صحيفة التغيير السودانية:
2025-08-01@16:25:30 GMT

تحالف الجيش الجديد!!

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

أشرف عبدالعزيز

من الواضح أن الجيش السوداني يتعامل مع الحرب الدائرة في السودان بـ(تكتيكات مختلفة)، ولكن صناعتها في الغالب الأعم هي أمنية أكثر من كونها سياسية؛ ولذلك تغيير (التكتيك) بين كل مرحلة وأخرى تواجهه تحديات، وتصطدم بالتحالفات التي نسجها الجيش في الفترة التي سبقتها.

الظهور الطاغي للحركات المسلحة في المشهد الأيام الفائتة لم يأت من فراغ، وإنما هي اللحظة المناسبة التي رأى فيها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان بأن يدفع بها بمناوي وجبريل ومالك عقار وطمبور في أتون المعركة، وفي ذات اللحظة ظهر جعفر الميرغني في شندي، وهو يتوسط حشداً من الوقت المسلحة، وربما هي المرة الأولى التي يقف فيها جعفر وسط جنود مدججين بالسلاح، بل ويعلنها دواية بأن أي قوى سياسية تقف في الحياد هي ليست على الطريق الصحيح.

يُقرن ذلك مع التصريحات المزلزلة التي أدلى بها نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول شمس الدين كباشي بشأن وضعية المقاومة الشعبية ورفضه استغلالها سياسياً، بل إصداره الأوامر لقيادة الحاميات بعدم التسليح العشوائي، وهذا يخالف لحد كبير تصريحات سابقة للقائد العام للجيش البرهان الذي طلب من المواطنين التسلح بأي كيفية لحماية أعراضهم وممتلكاتهم.

من المؤكد أن البرهان استدرك الآن أن تصريحاته تلك ستذكر المجتمع الدولي بعلاقته بتجييش القبائل في الحرب الأهلية في دارفور، ولذلك سارع بإلغاء مسمى لجنة الاستنفار، وترك الخطاب المباشر لنائبه كباشي الذي واجه حملة انتقادات واسعة من قبل أنصار المقاومة الشعبية وغالبهم من نشاط الإسلاميين، فيما صب الإعلاميون الموالون لهم جام غضبهم على جعفر الميرغني ساخرين من ظهوره وسط القوات المسلحة.

من الواضح أن الإسلاميين المتحالفين مع الجيش أدركوا أن قيادته لن تسمح لهم بالسيطرة الكاملة، وأنها استجابة لضغوط خارجية تستدعي عدم سيطرتهم؛ وبالتالي (حصادهم الشوك في آخر مطاف) الحرب العبثية، فقاهرة المعز تغيرت مواقفها، وتريد أن تدعم الجيش حسب الأمر الواقع؛ ولذلك دفعت بحلفائها (جعفر الميرغني – مناوي – جبريل) ليتولى الناظر ترك رئاسة المقاومة الشعبية بالبحر الأحمر، وهذا هو التحالف الجديد الذي سيدخل به الجيش التسوية القادمة، وقد تقبل بعض القوى السياسية الأخرى، وربما الدعم السريع.

إن شعرة معاوية المتبقية بين الجيش والحركة الإسلامية أوهن من خيط العنكبوت، وأحس بذلك حتى غلاة المتشددين الحركيين بالحركة الإسلامية، وتجاوز رد فعلهم الانتقاد، وعادوا إلى مهاجمة قيادة الجيش، ولم يتبق من قوة للإسلاميين سوى قدرتهم على معرفة كل ما يدور داخل الجيش ونواياه المستقبلية، في السابق كانوا يستطيعون عرقلة الخطوات كلهن التي من شأنها أن تدفع بحل لا يتوافق مع رؤيتهم، لكن هذه المرة انفرط العقد والخيار الوحيد هو انحناؤهم للعاصفة.

نقلاً عن صحيفة الجريدة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

عيدروس الزبيدي يدعو في اجتماع عسكري رفيع المستوى لقادة الجيش حضره قائد قوة الواجب السعودية إلى وحدة الصف والاستعداد للقضاء على عدو واحد مشترك

قال عضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء عيدروس الزُبيدي، ان "الوضع يحتم علينا العمل بجدية وبروح الفريق الواحد، وإن النصر لن يتحقق إلا بالتنسيق والتخطيط المشترك والتنظيم والعمل الدؤوب".

جاء ذلك في اجتماع عسكري رفيع ترأسه الزبيدي في العاصمة المؤقتة عدن، اليوم الأربعاء، مع رئاسة هيئة الأركان العامة، وعدد من الهيئات والدوائر بوزارة الدفاع.

وخاطب عضو مجلس القيادة الرئاسي، القادة الحاضرين بالقول "نحن اليوم أمام لحظة تاريخية فاصلة وحاسمة يتوقف عليها مصير المنطقة برمتها، وعلينا جميعًا، قيادةً سياسية وعسكرية، استشعار روح المسؤولية للقضاء على العدو المشترك، المتمثل بمليشيا الحوثي الإرهابية، وتأمين المنطقة من مخاطر التمدد الإيراني".

وفي الاجتماع، الذي حضره ممثل قوة الواجب السعودية 802 النقيب عبدالإله الزهراني، استمع اللواء الزُبيدي، والحاضرون إلى إحاطة قدمها رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء الركن صغير بن عزيز، حول مستجدات الوضع العام للقوات المرابطة في جبهات المواجهة مع مليشيات الحوثي في المناطق العسكرية الشمالية، ومستوى الانضباط والجاهزية، وتموضع تلك القوات على امتداد خطوط التماس.

 وأكد رئيس هيئة الأركان، جاهزية القوات المنضوية في إطار المناطق العسكرية الخامسة والسادسة والسابعة لتنفيذ المهام التي تُسند إليها..مشيرًا إلى الروح المعنوية العالية التي يتمتع بها المقاتلون من منتسبي تلك المناطق، واستعدادهم لخوض معركة الكرامة للقضاء على المشروع الحوثي المدعوم من النظام الايراني.

وتحدث اللواء الزبيدي بعدها بكلمة، ثمّن في مستهلها، التضحيات الجسيمة التي يقدمها منتسبو القوات المسلحة بمختلف تشكيلاتها وتوجهاتها..مؤكداً أن المعركة مع المليشيات الحوثية الإرهابية، معركة كرامة ووجود ومصير مشترك، ولا خيار فيها سوى النصر أو الشهادة.

وشدّد الزُبيدي، على أهمية تواصل برامج التدريب والتأهيل في صفوف منتسبي القوات المسلحة..مشيرًا إلى أن تلك البرامج تأتي في صلب مهام وزارة الدفاع وهيئة الأركان، وعلى قيادة الوزارة أن تكثف جهودها لتأهيل كوادر القوات المسلحة بما يلبي احتياجات مسارح العمليات في مختلف المناطق والمحاور العسكرية، وبما تقتضيه الظروف والمستجدات في عموم جبهات المواجهة.

بدورهم، عبّر رئيس هيئة الأركان العامة ورؤساء الهيئات والدوائر الحاضرون عن شكرهم وامتنانهم للزبيدي..مثمّنين حرصه الدائم على تلمّس هموم منتسبي القوات المسلحة، ومتابعته المستمرة لأوضاعهم، ومواقفه المعهودة إلى جانب القوات في مختلف الظروف، وفق وكالة سبأ.

واكدوا استعدادهم الكامل لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية والعسكرية، وبذل أقصى الجهود في سبيل تحقيق النصر ودحر المليشيات الحوثية وتعزيز الأمن والاستقرار.

مقالات مشابهة

  • الجيش يحبط محاولة تسلل على الحدود الشمالية ويضبط 5 أشخاص
  • كيف أصبحت المقاومة البديل الذي لا يُهزم؟
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • هذه المناصب التي تقلدها رئيس مجلس قضاء الجزائر الجديد محمد بودربالة
  • الجماز: الرئيس الجديد للهلال لن يكون له الصلاحيات التي كان يتمتع بها من سبقه
  • عيدروس الزبيدي يدعو في اجتماع عسكري رفيع المستوى لقادة الجيش حضره قائد قوة الواجب السعودية إلى وحدة الصف والاستعداد للقضاء على عدو واحد مشترك
  • الجيش الروسي يحيّد ويصيب نحو 200 جندي اوكراني في مقاطعة تشيرنيغوف
  • الاتحاد السكندري يواجه طلائع الجيش اليوم وديًا استعدادا للموسم الجديد
  • كيف أقلق البرهان واشنطن وتل أبيب؟
  • الجبهة الشعبية تؤكد أن تصريحات سموتريتش تعكس التوجهات الفاشية داخل حكومة الاحتلال