خبير قانون دولي: فلسطين استوفت إجراءات انضمامها للأمم المتحدة
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
استنكر الدكتور محمد محمود مهران، المتخصص في القانون الدولي العام والخبير في النزاعات الدولية، عدم توافق أعضاء مجلس الأمن على منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، رغم تقدمها بطلب جديد في هذا الشأن، معتبراً أن هذا الموقف يتناقض مع أحكام القانون الدولي ويحرم الشعب الفلسطيني من حقه المشروع في نيل مكانته الطبيعية داخل المنظمة الأممية.
وقال «مهران» في تصريحات صحفية: «المادة الرابعة من ميثاق الأمم المتحدة تنص صراحة على أن العضوية مفتوحة لجميع الدول الأخرى المحبة للسلام التي تقبل الالتزامات الواردة في الميثاق وتكون قادرة على تنفيذها، وهو ما ينطبق بامتياز على الحالة الفلسطينية، حيث تستوفي فلسطين كافة المعايير الموضوعية للدولة وفقاً للقانون الدولي وعلي وجه الخصوص اتفاقية مونتيفيديو لعام 1933.
وأضاف أن رفض بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وعلى رأسها الولايات المتحدة، دعم عضوية فلسطين الكاملة يمثل ازدواجية في المعايير وانحيازاً سافراً للاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، منوهاً بأن ذلك يقوض مصداقية مجلس الأمن وكذلك الأمم المتحدة ويضعف من قدرتهما على أداء دورهما في تعزيز السلم والأمن الدوليين.
رفض عضوية فلسطين يتناقض مع القانون الدوليوفيما يتعلق بإجراءات الانضمام، أوضح الخبير الدولي أنها تبدأ بتقديم الدولة طلباً إلى الأمين العام للأمم المتحدة مشفوعاً برسالة تتضمن إعلاناً رسمياً بقبولها الالتزامات الواردة في الميثاق، ثم يحيل الأمين العام الطلب إلى مجلس الأمن الذي يدرسه ويقدم توصية بشأنه إلى الجمعية العامة، مشيراً إلى أن التوصية الإيجابية تتطلب موافقة 9 أعضاء من أصل 15 دون اعتراض أي من الدول الخمس دائمة العضوية.
ولفت مهران إلى أنه في حال صدور توصية إيجابية من مجلس الأمن، تُحال إلى الجمعية العامة لاتخاذ قرار نهائي بقبول العضوية بأغلبية الثلثين، إلا أن استخدام الولايات المتحدة المتكرر لحق النقض «الفيتو» ضد أي مشروع قرار يدعم الحقوق الفلسطينية يشكل عقبة رئيسية أمام استكمال هذه الإجراءات، مؤكداً أن استمرار حرمان فلسطين من العضوية الكاملة في الأمم المتحدة على الرغم من حصولها على صفة دولة مراقب غير عضو منذ عام 2012، يحول دون تمتعها بالحقوق والامتيازات المكفولة للدول الأعضاء.
بعض دول مجلس الأمن انحازت للاحتلال الإسرائيليوشدد على أن إصرار بعض الدول على تسييس هذه المسألة القانونية الواضحة، والتذرع بمقولات من قبيل عدم اكتمال مقومات الدولة الفلسطينية أو ربط العضوية بالمفاوضات، لا يعدو كونه تكريساً لسياسة الكيل بمكيالين والنفاق السياسي في التعامل مع القضية الفلسطينية، معتبراً أن من شأن ذلك إدامة معاناة الشعب الفلسطيني وإجهاض تطلعاته المشروعة في نيل حريته واستقلاله.
وأوضح مهران، أن قبول دول حديثة الاستقلال في عضوية الأمم المتحدة على الرغم من التحديات التي تواجهها في بسط سيادتها الفعلية، كما حدث مع دول الاتحاد السوفيتي السابق ويوغوسلافيا، يؤكد أن المعيار الحاسم هو توافر المقومات القانونية للدولة، وليس اعتبارات الملاءمة السياسية التي تتذرع بها بعض القوى الدولية فيما يخص فلسطين.
واعتبر أن حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيظل مطلباً إنسانياً وقانونياً عادلاً لا بديل عنه، داعياً المجتمع الدولي لتكثيف الضغوط على الدول المعرقلة لهذا الاستحقاق، مطالباً مجلس الأمن بتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية في الانتصار لإرادة الأغلبية الساحقة من الدول الأعضاء، عبر منح فلسطين مقعدها الطبيعي بين الدول داخل أروقة المنظمة الأممية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين مصر عضوية فلسطين القانون الدولي الأمم المتحدة مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
لإنفاذ لحل الدولتين.. كندا "تعتزم" الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر
أعلن رئيس وزراء كندا مارك كارني الأربعاء أن بلاده "تعتزم" الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر المقبل، مؤكدًا أن هذا التحول في موقف أوتاوا ضروري لإنقاذ حل الدولتين.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); });وقال كارني خلال مؤتمر صحفي إن "كندا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل"، لتحذو بذلك حذو فرنسا وبريطانيا اللتين أعلنتا نيتهما اتخاذ الخطوة نفسها في المحفل الدولي عينه.
أخبار متعلقة "العالم الإسلامي" ترحب بإعلان بريطانيا عزمها الاعتراف بدولة فلسطينفرنسا تؤكد أن دولًا أوروبية ستتعهد قريبًا بالاعتراف بدولة فلسطين"عباس" يشكر المملكة على جهودها في الاعتراف بدولة فلسطينالتسوية السلمية للقضية الفلسطينيةنيابة عن المملكة العربية السعودية وجمهورية فرنسا والدول الرئيسة المشاركة في فرق العمل المنبثقة من المؤتمر الدولي، اعتمد صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، الوثيقة الختامية للمؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين، وذلك في ختام جلسة اليوم الثاني من المؤتمر الذي انعقد في المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك، وترأسته المملكة بالشراكة مع فرنسا..article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } وزير الخارجية يعتمد الوثيقة الختامية لمؤتمر حل الدولتين ويدعو إلى تأييدها - إكس الخارجية
وقال سموه في كلمته بهذه المناسبة: "هذه المخرجات تعكس مقترحات شاملة عبر المحاور السياسية والإنسانية والأمنية والاقتصادية والقانونية والسردية الاستراتيجية، وتشكل إطارًا متكاملًا وقابلًا للتنفيذ من أجل تطبيق حل الدولتين وتحقيق السلم والأمن للجميع".
ودعا جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى تأييد الوثيقة الختامية قبل انتهاء أعمال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد في سبتمبر المقبل.