من فاعليته ضد السلالات الفيروسية الجديدة التي تنتشر في كل عام، حيث تتم مراقبة الفيروسات التي تسبب الإنفلونزا باستمرار لتحديد السلالات الجديدة وتقييم الفاعلية الحالية للقاحات المتوفرة، كما يتم تحليل البيانات المأخوذة من مراكز المراقبة والترصد العالمية لتحديد السلالات الهامة التي قد تكون سائدة في الموسم القادم وتضمينه في اللقاح. 
وذكرت أن نسبة الإصابة بالإنفلونزا ترتفع خلال فصل الشتاء في العديد من المناطق ويعتبر فصلي الشتاء والخريف بيئة مثالية لانتشار الفيروسات التي تسبب الإنفلونزا، حيث تعزى زيادة انتشار الإنفلونزا خلال هذه الفترة إلى عدة عوامل، بما في ذلك تغير الظروف الجوية، وقد تؤدي الرطوبة والبرودة إلى توفير بيئة مناسبة لبقاء الفيروسات في الجو لفترات أطول، مما يزيد من احتمالية الانتقال بين الأشخاص.
وأضافت: إن التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة والرطوبة قد تسهم في انخفاض مناعة الجسم لدى بعض الأشخاص، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات بما فيها فيروسات الإنفلونزا وتختلف نسبة الإصابة بالإنفلونزا حسب المنطقة والتوقيت والتدابير الوقائية المتبعة، ولكن عموماً، يتم تسجيل ارتفاع في حالات الإصابة بالإنفلونزا خلال فصل الشتاء، وقد يصل في بعض البلدان إلى ذروة الإصابة خلال الأشهر الباردة.
وقالت: «يعتبر أخذ اللقاح سنوياً أفضل طريقة للوقاية من المرض ويؤمن لقاح الإنفلونزا الموسمية الحماية ضد الفيروسات الشائعة التي تسبب المرض، ويتم تحديث لقاح الإنفلونزا سنوياً ليقي ضد الفيروسات الشائعة المسببة للمرض في العام الجاري وتعتبر تغطية الفم والأنف عند العطس والسعال من العوامل الهامة المساعدة في الحد من انتشار فيروسات الإنفلونزا، ويساعد غسل اليدين وتعقيمهما باستمرار على الحد من احتمالات الإصابة وتنظيف وتعقيم الأسطح والأدوات باستمرار والحد من الاختلاط بالآخرين عند الإصابة بالمرض لتجنب نقل العدوى إليهم».
وأشارت إلى أن تطعيم الإنفلونزا الموسمية مجاني لجميع فئات المجتمع وينصح به خاصة للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض ومضاعفاته، منهم العاملون في القطاع الصحي والأطفال دون الخمس سنوات وطلبة المدارس (15 – 18 عاماً) والنساء الحوامل والبالغون من العمر 65 عاماً فما فوق وأصحاب الأمراض المزمنة، وكذلك الحجّاج والمعتمرين بالإضافة إلى المدخنين، لذا ندعو الأفراد الذين لم يحصلوا على اللقاح خلال هذا الموسم حتى الآن، بالإسراع بأخذه، حيث لا يزال بإمكانهم الحصول على فوائد لقاح الإنفلونزا.
وأكدت أن أخذ اللقاحات اللازمة للأمراض التنفسية الشائعة أفضل طريقة للوقاية منها مثل لقاح الإنفلونزا وتعتبر تغطية الفم والأنف عند العطس والسعال من العوامل الهامة المساعدة في الحد من انتشار فيروسات الإنفلونزا ويساعد غسل اليدين وتعقيمهما باستمرار على الحد من احتمالات الإصابة وتنظيف وتعقيم الأسطح والأدوات باستمرار والحد من الاختلاط بالآخرين عند الإصابة بالمرض لتجنب نقل العدوى إليهم واكتشاف وعلاج الحالات المبكر يقلل من انتشار العدوى خاصة بين الحالات الأكثر خطورة.

المضاعفات 
قالت الدكتورة شيماء لاري، استشارية الطب المهني في مدينة الشيخ شخبوط الطبية: «إن وقت انتشار الإنفلونزا الموسمية هو فصل الشتاء ويبدأ في فصل الخريف ويقل انتشاره مع حلول فصل الربيع، وعلى الرغم من أن فقد حاسة الشم أو حاسة التذوق ليس من الأعراض الأساسية للإنفلونزا الموسمية، إلا أن فقدان حاستي الشم والتذوق بشكل مؤقت هو ناتج عن الإصابة باحتقان الحلق والأنف، هذا الاحتقان قد يسبب انخفاضاً أو فقداناً للحاستين».
وأشارت إلى أن، الالتهاب الفيروسي الناجم عن الإنفلونزا الموسمية يهاجم مبدئياً الأجزاء العلوية من الجهاز التنفسي، وقد تتدهور الحالة الصحية في بعض الأحيان عند انتشار الالتهاب الفيروسي الأمر الذي يؤدي إلى التهاب رئوي وشعبي حاد يتفاقم وبالتالي تسمم في الدم وفشل في الأعضاء الحيوية، ومن الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذه المضاعفات، ضراوة الفيروس المسبب في بعض المواسم.
وأضافت: «إن ضعف مناعة المريض وتقدم العمر ما فوق 65 عاماً أو الرضع أقل من 12 شهراً ووجود مشكلة صحية مزمنة مثل الربو أو أمراض القلب واستخدام أدوية معينة مسبطة للمناعة».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإنفلونزا الموسمية الفيروسات الإنفلونزا الموسمیة لقاح الإنفلونزا الحد من

إقرأ أيضاً:

إنذار صحي قبل الكارثة.. موجة الإنفلونزا الخارقة تجتاح بريطانيا

تشهد بريطانيا موجة شديدة من الإنفلونزا بسبب سلالة متحولة من فيروس H3N2، مما أثار قلق السلطات الصحية والمستشفيات حول الضغط الهائل على النظام الطبي.


 

الإصابات ارتفعت بسرعة غير مسبوقة خلال الأسابيع الأخيرة، ودفعت العديد من المستشفيات إلى إلغاء العمليات غير الطارئة وإيقاف زيارات الزوار لتخفيف الضغط على الطواقم الطبية وحماية المرضى.


 

المستشفيات أبلغت عن ازدحام قياسي في أقسام الطوارئ، ونقص أسرة العناية المركزة وسط تفاقم الحالات الحرجة، فيما يحذر الخبراء من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في الوفيات بين كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.


 

المدارس أيضاً تأثرت بشدة، إذ تم إغلاق بعضها مؤقتاً أو تعليق بعض الأنشطة بعد انتشار العدوى بين التلاميذ بسرعة، حيث يعاني الكثير من أعراض حادة تشمل الحمى والسعال والتعب الشديد وأحياناً مضاعفات تنفسية أو هضمية، الأمر الذي زاد من القلق بين أولياء الأمور والمجتمع بشكل عام.


 

الأطباء والممرضون يعملون ساعات طويلة تحت ضغط هائل، وسط تحذيرات من أن أي إضراب أو نقص في الطواقم الطبية قد يزيد الوضع سوءاً ويعرض حياة المرضى للخطر، ما دفع بعض النقابات الطبية إلى مناقشة خطوات احتجاجية للفت الانتباه إلى ظروف العمل الصعبة والاحتياجات الطارئة.


 

السلطات الصحية دعت الجمهور إلى الالتزام بالتدابير الوقائية مثل غسل اليدين بانتظام وارتداء الكمامات وتجنب الأماكن المزدحمة، كما نصحت من تظهر عليهم الأعراض بالبقاء في المنزل لتقليل انتشار العدوى، فيما يراقب المسؤولون الوضع عن كثب ويستعدون لتوسيع قدرة المستشفيات إذا استمر ارتفاع الإصابات.


 

الخبراء يؤكدون أن موسم هذا الشتاء قد يكون الأسوأ منذ سنوات إذا تزامن تفشي الفيروس مع أي أزمات في الطواقم الطبية، مشيرين إلى أهمية التلقيح الموسمي للإنفلونزا للحد من انتشار العدوى وخطر المضاعفات، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.


 

المجتمع الطبي يحذر من أن تجاهل هذه التحذيرات قد يؤدي إلى انهيار جزئي في الخدمات الصحية، مما يزيد من الضغط على الطواقم ويؤثر على جودة الرعاية المقدمة للمرضى، بينما تسعى السلطات للتأكد من توفير الموارد الكافية واستعداد المستشفيات للتعامل مع موجة العدوى الحالية.


 

يتابع المواطنون الوضع بقلق مع تزايد حالات المرض والوفاة، ما يجعل الالتزام بالإجراءات الوقائية الفردية والجماعية أمراً حيوياً للحد من تأثير هذه الموجة المتحورة من الإنفلونزا على الصحة العامة.

طباعة شارك انفلونزا انذار صحي بريطانيا كوارث مرض امراض

مقالات مشابهة

  • تحذير خطير | الصحة العالمية: ارتفاع ملحوظ في نشاط الإنفلونزا الموسمية
  • مركز مكافحة الأمراض ينفي تعليمات إغلاق المدارس ويؤكد انتشار الإنفلونزا الموسمية فقط
  • جمال شعبان: الإصابة بنزلات البرد قد تؤدي إلى تفاقم المشاكل القلبية
  • إنذار صحي قبل الكارثة.. موجة الإنفلونزا الخارقة تجتاح بريطانيا
  • قلق من ارتفاع الأمراض الموسمية مع بداية فصل الشتاء في الأردن
  • 6 خطوات تحميك من أمراض الشتاء وتعزز مناعتك.. نصائح وزارة الصحة
  • نجومة: حملة تطيعيمات ضد الإنفلونزا الموسمية تبدأ في 15 ديسمبر
  • اقتراحات برلمانية للحكومة لمواجهة الأكاذيب المضللة حول انتشار الفيروسات
  • هل يشهد الشتاء انتشار فيروسات جديدة؟.. استشاري يكشف التفاصيل
  • مفاجأة.. لقاح الإنفلونزا يحمي القلب ويقلل خطر الجلطات