قالت وكالة "بلومبيرغ" إن الإسرائيليين يطالبون حكومتهم بالتراجع عن خطة الاجتياح البري لمدينة رفح في غزة، مشددين على أن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن يجب أن يحظيا بالأولوية.

ووفق الوكالة، يرى الإسرائيليون أنه "يمكن في مرحلة لاحقة تحييد حماس عن طريق إغلاق الحدود مع مصر جنوبي القطاع مما يحرم ما تبقى لدى الحركة من الأسلحة التي تزعم إسرائيل أنها تدخل غزة بهذه الطريقة، وهو ما يساعد أيضا في حماية أكثر من مليون فلسطيني نزحوا إلى رفح".

إقرأ المزيد 50 دقيقة مشحونة.. 3 مطالب رئيسية لبايدن في مكالمة "التحذير الأخير" لنتنياهو

ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن الطريقة الوحيدة لهزيمة حماس هي إرسال قوات إلى مدينة رفح، إذ تقول الحكومة إن "ما يتراوح بين 5000 إلى 8000 مقاتل يشكلون 4 كتائب تابعة لحماس متحصنون هناك إلى جانب القادة والعديد من الرهائن.

وقد طرح نتنياهو ومستشاره المقرب وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، هذه القضية أكثر من مرة بما في ذلك خلال المشاورات المتوترة مع واشنطن هذا الأسبوع، وفق "بلومبيرغ".

ولكن في أعقاب مقتل 7 من عمال الإغاثة الدوليين في غارة إسرائيلية، وتزايد القلق العالمي بشأن الوفيات بين المدنيين، وانتشار الأمراض في غزة والتحذيرات من المجاعة في القطاع، حث البعض على إحداث تحول.

والخميس، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال اتصال هاتفي مع نتنياهو إنه ما لم تقم إسرائيل بحماية المدنيين فإن الولايات المتحدة ستعيد النظر في دعمها للحرب المستمرة منذ 6 أشهر.

وذكرت وكالة "بلومبيرغ" أن متحدثا باسم نتنياهو صرح "بأن تل أبيب تأخذ في الاعتبار ما ينصح به حلفاؤها، وستفعل ما هو في مصلحة إسرائيل".

إقرأ المزيد مصادر: الاجتماع الأمريكي الإسرائيلي أظهر انقساما واضحا حول عملية رفح

وتعد الولايات المتحدة أهم حليف لإسرائيل وتوفر قدرا كبيرا من الأسلحة لتل أبيب، حيث لا يرغب أغلبية الإسرائيليين في رؤية علاقات بلادهم مع واشنطن تتدهور نتيجة للحرب.

وأفاد عاموس يادلين المدير السابق للمخابرات العسكرية الذي يقدم المشورة لأعضاء مجلس الوزراء الحربي، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، بأنه على الرغم من أهمية هزيمة تلك الكتائب الأربع في رفح "فإن الأولوية الكبرى هي إغلاق الحدود بين المدينة ومصر".

وأضاف: "يمكن محاصرة هذه الكتائب وفعل الكثير إذا كنت تريد حقا إنهاء الحرب وإعادة الرهائن"، مشيرا إلى أن هدفي الحرب المتمثلين في إضعاف قدرات حماس حتى لا تستطيع تكرار ما فعلته مرة أخرى، وإعادة كل الرهائن "يمكن تحقيقهما".

وتابع: "بعد ذلك يمكننا إعلان النصر والبدء في إعادة بناء إسرائيل".

ومن المتوقع أن يجتمع رؤساء المخابرات من الولايات المتحدة ومصر وقطر وإسرائيل مرة أخرى في القاهرة الأسبوع المقبل، للمضي قدما في المحادثات بشأن وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع والإفراج عن العديد من الرهائن والسجناء الفلسطينيين وتسليم المزيد من المساعدات إلى غزة.

إقرأ المزيد نتنياهو: رمضان والضغوط الأمريكية لا يؤخران الدخول إلى رفح

ورغم أن إسرائيل فتحت هذا الأسبوع معابر حدودية جديدة لدخول المساعدات إلى غزة، فإن اجتياح رفح من المحتم أن يؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين، بغض النظر عن مدى الدقة التي ستتم بها العملية، وفق "بلومبيرغ".

وقالت إسرائيل منذ أسابيع إنها تعمل على إيجاد طريقة تسمح للمدنيين بمغادرة المدينة قبل وقوع أي هجوم، بينما رفض المسؤولون الأمريكيون الخطة باعتبارها "غير كافية".

وقد يكون زعيم حزب الوحدة الوطنية الإسرائيلي بيني غانتس الذي يتقدم بفارق كبير عن نتنياهو في استطلاعات الرأي، من بين المسؤولين الذين يؤيدون عدم الدخول إلى رفح، حيث دعا هذا الأسبوع إلى إجراء انتخابات في سبتمبر المقبل بدلا من عام 2026، وهو الاقتراح الذي رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي فورا.

وإلى جانب المخاوف الأمريكية، يواجه نتنياهو أيضا ضغوطا من الاحتجاجات الإسرائيلية التي شارك فيها ما يقرب من 100 ألف شخص، في نهاية الأسبوع الماضي، من بينهم عائلات الرهائن الذين دعوا إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المختطفين، معتبرين أنه يجب أن "يأخذ الأولوية القصوى بدلا من الحرب".

وحسب الوكالة الأمريكية، فإن العديد من الإسرائيليين "فقدوا الثقة في نتنياهو، ويشعرون بالقلق من أنه يطيل أمد الحرب للبقاء في السلطة، حيث سيواجه التحقيق والانتخابات، ومن غير المرجح أن يحقق نتائج جيدة".

وأشارت "بلومبيرغ" إلى أنه "حتى لو تخلى غانتس وآيزنكوت عن حكومة الحرب الإسرائيلية، فإن نتنياهو لديه ائتلاف حاكم قوي مع شركاء من اليمين، الذين يريدون تنفيذ الهجوم على رفح ويمكن أن يهددوا الحكومة إذا استجاب نتنياهو إلى واشنطن بشأن تغيير السياسة".

وتضيف "بلومبيرغ" أن العملية العسكرية في رفح "ما زالت مرجحة أكثر من عدمها، لكن الخطاب الذي تقوده الولايات المتحدة بدأ يتغير".

المصدر: "بلومبيرغ"

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أسلحة ومعدات عسكرية البيت الأبيض الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القضية الفلسطينية بنيامين نتنياهو تل أبيب جرائم جرائم حرب جرائم ضد الانسانية جو بايدن حركة حماس رفح صواريخ طوفان الأقصى قطاع غزة كتائب القسام مساعدات إنسانية معبر رفح واشنطن وفيات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

مشعل: وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر

الثورة نت /..

قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج، خالد مشعل، الأربعاء، إن القضية الفلسطينية تقف على حضور غير مسبوق استعادة لروحها على الساحة الإقليمية والدولية، بعد أن كانت “مخبأة في الأدراج”.

وأضاف مشعل في مقابلة مع قناة الجزيرة اليوم الأربعاء ، أن القضية اكتسبت أيضا مساحات جديدة إلى جانب المقاومة، ودخلت على شرائح من جيل الشباب الأميركي والأوروبي.

وأوضح أن وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر، وأصبح “الإسرائيلي” منبوذا ينتسب إلى كيان قاتل، وارتكب إبادة جماعية في قطاع محاصر.

وأشار مشعل إلى أن الأمة استيقظت واستعادت الروح تجاه القضية الفلسطينية التي تمثل شرفها، وأن العدو “الإسرائيلي” عدو للأمة بأكملها.

وأكد أن قطاع غزة يدفع ثنا باهظا اليوم في مسيرته نحو التحرر، مستدركا أن الذي “يجبر الفلسطينيين على المُر هو وجود الاحتلال على الأرض”.

وشدد مشعل على أن الإدارة الأميركية تحاول عبر مبادراتها لوقف الحرب وإيجاد حلول، أن تقدم صورة في غزة من شكل استقرار ولو جزئي وانتهاء شلال الدم من أجل تسويق ذلك على الساحة الدولية، لإنقاذ سمعة “إسرائيل”، ومن أجل تطبيع بعض دول المنطقة مع العدو.

وبحسب مشعل، فإن الحرب بصورتها التي تمثل حرب إبادة شاملة التي رأيناها عبر عامين كاملين، لا شك أنها انتهت واستنفدت قدرة المجتمع الدولي على تحملها. مستدركا: “نأمل ألا تعود”.

وبيّن أن الحراك العربي والإسلامي يرفض التهجير واستمرار حرب الإبادة في غزة، لكن الجهد المبذول في الفترة الأخيرة من قادة 8 دول عربية وإسلامية خلال اجتماعهم مع ترامب وأركان إدارته، كان نوعا من الخطوة الختماية للوصول إلى إنهاء الحرب.

ولفت مشعل إلى أن “الحرب انتهت، لكن القتل لن يتوقف”.

وتنتهك “إسرائيل” كل القوانين الدولية في قطاع غزة، دون أن يكترث العالم بذلك، وفقا لمشعل الذي أكد أن المسؤولية الآن تتمثل في أن تطبب جراح غزة وتغاث، وأن يعود الشارع العربي والإسلامي إلى دوره الفاعل للضغط على العواصم الغربية و”إسرائيل” لاستكمال متطلبات المرحلة الأولى من وقف الحرب على غزة، للانتقال إلى المرحلة الثانية.

وأردف مشعل أنه منذ أكثر من شهرين تتعامل “حماس” والمقاومة الفلسطينية بمسؤولية ومرونة كافية لإيقاف الحرب على غزة، ولا تزال تتعامل بانضباط من أجل ألا تعود الحرب وأن يتنفس الناس الصعداء، وأن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية في غزة.

وتابع أن هناك من يريد أن يفرض رؤيته على المقاومة، مثل نزع السلاح، وهو أمر مرفوض في ثقافة الفلسطينيين.

وقال إن المقاومة تريد ضمانة لطرح فكرة ألا يستعرض بسلاحها في غزة (يتم تجميده)، بعيدا عن فكرة نزع السلاح، لأن نزع السلاح يعني نزع الروح، وألا يأتي أي تصعيد عسكري من غزة، مقابل وقف الحرب ووقف التصعيدات والانتهاكات “الإسرائيلية”، مستدركا أن استراتيجية غزة هي التعافي والانشغال بنفسها.

كما أوضح مشعل أن الفلسطيني يعتبر سلاحه روحه، وذلك يعني أن المقاربة بنزع سلاح الفلسطيني يعني نزع روحه.

وقال رئيس “حماس” في الخارج، إنه جرى التوافق برعاية الإدارة المصرية على أن تسلم إدارة قطاع غزة لحكومة تكنوقراط، تلحق بهم قوات شرطة لحفظ الأمن، لصنع صورة مجتمع مدني حقيقي، لكن “إسرائيل” تعطل ذلك.

وأضاف أن فكرة “مجلس السلام” التي اقترحها ترامب، محفوفة بالمخاطر، لأن تحته مجلس تنفيذي يشكل الحكم الحقيقي في غزة، مؤكدا أن ذلك مرفوض بالنسبة للمقاومة، لأنه شكل من أشكال الوصاية ويذكر بالانتداب البريطاني.

وتابع مشعل، أن الحركة إلى جانب حركات المقاومة، يريدون أن يحكم الفلسطيني الفلسطيني، وتعجيل إعادة إعمار غزة، إلى جانب بقاء وقف إطلاق النار وعدم عودة الحرب.

وارتكبت قوات العدو منذ 7 أكتوبر 2023 -بدعم أميركي أوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

مقالات مشابهة

  • دول عربية وإسلامية تصدر بياناً حول «أونروا».. أمريكا تجدد دعم إسرائيل!
  • غولان: كان بالإمكان إعادة محتجزين بغزة أحياء لولا تعنت حكومة نتنياهو
  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • مشاداة ساخنة بين رئيس مجلس إقليم الناظور ومستشارة معارضة : أنا ماشي فْدار بَّاك
  • قبل مقتلهم في غزة.. فيديو يظهر 6 رهائن إسرائيليين يحتفلون بعيد حانوكا في نفق
  • رسالة غير مسبوقة من نتنياهو إلى إسرائيل
  • بلومبيرغ: نقص ناقلات النفط في العالم يتفاقم
  • إعلام إسرائيلي نقلا عن مسؤول: لقاء نتنياهو وترامب المرتقب سيحدد موقف إسرائيل من التصعيد في لبنان
  • مشعل: وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر
  • خبير استراتيجي: “نتنياهو” يحاول إبقاء إسرائيل في حالة حرب