بوابة الوفد:
2025-06-26@18:16:08 GMT

ماركيز... الروائى الفذ

تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT

على الرغم من مرور عشرة أعوام على رحيل الروائى العالمى الفذ جابرييل جارسيا ماركيز، إلا أن رواياته مازالت حاضرة بقوة فى وجدان الناس وعقولهم.

رحل ماركيز فى 17 أبريل 2014، ومع ذلك لا أظن أن الإبداع العربى فى مجمله عرف روائيًا أجنبيًا زلزل بنيانه الراسخ أكثر من ماركيز، هذا الروائى الكولومبى الذى قطف جائزة نوبل للآداب عام 1982، (كان عمره آنذاك 55 عامًا فقط)، فلما ترجمت أعماله إلى اللغة العربية، أقبل عليها القراء بشغف لا مثيل له.

وصارت رواياته بجسارتها اللافتة وأحداثها العجائبية المذهلة حديث الذين أدركتهم حرفة الأدب، سواء من كتبوه أو تذوقوه. لماذا؟.

لأن الرجل شق نهرًا جديدًا فى أرض الرواية بعد أن كادت تبور، فأزهرت وأثمرت، فاكتشف كل من الكاتب والقارئ أن الإبداع مازال عفيًا، وأن فنون القص مازالت خصبة، وأن الإنسان الموهوب قادر على ابتكار حكايات وروايات تشرح الصدر وتثير الأسئلة وتمتع الوجدان.

يتكئ إبداع ماركيز على عدة عوامل جعلته يصل إلى مستوى غير مسبوق فى فن الرواية من حيث إحكام العمل وإتقانه وروعته، من أبرز هذه العوامل: قدرته الخارقة على تخليق سبيكة روائية يمتزج فيها بمهارة عجيبة الخيال الموفور مع الواقع اليومى، بحيث يصعب على القارئ تحديد من أين يبدأ الخيال ومتى ينتهى الواقع؟ فكل منهما يتضافر بإعجاز مع الآخر.

كما أن الرجل ينحاز فى رواياته إلى العدل وينفر من الظلم والقهر والضيم، أما الديكتاتورية فيفضحها بسخرية مريرة ويندد بجرائمها بشكل فنى جميل. ولا تنس أن أمريكا الجنوبية تعرضت فى زمن ماركيز لمجموعات بائسة من الحكام المستبدين.

ترك لنا ماركيز مجموعة من الروايات المذهلة، فضلا عن عدد مدهش من القصص القصيرة، أذكر من هذه الروايات: (ليس لدى الكولونيل من يكاتبه)، و(مائة عام من العزلة)، و(خريف البطريرك)، و(سرد أحداث موت معلن)، و(خبر اختطاف)، و(الحب فى زمن الكوليرا) وغيرها.

من حسن الطالع أن المقادير أهدتنا المترجم الفلسطينى العبقرى صالح علمانى الذى نقل لنا أعمال ماركيز من اللغة الأسبانية مباشرة، حيث هى اللغة التى أبدع بها الرجل رواياته الفاتنة. لقد أوتى هذا المترجم العظيم براعة لغوية جعلته يعرض علينا تلك الروايات بلغة فصحى بالغة الحلاوة والجمال. ومع ذلك علينا الحفاوة بالمترجم المصرى الكبير الدكتور سليمان العطار الذى ترجم برشاقة (مائة عام من العزلة)، كذلك المترجم المصرى المتفرد (عبدالمنعم سليم) الذى ترجم بجمال (سرد أحداث موت معلن)، ولا ننسى المترجم التونسى القدير محمد على اليوسفى الذى ترجم بذكاء (خريف البطريرك).

أذكر جيدًا أن (مائة عام من العزلة) رافتنى طويلا فى ليالى الخدمة العسكرية عام 1985، فاستحوذت على خيالى وأفكارى وأحلامى وأسعدتنى أيما سعادة فى تلك الأيام الخوالى.

أما (الحب فى زمن الكوليرا) فأظنها أفضل ما أنتج ماركيز، من حيث فرادة الفكرة وإحكام البناء وبراعة الخيال وعذوبة اللغة.

أجل... ماركيز... أبدع فأمتع وأثرى. إنه معجزة روائية عابرة للقرون.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ناصر عراق جابرييل جارسيا

إقرأ أيضاً:

النائب مصطفى بكرى يصل الغرفة التجارية بالدقهلية على هامش المشاركة فى احتفالية ذكرى ٣٠ يونيو

وصل منذ قليل النائب الإعلامى مصطفى بكرى عضو مجلس النواب ورئيس تحرير جريدة الأسبوع، إلى مقر الغرفة التجارية بالدقهلية، وذلك للمشاركة فى احتفالية ذكرى ٣٠ يونيو التى تنظمها الغرفة التجارية بالتعاون مع مجمع إعلام المنصورة، وكان فى استقباله المهندس أحمد رعب رئيس الغرفة، والدكتورة مايسة المنشاوى مدير مركز إعلام المنصورة، وأعضاء مجلس إدارة الغرفة وأعضاء مركز إعلام المنصورة.

تقام الإحتفالية بعنوان " عهد جديد لوطن يستحق " بحضور الدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلى بالهيئة العامة للإستعلامات، و الدكتور محمد عطية البيومى نائب رئيس جامعة المنصورة، وعدد من أساتذة الجامعات، ورجال الأزهر والأوقاف والكنيسة، وأعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية، وممثلى مجمع إعلام المنصورة، وعدد من القيادات الشعبية.

وأشاد "بكرى" بحرص الغرفة ومجمع إعلام المنصورة على حرصهما على إحياء الإحتفال بذكرى الثورة المجيدة،

و رحب المهندس أحمد رعب رئيس الغرفة التجارية بالدقهلية، بالنائب مصطفى بكرى، مؤكدا أنه شخصية وطنية من الطراز الفريد، وأشار رعب إلى الدور الذى تقوم به الغرفة ومشاركتها المجتمعية بصفة مستمرة، مضيفا أن الغرفة تمتلك قاعدة بيانات تضم حوالى ٣٠٠ ألف تاجر ومؤدى خدمة، وتقوم الإحتفالية من منطلق حرص الغرفة على إحياء ذكرى ثورة ٣٠ يونيو المجيدة لتعزيز روح الإنتماء والوعى الوطنى وتخليدا لتلك الثورة التى تعتبر أهم نقطة تحول فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر، و قدرة الشعب على استعادة هويته، والدور البطولى الذى قام به الرئيس عبد الفتاح السيسى زعيم الأمة العربية الذى سرعان ما يلبى النداء.

ومن المقرر تلقى الدكتورة مايسة المنشاوى مدير مركز إعلام المنصورة، الكلمة الإفتتاحية، حيث قالت إن هذه الإحتفالية تأتي ضمن سلسلة الفعاليات التوعوية والثقافية التى يحرص المجمع على تنظيمها بصفة دورية، خاصة فى ذكرى تلك الثورة العظيمة التى عبرت عن إرادة الشعب الحقيقية للتغيير.

كما أشارت إلى أن الحفل سيشهد فقرات متعددة أبرزها فيلم تسجيلى عن ثورة ٣٠ يونيو وعدد من الفقرات والخطب الوطنية والعروض الثقافية والأغاني الوطنية.

مقالات مشابهة

  • رغدة عامر لـ صدى البلد: نسبة المكون المحلي بالهواتف مائة بالمائة.. ومصر سوق جاذب دائما للشركات العالمية
  • إنجي علي تروج لحلقتها الجديدة مع أسماء أبو اليزيد في هذا الموعد
  • أمل عمار: برامج الحماية الاجتماعية تلعب دورا فى الحد من العنف والتمييز ضد المرأة
  • اتصال هاتفى بين وزير الخارجية والهجرة ووزير خارجية اليونان
  • وزير الخارجية ونظيره اليوناني يؤكدان أهمية التزام إيران وإسرائيل بوقف إطلاق النار
  • النائب مصطفى بكرى يصل الغرفة التجارية بالدقهلية على هامش المشاركة فى احتفالية ذكرى ٣٠ يونيو
  • في ذكرى 30 يونيو.. كيف سطّر «الإخوان» نهايتهم في حكم مصر (2 من 2)
  • في ذكرى 30 يونيو.. كيف سطّر «الإخوان» نهايتهم في حكم مصر (1 من 2)
  • دراجات نارية.. تتويج مارك ماركيز بلقب سباق جائزة إيطاليا الكبرى
  • تفاصيل | مشاركة محافظة مطروح فى معرض الجيزة للتراث والحرف اليدوية