خولة علي (دبي) 
يواصل فن الخط العربي انتشاره على يد فنانين وجدوا بريقاً سحرياً في تشكيل حروفه وبناء عمل فني بديع من وحي الكلمة والمفردة، والأمثال والحكمة وبيوت الشعر، لتظهر اللوحة متماسكة من حيث الشكل والمضمون، كاشفة عن بصمة كل فنان وطريقة نسجه لحروف اللغة العربية. الفنان عبدالله الأستاد نشأ في بيئة تركت بصمتها على الفنون البصرية، ليستلهم منها عالمه، متخذاً من فن الخط محيطه، منطلقاً في رحاب الحرف والمفردة، ليجد فيهما مساحة للتعبير عن شغفه بالخط.

 

بيئة فنية
رحلة عبدالله الأستاد مع فن الخط بدأت منذ أن أدرك مدى تأثير محيطة والبيئة الفنية التي تشرب منها عشقه للفنون، ووجد أن حروف اللغة العربية لها وميض سحري خاص لم يستطع تجاوزه، والانشغال بفنون أخرى منذ تعرف عليها للمرة الأولى في المدرسة من خلال دفتر الخط الذي مثل له البوابة الأولى للتعرف إلى أنواع الخطوط العربية وتطويعها في الاستدارة والتمازج والتداخل والتركيب والمد، حيث تمتلك مرونة عالية تكسبها القدرة على الانطلاق في مستويات عالية من الإبداع. 

القلم والمحبرة
يقول الأستاد، إن بدايته الفعلية مع فن الخط اتضحت أكثر في المرحلة الجامعية ليقتني القلم والمحبرة إلى جانب تأثره بعدد من المخطوطات الفنية لأعمال تعود إلى خطاطين من العراق، منهم حسن المسعودي وأسامة شوقي، الأمر الذي دفعه إلى البحث عن كراسات معنية بالخط لتطوير نفسه ومهارته من خلال التركيز على توظيف الخط العربي الكلاسيكي بأسلوب عصري، رغبة في إظهار التطور الفني من حيث التراكيب والأساليب الجديدة في الخط، مع الحفاظ على القواعد الأساسية الثابتة للخط وآليات الكتابة والأوزان في أثناء الاطلاع على الأعمال الحديثة من هذه الفنون. 
ويصف الأستاد علاقة الفنان بقصبته ومحبرته، قائلاً: تنشأ علاقة ألفة بين الخطاط ومحبرته الخاصة، وهناك أقلام معينة يفضلها الخطاط، ويشعر بالراحة في أثناء الكتابة بها، فيترجم هذا الارتباط بأعماله الفنية.

أخبار ذات صلة المكسيكي هيكتور زامورا لـ«الاتحاد»: «اليوميات العابرة» جوهر تجاربنا الإبداعية مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة و"مجلس اللسان" بموريتانيا يستكشفان دور اللغة في الإدارة الحديثة

مرونة 
عن جمالية الخط العربي، يؤكد الأستاد، أن أعظم لوحات تجريدية أُنجزت باستخدام وحدات الحرف العربي في التشكيل، ونظير قابليته للمد والاستدارة والبسط والصعود والهبوط واللين في طريقة كتابته، فالخط العربي بحر لا قاع له، يضعنا في نهاية الأمر أمام فن بصري بالغ الجمال منتظم الحركة، هذا عن إمكانية الرسم بالحروف العربية، وهي صفة خاصة به دوناً عن حروف اللغات الأخرى.

ارتباط وثيق 
يرى الأستاد، أن علاقة الخط العربي بالفن وثيقة وعميقة، ترجع إلى القرن الثالث أو الرابع الهجري خلال فترة تدوين ونسخ آيات القرآن الكريم، حيث دأب الخطاطون على العناية بالخط الكوفي باعتباره الخط الوظيفي الذي استُخدم لكتابة ونسخ القرآن والزخرفة على صفحاته وتذهيبها. وقد شهد الخط في تلك الحقبة تطوراً سريعاً وواسعاً، حيث أبدع الخطاطون الأوائل لوحات فنية زينت المساجد والقصور. ونظراً لقدرة الحروف العربية على التشكيل، فقد أضفت جمالية على العمارة والتخطيط العمراني، وارتبط الخط العربي بالمعاصرة كالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ما أكسبه استمرارية وتطوراً وانتشاراً أوسع. 

خط الوسام 
يرى الأستاد، أن كل أنماط الخطوط لها ميزتها وخصائصها، وتنفرد بإيقاع جمالي فريد، وتوفر مساحة إبداعية هائلة. وعلى الرغم من كونه يميل إلى مختلف الخطوط، إلا أن هناك خطاً يمارسه الأستاد بشكل خاص، وهو خط الوسام الذي ابتكره الفنان العراقي شوكت الوسام عام 2004، ويتألف من 3 خطوط: الثلث والديواني والكوفي القيرواني. ويجد الأستاد نفسه في الخط الكلاسيكي العربي، مع مراعاة قواعد الخط. 
وأسهم الأستاد في نشر فن الخط العربي من خلال تقديمه العديد من ورش فنون الخط العربي، وتعريفه لطلبة المدارس والجامعات، وفي المخيمات الصيفية.

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الخط العربي فن الخط العربي اللغة العربية الفنون الخط العربی فن الخط

إقرأ أيضاً:

“البيئة” تؤكّد أهمية التكامل العربي في تطوير نظم إنتاج وحفظ البذور لتحقيق الأمن الغذائي

سلطان المواش – الجزيرة

أكّدت وزارة البيئة والمياه والزراعة أهمية التكامل العربي في تطوير نظم إنتاج وتقييم وحفظ البذور الاقتصادية وأثرها المباشر في دعم استدامة الموارد الزراعية، وتحقيق الأمن الغذائي على مستوى المنطقة، لا سيما في البيئات الجافة وشبه الجافة التي تتطلب حلولًا مبتكرة وشراكات فعالة.

جاء ذلك خلال استضافة الوزارة ممثلة في مركز البذور والتقاوي وفدًا من منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” خلال اجتماع تعريفي ناقش فيه الجانبان سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات حفظ وصيانة وتقييم الموارد الوراثية النباتية، وزراعة البطاطس، وتطوير تقنيات زراعة وإنتاج أشجار الفاكهة المثمرة، إضافة إلى مجالات تنموية متعددة تخدم الأمن الغذائي العربي.

اقرأ أيضاًالمملكةالسفير الصقر يلتقي سفير الأردن لدى تونس

واستعرض الاجتماع إنجازات مركز البذور والتقاوي في حفظ الموارد الوراثية النباتية، وتطوير تقنيات وأنظمة إنتاج البذور والتقاوي التي تسهم في تحسين جودة البذور ورفع إنتاجيتها، إلى جانب مناقشة فرص تطوير برامج تدريب وبحث مشترك مع المنظمة، تخدم أهداف التنمية الزراعية المستدامة.

وبحث الجانبان إمكانية إطلاق مشاريع مشتركة في مجالات إنتاج البذور عالية الجودة والتقنيات الزراعية الحديثة، وتعزيز أطر التعاون في مجال التقييم الوراثي للنباتات، وتبادل الخبرات بين المتخصصين، بما يعزز من قدرات المملكة والدول العربية في مواجهة تحديات الأمن الغذائي، وتحسين المحاصيل الحقلية والبستانية وفق التغيرات المناخية.

وأكّدت الوزارة التزامها بدورها الريادي في المنطقة العربية من خلال دعم مراكزها المتخصصة، وفي مقدمتها مركز البذور والتقاوي، بصفته محورًا فاعلًا في تطوير منظومة إنتاج البذور، وصون الموارد الوراثية، وتمكين المزارعين من الوصول إلى تقاوي محسنة تسهم في رفع الإنتاجية الزراعية وتحقيق الاستدامة وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

مقالات مشابهة

  • البنك العربي يحقق نمواً في أرباحه بنسبة 6% خلال النصف الأول من 2025
  • هام إلى حاملي شهادة البكالوريا الجدد
  • منتخبات القوى تُكثّف تحضيراتها للبطولة العربية بمعسكرات داخلية وخارجية
  • وفاة عملاق المصارعة الأمريكي الذي أسر قلوب الملايين.. ترامب: فقدنا رمز القوة والقلب الكبير
  • إحياء الموروث البحري بإبداع عصري
  • الخط الزمني لمشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية
  • طيران ناس يتصدر شركات الطيران العربية في خفض انبعاثات الكربون
  • طلبة سلطنة عُمان يتطلعون لتعزيز حضورهم في البرلمان العربي بالشارقة
  • "البيئة" تؤكد أهمية التكامل العربي في تطوير إنتاج وحفظ البذور لتحقيق الأمن الغذائي
  • “البيئة” تؤكّد أهمية التكامل العربي في تطوير نظم إنتاج وحفظ البذور لتحقيق الأمن الغذائي