طلبة سلطنة عُمان يتطلعون لتعزيز حضورهم في البرلمان العربي بالشارقة
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
يشارك أعضاء البرلمان العربي للطفل ممثلو سلطنة عُمان في الجلسة الثانية من الدورة الرابعة، التي تنعقد خلال الفترة من 23 إلى 27 يوليو 2025 بإمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتحمل عنوان «الهوية الثقافية للطفل العربي في ظل التحديات العالمية».
وحول المشاركة، قالت منى بنت محمود البوسعيدية مشرفة أنشطة مدرسية بتعليمية الداخلية: إن جلسات البرلمان العربي للطفل تمثل مبادرة رائدة تُجسِّدُ الاهتمام الحقيقي بقضايا الطفولة، وتعزيز دور الأطفال في التعبير عن آرائهم والمشاركة في صنع القرار في قضايا تمس مستقبلهم، مشيرة إلى أن موضوع الهوية الثقافية في ظل العولمة والتحديات يشكل محورًا مهمًا، مؤكدة أن الحفاظ على الهوية الثقافية استثمار طويل الأمد في بناء جيل واثق متوازن قادر على التفاعل مع العالم دون أن يفقد بوصلته الحضارية، وأكدت استعداد الفريق للمشاركة الفاعلة في هذه الجلسة وتقديم توصيات نوعية.
وأشار الطالب إلياس بن عوض المعني إلى استعداده التام للمشاركة في مناقشة موضوع الهوية الثقافية، لما يحمله هذا المحور من قيم تشكّل شخصية الطفل العربي، وتغرس فيه الانتماء والفخر بالأصول، موضحًا أن مشاركته كرئيس للبرلمان العربي للطفل تُشعره بالاعتزاز والمسؤولية، متطلعًا إلى الاستفادة من تنوع الآراء خلال الجلسة والخروج بتوصيات بناءة تُسهم في ترسيخ الهوية الثقافية لدى الأطفال.
وعبّر الطالب ناصر بن طلال الحسيني رئيس لجنة الأنشطة في الدورة الرابعة، عن أهمية الهوية الثقافية بوصفها الأساس في فهم الطفل لذاته ومكانته، موضحًا أنها تشمل اللغة، والدين، والعادات، والتاريخ، مشيرًا إلى أبرز التحديات مثل وسائل التواصل الاجتماعي، وتراجع استخدام اللغة العربية الفصحى. وقدم ثلاث توصيات هي: إعداد برامج تدريبية لتعزيز وعي الطفل بهويته، وتوظيف التقنيات الحديثة كأداة لتقديم التراث، وتفعيل دور الجهات الحكومية لحماية التراث وتسهيل وصول الأطفال إليه.
أما الطالبة العفراء بنت سيف العوفية، عضوة لجنة حقوق الطفل، فقد أوضحت أن العالم المتداخل والمتغير يفرض ضغوطًا على هوية الطفل العربي، مؤكدة أن الهوية ليست كيانًا جامدًا بل منظومة متجددة، لكنها تحتاج إلى دعم في مواجهة العولمة والمناهج القاصرة والإعلام المتغوّل. وقدمت توصيتين رئيسيتين هما: إقرار مادة دراسية للهوية الثقافية، وإطلاق تطبيق رقمي تفاعلي باسم «تلية» لتعريف الطفل بثقافته من خلال القصص والألعاب والتحديات.
وبيّنت الطالبة زلفى بنت أحمد الرواحية، عضوة مجلة البرلماني الصغير، أن الطفل العربي يواجه تحديات غير مسبوقة في الحفاظ على هويته في ظل العولمة، مؤكدة على أن الهوية ليست موروثًا فقط، بل لغة وقيم وعقيدة. وأوصت بتعزيز اللغة العربية في حياة الطفل، وربطه بجذوره من خلال الأنشطة والزيارات، وتقديم محتوى عربي ينافس المحتوى الأجنبي، وتوعية الأسرة بدورها في غرس الانتماء، وفتح المجال للطفل للتعبير عن نفسه بثقافته.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الهویة الثقافیة
إقرأ أيضاً:
معاملة عادلة وحب غير متساو.. متلازمة الطفل المفضل تكسر قلوب الأبناء
"أنت تحب أخي أكثر مني!" عبارة كهذه قد تهز مشاعر أي أب أو أُم، خاصة عندما تصدر عن طفل يشعر بأنه أقل أهمية. فرغم حرص معظم الآباء والأمهات على معاملة أبنائهم بعدل، واقتناعهم بأن مشاعر الحب موزعة بالتساوي بينهم، فإن الواقع قد يكشف عن فروقات عاطفية تحدث غالبًا دون قصد أو وعي.
ففي دراسة حديثة أجرتها مؤسسة "أبينيو" الألمانية لقياس الرأي، بمناسبة عيد الأم، أقر 18% من المشاركين بأن لديهم طفلًا مفضلًا. هذه النتيجة لا تُدهش سوزانه دول-هينتشكر، أستاذة علم النفس الإكلينيكي والعلاج النفسي في جامعة فرانكفورت للعلوم التطبيقية، إذ تقول إن الآباء يميلون، منذ اللحظات الأولى بعد ولادة الطفل، إلى البحث عن أوجه الشبه بينهم وبين المولود الجديد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2السكر ليس السبب الوحيد.. لماذا يفرط الأطفال في الحركة قبل النوم؟list 2 of 2فقدت أمها وهربت من الموت.. الطفلة سجود تقود أسرتها بخيام غزةend of listوتوضح أنه "نوع من الإسقاط النفسي، فعندما يرى الوالدان أنفسهما في طفلهما، فإن ذلك ينعكس على طريقة تعاملهما معه".
إن أوجه التشابه أو الاختلاف في الطباع، والاهتمامات، وحتى في الأدوار الأسرية، تلعب دورا كبيرا في تشكيل علاقة خاصة بين أحد الوالدين وأحد الأبناء. تقول فابين بيكر-شتول، مديرة المعهد الحكومي لتعليم الطفولة المبكرة والكفاءة الإعلامية في أمبرغ: "بعض الأطفال يتمتعون بطباع هادئة، بينما يكون الآخرون أكثر تطلبًا. كما أن هناك مراحل عمرية يصبح فيها من الصعب على الوالدين فهم سلوك الطفل أو التعامل معه".
وتضيف أنه في مثل هذه المراحل -كأن يرفض الطفل أداء واجباته المدرسية- قد يشعر الوالدان بالنفور من المساعدة، وهو أمر طبيعي. المهم هو أن يدرك الأهل أن مسؤولية بناء علاقة متوازنة تقع على عاتقهم وليس على الطفل.
وتؤكد: "يجب أن يشعر الطفل بأنه محبوب بلا شروط"، فالعلاقة الآمنة مع الوالدين تعزز الثقة بالنفس، وتمنع شعور الطفل بأنه أقل حبًّا من شقيقه في فترات يكون فيها الأخير محطا لاهتمام خاص بسبب ظروف معينة.
إعلانمن جانبها، تشير دول-هينتشكر إلى أن "المعاملة غير المتساوية أمر لا مفر منه"، لأن لكل طفل احتياجات مختلفة. وتعطي مثالًا: "من غير المنطقي معاملة طفل يبلغ عامين كما لو كان عمره 4 سنوات"، لكنها تؤكد أن شرح أسباب هذا التفاوت للأطفال يُساعد على تقبله.
ومع ذلك، تحذر من أن التفاوت المؤقت لا يجب أن يتحول إلى تفضيل دائم، فالطفل الذي يلاحظ أن شقيقه يحظى دائمًا بالمزيد من الحنان والرعاية قد يتأذى نفسيا بشدة.
تحذر أنيا ليباخ-إنغيلهارت، أستاذة علم النفس النمائي والتربوي في جامعة "بي إف إتش" (PFH) الخاصة في غوتنغن، قائلة: "عندما يشعر الطفل بالإقصاء أو الإهمال بشكل دائم، فإن هذا يؤثر سلبًا على تقديره لذاته وصورته عن نفسه".
ولا يقتصر الضرر على الطفل المُهمش فقط، بل حتى الطفل المُفضل قد يتحمل أعباء غير متوقعة، وتوضح إنغيلهارت: "في كثير من الأحيان، يُكلف الطفل المُفضل بمسؤوليات إضافية تتعلق برعاية الوالدين".
أما عن الأسباب التي قد تجعل طفلا مفضلا، فتقول إن ترتيب الولادة يلعب دورًا في ذلك. "فغالبا ما يحظى الطفل البكر باهتمام خاص، كونه الأول، لكنه أيضا يُطالَب بمزيد من المسؤولية". كما أن الطفل الأصغر قد يحظى برعاية استثنائية، في حين يعاني أطفال الوسط من الإهمال النسبي.
ويبدو أن الجنس يلعب دورا أيضا، وفقا لتحليل شمولي نُشر عام 2024 من قِبل الجمعية الأميركية لعلم النفس، استنادا إلى بيانات من حوالي 20 ألف شخص. وخلص التحليل إلى أن الآباء قد يُظهرون ميلًا لتفضيل البنات، وكذلك الأطفال المتعاونين أو الذين يتسمون بالضمير الحي.
وتشير نتائج التحليل إلى أن الأطفال الذين يحصلون على معاملة تفضيلية يميلون إلى التمتع بصحة نفسية أفضل، ومعدلات أقل من السلوكيات المشكِلة، ونجاح دراسي أكبر، وتنظيم ذاتي أفضل، وعلاقات اجتماعية أكثر صحة. كما أن البيانات تدعم العكس تمامًا بالنسبة للأطفال الذين لم يحظوا بهذه المعاملة.
وكتب الباحثون: "المعاملة التفاضلية من قبل الوالدين لها آثار واضحة ومتميزة تتجاوز تأثيرات التربية العامة. وهذا يعني أن نتائجها -سلبية أو إيجابية- لا ترتبط بجودة الأبوة بقدر ما ترتبط بالاختلاف في أسلوب التعامل مع كل طفل على حدة".
وغالبًا لا يكون هذا التفضيل مقصودا. ومع ذلك، فإن الاعتراف بأن جودة العلاقة تختلف بين الأبناء لا يزال من المحرمات بالنسبة للعديد من الآباء، وبالتالي يتم إنكاره في الاستطلاعات العلنية، حسب ليباخ- إنغيلهارت.
لكنها توضح أن هناك دراسات عديدة تثبت أن التفضيل اللاواعي موجود فعليا، ويتجلى مثلا في منح طفل معين مزيدًا من الانتباه أو التساهل أو الثناء.
فماذا يفعل الأب أو الأم إذا لاحظ أنه أقرب عاطفيا إلى أحد أبنائه؟ إذا كان من السهل التحدث مع طفل معين، أو أنه أكثر حنانًا؟ تنصح ليباخ-إنغيلهارت بالبدء بـ"الصدق مع النفس والتأمل الذاتي".
وتقترح أن يسأل الوالدان أنفسهما: كيف أتحدث مع كل طفل؟ كم من الوقت أقضيه مع كل منهم؟ ما الذي يُزعجني أو يُقلقني أو يُخيب أملي فيهم؟ وما الذي أقدّره لديهم؟
إعلانثم تأتي الخطوة التالية، وهي: لماذا أمنح طفلا معينًا اهتمامًا أو تساهلًا أكثر؟ هل يتكرر ذلك؟ وكيف أستطيع موازنة الأمور؟ كأن أوزع الوقت والاهتمام بشكل واعٍ، أو أن يتفاعل كل والد مع كل طفل على حدة من وقت لآخر.
وتقول إن "المعاملة العادلة لا تعني بالضرورة المعاملة المتساوية، بل أن تكون منصفة وتراعي اختلاف الاحتياجات".
ولا تقتصر آثار التفضيل على الطفل نفسه، بل تمتد إلى العلاقة بين الإخوة، فالغيرة والتنافس والشعور بالذنب قد تضر بشكل كبير بروابط الأخوّة. وقد يجد الأطفال أنفسهم في أدوار مفروضة عليهم دون اختيار.
وتختتم دول-هينتشكر بالقول: "بعض علاقات الإخوة تتضرر تماما بسبب هذا التفضيل، وربما تظل متوترة مدى الحياة".
ومع ذلك، تؤمن بيكر-شتول بإمكانية الشفاء العاطفي إذا أُتيح المجال لحوار صريح بين الأهل والأبناء، وإذا اعترف الوالدان بالألم الذي تسبب فيه التفضيل، خاصة لدى الطفل الذي عانى من التهميش.
وتضيف أن تحمّل المسؤولية عن العلاقة مع كل طفل، وطرح سؤال بسيط: "ماذا يمكنني أن أفعل لتحسين هذه العلاقة؟"، يُعتبر خطوة مهمة لرؤية كل طفل وحده، واحترام مشاعره وأخذه على محمل الجد.