بقلم : أياد السماوي ..

في أحدث ظهور له على وسائل الإعلام ، وفي لقاء له على قناة السومرية ، تحدّث المخلوع محمد الحلبوسي ، بأنّ إيران وأذرعها هم من كانوا وراء خلعه من منصبه وليس خصومه المعارضين له من السنّة .. وبطبيعة الحال أنّ المخلوع أراد بهذا الاتهام الموّجه إلى المحكمة الاتحادية العليا ، أن يوّجه الرأي العام العراقي إلى قضيتين خطيرتين .

. القضية الأولى التي أراد المخلوع من خلالها أن يقول للرأي العام العراقي ، أنّ موضوع التزوير والحنث باليمين الدستوري ومخالفة الدستور ، لم تكن السبب والدافع وراء قرار المحكمة الاتحادية العليا ، بل أنّ وطنيته ( التي تخرّ من أذنيه ) والتي تتقاطع مع المطامع والتطلعات والأهداف الإيرانية ، هي التي تسبّبت بخلعه من منصبه ، باعتباره قد رضع الوطنية ومعاداة مطامع الفرس ( المجوس ) وهو في المهد من سيده وسيد أبيه المقبور صدّام( لعنه الله ولعن أبناءه ) ..
والقضية الثانية التي أراد المخلوع خداع الرأي العام العراقي بها ، هي أنّ المحكمة الاتحادية العليا ليست سوى أداة إيرانية تحرّكها إيران كيفما تشاء وكيفما ترغب وبحسب ما تقتضيه مصالحها في العراق ، وهو بهذا الاتهام يشير إلى أنّ أعضاء هذه المحكمة ورئيسها ، ليسوا سوى عملاء تابعين إلى إيران ويأتمروا بأوامرها ، وفي كلتا الإشارتين أراد المخلوع من حديثه أن ينتزع صفة الوطنية عن المحكمة الإتحادية العليا وأعضاءها ورئيسها وإلباسها لباس التبعية إلى إيران ، فالوطنية عند المخلوع صفة لا يتحلّى بها سوى البعثيون الصداميون الذي ينتمي لهم المخلوع هو وأبيه ..
لكنّ المخلوع لايعلم أنّ صناعة قرار الحق الذي صدر بحقه وأدّى إلى إلغاء عضويته من مجلس النواب هو الدعوى التي رفعها وترافع عنها وقدّم الدليل تلو الدليل هو النائب ليث الدليمي الذي رفض الذل والخنوع الذي حاول المخلوع فرضه عليه ..وبالتالي نقول له عليك أن لا تزرع الفتنة الطائفية من خلال ذلك لأنّ السنّة في مجلس النواب هم جزء لا يتجزأ من الشعب العراقي الذي رفض سياستك كما رفض سياسة المجرم صدام ، والسنّة لهم قيمهم الإنسانية والأخلاقيّة والوطنية كبقية الشعب العراقي ، وأنّ الانتقاص من تلك القيم هو انتقاص من قيم الشعب ، وعليك أن تعرف أيضا أنّ الله يمهل ولا يهمل ، إنها عدالة السماء في الأرض وعدالة الوطنيين الأحرار في رفض الظلم ورفض كل ما ينتقص من قيم هذا الشعب .. ولهذا من الطبيعي جدا أن يحاول المخلوع أن ينتزع صفة الوطنية وصفة العدالة عن هذه المحكمة التي هدمت كيانه الرملي وانتفضت لكرامة الوطن من أن يعتلي رئاسة السلطة التشريعية مزوّر أفّاق ضرب عرض الحائط كلّ القيم التي يجب أن يتحلّى بها من هو بهذا المنصب .. والحقيقة لا عتب على من رضع البعث وهو في المهد ، لكنّ العتب كلّ العتب على من لا زال يجلس معه ويستمع له ويمدّ يده إليه من أجل إنقاذه .. فإذا كانت لدينا ذرة واحدة من الكرامة والعزّة والإخلاص لهذا الوطن ومؤسساته الدستورية والقانونية ، فعلينا جميعا أن ننتفض بوجه هذا الأفّاق المزوّر ، ليس من أجل الدفاع عن قرارات هذه المحكمة وأعضاءها ورئيسها فحسب ، بل من أجل سمعة قضاءنا العراقي الذي ضرب أروع الأمثلة في الدفاع عن النظام والقانون والدستور وحماية وحدة البلد والدفاع عن حقوق مواطنيه .. فالذي أزالك من مكانك أيّها المزوّر الأفّاق هي عدالة السماء وليست إيران ..
أياد السماوي
في ٤ / ٤ / ٢٠٢٤

اياد السماوي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

الحكيم يؤكد على الاهتمام بمكونات العراق.. جسورا للتواصل مع شعوب المنطقة والعالم

بغداد اليوم -بغداد

أكد زعيم تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، اليوم السبت (1 آيار 2024)، على ضرورة الاهتمام بمكونات الشعب العراقي لتكون للتوصل مع شعوب العالم والمنطقة بما يخدم مصالح البلد.

وذكر المكتب الإعلامي للحكيم في بيان تلقته "بغداد اليوم"، أن "الحكيم التقى عددا من النخب الكردية من أكاديميين ورؤساء مراكز بحثية".

وأشاد الحكيم بحسب البيان، بـ"دور النخب في معالجة الإشكالات المجتمعية والاقتصادية والسياسية فيما حملهم مسؤولية التواصل فيما بينهم وأخذ المبادرة في الملفات كافة".

وقال الحكيم، إن "العراقيين أمة تضم تنوعا مهما، مما يتطلب إدارة هذا التنوع واستثماره لتكون المكونات العراقية جسورا للتواصل مع شعوب المنطقة والعالم بما يخدم مصالح البلد".

وشدد على "إشاعة الإيجابيات والتفاؤل وتعريف الناس بحجم المنجز الذي تحقق"، مبينا "أهمية تعريف الأجيال الحالية واللاحقة بسلبيات وجرائم النظام الصدامي وما عاناه الشعب العراقي من قتل وقمع ومصادرة حريات وعبث بالإمكانات".

ولفت الحكيم الى "أهمية إدامة الحوار بين بغداد وأربيل"، موضحا أن "اللقاءات والحوارات تحت سقف الدستور والقوانين النافذة كفيلة بحل الإشكاليات العالقة".

وأعرب الحكيم عن "تفاؤله بالمضي بمشروع توطين الرواتب لموظفي إقليم كردستان أسوة بباقي موظفي الدولة العراقية".

مقالات مشابهة

  • الحكيم يؤكد على الاهتمام بمكونات العراق.. جسورا للتواصل مع شعوب المنطقة والعالم
  • تبرئة لابورتا في قضية نيجريرا
  • قبل ترامب.. زعماء أدينوا جنائيا في هذه الألفية
  • دعموش: لو أراد الأميركي إيقاف الحرب المتوحشة على غزة لفعل ذلك بلحظات
  • تأجيل محاكمة الطاقم الطبي المعالج لمارادونا
  • بعد ضجة النقض غير المسبوق لإحدى قرارات المحكمة الاتحادية.. ما القصة الكاملة؟
  • ترامب يعلق على قرار إدانته في قضية دفع الأموال للممثلة الإباحية
  • الإدارية العليا: حفظ مخالفة العامل من النيابة الإدارية لا يحجب سلطة الإدارة فى الجزاء
  • وفاة مارادونا.. قرار جديد بشأن قضية الإهمال الطبي
  • النائب العام يلتقي برئيس المحكمة العليا في كوريا الجنوبية