أنقرة (زمان التركية) – مع انتهاء فرز الأصوات في الانتخابات البلدية التركية، وبحسب النتائج الأولية، نجح حزب الشعب الجمهوري بقيادة أوزغور أوزل في تحقيق انتصار هو الأول من نوعه منذ عام 1977، بتصدره المشهد ليصبح  الحزب الفائز بالعدد الأكبر من البلديات.

وتعد هذه الانتخابات الأولى التي يخوضها الحزب بقيادة أوزل بعدما فشل كمال كيليجدار أوغلو في الحفاظ على رئاسة الحزب عقب خسارته للانتخابات الرئاسية التي أجريت في مايو الماضي.

ولكن كيف تغيير المشهد الانتخابي في تركيا خلال الخمس سنوات الماضية ما بين انتخابات البلدية في عام 2019 وانتخابات البلدية لعام 2024؟

الانتخابات البلدية التركية 2019

 

خلال الانتخابات البلدية 2019، تلقى حزب العدالة والتنمية ضربة موجعة بخسارته ولأول مرة بلدية إسطنبول الكبرى لصالح حزب الشعب الجمهوري رغم عقد جولة إعادة للانتخابات بالمدينة، آنذاك حصل مرشح حزب الشعب الجمهوري الصاعد، أكرم إمام أوغلو، على 48.8 في المئة من الأصوات مقابل 48.55 في المئة لمرشح حزب العدالة والتنمية المخضرم، بن علي يلدرم.

ولم تكن بلدية إسطنبول الكبرى هى الخسارة الوحيدة التي تعرض لها العدالة والتنمية حينها، إذ أيضا خسر العدالة والتنمية بلدية أنقرة الكبرى لصالح مرشح حزب الشعب الجمهوري، منصور يافاش، الذي حصد 50.93 في المئة من الأصوات مقابل مرشحه، محمد أوزحسكي، الذي حصل على 47.11 في المئة.

وطال أيضا مسلسل الخسائر بلدية أنطاليا الكبرى التي قنصها مرشح حزب الشعب الجمهوري، محي الدين بوجاك، بنسبة 50.62 في المئة متفوقا على مرشح العدالة والتنمية، مندريس محمد توفيق، الذي حصل على 46.27 في المئة من الأصوات.

وعلى الرغم من هذه الخسائر تمكن حزب العدالة والتنمية من الحفاظ على صورة الحزب صاحب نصيب الأسد من البلديات بواقع 15 بلدية كبرى و24 بلدية فرعية و535 حي، وبلغ إجمالي أصوات الحزب في تلك الانتخابات 44.33 في المئة.

على الناحية الأخرى نجح حزب الشعب الجمهوري في تلك الانتخابات برفع رصيده إلى 11 بلدية كبرى و10 بلديات فرعية و187 حي بواقع أصوات بلغ 30.11 في المئة ليحل بالمرتبة الثانية.

وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية لعام 2019 نحو 84.66 في المئة.

وحل حزب الجيد بقيادة ميرال أكشنار في المرتبة الثالثة بواقع أصوات بلغت 7.45 في المئة و19 حي، بينما جاء حزب الحركة القومية في المرتبة الرابع بواقع أصوات بلغت 7.31 في المئة ورئاسة بلدية كبرى و10 بلديات و145 حي.

ونجح حزب الديمقراطية والشعوب في تعزيز نسبة أصواته بواقع 4.24 في المئة والفوز بـ 3 بلديات كبرى و5 بلديات فرعية و50 حي ليحل في المرتبة الخامسة.

وأرجع البعض النجاح الملفت لحزب الشعب الجمهوري في تلك الانتخابات إلى تكاتف الأحزاب المعارضة الأخرى والحزب الكردي ودعمها مرشحي حزب الشعب الجمهوري في كل من أنقرة وإسطنبول.

الانتخابات البلدية التركية 2024

 

عقب الهزيمة الموجعة التي تعرضت لها المعارضة في الانتخابات الرئاسية في مايو الماضي، تفكك تحالف الشعب المعارض الذي كان يضم كل من الشعب الجمهوري والجيد والديمقراطية والتقدم والمستقبل والسعادة والديمقراطي.

وقررت الأحزاب الستة خوض الانتخابات البلدية هذه المرة منفردة، حيث طرح كل حزب مرشحيه، وعلى الرغم من هذا، نجح حزب الشعب الجمهوري في تحقيق نتائج اعتبرها البعض “بالمفاجئة” خلال الانتخابات التي أقيمت يوم الأحد، وألحق هزيمة موجعة بحزب العدالة والتنمية الذي ظل متصدرا للمشهد على مدار الـ 22 عاما الماضية.

وعكست النتائج غير الرسمية للانتخابات بالأمس نجاح الشعب الجمهوري في الحفاظ على البلديات الكبرى التي انتزعها للمرة الأولى خلال انتخابات عام 2019، بل ورفع رصيده الإجمالي إلى 14 بلدية كبرى و21 بلدية فرعية و331 حي رغم خوضه الانتخابات بدون أية تحالفات رسمية.

ولعل النجاح الأبرز الذي حققه الشعب الجمهوري بانتخابات الأمس هو انتزاعه لقب الحزب صاحب نسب الأصوات الأعلى من غريمه العدالة والتنمية بحصده 37.74 في المئة من إجمالي الأصوات مقابل 35.49 في المئة لحزب العدالة والتنمية، الذي حل ثانيا لأول مرة منذ توليه سدة الحكم في عام 2002.

لم تتوقف المفاجآت يوم أمس عند هذا الحد، بل نجح أيضا حزب الرفاة من جديد الذي ذيع صيته باعتباره العنصر الحاسم بالانتخابات الرئاسية في مايو الماضي في قنص المركز الثالث كأكثر الأحزاب أصواتا بحصده 6.19 في المئة من إجمالي الأصوات متفوقا على كل من حزب الحركة القومية الذي حل خامسا بنسبة 4.48 في المئة وحزب الجيد الذي حل سادسا بنسبة 3.77 في المئة.

وتمكن الرفاة من الفوز  ببلديتي يوزجات وشانلي أورفة التي انتزعها من حزب العدالة والتنمية، بجانب 38 حي وذلك في أول انتخابات بلدية يخوضها منذ التأسس في عام 2018.

ولم تؤثر الحملة التي شنتها السلطة ضد حزب الشعوب الديمقراطي الكردي عقب الانتخابات البلدية السابقة ورفعها دعوى قضائية لإغلاقه في صفوف الناخب الكردي، فقد حقق حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، خليفة حزب الشعوب الديمقراطي، نتائج أفضل بحصوله على 5.67 في المئة من إجمالي الأصوات، ليقفز إلى المرتبة الرابعة متفوقا على حزبي الحركة القومية وحزب الجيد، ويحصد ثلاث  بلديات كبرى و7 بلديات فرعية و65 حي.

لم يكن العدالة والتنمية فقط من تلقى رسالة مؤلمة من ناخبيه خلال هذه الانتخابات، بل أن حليفه حزب الحركة القومية تعرض أيضا لضربة موجعة من ناخبيه بتراجع رصيده هذه المرة إلى 4.98 في المئة من إجمالي الأصوات وخسارته رئاسة بلدية مانيسا الكبرى لصالح حزب الشعب الجمهوري، بجانب بلديتين فرعيتين و23 حي ليقتصر رصيده خلال هذه الانتخابات على 8 بلديات و122 حي.

واللافت في الأمر خلال الانتخابات التي أقيمت بالأمس هو تراجع نسبة المشاركة بشكل كبير، إذ أشارت اللجنة العليا للانتخابات إلى تراجع نسبة المشاركة هذه المرة إلى 78.11 في المئة بعدما بلغت 84.66 في المئة خلال انتخابات البلدية في عام 2019.

هذا و أرجع بعض المحللين تراجع نسبة المشاركة هذه إلى حالة الإحباط التي أصابت ناخبي المعارضة عقب خسارة للانتخابات الرئاسية الماضية وانزعاج بعض ناخبي الحزب الحاكم من موقفه تجاه الأزمة المندلعة في قطاع غزة، وعدم اتخاذه موقفا تصعيديا مثلما فعل عقب حادثة مافي مرمرة عام 2010 بحانب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي لم تسجل التحسن المرجو الذي ترقبه ناخبيه عقب الانتخابات الرئاسية في مايو الماضي.

Tags: الانتخابات البلدية 2024الانتخابات المحلية التركيةانتخابات البلدية التركيةحزب الشعب الجمهوريحزب العدالة والتنمية

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الانتخابات البلدية 2024 الانتخابات المحلية التركية انتخابات البلدية التركية حزب الشعب الجمهوري حزب العدالة والتنمية حزب الشعب الجمهوری فی حزب العدالة والتنمیة الانتخابات البلدیة انتخابات البلدیة البلدیة الترکیة الحرکة القومیة فی مایو الماضی نسبة المشارکة بلدیة کبرى مرشح حزب نجح حزب فی عام عام 2019

إقرأ أيضاً:

تستهدف من يتباهون بثرائهم.. حملة لحذف منشورات تمجيد المال في الصين

ذكر تقرير نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية، أن منصات التواصل الاجتماعي في الصين أطلقت حملة جديدة تستهدف حذف وحظرت المنشورات التي تُظهر تباهي الأشخاص بثرائهم ومقتنياتهم باهظة الثمن.

وأوضحت منصة "ويبو" الشهيرة، والتي تماثل موقع "إكس"، أنها أزالت في الآونة الأخيرة 1100 منشور، في حين ذكرت منصة "دويون" المشابهة لتطبيق "تيك توك"، أنها أزالت 4701 تدوينة و11 حسابًا في الفترة من 1 إلى 7 مايو.

أما منصة "Xiaohongshu" المشابهة لتطبيق إنستغرام، فأفادت بأنها عمدت إلى مسح 4273 منشورًا "غير قانوني" في الأسبوعين الماضيين، وأغلقت 383 حسابًا.

وفي بيان نُشر على الإنترنت، قالت منصة "ويبو" إنها أمضت هذا الشهر في تنفيذ أعمال إدارية خاصة تستهدف "المحتوى غير المرغوب فيه والموجه نحو القيم المادية"، بما في ذلك المحتوى "الذي يعرض التباهي بالثروة وتمجيد المال".

الصين "تطلب إزالة" تطبيقات شهيرة من "آبل ستور" طلبت الصين من شركة "آبل" إزالة بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية بالعالم من متجر التطبيقات الخاص بها في البلاد (آبل ستور)، وهو المثال الأحدث على مطالب الرقابة المفروضة على منتج هواتف "آيفون" في ثاني أكبر سوق للشركة الأميركية، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".

وأفاد البيان إنه استهدف منشورات تعرض سيارات فاخرة وعقارات باهظة الثمن، في حين جرى إزالة المنشورات التي يُنظر إليها على أنها تتفاخر بالثروة و"الحرية" التي يجلبها الثراء.

وجاء في البيان الذي نشرت مثله المنصات الأخرى، أن الحملة تأتي ضمن مساعي الصين لخلق "بيئة اجتماعية ومتحضرة وصحية ومتناغمة".

وشددت المنصة على الغاية من تلك الحملة هي تشجيع المستخدمين على "إنشاء أو مشاركة محتوى عالي الجودة وصادق وإيجابي".

ووفقا لخبراء، فإن الحملة الجديدة والصارمة هي جزء من حملة السلطات الصينية على مستوى البلاد "لتنقية البيئة الثقافية على الإنترنت"، والتي بدأت في عام 2016.

وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها الحزب الشيوعي الصيني الحاكم لتحقيق "الرخاء المشترك"، فإن الفجوة بين الأغنياء والفقراء آخذة في الاتساع.

وأظهرت البيانات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء الصيني، أن فجوة الدخل لعام 2023 في بكين وصلت إلى أكبر قيمة لها منذ بدء جمع البيانات عام 1985.

وارتفعت حصة الدخل الوطني في الصين التي يحصل عليها أعلى 10 في المئة من السكان من 27 في المئة في عام 1978 إلى 41 في المئة في 2015، لتقترب من 45 في المئة في الولايات المتحدة وتتجاوز معدل 32 في المئة بفرنسا، وفقا لمركز ستانفورد للاقتصاد والمؤسسات في الصين.

الصين تهدد بسجن "عشاق الجيش" بسبب صور عسكرية بدأت السلطات الصينية إجراءات لمواجهة أزمة انتشار الصور لمعدات وأفراد واللقطات الأخرى المتعلقة بالجيش، وذلك بواسطة "عشاق الجيش" الذين ينشرون عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل هذه التفاصيل، والتي بدورها يستخدمها خبراء غربيون في مراقبة الجيش الصيني.

وكان تحقيق نشرته صحيفة"وول ستريت جورنال" الأميركية في وقت سابق، قد ذكر أن حملة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، ضد الشركات الخاصة، تأتي لسيطرة الدولة على الاقتصاد وتوجيه تدفقات الأموال بهدف تعزيز أيدلوجية الحزب الشيوعي الحاكم.

وأشارت الصحيفة إلى أن حملة الزعيم الصيني لكبح جماح كبار الشركات الخاصة في البلاد، تأتي في محاولة لدحر تطور الصين على مدى عقود نحو الرأسمالية على النمط الغربي، ووضع الصين على مسار مختلف.

وأوضح التحقيق أن شي يحاول بقوة إعادة الصين إلى "رؤية مؤسس الاشتراكية الصينية، ماو تسي تونغ، الذي رأى الرأسمالية على أنها مرحلة انتقالية على طريق الاشتراكية".

ووضع الرئيس الصيني معايير أكثر صرامة لرواد الأعمال والمستثمرين وقدرتهم على جني الأرباح، ويمارس سيطرة أكبر على الاقتصاد، من خلال إعادة كتابة قواعد العمل لثاني أكبر اقتصاد في العالم، وفقا للصحيفة الأميركية.

مقالات مشابهة

  • الشعب الجمهوري يفتتح 3 مقرات بسوهاج ويكرم قيادات مصنع السكر بقوص
  • هل أثر الممتنعون عن التصويت على نتائج الانتخابات البلدية التركية؟
  • «الشعب الجمهوري» يوافق على مشروع قانون لتطوير المنشآت الصحية
  • ما الذي ينتظر الأتراك بعد أردوغان؟
  • ضد تمجيد المال.. حملة على منصات التواصل في الصين تستهدف المتباهين بثرائهم
  • حملة لحذف منشورات “تمجيد المال” في الصين
  • تستهدف من يتباهون بثرائهم.. حملة لحذف منشورات تمجيد المال في الصين
  • رئيس مجلس الدولة يدلي بصوته الانتخابي في انتخابات نادي قضاة مجلس الدولة
  • حفتر: منحنا المسار السياسي أكثر مما ينبغي للوصول إلى الانتخابات الرئاسية
  • نقيب المحامين الشهبي يقترح إحداث "أقسام إدارية" بالمحاكم الابتدائية تبت في قضايا الانتخابات المحلية بدلا عن القضاء الإداري