الاحتراب الداخلى السودانى متى ينتهى؟
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
غدًا الاثنين 15 أبريل يكون قد مر عام على اندلاع الصراع المدمر فى السودان، وسعى الخصمان المتحاربان فى السودان للحصول على الدعم من الخارج فى محاولة من كل طرف لحسم الصراع لصالحه، مهما كلف الشعب السودانى من دمار وخراب.
بوهم وبقناعة أن الدعم الخارجى يوسع ويطيل زمن الصراع على السلطة بين قوات الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع العسكرية بقيادة حمدان دقلو المعروف باسم حميدتى.
ومنذ اندلاع الحرب، استقبلت مصر البرهان وممثليه فى زيارات وأطلقت عملية سلام شملت جيران السودان وجرت بالتوازى مع جهود الوساطة الأمريكية والسعودية والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد)، وانضمت مصر إلى دعوات لوقف فعلى لإطلاق النار، ومن الدول المجاورة للسودان يسيطر عليها الجيش والتى سعى البرهان إلى كسب دعمها فى الحرب إريتريا.
وتقول المصادر إنه منذ أواخر 2023 يعتمد الجيش على الدعم المادى من إيران، بما فى ذلك الطائرات المسيرة إيرانية الصنع التى ساعدته على تحقيق مكاسب كبيرة فى أم درمان.
من يدعم حميدتي؟
يقول محللون ودبلوماسيون ومصادر سودانية إنه ولعدة سنوات كانت إحدى دول الخليج أهم حليف لحميدتى، ويقول خبراء الأمم المتحدة إن التقارير التى تفيد بأن هذه الدوله أرسلت أسلحة إلى قوات الدعم السريع عبر شرق تشاد.
وفى تقرير نشر فى يناير الماضى، قال خبراء الأمم المتحدة إن قوات الدعم السريع، التى عززت تحالفاتها القبلية الممتدة عبر الحدود الغربية للسودان، جلبت السلاح من ليبيا وأفريقيا الوسطى والوقود من جنوب السودان.
وقبل اندلاع الحرب، عزز حميدتى علاقاته مع روسيا. وقال دبلوماسيون فى الخرطوم فى عام 2022 إن مجموعة فاجنر الروسية متورطة فى تعدين الذهب بشكل غير مشروع فى السودان، وقال حميدتى إنه نصح السودان بقطع العلاقات مع فاجنر بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه.
كما يتهم الجيش السودانى قوات الدعم السريع بالاستعانة بمسلحين من دول الجوار(النيجر وتشاد)، وهو حديث جرى كثيرًا على لسان قائد الجيش، البرهان، ومساعده الفريق، ياسر العطا.
ما هى القوى الأخرى التى لها تأثير؟
وترتبط السعودية بعلاقات وثيقة مع البرهان وحميدتى، وكلاهما أرسل قوات إلى التحالف الذى تقوده السعودية فى اليمن، وقالت كبيرة محللى شئون الخليج بمجموعة الأزمات الدولية، إنه مع زيادة طموحاتها الدبلوماسية السعودية فى شتى أنحاء الشرق الأوسط، عززت الرياض مكانتها فى جهود الوساطة فى أزمة السودان بينما تتطلع أيضاً إلى حماية طموحاتها الاقتصادية فى منطقة البحر الأحمر، وخاصة أن السعودية تركز على أمن البحر الأحمر، وهو جزء لا يتجزأ من رؤية 2030 الخاصة بالمملكة والاستثمارات على طول البحر الأحمر مثل (مشروع) نيوم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤية اليوم السودان الدعم الخارجي قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
محمد أبوزيد كروم يكتب: حيا الله السلاح والكفاح، والنصر الذي لاح
تحوّلت المؤامرة على السودان، في آخر تحولاتها، من الفعل العسكري عبر ميليشيا الدعم السريع، إلى معركة إعلامية وسياسية ودبلوماسية ودولية، وهو عين فشل المؤامرة.
واجه الجيش السوداني معركة الوجود والحسم بصبر وتكتيك عالٍ، وفي ظل ظروف معقّدة جداً.
انتهت الإمارات، راعية الحرب والخراب والتدمير في السودان، إلى البحث عن مخرج من ورطتها، عبر التصعيد في الميدان، من خلال استخدام المسيّرات الاستراتيجية التي وصلت إلى بورتسودان، وبالتصعيد والتحشيد النوعي والكمّي في الصحراء الكبرى، وفي كردفان والفاشر، لكنها فشلت في تحقيق أي إنجاز يُذكر.
في الجانب الآخر، فشل ما يُسمّى بتحالف “تأسيس”، الذي يُمثّل الجناح السياسي لميليشيا ال دقلو، في الاتفاق على تشكيل حكومة منفى، كما فشلت أطرافه المتناحرة والمتنافرة في التوصل إلى أدنى حد من التنسيق والعمل المشترك.
ثم خرجت إدارة ترامب المتحالفة مع الإمارات، الشهر الماضي، بإعلان عقوبات على السودان ضمن مسلسل الوهم الأميركي، ولم تمضِ أيام حتى فقدت هذه العقوبات أثرها ولم يعد لها أي اهتمام.
جاء بعد ذلك، في الأسبوع قبل الماضي، اجتماع وزراء دول الآلية الرباعية في واشنطن، بحضور السفير المصري، لكن لم يكن هناك أي جديد بشأن ملف السودان، بعد أن سلّمته هذه الآلية للحرب والخراب بفشلها وحقدها.
أما آخر أوراق العدو الإماراتي وميليشياته، فتمثلت في ورقة الميليشياوي خليفة حفتر، الذي اعتدى على الحدود السودانية، ودخل بميليشياته، بالتنسيق مع ميليشيا الدعم السريع، إلى المثلث الحدودي، في تطور خطير وغير مسبوق، وتعدٍّ سافر على السودان ومصر.
هذه الخطوة تُظهر بوضوح حالة الانهيار التي تعيشها الإمارات وميليشيا دقلو. أما الجيش السوداني، فهو في طور الترتيب للرد، وتلقين المجرم الفاشل حفتر درسًا لن ينساه. وما سيراه حفتر من الجيش السوداني سيكون أسوأ وأفجع مما لقاه من الجيش التشادي الذي هزمه في الحرب الليبية-التشادية، واعتقله مقيدًا بالحبال ليسلّمه إلى الولايات المتحدة لأكثر من عشرين عامًا، ثم لتُعيده عميلًا لمشروعها في المنطقة والشرق الأوسط، إلى جانب وكيلتها ووكيلة إسرائيل، الإمارات. أما تجرّؤه على السودان، فليعلم حفتر أن دخول السودان ليس كخروجه منه!
ولكي يعرف الناس مدى فشل المؤامرة على السودان، فلينظروا إلى هذه التطورات والمتغيرات، وليقرأوا ما قاله أحد أبواق الميليشيا الإعلامية، المدعو “عزّام عبد الله”، الذي يقدّم برنامجًا على وسائل التواصل الاجتماعي يستضيف فيه حواضن الميليشيا وحلفاءها.
قال هذا البوق، بغباء وصراحة مفرطة، وهو يتجرّع علقم الهزيمة والانكسار، إن “أمريكا وإسرائيل لن تتركا الدعم السريع ينهزم، لأن هذه الحرب أكبر من مشروع صراع داخلي”.
يقول هذا البوق هذه “الحقيقة” وهو يعلم تمامًا أنه مجنّد في هذا المشروع، وأنه لا مشروع لديهم أصلاً. ولكن، من قال لك أيها الغافل، إن الدعم السريع لن ينهزم رغم دعم أمريكا وإسرائيل؟!
إذاً، ما تفسير كل هذه الهزائم والانتكاسات، وهذه الدول معكم ومع ميليشياتكم؟!
إن الحل، وطريق النصر والخلاص، وهزيمة أعداء الداخل والخارج، يبدأ وينتهي بالسلاح والمقاومة الشعبية المسلحة، وبمزيد من التجهيز والترتيب للقتال والدفاع عن البلاد والعباد والكرامة والشرف.
وما كان لكل هذه الانتصارات العسكرية والسياسية والدولية أن تتحقق، لولا السلاح والكفاح والمقاومة.
لا أحد يحترم الضعفاء في هذا العالم، فحيّ على السلاح، والكفاح، والنصر الذي لاح.
محمد أبوزيد كروم
إنضم لقناة النيلين على واتساب