أقصر خطبة في التاريخ لمحمود الحسنات تلقى تفاعلا / شاهد
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
#سواليف
إزاء #الصمت العالمي المريب حيال #مأساة #غزة والعدوان الوحشي الذي تشنه إسرائيل على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي، لخص الشيخ الغزي “ #محمود_الحسنات ” ما يجري في، خطبة الجمعة، بأحد #مساجد #تركيا حيث يقيم منذ سنوات بكلمات موجزة لأنه لم يعد للكلام من معنى أو تأثير.
وقال الحسنات في خطبته الاستثنائية حسبما ذكر على حساباته بمواقع التواصل: “إذا كان أكثر من ٣٠ ألف شهيد و٧٠ ألف جريح ومليوني مشرد لم يستطيعوا إيقاظ الأمة.
مقالات ذات صلة شهادات مؤلمة لوفد الإغاثة الطبي الكويتي حول الوضع الصحي في غزة (فيديو) 2024/04/06
وبهذه #الخطبة يكون الشيخ محمود الحسنات قد قدم #أقصر_خطبة في #تاريخ_العالم_الإسلامي، موجها اللوم فيها للأمة الإسلامية على سباتها العميق الذي أصبحت تغط فيه وتبلد ضمائرهم تجاه الحرب في غزة.
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مع أقصر خطبة للشيخ الحسنات واصفين إياها بما قل ودل بعد أن بات الكلام عبئاً على قائله.
وفي هذا السياق علق د. صريح صالح القاز: “كأن فلسطين ليست لا عربية، ولا إسلامية وكأنها في أطراف سيبيريا ليست في الوطن العربي”.
كأن فلسطين ليست لا عربية، ولا إسلامية وكأنها في أطراف سيبيريا ليست في الوطن العربي.
— د. صريح صالح القاز – Dr: sareeh saleh algaz (@sareehalgaz) April 4, 2024وعقب “حسين جابر توفيق” اللهمَّ لا يمضي رمضان إلا وغـزة عالية راضية منصورة مجبورة مفتوح عليها بركات من السماء والأرض”.
وقال “علاء دلول”: “نحن في حرب صليبية علنيو علي الاسلام والمسلمين لكن معنا الله”. واستدرك مخاطباً الشيخ الحسنات :” ثبتكم الله لنصرة دينه والحق شيخنا الفاضل محمود ربي يحفظكم”.
نحن في حرب صليبية علني علي الاسلام والمسلمين لاكن معنا الله ثبتكم الله لنصرة دينة والحق شيخنا الفاضل محمود ربي يحفظكم ☝????????
— Alla dalloul (@AllaDallou54455) April 3, 2024من هو الشيخ محمود الحسنات؟
محمود سلمان جبريل الحسنات هو داعية، وخطيب، وكاتب فلسطيني، ولد في مخيم جباليا، في 3 سبتمبر 1989، مقيم في تركيا.
نشأ وترعرع في قطاع غزة، يعتبر واحداً من مشاهير اليوتيوب في الوطن العربي؛ إذ يتابعه أكثر من 5 مليون متابع حتى تاريخ 25 تشرين الثاني 2023، وأكثر من 6.3 مليون متابع على الفيسبوك، ونحو 196 ألف على تويتر. في عام 2006 حصل على المركز الأول على مستوى فلسطين في مسابقة في فن الخطابة.
سجن في السودان
بعد إقامته لنحو من 3 سنوات في السودان لإكمال دراسته، وفي 26 يوليو 2020 اعتقلته السلطات السودانية لعدة أسابيع بحجة أنه شارك في مظاهرات ولكنه نفى ذلك؛ ولم تقدم السلطات أي دليل على ذلك فأفرجت عنه، مما أثار الكثير من ردود الفعل. لاحقاً وبعد الإفراج عنه خرج محمود الحسنات من السودان وتوجه لتركيا.
يذكر أن عائلة الداعية الفلسطيني محمود الحسنات استشهد عدد كبير منها، حيث استشهد 14 فردا من عائلة الداعية الفلسطيني الشهير، وذلك إثر العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة و كان من بينهم 4 من أخواله، عمه وحفيده البالغ من العمر 9 أشهر، إضافة إلى ابن عمه وأطفاله الخمس، علاوة على إصابة شقيقته وبقية أفراد عائلته بجروح.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الصمت مأساة غزة محمود الحسنات مساجد تركيا الخطبة أقصر خطبة محمود الحسنات
إقرأ أيضاً:
رجال غزة.. حُماة الثغور عبر التاريخ
حمد الناصري
قد تصنع جغرافيا صغيرة، تاريخًا كبيرا، وهذا ما حدث في غزة على مدار عقود طويلة، أكدتها في السابع من أكتوبر 2023، استطاعت تلك المساحة الضئيلة أن تشكّل مُجتمعا صامدا، مُجتمعا لم يضعف ولم يهن ولم يخضع؛ بل يزداد صُمودًا إلى درجة أنه حُرم من العيش الآمن ونال من قسوة الاحتلال الصهيوني ما لم ينلهُ شعب عبر امتداد طويل وواقع سياسي صعب وقاسٍ، وتلقى النكبات تلو الأخرى، ولم يجزع ولم يهِن ولم يضعف ولم يُظهر غير الصبر والثبات.
77 عامًا من النكبات والشتات، بدءًا من نكبة 1948، والتي شهدت أكبر عملية تهجير أولى عرفها الشعب الفلسطيني بعد أن دُمّرت قراهم ومُدنهم، فعانى الشعب الفلسطيني الويلات والنكبات المُتتالية ومن القسوة والشتات في كل بقاع الأرض.. في هذا اليوم المشؤوم أعلن تأسيس دولة إسرائيل على أرض فلسطين.
ولم يتكيّف الفلسطيني مع الوضع ولم يرضخ له أو يعترف به، وظلت الأجيال تتوارث فكرة المقاومة من جيل إلى جيل برغم قسوة التهجير والحرب غير المُتكافئة في معظم الأحيان، فمضت نكبة التهجير المريرة وتلتها نكبة الصراع الطويل. وفي هذا الواقع المرير لعِب رجال هذه الأرض المباركة دور المُواجهة الدائمة مع الاحتلال الإسرائيلي، وبقي الفلسطيني صامدًا مُحتسبًا مدافعًا عن أرضه ووطنه، وأسّس حركة الفداء للأرض والوطن، حركة عُرفت بـ"الفدائيين"، ثم جاء بعدها العُدوان الثلاثي عام 1956، ثم نكسة أكبر من التي قبْلها، نكسة الخامس من يونيو 1967، وفي هذه النكبة المُدمّرة، التهمتْ الصهيونية الإسرائيلية الأراضي والمباني وعيْنها على ما تبقى من المساحة الخضراء لغزة.
77 عامًا لا هدوء فيها ولا فرح؛ بل هي سِنين من أسرار المُواجهة الصامدة من أجل الأرض والوطن وبحرها الذي أصبح النافذة الوحيدة لكل قطاع غزة.. احتلال غاشم مُتطفّل لا كيان له، سوى "وعد بلفور" الصادر بتاريخ 2 نوفمبر 1917، وعْدٌ صدر من المُستعمر البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى، دعمًا لتأسيس "وطن قومي لليهود" في فلسطين، نصّه كالتالي: "تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قوميّ للشعب اليهوديّ في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليًا أنه لن يُؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".
وعد بلفور المشؤوم في 1917، والذي يُنسب إلى آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا العظمى وأيرلندا وهو رسالة إلى اللورد ليونيل دي روتشيلد؛ وهي عائلة بريطانية يهودية، مُهيمنة على الوعد وحوّلته إلى واقع شرّاني بائس وقبيح، وصار يُعرف بالاتحاد الصهيوني البريطاني.
ومن وسط ركام الحروب يُولد دائمًا الأمل؛ فمن بين المحن التي توالت على الأمة عامة، وعلى فلسطين خاصة، استطاعت حركة حماس التي أسسها الشهيد القعيد الشيخ أحمد ياسين، أن تتجاوز التوقعات المرة، وأن تصنع أملًا جديدًا تحيا عليه الأمة حتى الساعة، تصنع فيه المعجزات التي صنعها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، وتتفوق على آلة الحرب الصهيونية في الأراضي المقدسة، فمنذ القرن العشرين وحركة حماس في تحدٍّ يفوق الخيال؛ إذ أصبح الغرب مدهوشًا بالأفكار السريالية التي تقوم بها حركة حماس وركّزت المقاومة على تحرير العقل الغزّاوي، ودعتهم إلى تجاوز واقع القسوة والشتات إلى واقع فيه لبُوس من العزة والكرامة.. فحرّرت غزة رغم التواطؤ العالمي والمحلي، ورغم أنّ الجيش الإسرائيلي المُتطور تقنيًا والمدعوم بقوة غربية أوروبية وأسلحة حديثة، لم يستطع تحقيق هدفه أو الدخول إلى عُمق مساحة غزة لأكثر من 630 يومًا من بدء طوفان الأقصى في 7 أكتوبر.. حيث شهدت هذه الفترة دمار مُستشفيات، وقتلا وحشيا للأطفال، وهدم منازل، وحصارا شاملا، وتجويع شعب كامل أمام أنظار العالم، ولم تُحرك عواطف الإنسانية فيه، قيد أنْملة.
77 عامًا من القتل والدمار والتشريد والتهجير، يُقابلها صنف من الرجال الصامدين، يُسطرون أعمالًا بطولية كل يوم، رغم ألوان من العذاب والتنكيل، وهم يقولون الأرض الأرض..
تُذكّرني أحداث معركة أُحُد العظيمة، زمن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الثالث للهجرة المُباركة والمعركة تُنسب إلى جبل أُحُد العظيم، الذي قال عنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "أُحُد يُحبنا ونحن نحبّ أُحُد"، وتذكّرني حادثة ارتباط الغزّاوي بأرض الأقصى المباركة وتمسّكه بوطنه الفلسطيني بحرًا وأرضًا، بالصحابي الجليل بلال بن رباح وهو يتلقى أشد العذاب وألوان التنكيل من سيّده أمية بن خلف ليترك الإسلام، ولكنه يُواجهه بكلمة "أحد أحد" رافضًا الاستسلام ورافضًا التخلي عن الإسلام بتاتًا، وقد ثبت على إيمانه، حتى اشتراهُ أبو بكر الصديق رضي الله عنه ثم أعتقه لوجه الله.
ويظل الأمل باقيا في رجال الأمة ما بقي الزمان..
خلاصة القول.. تظل أعمال البطولة الشامخة تاريخًا لا يُنسى، وستذكُره الأجيال المُتعاقبة جيلا بعد جيل.. لقد صدق الغزّاويون حين ثبتوا على الأرض وصمدوا لأجْل الأقصى المبارك وتحدّوا الظالمين بقوة بما كانوا يعلمون بأنّ العدو الغاشم خاسر لا محالة وأن وعد الله قريب، فما حدث في المشهد البطولي، الذي هو مثار حديث بطولة جبّارة لا تُستنسخ، مُقاتل غزّاوي تسلّق مجنزرة تابعة لوحدة الهندسة الإسرائيلية وألقى بداخلها عبوة ناسفة أدت إلى مقتل سبعة جنود إسرائيليين كانوا بداخلها.
إنه لمشهد بطولي من مسافة صِفر، جهاد في سبيل الأرض المباركة ووقفة صُمود وعِزة من رجال صدقوا ما عاهدوا عليه الله، وقفة بُطولية عالية، وقفة الأحرار في زمن الصّفقات والخيانات.. الغزّاويون أمة مُؤمنة بربّها، أمة لا تنكسر، شامخة، أمة صابرة، عقيدتها جهادٌ من أجل الأقصى المبارك ومن أجل الوطن والأرض، عقيدة لا مساومة عليها، أمّة الصُمود أثبتت للعالم أجمع أنّ المدرعات لا تُهيب الرجال وأنّ القوة التي لا تُقْهر، قُهِرت بأيدي رجال غزة الأوفياء، وإنه لحديث له ما بعده، بعد أن غيّرت حماس وجه الشرق الأوسط وترسم خريطته من جديد.