المصري اليوم:
2025-08-01@08:39:35 GMT

العلاج بأكل لحوم البشر ماضى أوروبا المروّع

تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT

العلاج بأكل لحوم البشر ماضى أوروبا المروّع


هل تخيلت تناول لحوم البشر والجثث كدواء؟ ربما لا، لكن المومياوات وغيرها من البقايا البشرية كانت مكونًا شائعًا في الطب في العصور القديمة، وكان الأوروبيون منذ وقت ليس ببعيد من آكلى لحوم البشر، وهناك وقائع تاريخية مروعة في هذا الشأن، وهو ما تتناوله محاضرة اللغة الإنجليزية في جامعة نيو إنجلاند في أستراليا، لويز نوبل، في كتابها الجديد «أكل لحوم البشر الطبية في الأدب والثقافة الإنجليزية الحديثة المبكرة»، كما تناوله كتاب ريتشارد سوج من جامعة دورهام البريطانية بعنوان «المومياوات وآكلو لحوم البشر ومصاصو الدماء: تاريخ طب الجثث من عصر النهضة إلى الفيكتوريين».

أخبار متعلقة

وفاة «آكل لحوم البشر» الياباني إيسي ساغاوا

بينها كورونا وبكتيريا آكل لحوم البشر.. 5 أمراض تهدد سلامة العالم

القبض على شخص في نيبال بتهمة «أكل لحوم البشر»

الاتحاد الأفريقي: فرقاء جنوب السودان يجبرون مدنيين على أكل لحوم البشر

يشير الكتابان إلى أن العديد من الأوروبيين، بمن في ذلك الملوك والكهنة والعلماء، تناولوا بشكل روتينى علاجات تحتوى على عظام بشرية ودماء ودهون كدواء لكل شىء من الصداع إلى الصرع، فيما كان هناك عدد قليل من المعارضين الصريحين لهذه الممارسات. ويوصف أكل لحوم البشر في الأمريكتين على أنه علامة على الوحشية، وفى الجانب الآخر من العالم كانت المومياوات تُسرق من المقابر المصرية، والجماجم تُنبش من مواقع الدفن الأيرلندية، وكانت هذه البقايا البشرية تُستخدم لوقف النزيف الداخلى، وكانت الجمجمة أحد المكونات الشائعة، حيث تم تناولها في شكل مسحوق لعلاج أمراض الرأس.

وفى القرن السابع عشر، لجأ توماس ويليس، رائد علوم الدماغ، لتخمير مشروب للسكتة الدماغية أو النزيف، بمزج الجمجمة البشرية والشوكولاتة، وشرب الملك تشارلز الثانى ملك إنجلترا «قطرات الملك»، وهى صبغة شخصية تحتوى على جمجمة بشرية في الكحول، حتى شعر الطحالب التي نمت فوق جمجمة مدفونة تسمى «Usnea» أصبحت مادة مضافة ثمينة، ويعتقد أن مسحوقها يعالج نزيف الأنف وربما الصرع. واستخدمت الدهون البشرية للعلاجات الموضعية، فوصف الأطباء الألمان ضمادات منقوعة فيها للجروح، وكان فرك الجلد بالدهون يعتبر علاجًا للنقرس.

وكان الدم الطازج مطلبًا للمعالجين والأطباء، اعتقادًا بأنه يضمن حيوية الجسم، ويعتقد الطبيب الألمانى السويسرى باراسيلسوس في القرن السادس عشر أن الدم مفيد للشرب، واقترح أحد أتباعه أخذ الدم من جسم حى. انتشرت هذه الممارسة الشائعة بين كل الطبقات، فكان الفقراء يحاولون الاستفادة من فوائد طب أكل لحوم البشر من خلال الوقوف في حالة تأهب عند أماكن الإعدام ودفع مبلغ صغير مقابل كوب من دماء المحكومين، وكان الجلاد يُعتبر معالجًا كبيرًا في بلدان أوروبا الجرمانية، وتصف وصفة عام 1679 من صيدلية فرنسيسكان كيفية تحويل الدماء إلى وجبة تشبه مربى البرتقال.

واستمرت الاعتقادات بفائدة بقايا لحوم البشر، اعتقادًا بأنها تحتوى على روح الجسد الذي أُخذت منه، وكانت الروح تعتبر جزءًا حقيقيًا من علم وظائف الأعضاء، حيث يرتبط الجسد بالروح. ووفقًا للكتابين التاريخيين اعتقد أطباء العصور القديمة أن الدم يحمل الروح، وفعلوا ذلك في شكل أرواح بخّارة. ويعتبر الدم الأكثر نضارة هو الأقوى، وفى بعض الأحيان كان يفضل دم الشبان، وأحيانًا دم الشابات العذارى، فعن طريق تناول مواد الجثة يكتسب المرء قوة الشخص الميت.

ولم تكن فكرة العلاج بجثث الموتى حديثة في عصر النهضة، إذ شرب الرومان دماء المصارعين القتلى لامتصاص حيوية الشباب الأقوياء، واقترح الفيلسوف مارسيليو فيتشينو من القرن الخامس عشر شرب الدم من ذراع شاب لأسباب مماثلة، فيما آمن العديد من المعالجين في الثقافات الأخرى بما في ذلك بلاد ما بين النهرين القديمة والهند بفائدة أجزاء الجسم البشرى.

ومع تقدم العلوم عبر السنوات، تلاشت علاجات لحوم البشر، فتضاءلت هذه الممارسة في القرن الثامن عشر، في الوقت الذي بدأ فيه الأوروبيون باستخدام الشوك للأكل والصابون للاستحمام.

العلاج بأكل لحوم البشر أكل لحوم البشر

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين زي النهاردة

إقرأ أيضاً:

الحرب والذكاء الاصطناعي

في عالمنا الراهن، لم تعد الحروب الطويلة -لا الخاطفة- تعتمد في المقام الأول على الطائرات الحربية أو المقاتلات التي يقودها مقاتل طيار، وهي الطائرات التي تشكل القوة الضاربة في أي جيش قوي، وإنما أصبحت تعتمد على المسيرات أو الطائرات من دون طيار، وهي أبرز الأسلحة المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي، والتي تُستخدم في الحروب الآن على نطاق واسع؛ لأنها سهلة التصنيع ورخيصة التكلفة إلى حد بعيد. ولكن استخدام مثل هذه الأسلحة أو الآلات القاتلة في الحروب يثير أسئلة فلسفية عديدة تتعلق بفلسفة الأخلاق، بل حتى بنظرية المعرفة ذاتها، وهذا ما أهتم بالتنويه إليه في هذا المقال.

من المعلوم أن هذه الأسلحة تكون قابلة للخطأ على أنحاء عديدة مهما كانت دقتها: فهي مبرمجة على إحداثيات وخوارزميات يمكن أن تصيب أهدافًا مدنية، ومن ثم لا تكون قادرة على التمييز بين المدنيين والعسكريين، وهي بذلك تخالف المبادئ الأخلاقية للحرب التي أقرتها القوانين الدولية. وربما يجادل بعض المفتونين بالقدرات الهائلة للتكنولوجيا بالقول بأن هناك أدلة كثيرة على القدرة اللامحدودة لأسلحة الذكاء الاصطناعي على إصابة أهدافها بدقة؛ ولكن رأي هؤلاء غافل عن أن الآلة العسكرية المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون متحيزة؛ وبالتالي يمكن أن تتخذ قرارات نهائية خاطئة! وربما يدعو هذا القول إلى الدهشة؛ لأننا اعتدنا أن ننسب التحيز أو عدم التحيز إلى البشر وليس إلى الآلات.

ولكن هذا القول لا ينبغي أن يكون مدعاة لدهشتنا؛ ببساطة لأن هذه الآلات تنحاز وفقًا لانحياز البشر، أعني وفقًا لانحياز البيانات التي زودها بها البشر. وعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن أن تكون هذه البيانات متحيزة ضد جماعة بعينها أو جنس أو عرق معين؛ ولذلك تختلف هذه البيانات بحسب الدول المصنعة لهذه الآلات، وبحسب الحروب التي تخوضها في مرحلة معينة ضد دولة أو دول بعينها. حقًّا إن هذه الآلات قد تستخدم أنظمة مبرمجة آليًّا بطريقة جيدة لاتخاذ قرارات ذاتية، ولكن قرارتها تظل عُرضة للخطأ، بل للأخطاء المميتة وغير القابلة للتدارُك. وربما يجادل بعض آخر بالدفاع عن إمكانية أخطاء هذه الآلات بالقول بأن هذه الأخطاء تُوجد أيضًا لدى البشر؛ فلماذا نتحفظ على نجاعة آلات وأسلحة الذكاء الاصطناعي في هذا الصدد. غير أن هذا القول غافل أيضًا عن أن نتائج القرارات الخاطئة للذكاء الاصطناعي هنا تكون كارثية بشكل يفوق كثيرًا أخطاء البشر؛ لأن هذه القرارات تكون نهائية وغير قابلة للمراجعة أو التصحيح أو التعديل.

هذا كله له صلة وثيقة بموضوع أخلاقيات الذكاء الاصطناعي Ethics of Artificial Thinking، وهو موضوع مطروح بقوة في مجال البحث الفلسفي، وهو يندرج تحت موضوع أكثر عمومية يتعلق بأخلاقيات التكنولوجيا، والتي هي بدورها تمثل فرعًا رئيسًا من فلسفة الأخلاق التطبيقية Applied Ethics . غير أن هذا الذي تناولناه هنا له صلة بجانب آخر يتعلق، لا بفلسفة الأخلاق في حد ذاتها، وإنما بنظرية المعرفة أيضًا. وهذا يتبدى لنا بوضوح حينما نضع هذا السؤال: هل الآلات الذكية، وبالتالي الأسلحة المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي، تُعتبر عاقلة بما أنها قادرة على اتخاذ قرارات معينة؟ هل يمكن أن ننسب صفة العقل إلى هذه الآلات، وهي الصفة التي طالما قصرناها على الموجودات البشرية؟ سرعان ما سيجيب المتحمسون بلا حدود للذكاء الاصطناعي بالإيجاب، وربما ذهبوا إلى القول بأن قصر العقل على البشر وحدهم من دون الآلات هو نوع من التحيز للطبيعة البشرية.

ولكن لنتريث قليلًا ونتساءل: ماذا تعني صفة «عاقل»؟ لا شك في أن العقل مرتبط بالقدرة على اتخاذ قرار، ومن هذه الناحية فإن الآلات الذكية يكون فيها شيء من سمات العقل. ومع ذلك، فإننا لا يمكن أن نصفها بأنها عاقلة تمامًا: فالذي يمتاز بالعقل هو القادر على أن يعقل مشكلته التي يواجها، وهذا يعني أنه يكون قادرًا على اتخاذ قرار بعد إجراء موازنات بين البيانات أو المعطيات المطروحة أمامه، وليس هذا حال الآلات المبرمجة لتتخذ قرارًا معينًا على أساس من بيانات مبرمجة مسبقًا، ومن دون قدرة على النظر والتقدير في ضوء السياق والمتغيرات التي تطرأ على المشهد أو الواقع الفعلي الذي تتعامل معه. والواقع أننا يمكننا القول بأن القليل من البشر هم الذين يكونون قادرين على التعقل بهذا المعنى، وأن الآلات المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي تفتقر إلى هذه الخصيصة، بل إنها تكون حتى أدنى من قدرة الحيوانات العليا على التعقل والتفكير بهذا المعنى!

ما يمكن أن نستفيد مما تقدم هو أن الموازنة بين المعطيات على أرض الواقع في ضوء الاعتبارات الأخلاقية والإنسانية هو مناط الصلة بين العقل والإرادة، وتلك مسألة تفتقر إليها آلات وأسلحة الذكاء الاصطناعي؛ ومن ثم فإن السؤال الذي يبقى هو: هل هناك إمكانية لوضع ضوابط أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في هذا الصدد؟ بطبيعة الحال يمكن للفلسفة أن تسهم في ذلك بقوة، ولكن الأهم أن تصبح هذه المعايير الأخلاقية بمثابة ضوابط أخلاقية مُلزمة تتبناها المؤسسات الدولية: كالأمم المتحدة على سبيل المثال، وهذا أمر يبقى مطروحًا للنظر.

مقالات مشابهة

  • كسوف القرن.. 9 دول عربية على موعد مع الظاهرة الأندر
  • عودة الدم على حدود أوروبا
  • ترامب ينتقد ضربات موسكو على كييف.. ويصف وضع غزة بـ"المروّع"
  • جدى توفى يوم نتيجتي وكان نفسه أكون دكتور.. محمد أيمن السابع على الجمهورية في الثانوية الأزهرية بالشرقية يروى سر تفوقه
  • مفيش غير ضرب..موظف البدرشين وقف علي تكه وكان هيموت..القصة الكاملة
  • نشرة المرأة والمنوعات | كيف ينتقل مرض شيكونغونيا البشر بعد اجتياحه أوروبا؟.. مخاطر صحية لعدم غسل ملاءات السرير
  • “حمير على المائدة” .. مطعم عراقي يثير الجدل بتقديم لحوم الحمير علنًا!
  • الحرب والذكاء الاصطناعي
  • اجتاح أوروبا.. ماهو مرض شيكونغونيا وما أعراضه وكيف ينتقل بين البشر
  • ستارمر: بريطانيا ستعترف بفلسطين ما لم تنهِ إسرائيل الوضع المروّع في غزة