الثورة نت:
2025-05-11@07:11:25 GMT

رصيف القضية الفلسطينية

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

 

يحدثنا القرآن الكريم عن أهم صفات الإنسان بشكل عام ويكشف بشكل خاص عن طبيعة اليهود ومن ذلك أنهم ناكثو العهود والمواثيق قال تعالى” أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ”، فلا يفون بعهد ولا يحترمون عهودهم ومواثيقهم مع الآخرين، وأبرز مثال على ذلك مسار القضية الفلسطينية التي يتم التلاعب بها من اتفاق لآخر، بدأت بمفاوضات أوسلو، ووصلت إلى اتفاقات بدلا من حل الدولتين- إلى جعل السلطة كحارس وشرطي يعمل تحت إدارة وتوجبه الاحتلال، وجاءت صفقة القرن التي تم اعتماد صيغتها لتشكل المسمار الأخير في نعش القضية الفلسطينية، حيث سيتم تجاوز ما تم الاتفاق عليه بإيحاد حل نهائي بمسمى (كيان فلسطيني) لا كما هو متفق عليه (حل الدولتين) وفقا لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن المتعلقة بالقضية وهي عبارة (الكيان) عن أراضي المنطقتين (أ، ب) من الضفة الغربية، وبعض أراضي المنطقة ج، بالإضافة إلى غزة الموسعة، التي سيتم تهجير الفلسطينيين باتجاه شمال سيناء بالاتفاق مع الجانب المصري، فالسيناريو معد مسبقا ولم يبق غير التنفيذ.


ولأن غزة تحت سيطرة حماس فإن السلطة الفلسطينية ستتكفل بفرض الحصار عليها من جانب ومصر من الجانب الآخر، حتى لا يتكبد الصهاينة عناء ذلك وهو ما يساعده على الاستعداد لفرض الحل الذي يريده باستخدام القتل والإبادة وارتكاب الجرائم التي تهدف إلى تدمير الإنسان والبيئة وجعلها غير صالحة للعيش عليها كما أمر بذلك رئيس إسرائيل ورئيس الوزراء وغيرهما من قيادات الدولة والجيش الصهيوني، فالصفقة تشير إلى (إضعاف المقاومة الفلسطينية في غزة بشكل جذري وكسر شوكتها، وربما اللجوء إلى خطوات عنيفة وصادمة)، وهنا نجد أن مشروع القرار الأمريكي يضمن للصهاينة تحقيق كل تلك الأهداف، فهو يربط بين اطلاق أسرى الحرب وبين استمرار الإنذار الصهيوني لإخلاء شمال غزة من السكان وإتاحة المجال لإبادتهم وقتلهم جوعا وعطشا أو بالقنابل والصواريخ والمدافع والدبابات وارتكاب المجازر واحدة تلو أخرى، وإضافة إلى ذلك يمنح المجرمين الحق في استهداف النازحين الهاربين من القتل والإبادة إلى منطقة رفح على الحدود المصرية، ولنفس السبب فلا مكان آمن لأي بشر، طفلا كان أو امرأة أو حتى شيخا، أو حتى حيواناً، من القتل طالما أن من يسميهم القرار أنهم رهائن لازالوا في أيدي المقاومة، والتي أعلن أرباب الإجرام من قادة الصهاينة (نتن ياهو) أن من أهداف الحرب استعادة الأسرى، لكنه لم يظفر بشيء سوى أنه استعاد جثثهم وقتلهم بنفسه.
ورغم مرور أكثر من ستة أشهر على العدوان الصهيوني الصليبي على غزة، لم يستطع المجتمع الدولي بمنظومته- فرادى وتجمعات أن يفك الحصار الذي فرضه الصهاينة والمتحالفون معهم، ولا إدخال المساعدات الإنسانية رغم انتشار المجاعة واستشهاد الكثير من النساء والأطفال وغيرهم جراء الممارسات الإجرامية الهادفة إلى إبادة الشعب الفلسطيني، وهنا جاءت الفكرة اليعقوبية للسياسات الإجرامية، بإنشاء رصيف المساعدات الذي لن يستفيد منه في المقام الأول والأخير سوى الصهاينة والمتحالفين معهم، في تعزيز سيطرتهم على الشواطئ بعد أن فرضوا السيطرة الكاملة على البر والجو، ولم يتبق سوى البحر، وهو ما سيتم من خلال الرصيف البحري الممول من الدول العربية، مساعدة وخدمة للصهاينة والمتحالفين معهم.
أما فتح المعابر الحدودية، فإن مصر لن تخالف أوامر وتوجيهات البيت الأبيض والصهاينة، حتى لو تم إلقاء اللوم عليها وتحميلها المسؤولية أمام الرأي العالمي والعربي والإسلامي.
إذاً فإن القرارات الأممية ملزمة كانت أو غير ملزمة، لا تعني شيئاً بالنسبة للصهاينة، فمنذ أن أنشئ الكيان لم يحترم أي قرار، سوى قرار التقسيم الذي أثبت له شرعية وجوده، وسرعان ما انتهكه وألغاه وألقاه في سلة المهملات حتى وإن كان البعض يشير إليه في معرض التذكير بالقصية الفلسطينية، وإثبات وجود فلسطين، وأنه تم احتلالها من قبل الصهاينة، وتحويل شعب فلسطين إلى لاجئين ومشردين في أقطار العالم، وبينما يسمح لليهود الذين ليست لهم علاقة بالقدوم والاستقرار في أرض فلسطين تحت مسمى “أرض الميعاد”، يسن الصهاينة القوانين والتشريعات لمنع حق العودة للاجئين الذين تم تهجيرهم وطردهم من أراضيهم وبيوتهم ومزارعهم، ولذلك فقد اقترحت (صفقة القرن) توطينهم في أراضي الضفة الغربية والأردن، وغزة وشمال سيناء، من أجل تعزيز التواجد اليهودي على أرض فلسطين بإنشاء المستوطنات، واستقدام اليهود إليها، لكن طوفان الأقصى (7 أكتوبر) أعاد التذكير بأساس القضية الفلسطينية وبالمظلومية التي يتعرض لها الفلسطينيون، وعرَّت السياسات الصهيونية والحلف الصليبي بتوجهاته الجديدة، وتحت رعاية أمريكا، وهو تحول هام في مسارات الصراع العربي –الصهيوني، بشكل عام حتى وإن حاول صهاينة العرب حكام وصانعو القرار، من العملاء والخونة، دعم وإسناد الكيان الصهيوني، وتحطيم كل الإمكانيات للمقاومة الفلسطينية، وأيضاً محاصرة الشعوب والحركات الداعمة للقضية الفلسطينية.
صحيح أن ما تعرضت له غزة من إجرام يفوق الخيال من حيث البشاعة والإجرام غير المسبوق في كل الحروب، من دمار وإبادة، وحصار ومجاعة تهدف إلى قتل الأطفال في أرحام أمهاتهم، لكن هذه الحرب كشفت حقيقة المنافقين والعملاء والخونة على مستوى كل قطر من الخليج الهادر إلى المحيط الثائر، وهي مرحلة أولية في تحرير الوعي الزائف الذي يبثه هؤلاء في أوساط الشعوب العربية والإسلامية، ابتداءً من إسلامهم، وعروبتهم، وانتهاء بعمالتهم وخباثتهم.
الجيش الصهيوني اليوم لا يقاتل على أرض فلسطين وحده، بل تقاتل معه جيوش التحالف الصليبي وصهاينة العرب (ملوكاً ورؤساء وغيرهم)، يقاتل معهم أئمة النفاق، والمأجورون والخونة من القائمين على وسائل الإعلام العربية والأجنبية، والذين هددهم الصهاينة علناً وعلى رؤوس الأشهاد أن يقوموا بدورهم في الدفاع عن اليهود، ما لم فإن الفضائح قادمة، والتمويلات التي منحت لهم سيتم منعها، وصدق الله القائل: (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا)، سيطرة على وسائل الإعلام والسياسة والدين والحكام وغيرهم، لكن رغم ذلك فالأرض لله، وتجري وفق سننه وقوانينه التي أوجدها، حتى وإن ظن المستكبرون أنهم يستطيعون بما لديهم من إمكانيات مادية وغيرها أن يغيروا ويفعلوا ما يحلو لهم، فإرادة الله غالبة- ولا يحدث في الكون إلا ما أراد وقدر، قال تعالى: (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ).

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مركز فلسطين: العدو الصهيوني يقتل 12 أسيرًا في سجونه بالتعذيب والإهمال الطبي منذ بداية العام

 

الثورة نت/

أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات العدو الصهيوني تواصل جرائمها بحق الأسرى في السجون، والتي تضاعفت خلال حرب الإبادة على قطاع غزة، ووصلت إلى حد القتل، حيث اغتال العدو (12) أسيراً منذ بداية العام الجاري.

وأوضح مركز فلسطين أن عدد شهداء الحركة الأسيرة ارتفع خلال العام الجاري إلى (303) شهداء بارتقاء (12) شهيداً داخل سجون العدو، منهم (11) ارتقوا نتيجة جريمة الإهمال الطبي المتعمد للحالات المرضية بين الأسرى والتعذيب القاسي المحرَّم دولياً الذي يمارسه العدو بحق الأسرى، وخاصة أسرى قطاع غزة، بينما ارتقى أسير قاصر نتيجة سياسة التجويع.

وأشار إلى أن خمسة من الشهداء من معتقلي قطاع غزة، الذين اعتقلتهم قوات العدو خلال الاجتياح البري للقطاع بعد مداهمة منازلهم وأماكن النزوح في المدارس والمستشفيات، وجميعهم مدنيون لا علاقة لهم بفصائل المقاومة، وارتقوا نتيجة التعذيب في مسالخ العدو والإهمال الطبي المتعمد، وهم: “محمد العسلي، وإبراهيم عدنان عاشور، وعلي البطش، ومصعب أبو هنية، ورأفت أبو فنونة”، وجميعهم ارتقوا نتيجة التعذيب.

وأضاف: بينما ارتقى 7 شهداء من أسرى الضفة الغربية المحتلة نتيجة الإهمال الطبي، بسبب سياسة التجويع التي أدت إلى نقص كفاءة عمل أجهزة الجسم وتراكم الضعف والمرض على جسده، وأدَّت تراكمياً إلى الوفاة.

وحذر مركز فلسطين لدراسات الأسرى من استمرار سياسة القتل بحق الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، نتيجة تواصل سياسات الاحتلال القمعية والعدوانية بحق الأسرى، وإصرار حكومة الاحتلال المتطرفة على مواصلة جرائمها بحقهم، وتوفير الحماية لمرتكبي تلك الجرائم.

وأكد المركز أن الاحتلال أمعن بشكل خطير منذ السابع من أكتوبر للعام 2023 في قتل الأسرى الفلسطينيين داخل سجونه بعدة وسائل، أبرزها التعذيب، والإهمال الطبي، والتجويع، والضرب، حيث ارتقى (66) شهيداً من المعلومة هوياتهم خلال تلك الفترة.

وأشار مركز فلسطين إلى أن سياسة قتل الأسرى تصاعدت نتيجة الدعم الواسع من وزراء حكومة الاحتلال المتطرفين، وإعطاء الضوء الأخضر لمحققي الشاباك بممارسة كل أشكال التعذيب المحرّم دولياً ضد الأسرى.

ونوّه إلى أن شهداء الحركة الأسيرة هم من معلومي الهوية، بينما هناك عشرات الشهداء مجهولي الهوية تم إعدامهم سواء بإطلاق النار عليهم أو من خلال التعذيب والإهمال الطبي والتجويع..

وطالب مركز فلسطين المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بالتدخل الفوري وتشكيل لجان تحقيق لتوثيق جرائم القتل والتعذيب بحق الأسرى.

مقالات مشابهة

  • نواب البرلمان: ما يحدث بغزة جريمة ضد الإنسانية.. ومصر ثابتة في دعم القضية الفلسطينية
  • برلماني: ما يحدث بغزة جريمة إنسانية.. وموقف مصر ثابت في دعم القضية الفلسطينية
  • السيد الخامنئي: لا ينبغي للدول الإسلامية نسيان القضية الفلسطينية ويجب التصدي لجرائم الكيان الصهيوني وداعميه
  • السيد الخامنئي: لا ينبغي للدول الإسلامية نسيان القضية الفلسطينية
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • وزير‎ الخارجية والهجرة يستقبل نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ونائب رئيس دولة فلسطين
  • سفير مصر لدى روسيا: مصر تتواجد دائما في خط الدفاع الأول عن القضية الفلسطينية
  • “مركز فلسطين”: العدو الصهيوني يقتل 12 أسيرًا في سجونه بالتعذيب والإهمال الطبي
  • ولي العهد يستقبل نائب رئيس دولة فلسطين ويبحثان تطورات الأوضاع الفلسطينية
  • مركز فلسطين: العدو الصهيوني يقتل 12 أسيرًا في سجونه بالتعذيب والإهمال الطبي منذ بداية العام