فرضية غريبة تتحدث عن السبب وراء غرق تيتانيك
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
كشف تقرير نشرته صحيفة “مترو” البريطانية بالتزامن مع مرور 112 عاما على حادثة غرق سفينة تيتانيك، أن وهما بصريا ناجما عن الطقس ربما قد لعب دورا حيويا في حدوث هذه المأساة .
وتشير التقارير إلى أن السفينة غرقت نتيجة ظاهرة بصرية تعرف بالسراب حالت دون تمكن الطاقم من رصد الجبل الجليدي في الوقت المناسب.
وفي 14 أبريل 1912، انتقلت سفينة تيتانيك وركابها وطاقمها البالغ عددهم 2240، من المياه الدافئة إلى المياه الباردة، وكانت قد تلقت بالفعل عدة تحذيرات بشأن الجبال الجليدية في المنطقة.
والآن، تشير الأدلة الواردة في التقارير التي نقلتها صحيفة “التايمز” إلى أنهم أبحروا في “الانعكاس الحراري”، والذي يحدث عندما يغوص الهواء البارد تحت الهواء الدافئ.
وفي هذه الحالة، جاء الهواء البارد من تيار لابرادور على طول الساحل الكندي، والهواء الدافئ من تيار الخليج.
وفي حين أن هذا قد يبدو عاديا إلى حد ما، إلا أن التأثير ليس كذلك. ويمكن أن تتسبب الانقلابات الحرارية في ظهور مجموعة من السراب، بما في ذلك سراب مورغانا فاتا الشهير، حيث يمكن أن تبدو السفن وكأنها تطفو فوق الأفق.
وفي حالة تيتانيك، يُعتقد أن “الانعكاس الحراري” أدى إلى سراب خلق أفقا زائفا.
وبالنسبة لأولئك على مستوى سطح البحر، ينحني الضوء فوق الأفق الحقيقي، ما يسمح لهم برؤية أبعد من المعتاد. ولكن في المستوى الأعلى من سطح البحر، يمكن أن تظهر الفجوة بين الأفق الحقيقي والأفق الزائف على شكل ضباب، وهو ما قد يفسر لماذا لم يتمكن أولئك الذين كانوا على متن السفينة، على ارتفاع 30 مترا، من رؤية الجبل الجليدي إلا بعد فوات الأوان.
ومن دون السراب، ربما كانوا قادرين على رؤيته في الوقت المناسب لتجنب الكارثة.
وتدعم المقالات الموجودة في أرشيف صحيفة “التايمز” هذه النظرية التي طرحها المؤرخ والمذيع تيم مالتين.
اقرأ أيضاًالمنوعاتارتفاع حصيلة ضحايا زلزال تايوان إلى نحو 1116 شخصًا
ومع ذلك، ربما لم يكن السراب هو الذي تسبب في وقوع الحادث فحسب، بل أوقف وصول المساعدة في وقت لاحق.
وكانت سفينة SS Californian هي أقرب سفينة إلى سفينة تيتانيك عندما وقعت المأساة، لكنها فشلت في تقديم المساعدة.
وفي حين تم إلقاء اللوم على الطاقم، ولا سيما مشغل الاتصالات اللاسلكية سيريل إيفانز، منذ فترة طويلة لفشلهم في الاستجابة لإشارات الاستغاثة من السفينة، يعتقد مالتين أنهم أيضا وقعوا في فخ السراب.
ويعتقد مالتين أيضا أن حدث الطقس الغريب هذا كان من شأنه أن “يشوش” بشكل فعال إشارات مصباح تيتانيك وسفينة SS Californian، حيث لم تكن أضواء الاستغاثة التي أرسلتها السفينة الغارقة بمثابة إشارة استغاثة واضحة جراء السراب.
ووسط الارتباك الذي سببه السراب، لم يستجب طاقم السفينة SS Californian حتى الصباح، وفي ذلك الوقت كان أكثر من 1500 شخص قد فقدوا أرواحهم.
ويتفق الدكتور أندرو يونغ، خبير انكسار الغلاف الجوي من جامعة ولاية سان دييغو، مع جميع الأدلة التي تشير إلى وجود السراب، قائلا: “إن السراب وظواهر الانكسار ذات الصلة، مثل الوهم البصري، ساهمت في الارتباك وقت وقوع الحادث. وعلى وجه الخصوص، أثبت مالتين أن طاقمي تيتانيك وSS Californian رأوا إشارات بعضهم البعض ولكنهم لم يتمكنوا من تفسيرها بسبب التأثيرات الجوية”.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
إبراهيم بقال شخصية غريبة.. هو متمرد لئيم، ولكنه يبدو مثيرا للشفقة
لا أستطيع أن أفهم النوايا والدوافع الداخلية للرجل، والإنسان العادي بطبيعة تكوينه كائن مركب ومعقد، فما بالك بنوايا ودوافع شخص “غير عادي” بالمعنى الوصفي للكلمة. بمعنى هو ليس شخصا استنثائيا، ولكنه مختلف عن الطبيعي والسائد، وبالتالي فهو قد يكون أكثر تعقيدا (أو ربما أكثر بساطة لمن يستطيع أن يحلل شخصيته بشكل دقيق)، ولكن على العموم من حيث كونه إنسان فهو بلاشك ينطوي على قدر من التعقيد النفسي، ولذلك لا أستسهل وصف دوافعه العميقة أو أختزل شخصيته في وصف محدد من شاكلة إنتهازي/خائن/مصلحي/صادق وشجاع/مجنون …. إلى آخره.
الأسهل هو وصف وتحليل أفعاله الظاهرة:
بقال كان مؤتمر وطني وبعد سقوط النظام وقف وقفة شجاعة وواجه قحت وقطيعها في لحظة اختفى فيها كل الكيزان تقريبا. هذا يعطيك لمحة عن شخصيته.
خلال الفترة الإنتقالية ظهر له تسجيل وهو يتكلم عن حميدتي بغضب شديد وقال ما معناه إنه لن يدافع عن حميدتي مرة أخرى وحتى لو وجده في النار سيزيد حطبها. والسبب كان تهميش حميدتي وشقيقه عبدالرحيم له واهتمامه بآخرين وتفضيلهم بالمنح والعطايا. لمحة أخرى عن الشخصية.
بعد 25 أكتوبر والإطاحة بحكومة قحت عاد الكيزان إلى المشهد بقوة، وبقال الذي كان يقف في الصفوف الأولى للدفاع عن الكيزان ودفع الثمن، وجد نفسه في الهامش. وحينما بدأ في الاحتجاج تعرض لموجة من التنمر والإساءات من قطيع الكيزان، ودفعه ذلك (ربما ضمن عوامل أخرى) إلى الانسلاخ من الحركة الإسلامية ثم أصبح لاحقا من الموالين لحميدتي، بدوافع جهوية في الغالب. لمحة ثالثة عن الشخصية، وطريقة تحركها.
وهو شحص يحب الظهور مع الشخصيات العامة الكبيرة مثل رئيس مجلس السيادة وله صورة مع السفير السعودي، ولكنه صحفي في النهاية والتصوير مع الشخصيات العامة عادة منتشرة عند الكثيرين، ومع ذلك فهذه زاوية أخرى للنظر إلى شخصيته.
بعد اندلاع الحرب إنتقل من الحياد الظاهري إلى التأييد الصريح للدعم السريع وظهر كبوق إعلامي في البداية ثم أصبح واليا للخرطوم وشهدت هذه الفترة كثافة في التسجيلات المصورة التي أنتجها ضمن دعاية المليشيا الإعلامية. وكل ما ينتمي إلى المليشيا خلال هذه الحرب وخصوصا دعايتها هو مسرحي وجنوني وهناك حالة عامة من الجنون في كل ما قامت به المليشيا وبقال جزء من هذه الحالة، ولكن مع ذلك لا نستطيع أن ننفي أو نتجاهل اللمسة الجنونية الخاصة لبقال. وهنا قد يظهر لك شخص يعاني من اضطراب نفسي.
الظهور الأخير لبقال ضمن عدة فيديوهات في حالة من الصدمة والذهول جلعته يقول ما لايقال حول انسحاب المليشيا وهروبها من الصالحة، وجسد ظهوره مشهدا ملخصا لحالة الهزيمة وانهيار الأوهام لدى المليشيا. وقد تؤخذ قصة بقال بشخصيته بكل تعقيداتها وعللها ووهم الصعود والسيطرة ووالي الخرطوم والنفي الكاذب لتقدم الجيش وغير ذلك من الدعاية التي كان يرددها بقال ثم دراما هروبه الذليل وإعلانه لهزيمة المليشيا وهروبها بهذه الشكل، كل ذلك بقدر ما يكشف عن جوانب في شخصيته فهو أيضا يختصر قصة المليشيا كلها من ناحية أخرى.
بقاء بقال طوال هذه الفترة في الخرطوم وعدم هروبه أيضا يكشف أبعادا من شخصيته. الثقة في الموقف العسكري للمليشيا قد تكشف سذاجة مفرطة أو شجاعة تهور وربما عدمية.
الإلتزام والثبات مع القضية مهما كانت خاسرة في الظاهر، هذه من سمات الشخصية التي توحي بالصدق في القناعات، حدث ذلك مع المؤتمر الوطني بعد هزيمته، وأيضا مع الدعم السريع بعد الهزيمة. بقال يبقى يقاتل حتى بعد الخسارة. هذا جانب آخر للشخصية.
بعد هروبه أصبحت التسجيلات التي أطلقها حديث الوسائط ما أثار عليه موجة من الهجوم من المليشيا هذه المرة. هجوم عنيف دفعه لإصدار تسجيلات ما زالت تتوالى. وهنا يظهر لك الجانب من شخصية بقال، وهو الجانب الأكثر جوهرية. الشخصية غير الموفقة، والتي دائما بعد كل الذي تفعله لخدمة قضية معينة تجد نفسها تحت مرمى النيران من الرفاق أو الإخوة وتشعر بأن الإخوة أو الرفاق هم في الحقيقة أسوأ من الأعداء. حدث له ذلك مع الكيزان، والآن يتكرر الأمر مع الدعم السريع ولكن بشكل آخر.
في التسجيل الآخر ظهر بقال كشخص وصل مرحلة من اليأس واللامبالاة ووصل إلى حافة الحياة. كما قال هو الآن بين نارين من جهة هو مطارد العدو (أي الجيش والقوات المساندة) ومن جهة أخرى يتعرض لنقد وهجوم عنيف بسبب موقفه الأخير، وهو موقف يكشف عن شخصية بها المزيج من العصبية والهشاشة؛ موقف ألحق ضررا إعلاميا ومعنويا كبيرا بالدعم السريع. ولكنه لم يكن مخطئا في كل شيء، فقد كان صادقا في كل كلمة قالها، كانت لحظة الصدق والحقيقة أخيرا بعد رحلة طويلة من الدعاية والأكاذيب لمصلحة المليشيا: هرب الجميع، وجد بقال نفسه يواجه مصيره وحيدا. ومع ذلك لم يسلم من الأذى، وهنا انفجر في الجميع وتحدى الجميع وسبهم وسب كل شيء (ما عدا حميدتي وعبدالرحيم فهو يحتفظ بالولاء لهما وحدهما) ودعا من له شيء ضده أن يأتي ويطلق رصاصة على رأسه؛ كلام فيه توسل وابتزاز عاطفي ولكن ظاهره التحدي والامبالاة وربما الاستسلام للمصير. ولكنه يدل أيضا على شجاعة يائسة. ويظهر من كلامه أيضا الصدق في القناعات والتمسك بالقضية الخاسرة حتى النهاية.
كل ما تقدم هو تحليل أقرب إلى الوصف، يحاول أن يرسم صورة، أن يظهر الشخصية، لا أن يختزلها في نظرية أو فرضيات يسقطها عليها.
هو متمرد لئيم، ولكنه يبدو مثيرا للشفقة.
حليم عباس