في ذكرى زلزال تركيا.. حوار عن المخاطر البيئية والتلوث المناخي للزلزال
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
في وقت توجهت فيه الأنظار إلى الآثار الإنسانية الكارثية التي خلفها الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا في السادس من فبراير/ شباط 2023، عمل باحثون في جامعة إسطنبول التقنية على دراسة علمية تبحث الأثر البيئي الناتج عن ذلك الزلزال، لتكشف حجم التلوث البيئي والتغير المناخي في المنطقة والذي يُتوقع أن يستمر لسنوات طويلة نتيجة زيادة الانبعاثات الغازية التي سببها الزلزال بشكل مباشر.
وفي الذكرى السنوية الأولى للزلزال التي مرت في فبراير/شباط الماضي، أجرى الباحث "عبد الله سكر" مع زملائه في قسم "هندسة الجيوماتكس" بجامعة إسطنبول التقنية دراسة في الولايات التركية الـ11 التي أصابها الزلزال لتحليل آثاره في جودة الهواء وحجم الملوثات الغازية في مناطق الزلزال.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4دراسة: دليل جديد على أن سبب تغيّر المناخ هو الإنسانlist 2 of 4تغيّر المناخ يُنذر بزيادة معدل انتشار الأمراض المعديةlist 3 of 4باحثون يطورون نظاما لالتقاط ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى وقودlist 4 of 4اضطرابات سلاسل التوريد تُفاقم الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تغيّر المناخend of listويختص سكر بتحليل بيانات الأقمار الصناعية التي تساعده على الكشف عن الآثار البيئية وحجم التغيرات المناخية، وكان عمل محللا للبيانات المكانية بين عامي 2019 و2021، ليتفرغ بعدها بالكامل للعمل البحثي في جامعة إسطنبول التقنية.
وفيما يلي حوار خاص أجرته "الجزيرة نت" مع سكر بشأن الدراسات التي يعمل عليها لتحليل أثر الزلزال والكوارث الطبيعية في التغير المناخي:
دائما ما تهتم الدراسات العلمية بمسببات الزلزال وحركة الصفائح أو بحساب حجم الدمار وتحديد الأبنية المتضررة بشكل أتوماتيكي، ولكنكم اتخذتم منحى مختلفا بإجرائكم دراسة تتحدث عن الأثر الخطير للزلازل على البيئة وبالتحديد الزلزال الذي ضرب تركيا في 6 فبراير/شباط 2023، فما هي أدوات البحث التي اعتمدتم عليها؟
ارتكزت الفرضية البحثية قبيل البدء بالدراسة على وجود علاقة مباشرة بين الملوثات الغازية في الغلاف الجوي والزلزال، ولاحقا أثبتت الدراسة صحة ما افترضناه. ونتيجة لدمار محطات قياس جودة الهواء الأرضية أو خروجها عن الخدمة، ارتكزت الدراسة على بيانات جوية من القمر الصناعي "سنتينل 5 بي" الذي أطلقته وكالة الفضاء الأوروبية عام 2017 لرصد جودة الهواء حول العالم، وتناولت الدراسة بشكل رئيسي الملوثات الغازية التالية:
أحادي أكسيد الكربون والميثان وثنائي أكسيد الكبريت وثنائي أكسيد النيتروجين والأوزون وفورمالدهيد، بالإضافة إلى مؤشر جوي خاص لقياس الجسيمات الصغيرة والدقيقة في الهواء مثل الغبار والدخان والرماد البركاني، والذي أعتقد أنه يسمى باللغة العربية "مؤشر الهباء الجوي"، وهو مقياس يُستخدم لقياس الجسيمات الدقيقة في الغلاف الجوي للأرض والتي من الممكن أن يكون مصدرها طبيعيا مثل العواصف الرملية والانفجارات البركانية والزلازل، أو بشريا مثل التلوث الناجم عن الأنشطة الصناعية والمركبات.
ويحسب هذا المؤشر باستخدام الأقمار الصناعية عبر رصد الأشعة فوق البنفسجية من الطيف الكهرومغناطيسي، ويعتبر هذا المؤشر مفيدا ومهما في رصد الجسيمات الدقيقة وفهم تأثيرها في جودة الهواء والطقس والمناخ، كما أن لهذه الجسيمات تأثيرا مباشرا في صحة الإنسان، إذ يمكنها التغلغل في أعماق الرئتين وتدخل حتى مجرى الدم.
وما أهم النتائج التي خرجتْ بها الدراسة؟بعد قيامنا بجمع وتحليل البيانات القادمة من القمر الصناعي، قمنا بحساب متوسط مشاهدات كل شهر بين عامي 2019 و2022، وقارناها مع المشاهدات الشهرية في عام 2023. ومن المعروف أن الزلازل تترافق بانبعاثات كربونية مثل غازي "أحادي وثنائي أكسيد الكربون" ويكون مصدرها باطن الأرض، ولم يكن زلزال فبراير/شباط 2023 استثناء. واستمرت معدلات غاز "أحادي أكسيد الكربون" مرتفعة في الأيام التي تلت الزلزال مباشرة، ولكنها تراجعت لاحقا، وذلك لشبه انعدام النشاط الصناعي والبشري في المنطقة. وبالمثل لوحظ ارتفاع كبير بمعدلات غاز "ثنائي أكسيد النيتروجين" في يوم الزلزال ثم انخفض بشكل ملاحظ.
أما مؤشر "الهباء الجوي" فكان الأشد دلالة ووضوحا، فقد ارتفعت معدلاته بشكل كبير وحاد خلال الأشهر اللاحقة، وهذا متوقع وليس مستغربا على الإطلاق، ويعزى ذلك إلى استمرار أعمال إزالة الأنقاض لأشهر بعد الزلزال والتي تتسبب بطبيعة الحال بمزيد من الغبار والرماد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات تغي ر المناخ أکسید الکربون جودة الهواء
إقرأ أيضاً:
إلغاء تحذير تسونامي بعد هزة بقوة 6.9 درجة قبالة شمال اليابان
قالت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية إنه تم إلغاء التحذير من حدوث أمواج مد عاتية "تسونامي" بعد زلزال بلغت قوته 6.9 درجة هز المنطقة الشمالية الشرقية في اليابان اليوم الجمعة.
وكانت هيئة الأرصاد قد ذكرت في وقت سابق أن قوة الزلزال المبدئية هي 6.7 درجة.
ووقع الزلزال في الساعة 11:44 صباحا بالتوقيت المحلي (0244 بتوقيت غرينتش) قبالة ساحل مقاطعة أوموري على عمق 20 كيلومترا، بعد زلزال بقوة 7.5 درجة ضرب المنطقة نفسها في وقت متأخر من يوم الاثنين.
وبعد زلزال يوم الاثنين، أصدرت الحكومة تحذيرا للسكان في منطقة واسعة، تمتد من هوكايدو في الشمال إلى تشيبا شرقي طوكيو، للتأهب لاحتمال وقوع زلزال قوي آخر في غضون أسبوع.
وبلغت قوة زلزال اليوم الجمعة 4 درجات على المقياس الياباني لشدة الزلازل الذي يتألف من 7 مستويات.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "جابان نيوز" أن التسونامي قد يضرب محافظات هوكايدو وإيوات ومياغي بين الساعة الثانية عشرة ظهراً والواحدة وعشرين دقيقة بعد الظهر.
وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية USGS، فقد ضرب الزلزال على بعد 130 كيلومترا شمال شرق مدينة كوجي في محافظة إيوات.
وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية بأنه لا يُتوقع حدوث أضرار ناجمة عن التسونامي بعد الزلزال الأخير.