جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-10@05:32:34 GMT

بشارات النصر

تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT

بشارات النصر

 

 

محمد رامس الرواس

تعتمد سياسات الحروب في العالم أساسًا على التخطيط الصحيح والرؤية الاستراتيجية الواضحة للوصول إلى أهدافها، التي عادة ما تكون مرسومة بأذهان قادة الحرب، وموضوعة بشكل يتناسب مع ما قد يحدث على أرض المعركة، وبغير ذلك لن يتحقق أي نصر.

وما حدث لقادة مجلس الحرب الإسرائيلي أنهم لم تكن لديهم هذه الأساسيات المُهمة من سياسات الحروب؛ إذ باغتتهم المقاومة بشكل قوي ومفاجئ منذ الضربة الأولى التي تلقاها جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح السابع من أكتوبر 2023، افقدتهم توازنهم، وجعلتهم يقومون برد فعل طائش اعتمدوا فيه على استخدام سياسة الأرض المحروقة لفترة من الزمن، قبل الاجتياح البري، بجانب استمرار القصف الجوي، وارتكاب المجازر اليومية في أوساط المدنيين العزل، لتحقيق جريمة الإبادة الجماعية مكتملة الأركان.

ولم يكن أن يتحقق لهم ذلك لولا علمهم بعدم تعرضهم لأي ردع دولي لما يقومون به، وأنه لن يتحرك ساكنًا بالعالم لصدهم.

لكن بعد ستة أشهر من الجرائم الوحشية لجيش الاحتلال، ظهرت 3 أسباب لم يكن يتوقعها جيش الاحتلال ولا مجلس الحرب، 3 أسباب تقوده إلى الرضوخ والجلوس على طاولة التفاوض وتبشر بنصر قريب:

أولًا: امتداد فترة الحرب التي لم يكن يُحسب لها حساب؛ حيث إن جيش الاحتلال لم يعتاد على مثل هذه الحروب الطويلة، مما أنهك جيش الاحتلال وأوجع جنوده وقادته واقتصاده وسمعته التي أصبحت في الحضيض، جراء ما اقترفه من جرائم إنسانية يُندى لها الجبين، بينما المقاومة حافظت علي نفس توازنها منذ 6 أشهر برغم ما أصابها، وباتت تستعيد الأرض بسرعة من جيش الاحتلال تحت ضغط كبير من المقاومة؛ مما جعل جيش الاحتلال ينسحب من مناطق عدة في قطاع غزة، ولم يعد يتواجد حاليًا إلّا بلواء واحد، بينما فاتورة خسائره أصبحت الأرقام فيها مهولة.

ثانيًا: ظهور تداعيات وأزمات تزداد يومًا بعد يوم، مثل: فشل التعاطي مع ملف الأسرى الإسرائيليين، أضف إلى ذلك فقدان إسرائيل للكثير من تعاطف المجتمع الدولي معها؛ بل وانعكس الوضع عليها سلبًا، ووجد مجلس الحرب نفسه بلا أهداف مُحققة، وعلى الطرف الآخر باتت إسرائيل مطلوبة في محكمة العدل الدولية، كما إن هيئة الأمم المتحدة تؤكد رفضها لاحتلال القطاع وتطالب الجيش الإسرائيلي بوقف الحرب والانسحاب، إضافة إلى تحرك بعض حركات المقاومة بالعراق واليمن ولبنان، حتى أصبحت مصالح إسرائيل وحلفائها تحت التهديد الدائم.

ثالثًا: الضغوط الدولية والمظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها العديد من دول العالم، بينما الحليف الرئيسي: الولايات المتحدة الأمريكية، أصبح بدوره خائفًا مما يقوم به مجلس الحرب الإسرائيلي من سياسة رعناء مشفوعة بكميات كبيرة من الأكاذيب والأوهام التي لا يُمكن تحقيقها ومنها القضاء على حركة "حماس"، ولم تعد السردية الإسرائيلية مُستساغة لدى الداخل الإسرائيلي أو لدى حلفائها والمجتمع الدولي، ومما زاد الطين بلة الإخفاق الميداني لجيش الاحتلال الصهيوني من خلال ما حدث مؤخرًا من استهداف موظفي "المطبخ الدولي" ومجازر المستشفيات وعلى رأسها مأساة مستشفى الشفاء، وغيرها من الاعتداءات غير المحسوبة، التي جعلت الجيش الإسرائيلي يُمنى بإخفاق عسكري هائل.

ختامًا.. لقد كسبت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس، الرأي العام العالمي، من خلال ذكاء قادتها وقراءتهم العبقرية للعقلية الإسرائيلية؛ مما جعلهم أصحاب اليد الطولى في إدارة المعركة على الأرض، هذا بجانب تمكنها من الاحتفاظ بجميع الأسرى إلى هذه اللحظات التي تجري فيها المفاوضات لوقف الحرب وتبادل الأسرى.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اليمن يدمِّر أسطورة الدفاعات الأمريكية والصهيونية

في ضربة غير مسبوقة، زلزلت الأرض تحت أقدام الاحتلال الصهيوني، وجّهت القوات المسلحة اليمنية صاروخًا باليستيًّا فرط صوتيًّا دمر أسطورة الدفاعات الصهيونية. استهدف الصاروخ بدقة مطار بن غوريون في يافا المحتلة، ليُصاب الهدف مباشرة ويتسبب في شلل كامل لحركة المطار وهروب ملايين المستوطنين إلى الملاجئ. هذه الضربة القوية كشفت عن زيف ما يُسمى بـ”الدرع الصهيوني” وجميع المنظومات الدفاعية التي يفاخر بها الاحتلال، بدءًا من القبة الحديدية وصولًا إلى السهم، حيث فشلت جميعها في رصد أو اعتراض الصاروخ. الفشل لم يُصِب المنظومات الدفاعية فقط، بل أظهر عجز الصناعات العسكرية الأمريكية والصهيونية أمام إرادة المقاومة التي أثبتت أنها قادرة على تحويل موازين القوى وتفكيك أسطورة التفوق الجوي الأمريكي والصهيوني.

لكن الأثر الأكبر لهذه الضربة لم يقتصر على المطار وحده، بل كشف بوضوح زيف ما يُسمى بـ”الدرع الصهيوني”. جميع المنظومات الدفاعية التي يفاخر بها الاحتلال، مثل القبة الحديدية، ومقلاع داوود، ومنظومة السهم، فشلت في رصد الصاروخ أو اعتراضه. والأخطر من ذلك أن هذه المنظومات هي ثمرة للصناعات العسكرية الأمريكية، مما يجعل الفشل مزدوجاً: سقطت هيبة التكنولوجيا الصهيونية، وانكشفت عجز الصناعات الحربية الأمريكية التي لطالما كانت تُروّج بأنها لا تقهر.

لقد أثبتت هذه الضربة اليمنية أن المنظومات الدفاعية الأمريكية ليست سوى وهم مُجمل، وأنها تنهار بمجرد مواجهتها لعقول المقاومة وسلاحها الفاعل. ما جرى في مطار بن غوريون ليس مجرد ضربة صاروخية، بل هو إعلان واضح عن نهاية هيمنة التفوق الجوي الصهيوني – الأمريكي، وبداية مرحلة جديدة من الردع العربي الفاعل.

جاءت العملية العسكرية اليمنية رداً حاسماً على المجازر الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في غزة. هي رسالة قاطعة بأن اليمن، بكل ما يمتلكه من إرادة وصواريخ متطورة، حاضر بقوة في معادلة الصراع، لا من موقع التضامن العاطفي، بل من موقع الشراكة العسكرية في الرد والنصرة.

وفي ضربة سابقة، نفذ سلاح الجو المسير اليمني هجومًا ناجحًا على هدف استراتيجي في مدينة عسقلان المحتلة باستخدام طائرة مسيرة من طراز “يافا”، مما يعزز معادلة واضحة: لا أمان لمطارات العدو ولا لمنشآته الاستراتيجية.

كما وجهت القوات المسلحة اليمنية تحذيراً مباشراً لشركات الطيران العالمية من الاستمرار في تسيير الرحلات إلى مطار بن غوريون، مؤكدة أن المطار لم يعد آمناً للطيران، وأن الأجواء الصهيونية أصبحت مكشوفة أمام صواريخ المقاومة وطائراتها.

هذه الضربات لم تؤثر في الاحتلال فحسب، بل طالت منظومة الهيبة الغربية برمتها. كشفت أن الصناعات العسكرية الأمريكية عاجزة أمام إرادة الشعوب، وأن المقاومة لا تحتاج إلى مصانع ضخمة بقدر ما تحتاج إلى قرار شجاع وانتماء صادق.

من أرض اليمن، تُكتب اليوم معادلات الردع بلغة النار والسيادة، وتُرسَم خرائط جديدة للصراع. معادلة مفادها: من لا يُسقط طائرات العدو فليتنحَّ، ومن لا يدافع عن غزة فلتخرس صواريخه.

مقالات مشابهة

  • هل المنطقة العربية تتغير فعلا أم هي الأماني؟
  • وزير خارجية الاحتلال يعترف: استمرار الحرب يشكل خطرا على حياة الأسرى لدى المقاومة 
  • أوقعت قتلى وجرحى .. المقاومة تستدرج قوة صهيونية بواسطة دمية تصرخ العبرية
  • بالصور... هذه هويّة شهداء الغارات الإسرائيليّة التي استهدفت جنوب لبنان اليوم
  • قادة سرايا يوجهون نداء لقيادة الاحتلال:طريقة القتال الحالية لن تحقق النصر
  • اليمن يدمِّر أسطورة الدفاعات الأمريكية والصهيونية
  • معركة الحسم العسكري في غزة
  • معركة الحسم العسكري
  • “حماس”: المقاومة الفلسطينية تصر على اتفاق شامل لإنهاء الحرب وخارطة لليوم التالي
  • فيتنام وغزة.. مقارنة بين مقاومتين