بوابة الوفد:
2025-12-13@03:19:05 GMT

بلينكن.. وعبث إعادة إعمار غزة!

تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT

المتتبع لمواقف وزير الخارجية الأمريكى بلينكن يدرك أن الرجل لا تنقضى عجائبه، وإلا بماذا يمكن تفسير تصريحه بأن الدول العربية غير حريصة على المشاركة فى إعادة إعمار غزة إذا كان القطاع الفلسطينى سيسوى بالأرض مجددا فى بضعة أعوام!

ومن قال إن الدول العربية مسئولة عن تلك العملية أو يقع عليها واجب القيام بها. أعتقد أن بلينكن يناور رغم حقيقة أن الأمر مطروح على مائدة المباحثات خلال جولاته بالمنطقة، غير أن تحول فكرة تكفل الدول العربية بإعادة ا إعمار إلى ما يشبه المسلمة أو البديهية أمر لا يجب القبول به بل وإعادة النظر فيه.

ما الذنب الذى اقترفته الدول العربية أيا كانت هذه الدول الخليجية أم غير الخليجية لكى تتكفل بإعادة الإعمار أيا كانت تكلفة تلك العملية؟

السؤال البديهى الذى يطرح نفسه، من الذى دمر غزة وسواها بالأرض؟ إنها إسرائيل ومن هنا فإن المنطق يحتم أن تتكفل هى تكاليف تلك العملية. ولكن لأن بلينكن يهودى -هذه ليست شتيمة أو انتقاص منه وانما توصيف أعلنه هو بنفسه فى مستهل زيارته بعد طوفان الأقصى- فإنه يبدو كمن يبعد النار عن الدولة التى ينتمى إليها دينيا!

فى أعراف القانون الدولى وتاريخ الصراعات والحروب بين الدول فإن التعويض عن الخسائر التى تسببها دولة لأخرى وارد خاصة إذا كانت تلك الخسائر الناجمة عن عدوان، طبعا المسألة مثيرة للجدل وسيطرح البعض التساؤل حول من الذى بدأ أولا وخلافه لكن الرد على كل ذلك أن إسرائيل فى عملياتها دمرت كل الأهداف المدنية فى القطاع وهو أمر كان يمكن تجنبه هذا بافتراض حقها فى القيام بتلك العمليات.

ليس الأمر متاح هنا لاستعراض تجارب التعويضات ولكن المثل الأبرز هنا يتعلق بالتعويضات التى فرضت على العراق بسبب غزوه للكويت، وهى تجربة من بين تجارب عديدة أعتقد أنه يمكن أن لم يكن يجب القياس عليها.

من الغريب أن هذا الجانب -وقوع عبء تكلفة إعادة الإعمار على إسرائيل- يقع فى إطار المسكوت عنه على صعيد الجدل الدولى بشأن الحرب على غزة، وكأنه هناك توافق بين كل الأطراف على أن العبء بالمنطق يقع على عاتق الدول العربية.

ربما كان ذلك مقبولا فى حالات سابقة غير أن الأمر هذه المرة يتجاوز المعقول، حيث كان مسئول أممى أشار فى بداية العمليات إلى أن التكلفة ربما تتطلب 20 مليار دولار، فيما أشار الرئيس السيسى منذ شهرين إلى أنها تتكلف نحو 90 مليار دولار، وهو ما يعنى أن التكلفة النهائية ربما تزيد فى ضوء حجم الدمار الذى لحق بغزة وهو أمر تتجاوز هذه السطور إمكانية التفصيل فيه.

لو أن بلينكن جاد، ولو أن الدول العربية التى أقرته على موقفه لديها من المخاوف على الفلسطينيين ما يدفعها لإنفاق تلك المبالغ على إعادة الإعمار وهو أمر عبثى إذا حدث عدوان جديد على القطاع كما يحاول بلينكن نفسه أن يلمح وكأنه متعاطف معنا، فربما يبدو من الحماقة الوقوف فى وجه إعادة الإعمار، غير أن الحماقة الأكبر أن يتم ذلك دون ربط الأمر بقيام دولة فلسطينية وسط ظروف تحول دون تكرار ذلك النوع من الدمار. لكن المشكلة أن هذا النوع من التفكير غير موجود لدى بلينكن نفسه أو دولته أو حتى الدولة التى تسببت بذلك الدمار الشامل، حيث أن الرجل يدعو إلى ضرورة «التطرق» -لاحظ التطرق- لقضية إقامة دولة فلسطينية وليس التطبيق على أرض الواقع وهو ما يعنى أننا ربما لو سايرنا منطق بلينكن لكنا نجرى وراء سراب فى سراب!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق تأملات وزير الخارجية الأمريكي بلينكن يدرك القطاع الفلسطيني الدول العربیة إعادة الإعمار

إقرأ أيضاً:

السفير الأوكراني يدعو الشركات المصرية للمشاركة في إعادة إعمار بلاده بعد الحرب

دعا السفير الأوكراني لدى مصر، ميكولا ناهورني، الشركات المصرية إلى لعب دور فاعل في جهود إعادة إعمار أوكرانيا فور انتهاء الحرب، مؤكدًا أن بلاده تحتاج إلى دعم دولي واسع قد تصل قيمته إلى نحو 600 مليار دولار لإعادة بناء البنية التحتية والقطاعات الإنتاجية.

رئيس جامعة المنيا يتفقد متحف الفن الحديث كوجوك يبحث مع اتحاد الغرف التجارية الحزمة الثانية من التسهيلات الضريبية شيمى: مشروعات كبرى لدعم القطاع السياحي وتعزيز الطاقات الفندقية

 

وأشار ناهورني، خلال اجتماع عقده مع قيادات الغرف التجارية المصرية والأوكرانية وعدد من رجال الأعمال من الجانبين، وبحضور محمد المصري عضو مجلس إدارة اتحاد الغرف التجارية المصرية ورئيس الاتحاد الأسبق، إلى أن العلاقات المصرية الأوكرانية تشهد تطورًا ملحوظًا بفضل ما تتمتع به مصر من استقرار سياسي وأمني. وأضاف أن أوكرانيا ترى في مصر شريكًا استراتيجيًا ومحورًا مهمًا لنفاذ المنتجات الأوكرانية والأوروبية إلى الأسواق الأفريقية.

وأوضح السفير أن المنتدى الحالي يمثل فرصة لمناقشة التحديات التي تواجه الشركات الأوكرانية في السوق المصرية، ولتقريب وجهات النظر، وللنظر في تحديث الاتفاقية التجارية بين البلدين بما يدعم أنشطة رجال الأعمال ويعزز التبادل التجاري.

ومن جانبها، شددت فاليريا زاباتشا، رئيس قطاع التجارة الدولية بالغرفة التجارية الصناعية الأوكرانية، على ضرورة تنشيط التعاون المؤسسي بين اتحادي الغرف في البلدين، وزيادة الزيارات المتبادلة لوفود رجال الأعمال. وأكدت أن هناك مجالات واسعة يمكن تعزيز التعاون فيها، أبرزها: الزراعة، والصناعة، والتعدين، والطاقة المتجددة، والسياحة، وتكنولوجيا المعلومات.

وأعربت زاباتشا عن أملها في أن تسفر اللقاءات الثنائية عن شراكات حقيقية في مجالات التصنيع المشترك والتصدير إلى الأسواق العربية والأفريقية، بما يعزز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • مقررة أممية: تكلفة إعادة إعمار غزة يجب أن تسددها “إسرائيل” وداعموها
  • ألبانيز: تكلفة إعادة إعمار غزة يجب أن تسددها إسرائيل و4 دول أخرى
  • واشنطن تحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة لإزالة الدمار في غزة
  • «فخ» كأس العرب
  • القائم بالأعمال الأمريكي يشيد بتقدم إعادة إعمار جامعة بنغازي
  • الولايات المتحدة تطالب إسرائيل بإزالة الأنقاض من غزة
  • واشنطن تضغط لبدء المرحلة الثانية وتطالب إسرائيل بتحمل تكاليف إعادة إعمار غزة
  • الرئيس السيسي وملك البحرين يؤكدان ضرورة بدء إعادة إعمار غزة
  • العداء الإثيوبي.. والصبر المصرى
  • السفير الأوكراني يدعو الشركات المصرية للمشاركة في إعادة إعمار بلاده بعد الحرب