هل يصب كمين الزنة مزيدا من الزيت على نار الخلافات في إسرائيل؟
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
أكد خبراء أن كمين الزنة الذي نفذته كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- ضد جنود الاحتلال، سيزيد من حالة الإرباك والإحباط داخل إسرائيل، في حين حذر أحدهم من تماهي واشنطن مع تل أبيب وسعيها لنصب كمين سياسي لحماس.
فبحسب الصحفي المختص بالشؤون الإسرائيلية وديع عواودة، فإن هناك حالة إحباط وإرباك غير مسبوقة في إسرائيل بعد دخول الحرب على غزة شهرها السابع وعدم تحقيق أهدافها، وإصرار حكومة بنيامين نتنياهو على عدم الحديث عن اليوم التالي للحرب.
وينقل عواودة -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- جزءا مما يدور في أوساط سياسية وإعلامية إسرائيلية مثل انهيار إستراتيجية نتنياهو في الحرب، وعدم امتلاكه لأي خطة، وسط مطالبة البعض بضرورة المضي قدما نحو صفقة تبادل تؤكدها الوقائع الميدانية، التي تعطي حماس أكسجينا وتمنحها قوة لعدم القبول بأنصاف صفقة.
وأشار إلى العوامل الضاغطة على إسرائيل مثل استمرار الخسائر البشرية في جنود الاحتلال والخوف والإرباك من تهديدات إيران وحزب الله، فضلا عن الخسائر الاقتصادية المتزايدة وشلل مختلف مناحي الحياة.
وأكد أن هناك قناعة متزايدة لدى أوساط إسرائيلية تعتقد أن نتنياهو يدفع إسرائيل إلى ما لا تريد خدمةً لمصالحه الشخصية، متوقعا زيادة في حجم الاحتجاجات والمظاهرات في الشوارع.
"صبر تكتيكي"
بدوره، يصف الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس حنا، كمين الزنة بالعملية معقدة التنفيذ بعدما استغرقت 50 يوما، وجرت في منطقة اعتقد الاحتلال أنها آمنة.
ولخّص حنا المشهد بأنه ترجمة فعلية للصبر التكتيكي بعدما درست المقاومة أنماط الاحتلال وكيف يقاتل، وشدد على أن معايشة جنود الاحتلال القتال من مسافة صفرية شيء آخر سيؤثر على إسرائيل، وتضاف إلى سلسلة النجاحات التكتيكية التي تتراكم لدى المقاومة.
وأكد أن الخطر الأكبر على إسرائيل، يكمن في ما بعد غزة؛ إذ كان يقال للجيش الإسرائيلي إنه جيش لديه دولة، لافتا إلى أن سقوط العقيدة الإستراتيجية الإسرائيلية مثل الردع والإنزال المبكر والحسم السريع في ظل نجاح المقاومة في حربها الإعلامية.
وبيّن أن نتنياهو لم يحقق أهداف الحرب "فخسر الرأي العام الإسرائيلي والعالمي، بينما حماس تربح إذا لم تخسر"، مضيفا أن إسرائيل كانت تُمني النفس بأن تكون محبوبة غربيا ومهابة الجانب عربيا وإقليميا.
"فخ واشنطن لحماس"
بدوره، يعتقد الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن حسن منيمنة، أن واشنطن متفقة مع تل أبيب في أوليات الحرب بالقضاء على حماس واستعادة الأسرى المحتجزين ولكن تختلف معها في ترتيب الأولويات.
ويضيف منيمنة أن عملية القسام تؤكد أن القراءة الأميركية للأوضاع الميدانية في محلها؛ فإسرائيل عاجزة عن تحقيق أهدافها عسكريا، لذلك تسعى واشنطن عبر الوسائل الدبلوماسية لتحقيق ذلك.
وشدد على أن الطرف الأميركي ليس وسيطا بل متماهيا مع إسرائيل ويسعى لتحقيق أهدافها التي لم تستطع تحقيقها ميدانيا، مؤكدا أن الهدف ليس التوصل لوقف دائم لإطلاق النار وإنما ترتيب المعطيات.
وأضاف أنه في حال فشل مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى، ستتولى واشنطن مهمة ترويج أن إسرائيل أبدت ليونة ومرونة، ومن ثم تبرير أي عملية عسكرية لاجتياح رفح، محذرا من فخ تنصبه الولايات المتحدة لحماس وتحميلها كل ما يجري لغزة.
وخلص إلى أن نتنياهو يستفيد داخليا بحديثه الدائم حول ضرورة التوجه إلى رفح مثل استفادة الرئيس الأميركي جو بايدن بعدم قبوله بعملية رفح وأنه يرفض استهداف المدنيين.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
اتفاق سري بين واشنطن وتل أبيب..ما مصير غزة؟
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، إن إدارته تسعى لضمان حصول سكان قطاع غزة على الغذاء، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية واستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية. ويأتي ذلك بالتزامن مع تقارير إعلامية تحدثت عن اتفاق بين واشنطن وتل أبيب على ما يسمى "مبادئ الحل" في غزة.
وأكد ترامب أن الولايات المتحدة قدمت 60 مليون دولار للمساعدات الإنسانية في غزة قبل أسبوعين، لكنه لا يرى أثرًا ملموسًا لتلك المساعدات، مضيفًا أن "من الضروري أن يحصل الناس في القطاع على الطعام".
ونقلت شبكة "ABC" الأميركية عن مسؤول في حكومة الاحتلال أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي يزور الاحتلال الإسرائيلي حاليًا، توصل إلى تفاهم مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن مبادئ تتضمن وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، ونزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بالإضافة إلى زيادة المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر.
وفي السياق نفسه، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن ترامب يُتوقع أن يوافق اليوم على "خطة جديدة للمساعدات الإنسانية" إلى غزة، بالتعاون مع شركاء إقليميين ودوليين.
من جانبه، وصل وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إلى تل أبيب قادمًا من القدس لإجراء محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن ما وصفه بـ"تخفيف معاناة سكان غزة"، وسط ضغوط أوروبية متزايدة لإنهاء الحرب.
وعلى الأرض، تتصاعد مظاهر الغضب داخل الكيان الإسرائيلي، حيث تظاهر عشرات من ضباط الجيش والأمن السابقين أمام وزارة الدفاع مطالبين بوقف الحرب، فيما دعا ذوو الأسرى الإسرائيليين الولايات المتحدة إلى الضغط على نتنياهو لإبرام صفقة تبادل شاملة.
كما فرقت الشرطة الإسرائيلية مظاهرة في تل أبيب نظّمها ناشطون يطالبون بوقف سياسة التجويع في غزة، وسط تصاعد الغضب الشعبي من إدارة الحرب.
وفي ظل استمرار تدهور الأوضاع، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن موجة الجوع في القطاع لا يمكن كبحها دون "زيادة هائلة في حجم المساعدات"، في وقت لا تدخل فيه إلى غزة إلا أعداد ضئيلة من الشاحنات مقارنة بالاحتياج الفعلي.
وقال المكتب الحكومي في غزة إن 104 شاحنات مساعدات دخلت أمس، لكن غالبيتها تعرضت للنهب نتيجة فوضى أمنية ممنهجة، متهما الاحتلال بممارسة سياسة "هندسة الفوضى والتجويع" لتفكيك البنية المجتمعية، في ظل حاجة القطاع لأكثر من 600 شاحنة يوميًا لتلبية الحد الأدنى من المتطلبات المعيشية.
وأكد المكتب أن "جريمة الفوضى والتجويع" التي تطال أكثر من 2.4 مليون إنسان، بينهم 1.1 مليون طفل، هي جزء من الإبادة الجماعية المتواصلة بدعم أميركي مباشر، محمّلاً الاحتلال والدول الداعمة له المسؤولية الكاملة عن استمرار الكارثة.
وبحسب أرقام رسمية ، أسفرت الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن أكثر من 207 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن عشرات الآلاف من المفقودين والنازحين، في ظل دمار شامل ومجاعة تُعد الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن