والله ما خلعتك إيران من منصبك ، بل عدالة السماء ..
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
بقلم : أياد السماوي ..
في أحدث ظهور له على وسائل الإعلام ، وفي لقاء له على قناة السومرية ، تحدّث المخلوع محمد الحلبوسي ، بأنّ إيران وأذرعها هم من كانوا وراء خلعه من منصبه وليس خصومه المعارضين له من السنّة .. وبطبيعة الحال أنّ المخلوع أراد بهذا الاتهام الموّجه إلى المحكمة الاتحادية العليا ، أن يوّجه الرأي العام العراقي إلى قضيتين خطيرتين .
والقضية الثانية التي أراد المخلوع خداع الرأي العام العراقي بها ، هي أنّ المحكمة الاتحادية العليا ليست سوى أداة إيرانية تحرّكها إيران كيفما تشاء وكيفما ترغب وبحسب ما تقتضيه مصالحها في العراق ، وهو بهذا الاتهام يشير إلى أنّ أعضاء هذه المحكمة ورئيسها ، ليسوا سوى عملاء تابعين إلى إيران ويأتمروا بأوامرها ، وفي كلتا الإشارتين أراد المخلوع من حديثه أن ينتزع صفة الوطنية عن المحكمة الإتحادية العليا وأعضاءها ورئيسها وإلباسها لباس التبعية إلى إيران ، فالوطنية عند المخلوع صفة لا يتحلّى بها سوى البعثيون الصداميون الذي ينتمي لهم المخلوع هو وأبيه ..
لكنّ المخلوع لايعلم أنّ صناعة قرار الحق الذي صدر بحقه وأدّى إلى إلغاء عضويته من مجلس النواب هو الدعوى التي رفعها وترافع عنها وقدّم الدليل تلو الدليل هو النائب ليث الدليمي الذي رفض الذل والخنوع الذي حاول المخلوع فرضه عليه ..وبالتالي نقول له عليك أن لا تزرع الفتنة الطائفية من خلال ذلك لأنّ السنّة في مجلس النواب هم جزء لا يتجزأ من الشعب العراقي الذي رفض سياستك كما رفض سياسة المجرم صدام ، والسنّة لهم قيمهم الإنسانية والأخلاقيّة والوطنية كبقية الشعب العراقي ، وأنّ الانتقاص من تلك القيم هو انتقاص من قيم الشعب ، وعليك أن تعرف أيضا أنّ الله يمهل ولا يهمل ، إنها عدالة السماء في الأرض وعدالة الوطنيين الأحرار في رفض الظلم ورفض كل ما ينتقص من قيم هذا الشعب .. ولهذا من الطبيعي جدا أن يحاول المخلوع أن ينتزع صفة الوطنية وصفة العدالة عن هذه المحكمة التي هدمت كيانه الرملي وانتفضت لكرامة الوطن من أن يعتلي رئاسة السلطة التشريعية مزوّر أفّاق ضرب عرض الحائط كلّ القيم التي يجب أن يتحلّى بها من هو بهذا المنصب .. والحقيقة لا عتب على من رضع البعث وهو في المهد ، لكنّ العتب كلّ العتب على من لا زال يجلس معه ويستمع له ويمدّ يده إليه من أجل إنقاذه .. فإذا كانت لدينا ذرة واحدة من الكرامة والعزّة والإخلاص لهذا الوطن ومؤسساته الدستورية والقانونية ، فعلينا جميعا أن ننتفض بوجه هذا الأفّاق المزوّر ، ليس من أجل الدفاع عن قرارات هذه المحكمة وأعضاءها ورئيسها فحسب ، بل من أجل سمعة قضاءنا العراقي الذي ضرب أروع الأمثلة في الدفاع عن النظام والقانون والدستور وحماية وحدة البلد والدفاع عن حقوق مواطنيه .. فالذي أزالك من مكانك أيّها المزوّر الأفّاق هي عدالة السماء وليست إيران ..
أياد السماوي
في ٤ / ٤ / ٢٠٢٤ اياد السماوي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
ما الذي سيغري إيران بالعودة للمفاوضات مع واشنطن؟
رغم أجواء التوتر التي خلفتها حرب يونيو/حزيران في علاقات البلدين، عاد الحديث من جديد عن محادثات محتملة بين واشنطن وطهران، وهو ما أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب -في خطابه الخميس في ولاية "آيَـوا"- "أن إيران ترغب في التحدث إلى الولايات المتحدة" وأنه على استعداد للقاء ممثلين عنها إذا لزم الأمر.
وفي ذات السياق، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي نقلا عن مصدرين مطلعين، أن المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف يعتزم لقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في عاصمة النرويج أوسلو الأسبوع المقبل لاستئناف المحادثات النووية.
ووفق "أكسيوس"، فإن واشنطن وطهران لم تحددا بعد موعد اللقاء نهائيا، ولم تعلن أي منهما عن الاجتماع رسميا، مؤكدا نقلا عن المصدرين، أن ويتكوف وعراقجي على اتصال مباشر منذ نهاية الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران.
وفي حال عُقد الاجتماع، فسيكون أول محادثات مباشرة بين البلدين منذ أن شنّت إسرائيل والولايات المتحدة ضربات على مواقع نووية إيرانية في يونيو/حزيران الماضي، وأدت -حسب ترامب- إلى محو البرنامج النووي الإيراني.
ومع توالي التقارير من الجانب الأميركي عن مباحثات محتملة مع طهران، لم تخف الأخيرة رغبتها في استئناف هذه المباحثات، وهو ما صرح به مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني بقوله، إن بلاده مع الدبلوماسية، بشرط أن تقنعهم واشنطن بأنها لن تستخدم القوة أثناء التفاوض. كما شدد على أن سياسة بلاده في التخصيب لم تتغير، وأن لها كل الحق في التخصيب داخل أراضيها.
ورغم تمسك إيران بالدبلوماسية وباستئناف مباحثاتها مع الأميركيين، إلّا أنها تنظر لهذه المحادثات -إن حصلت- على أنها ستكون معقدة ومتشابكة، وأهدافها مختلفة كليا عن الأهداف الأميركية، كما يقول مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز، والذي أشار أيضا -في مداخلته ضمن برنامج "ما وراء الخبر"- إلى أن طهران لم تعد تثق في الأميركيين وتريد أن تبدأ التفاوض من حيث انتهت الحرب الأخيرة.
إعلانويقول الإيرانيون، إن الضربات الأميركية والإسرائيلية لمنشآتهم النووية لم تضعف موقفهم، وإنهم في حال قرروا الذهاب إلى مفاوضات مع الأميركيين فسيفرضون شروطا أكثر تعقيدا من تلك التي فرضوها أثناء مباحثات مسقط وروما، وهو ما أشار إليه الدبلوماسي الإيراني السابق، طهران هادي أفقهي، حيث قال لبرنامج "ما وراء الخبر" إن الشروط الإيرانية ستكون بأن "حق التخصيب لا يسقط ولا نناقش عليه".
وفي نفس السياق، استبعد أفقهي وجود اتصالات بين بلاده والأميركيين، "لم نسمع من أي مسؤول إيراني رسمي أنه قبل الدعوة أو كانت هناك اتصالات بالجانب الأميركي، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة".
تغيير وليس قلب النظامويذكر أن الولايات المتحدة وإيران عقدتا منذ أبريل/نيسان الماضي، 5 جولات من المحادثات غير المباشرة بوساطة سلطنة عمان، استضافتها مسقط وروما، كانت تهدف إلى إيجاد حل دبلوماسي جديد بشأن برنامج إيران النووي قبل أن تشن إسرائيل ضرباتها في 22 يونيو/حزيران الماضي مستهدفة مواقع نووية وعسكرية إيرانية، واغتالت عددا من القيادات العسكرية والعلماء النوويين، قبل أن ترد إيران بهجمات صاروخية واسعة في حرب استمرت 12 يوما، ليعلن الرئيس الأميركي فجأة وقفا لإطلاق النار بين البلدين.
وحسب الضيف الإيراني، لم يكن هدف الضربات الأميركية البرنامج النووي الإيراني بل قلب النظام الإيراني، وأن ترامب في عز التفاوض والحلول الدبلوماسية قلب الطاولة وذهب إلى الحرب بإصرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب لـ المحكمة الجنائية الدولية)، في اعتداء صارخ للقوانين الدولية وقوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما قال.
وإذا كانت إيران ستفرض شروطا جديدة ومختلفة في حال ذهبت إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن، فإن الأخيرة لا تزال متمسكة بمقاربتها السابقة في التعامل مع طهران، وفي هذا السياق، يؤكد العقيد هاينو كلينك، المستشار العسكري السابق بمجلس الأمن القومي الأميركي لبرنامج "ما وراء الخبر" أن "البيت الأبيض يأمل عودة إيران إلى طاولة المفاوضات بنظرة واضحة، وبأن الخيار إلى النووي طريق مسدود".
وما يهم واشنطن -يواصل الضيف الأميركي- هو أن "يكون النظام الإيراني منفتحا على تغيير سلوكاته"، مشيرا إلى أن ترامب لا يبحث عن تغيير النظام الإيراني، وبأنه يتخذ قرارات ذات سيادة في تعالمه مع طهران من أجل التوصل لحل دبلوماسي طويل الأمد.